ترجمة/ بهاءالدين جلال
مع تأزم الأوضاع في سوريا و اصابة المجتمع الدولي بالأحباط من جراء عدم انخفاض نسبة العنف وزيادة الضحايا و كذلك مع أنّ احتمال التدخل العسكري و استخدام القوة ضد نظام الأسد أصبح بعيد المنال،نجد أنّ كل الأنظار تتجه الى قوى المعارضة و المجلس الوطني الكوردي في سوريا من اجل ضمان حقوق الشعب الكوردي في هذا البلد،وفي هذا اللقاء يسلط الدكتورعبدالحكيم بشارسكرتير الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا الأضواء على آخر مستجدات الأوضاع و المعارضة الكوردية ودور المجلس الوطني الكوردي في سوريا و مساعي الرئيس البارزاني لتقديم المساعدات و الدعم من اجل تحقيق تطلعات الشعب الكوردي.
* زرتم مؤخراَ عدداَ من الدول الأقليمية و العربية،تُرى ماذا حملت أجندة زياراتكم الى تركيا و قطرومصر،وما هي توجهات و مواقف تلك الدول ازاء المعارضة و اسقاط نظام الأسد؟
- قبل سفرنا الى تركيا و قطر زرنا الولايات المتحدة الأمريكية و اجرينا لقاءات عدة مع المسؤولين في وزارة الخارجية و البيت الأبيض و اعضاء الكونغرس و اطراف أخرى من الحكومة الأمريكية وقد شرحنا لهم وجهات نظر المجلس الوطني الكوردي في سوريا كما شاركنا في اجتماع المعارضة السورية الذي انعقد في ال(15 و16) من شهر حزيران المنصرم،و قد أجمعنا على حقيقة واحدة وهي اسقاط نظام الأسد كما طرحنا فيه مطالب و توصيات و أبرزها عقد مؤتمر في القاهرة الذي يتطلب اعداد مستمسكات و برنامج مكثف منها كتابة مسودة مشروع سياسي لطرحه على المؤتمر واجراء مناقشاتها بشأنها،وكذلك تحديد الأطراف و الشخصيات التي سوف تشارك فيه،كما زرنا قطر في يوم 17 من الشهر ذاته،وقد تلقينا دعوة من معهد بروكينكز الأمريكي للمشاركة في الحوار الذي يجريه المعهد بشأن المسائل السياسية و البحوث الستراتيجية وما يطرحه المعهد يعكس وجهات نظر الولايات المتحدة الأمريكية وهذا يعتبر مهماً بالنسبة لنا ككورد،كما في النية زيارة القاهرة وسوف نبحث هناك الأوضاع في سوريا و التحولات المقبلة و لدينا برنامج زيارة الى باريس، و ما لقينا من آراء و موقف من الولايات المتحدة الأملايكية و بريطانيا و فرنسا و الدول الصديقة حتى الآن تصب في موقف موحد الا وهو اسقاط النظام في سوريا ونعتقد أنّ تلك المواقف لها تأثير مباشر على عملية الأسقاط وقد لاحظنا أنّ معظم هذه الدول ترغب في اقامة نظام ديمقراطي وحر في سوريا يضمن حقوق كل المكونات،كما قيّمتْ الدول عالياَ نشاطات و مواقف المعارضة والمجلس الوطني السوري و اعربت عن ثقتها الكاملة بقيادة المعارضة سيما البيت الأبيض و وزارة الخارجية.
* ولكن الأوضاع دخلت الآن مرحلة معقدة،حيث لايمكن الأعتماد على بشار الأسد في اجراء الحوار و لا المعارضة تقبل بالجلوس معه على طاولة الحوار،اذاَ ماهو الخيار الأمثل للخروج من هذه الأزمة؟
- الأنتفاضة والثورة في سوريا وصلتْ الى مرحلة لايمكن أنْ يتحمل الشعب العيش في ظل هذا النظام،ولهذا السبب لم يبق هناك احتمال لأجراء أي حوار وكلما طال بقاء الأسد في سدة الحكم كلما زادت المقاومة و تصاعدت اعمال العنف والقتل والخوف والرعب، و اتجهتْ البلاد نحو الدمارو الخراب،فلايمكن لأي سلطة أنْ تقف بوجه ارادة الشعب حتى النهاية،ولكن اطالة فترة بقاء هذا النظام سوف يؤدي الى اراقة المزيد من الدماء و الى اندلاع حرب أهلية مذهبية لاسيما بين العلويين و السنة،واذا مااستمرت هذه الحرب فإنّ الشعب سيواجه مخاطر كبيرة،ولكن استقالة بشار و تخليه عن السلطة تجنّب الشعب السوري بمن فيه العلويين الخسائر و اراقة الدماء.
* ألا تشعرون بأنّ المجتمع الدولي يكاد أنْ يُصاب بالأحباط ازاء الأوضاع في سوريا،بسبب عدم التدخل العسكري و استخدام القوة ضد النظام،أي أنّه يعوّل على المعارضة ، يا تُرى ماهي نشاطالت المعارضة وخطتها المستقبلية؟
- المعارضة هي محط آمال الشعب السوري الى حدما،ولكنها لاتضم كل المكونات،نحن كشعب كوردي لدينا المجدلس الوطني الكوردي، لذا نعتقد أنّ تشكيل مشروع سياسي في سوريا يضم مختلف القوى المعارضة والشعبين العربي و الكوردي و المذاهب الأخرى امر ضروري ويصب في مصلحة الجميع،شريطة أنْ توقّع عليه سائر الأطراف وتصبح بمثابة وثيقة معتمدة تُحدّد فيها حقوق كافة المكونات والألتزام ببنودها و مبادئها مستقبلاَ وحتى لايحدث أي انتهاك خارج تلك الوثيقة،وعلى سبيل المثال فإنّ العلويين و المسيحيين والدروز يعيشون في اوضاع ايجابية ولم يلاقوا لحد الآن أية صعوبة أو مشكلة ،في حين أنّ الكورد الذين كانوا في السابق يعيشون في اوضاع مزرية مازالوا يعانون حتى الأن من القمع و الغدر،وخلال ال 16 شهراَ المنصرمة من عمر الثورة فإنّ نظام الأسد يواصل اضطهاد أبناء الشعب و قتلهم و تهجيرهم،والنظام لا يعوّل فقط على روسيا و بعض الدول بل حتى على بعض المجموعات و الأطراف في الداخل التي تدعم النظام و مؤسساته الأمنية القمعية و هي المستفيدة دائماً من هذا النظام،ولكن كما أشرت اليه من قبل، فأنّ هذه الوثيقة اذا ما التزمتْ بها المعارضة بكافة أطيافها و تم تنفيذها بعد سقوط نظام بشار الأسد،فإنّ حقوق و حريات الجميع سوف تصان وبما فيها الأطراف التي تدعم النظام في الوقت الحاضر، وقد طالبنا المعارضة في هذا المشروع السياسيي أنْ تتعهد بحماية حقوق العلويين و الدروز و المسيحيين و الشعب الكوردي على حد سواء،لأنه لايمكن أنْ تدعونا المعارضة للتعاون معها و دعم نشاطاتها من دون وضع اعتبار لمستقبل و مصيرو مصالح الأطراف، كما على المعارضة تكثيف حهودها ونشاطاتها داخل البلد،وليس بعيداَعن معاناة الشعب و هي الآن موزعة على بعض الدول الصغيرة التي ليس لها وزن دولي،إنّ المشاركين في هذه الثورة هم فقط الذين يناضلون و يواجهون بطش النظام يومياً و يطالبون بالحرية و الديمقراطية ،ونتوقع أيضاً أنْ يقوم الكثير من الدول العالمية و العربية مستقبلاً بأعاقة وصول الشعب الكوردي الى حقوقه المشروعة.
* ان الكورد يشكل مكوناَ مهماَ في سوريا وقدم كوكبة من الشهداء خلال هذه الثورة،السؤال هو :كيف تنظر المعارضة الى حقوق الشعب الكوردي؟
- هناك ثلاث نقاط ستراتيجية و مهمة بالنسبة لنا ككورد ولايمكن المساومة عليها، الأولى:على المعارضة القبول بوجود الكورد كشعب يعيش على أرضه وذلك من خلال تثبيت اسمه و حقوقه في الدستورالسوري،النقطة الثانية :يجب رفع السياسة العنصرية التي يتبعها النظام السوري منذ سنين من اجل التغيير الديمقراطي و مسح الهوية القومية للكورد،، النقطة الثالثة:دعم حقوق الشعب الكوردي و حل قضيته بالطرق الديمقراطية و هذا يتطلب اجراء استفتاء حر و شفاف و برعاية دولية وحينها يحدد الكورد مصيره في اطار البلد، من جهة اخرى فإنَ القوة الكبيرة والمقتدرة في سوريا هي المجلس الوطني السوري ، وإنها تعتبر المكونات السورية شعباَ واحداً و لاتميّز بين الكورد وغيرهم،أي أنها لاتعتقد بأن الشعب الكوردي شعب مستقل و ويختلف عن العرب ،ولكنها تعترف بأنّ الكورد قد تعرض الى الظلم وتطالب برفع هذا الظلم عنه وحل قضيته بصيغة عادلة و وفق مباديء الديمقراطية و لكن من غير اجراء الأستفتاء،وهذا يخالف مطالب الشعب الكوردي حيث نطالب الآن تحديد حقوقنا قبل سقوط نظام بشار الأسد و تثبيتها في المشروع السياسي المتمثل في الوثيقة المشتركة والتي هي بمثابة دستور للبلاد،ولكن اطراف المعارضة لاتقبل بهذا المشروع بذريعة أنّ الثورة سوف تقر حقوق ومصير الشعب الكوردي بعد سقوط النظام،والذي سنرفضه في المجلس الوطني الكوردي،لأننا سبق أنْ تعودنا كثيراً على هذه الوعود الزائفة و لهذا السبب نؤكد على أنّ الأستفتاء هو الخيار الوحيد لتقرير المصير.
* ماذا يريد الكورد في سوريا بعد سقوط نظام الأسد من حقوق و مصالح، وما الخطوات التي اتخذتموها كمعارضة و كممثل للشعب الكوردي في هذا الصدد؟
- على المعارضة القبول بوجود الشعب الكوردي كشعب يعيش على ارض اجداده وأنْ تثبت حقوقه كاملة في الدستور مع نبذ السياسة العدائية التي كانت تتبعها ضد الكورد وتعويضه ويقرر الكورد مصيره عبر استفتاء شفاف وحر،ونحن ككورد نطالب بالحكم و اللامركزية السياسية ،ويؤكد الكورد اليوم واكثر من اي وقت مضى على تحقيق النظام الفدرالي بمحتواه و مقوماته الحقيقية وليست الشكلية،ونتطلع الى العمل من اجل شعبنا و تحقيق مصالحه الأقتصادية و الأجتماعية و السياسية،و نتمكن من حل مشكلاتنا وتقديم افضل الخدمات لمواطني المناطق الكوردية،وفي ظل هذا النظام الفدرالي نستطيع تأمين مواردنا و نسهم في تطوير مناحي الحياة المختلفة،حيث نعاني منذ سنوات من مسألة مسح الهوية القومية والتغييرالديموغرافي، كما نتطلع الى توفير فرص التعليم والخدمات الصحية الى ابناء شعبنا،وفي الحقيقة نؤكد هنا أنّه من الضروري حل المشكلة الكوردية بتطبيق الفدرالية وبخلاف ذلك سوف تندلع حرب اهلية بين مكونات الشعب السوري من العلويين و السنة و الشيعة و الدروز وحتى الكورد،ويخدم هذا النظام الجميع دون استثناء الى جانب أنه يصب في خدمة وحدة سوريا و سيادته و استقلاله.
*ماهو تقييمكم لدور الرئيس البارزاني في هذه الظروف ازاء الثورة و الشعب الكوردي في سوريا؟
- الرئيس البارزاني بالنسبة لنا هو الرمز القومي وإنّه لمن دواعي الفخر و الأعتزاز لنا ككورد أنْ نملك مثل هذا القائد الذي قدم الدعم الكبير للمجلس الوطني ولقد أكد سيادته في كل اللقاءات و الأجتماعات التي اجراها مع رؤوساء و قادة الدول في العالم وبينها فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية و تركيا على مواقفه القومية و الوطنية في مجال الدفاع عن الديمقراطية في سوريا و تحقيق تطلعات الشعب الكوردي و مجلسه الوطني،واعتبر سيادته المجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للشعب الكوردي وهذا محل التقدير بالنسبة لنا و يضيف لنا قوة اضافية ،كما أن الرئيس البارزاني يؤكد بأنه عون دائم لنا من اجل نيل الشعب الكوردي حقوقه في سوريا،ولايقبل ايضاً بأنْ يعيش الكورد في ظل القمع و الأضطهاد.
* سؤالنا الأخيرحول دور حكومة اقليم كوردستان في تقديم الدعم اللازم لكم ، وهل أنها اسهمت في ذلك؟
- قدمتْ لنا القيادة السياسية و حكومة اقليم كوردستان مساعدات مهمة وذلك من اجل انقاذ الشعب السوري عامة و الكورد على وجه الخصوص من هذه المرحلة الصعبة،وأنْ يتحقق النظام الديمقراطي و يتوصل الكورد الى اهدافه وحقوقه، واطلب من مجلة كولان ايلاء اهتمام خاص ومستمر بالأوضاع و التحولات في سوريا و تنشر بشأنها ملفات و تقارير تُظهر دور المجلس الوطني الكوردي في سوريا ونضاله من اجل تحقيق تطلعات و أماني الشعب الكوردي [1]