صاموئيل جي برانين وهو الآن باحث كبير في المركز الستراتيجي لدراسات الأمن الدولي CSISالمتخصص في سياسات الدفاع و الأمن الأمريكيين حول تركيا و العراق وقبل ذلك كان مساعداً خاصاً لنائب وزير الدفاع الأمريكية و في المرحلة اللاحقة تولى المنصب ذاته ولكن هذه المرة للشؤون الستراتيجية ووضع الخطط العسكرية، حاورته مجلة كولان مجيباً على العديد من الأسئلة المتعلقة بالأوضاع الراهنة في العراق و انعكاساتها على السياسة الأمريكية.
ترجمة/بهاءالدين جلال
صاموئيل جي برانين وهو الآن باحث كبير في المركز الستراتيجي لدراسات الأمن الدولي CSIS
المتخصص في سياسات الدفاع و الأمن الأمريكيين حول تركيا و العراق وقبل ذلك كان مساعداً خاصاً لنائب وزير الدفاع الأمريكية و في المرحلة اللاحقة تولى المنصب ذاته ولكن هذه المرة للشؤون الستراتيجية ووضع الخطط العسكرية، حاورته مجلة كولان مجيباً على العديد من الأسئلة المتعلقة بالأوضاع الراهنة في العراق و انعكاساتها على السياسة الأمريكية.
* يمر العراق الآن بأوضاع قد تخرج عن السيطرة و تتفاقم يوماً بعد يوم ويشهد بأستمرار تفجيرات و دمار وقتل،وفي ظل هذه الأوضاع تعتقد الى اين سيتجه العراق مستقبلاً؟
- بالتأكيد ان اعمال العنف التي يشهدها العراق هي مبعث قلق كبير لدى الشعب بكل مكوناته، حيث لم يشهد البلد هذا المستوى من العنف و الأرهاب بعد زيادة القوات الأمريكية في 2007 وهذا يعني تراجعاً كبيراً للأستقرار و السيطرة على الأوضاع من قبل السلطات العراقية،ومن الصعب جداً معرفة مستقبل هذا التطور الخطير،انه بداية لأندلاع حرب اهلية بين المكونات،ونتسائل ماهو ردفعل المالكي على هذه التوترات و هل باستطاعته السيطرة على الأوضاع عن طريق قواته الأمنية و العسكرية؟أم يقوم بحث العراقيين على ضبط النفس و الأبتعاد عن التجاذبات و الصراعات الطائفية؟!
* يتجه الشرق الأوسط عموماً نحو وضع متأزم خاصة بعد احداث مصر و جرائم بشار الأسد ما تشكل هذه التطورات خطراً على العراق ألا تعتقد أن تفاقم الأوضاع على هذا النحو سوف يؤدي بالنتيجة الى اندلاع حرب اهلية بين الشيعة و السنة ليست في العراق فحسب، بل في المنطقة برمتها؟
- القلق لدى الجميع يزداد يوماً بعد يوم ليس فقط بين الشيعة و السنة و انما بين الكورد و الأتراك و العراقيين و السوريين ايضاً، أي هناك عدة وسائل مشجعة لأندلاع الحرب و اعتقد أن مخاطرها تقترب و تتوسع،و السبب هو ما نلاحظه من التنافس الشديد بين منْ يؤيد بشار الأسد في المنطقة و بين من يقدّم الدعم و السلاح الى المعارضة و الذي من المتوقع استخدامه ليس في سوريا بل في معارك اكبر في المنطقة،و من المعلوم انّ هناك مجموعات ترغب في اندلاع حرب كبيرة ومنها منظمة القاعدة في العراق و سوريا التي تكثّف الآن من نشاطاتها الأرهابية، وبرأيي هذه سابقة خطيرة و تمهيد للحرب المتوقعة و التي ان حدثت سوف تتأثر بها معظم دول المنطقة.
* يعتقد الكثير من الخبراء ان المشكلات لم تعد خاصة بالعراق و انما تتعلق بالقوى الخارجية التي تتدخل في شؤون العراق الداخلية،وفي ظل تأزم الأوضاع الحالية اليس هناك احتمال لأندلاع حرب اهلية؟
- بالتأكيد هناك قوى خارجية متورطة في العراق ولكن من حيث المبدأ فقط،المشكلات في العراق لايحلها الاّ العراقيون انفسهم،لاأتوقع عودة الأميركان الى العراق أو أي دولة اخرى مرة اخرى تحت ذريعة اعادة الأمن و الأستقرار،وهذا امر مستحيل من الناحية السياسية في واشنطن،و لو لم يتمكن الرئيس البارزاني و حكومة المالكي ايجاد حلول للمشكلات القائمة فإنها تؤدي الى نتائج خطيرة و يتحول العراق الى سوريا اخرى.
* تتستر الولايات المتحدة الأمريكية و المجتمع الدولي وخاصة الأتحاد الأوروبي و الأمم المتحدة على الأوضاع في العراق لأخفاء الأخطاء التي ارتكبتها في العراق على الرأي العام الدولي،و الهدف من ذلك هو التنصل عن المسؤولية من التوتر الخطير الذي يشهده العراق،أليس السكوت الدولي هو احد الأسباب الذي دفع الحكومة العراقية الى عدم التحرك بأتجاه حل أزمته الداخلية ؟
- نعم ،انتم مطلعون على الأوضاع اكثر مني،و انّ هناك تهميشاً للعراق من جانب الأهتمام الدولي، لأن اهتمامات الدول تنصب كلها على ما يحدث في مصر و سوريا،و بالنتيجة ليس هناك أي ضغط من قبل المجتمع الدولي على العراق لكي يتحرك بأتجاه ايجاد مخرج من الأزمة التي يعيشها العراقيون بكافة مكوناته.
* يعتبر العراق بلداَ غنياَ بالنفط و يحصل على موارد مالية كبيرة، ولكن نجد على ارض الواقع انعدام الخدمات الأساسية من الماء و الكهرباء ،ويعيش العراقيون في قلق و خوف مستمرين،هل تعتقد قيام العرب السنة بردود افعال مناوئة ضد الحكومة الحالية؟
- انا اتفق معك في هذه النقطة،وهذه مشكلة كبيرة ،وليس لدى الأميركان أي حماس أو عزيمة للتدخل في مشكلات الشرق الأوسط الداخلية،المسألة تخص العراق بالدرجة الأولى، لذا اتمنى على الرئيس البارزاني و كذلك السيد المالكي التحرك بسرعة لأيجاد حلول ناجحة قبل أنْ تتفاقم المشكلات و تخرج عن السيطرة.
* المعروف عن اقليم كوردستان أنّه منطقة آمنة،ولكن انعدام الأمن و الأستقرار في العراق يشكّل عامل تهديد مستمر له، السؤال هو: الى اي مدى يعتبر استقلال الأقليم مثار اهتمام المجتمع الدولي؟
- اعتقد ان اقليم كوردستان جدير بالأهتمام الدولي ، وللأسف الشديد فإن القائمين على السياسة الأدارية للعراق نسوا انه ليس بالأمكان عودة القوات الأميركية مرة اخرى للدفاع عن العراق و ان السيد المالكي غير متعاون مع المكونات و الأطراف المشاركة في الحكم على حل المشكلات و تذليل العقبات امام الحل الجذري للخلافات القائمة و هو لايمثّل المصالح العامة للبلد،واكثر المسؤولين لايبالون بما يحدث في اقليم كوردستان من التطورات و عمليات التنمية و الأعمار و ليس لدى اميركا و المجتمع الدولي أي تصور ايجابي عن الأقليم.
* سؤالنا الأخير يتعلق بعملية التنمية المستمرة في اقليم كوردستان ، كيف تنظرون اليها، و الشق الثاني من السؤال يخص الكورد النازحين من سوريا الى الأقليم ماهي قراءتكم لهذه الحالة؟
- حسناً فعلَ الرئيس البارزاني وهو يقود اقليم كوردستان نحو التقدم و الأنماء الأقتصادي،وفي نفس الوقت فهو يواجه تحديات كبيرة،منها علاقات الأقليم مع بغداد والخلافات القائمة بصدد الأتفاق على قانون النفط و الغاز،والنقطة الأخرى هي مواجهة الفساد و اجتثاثه،و العمل على ضمان عملية الأستثمار في الأقليم و حث الشركات الدولية على القدوم الى الأقليم للعمل في المشاريع التنموية،و لااعتقد ان الرئيس البارزاني يفكر في مسألة التدخل في سوريا عسكرياً لأنه ليس من الأمور السهلة، صحيح أنّ الكورد يعتبرون البارزاني قائدهم ما جعله محط آمال الكورد في الأجزاء الأخرى ولكن في الوقت ذاته يعتبر تدخّل الأقليم في سوريا خطأ كبيراً،ولكن عليكم بفتح الحدود أمام النازحين و تقديم المساعدات الأنسانية اليهم،ولقد قمتم بهذه الخطوة التي هي محل تقديرلدى الجميع، أما الدعم العسكري فهو لايخدم الأقليم و انما سوف يؤدي الى نقل اعمال العنف و التوتر اليه و هو في غنى عنها.[1]