البروفيسور هنري بارك هو المؤلف المشارك مع المدير السابق لوكالة الأستخبارات الأمريكية CIA لكتاب(المشكلة الكوردية في تركيا) و مختص في المسألة الكوردية والشرق الأوسط وهو الآن باحث في شؤون أقليم كوردستان لدى معهد كارنجي، وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة(لبهى) وقد تحدث لمجلة كولان عن الزيارة الرسمية لرئيس أقليم كوردستان الى مدينة آمد في تركيا:
* لماذا واجهت الحكومة التركية دعوة رسمية للرئيس البارزاني لزيارة مدينة آمد؟ جاءت الزيارة برأيي ليظهر البارزاني مساندته لعملية السلام في تركيا، وعرض الأخيرة تلك المساندة بشكل علني ما يكسبها أهمية قصوى و نادرة و رمزية لأنها أعتراف بإن القضية الكوردية لا تقتصر على العراق فحسب، بل هي موجودة في تركيا ايضا.. وبأمكاننا من هذا المنطلق القول أنها خطوة دراماتيكية في غاية الأهمية أتخذها أردوغان.. و طريق لتوجيه رسالة الى الرأي العام التركي بإن عهد معاداة الكورد والترك قد ولى وأن عليها العثور على طريق للتكيف والتعايش معاً.
* وهل من شأن هذه الزيارة أن تضمن الأسراع في عملية السلام؟
- إن من يتخذ القرارات هنا هو الحكومة التركية والكورد في تركيا ما يبعث على التساؤل حول مدى رغبة (ب.ك.ك) في المشاركة بالعملية، إلا أن زيارة البارزاني ستكون بالأساس سبباً في تجديد الثقة لدى أبناء المنطقة وهي خطوة يؤيدها كورد العراق عامة وهنا تكمن المسألة الكبرى والمهم أيضا أن نفهم أن على كورد تركيا أن يحققوا السلام وليس البارزاني وحده الذي يبين فقط مساندته لهذه العملية .
* وتأتي الزيارة هذه، وهي المرة الأولى بتأريخ العلاقات بين تركيا وبين أقليم التي تتم دعوة قائد كوردي لزيارة مدينة كوردية في تركيا وهو بمثابة تحول في سياسة تركيا أزاء الأقليم، فما مدى إمكانية أن يؤدي البارزاني دوره في معالجة القضية الكوردية بصورة سلمية؟
- بقناعتي، كما ذكرت لكم سابقاً، أن هذه زيارة مهمة للغاية فالبارزاني قد زار مدينة أمد التي تعتبر عاصمة كوردستان تركيا، لأبداء دعمه الكامل لعملية السلام، إلا أن ما يفعله البارزاني في هذا المجال هو مهم جداً كون قواعد ب.ك.ك موجودة في المناطق الخاضعة لسلطة حكومة أقليم كوردستان، لأنه لولا مساندة البارزاني للعملية لأختلفت الأمور تماماً فضلاً عن العلاقات الأقتصادية بين تركيا والأقليم وأعتماد الأخير على تركيا وتطلع الحكومة التركية الحالية الى تسجيل أنها قد عملت الكثير لمعالجة بعض المشكلات السابقة بينهما وقد يكون ذلك أيضا، عاملاً مساعداً في العملية، وقد تغضب هذه العملية بعض الأطراف من أشتراكيين وحتى داخل .ب.ك.ك كونها تتصور أن البارزاني إنما يدعم أردوغان.. إلا أن الزيارة بصورة عامة هي تطور أيجابي حددت بالتدريج والعمل الدؤوب ما يعني وضع أساس راسخ للمستقبل وربما لا نرى النتائج بصورة مباشرة أو واضحة إلا أن الجانبين بصورة عامة يضعان أساساً راسخاً يمكن البناء عليه مستقبلاً.
* ما مدى أهمية المسألة السورية بالنسبة لأقليم كوردستان وتركيا أساساً لتوجهات مشتركة بينهما؟
- لا يشترط أن تتوافق آراء البارزاني وأردوغان بالكامل حول المسألة السورية وما يحدث فيها، وقد يكون فيها بعض التباين كون البارزاني يمتعض كثيراً بشأن(جبهة النصرة) وغيرها من المسائل وقد يتوافق رأيهما في مسألة غرب كوردستان و (ب.ي.د) وعدم تقبلهما له وهي مسائل تم التباحث بشأنها جميعاً طويلاً.
* وما مدى توافق آرائهما بإن سقوط نظام الأسد سيفتح الطريق لمعالجات أساسية؟
-المسألة السورية هي ليست مشكلة يتمكن البارزاني وأردوغان من معالجتها بل هي مسألة معقدة جداً وقد تباحثاً بشأنها كثيراً ما يعني عدم قناعتي بتوصلهما الى نتيجة بصددها فهي مشكلة أكثر تعقيداً و صعوبة من ذلك.
ترجمة / دارا صديق نورجان.[1]