السليمانية\ بروا أسعد
يعمل المعلم قادر في صناعة الساعات منذ أن كان عمره 6 سنوات، ويعمل في هذا المجال منذ أكثر من 50 عاماً، حيث يعيد تدوير عقارب الساعات المعطلة، مؤكدا أنه لا يستطيع ترك هذا العمل بعدكل هذه السنوات.
يوجد محل صغير في شارع المولوي في مدينة السليمانية، يعمل فيه رجل مسن يدعى قادر ملا طيب، المعروف باسم المعلم قادر.
ولد معلم قادر عام 1951، وفي عام 1957 بدأ بصيانة الساعات مع والده.
قدم إلى السليمانية من منطقة جمجمال عام 1975، حيث اشترى مع عمه متجراً يعمل إلى الآن فيه، والذي اشتراه حينها بألفي دينار.
ابتهد قادر عن مهنته لمدة ست سنوات فقط بسبب الخدمة العسكرية مرة أخرى، من منطلق حبه لمهنته، عاد للعمل في صناعة الساعات.
المعلم قادر الآن متقاعد ويعمل أكثر من 6 ساعات يوميا في متجره الصغير، يجتمع الرجال والنساء لصنع ساعاتهم لديه.
الأشخاص الذين يزورون المعلم قادر راضون جدا عن عمله والعديد منهم من مدن مختلفة في العراق، ويؤكدون أنه شخص المتقن لعمله.
يمنح المعلم قادر ضمانا لمدة عام لمن يصنعون ساعاتهم لديه، في غضون عام إذا ظهرك أي مشكلة في ساعتهم، يقوم بتصليحها دون أخذ المال.
متجر المعلم قادر به العديد من أنواع الساعات القديمة ولديه خبرة كبيرة في نوع واسم الساعات.
يقول متحدثا عن أنواع الساعات السابقة: “تم استخدام الساعات الحمراء من قبل، الساعات الأوتوماتيكية كانت متاحة بعد الستينيات، البعض منهم لا يزال قائما ويتم استخدامه.”
يقوم المعلم قادر بأكثر من مجرد تنظيف وتغيير البطاريات، يغير العقارب إذا لزم الأمر، ويمنح صاحب الساعة ثلاثة أيام ليعود من أجل استلام ساعته.
يوجد على حائط متجر المعلم قادر ساعة ملفتة للانتباه، مما يجذب انتباه أولئك الذين يرتادون إلى متجره، حيث تكون الأرقام في تلك الساعة معكوسة، كما توجد خريطة لكردستان بداخله، يقول قادر: “هذه دلالة على أن الكرد يمكن أن يقلبوا عقارب الساعة إذا أرادوا ذلك.”
ويتحدث عن عمله قائلا: “أنا أؤمن بعملي، في هذا المتجر الصغير، أدفع ضرائب للحكومة مثلها مثل مستشفى خاص، على الرغم من أنه ليس لدي دخل كافٍ، إلا أني مرتاح نفسياً لمهنتي، ترك معظم أصدقائي وزملائي وظائفهم لأنهم لا يملكون دخلاً كافياً.”[1]