البروفيسور جامس .أي. ريلي استاذ التأريخ في جامعة جورج تاون و المتخصص في تأريخ سوريا في عهد الامبراطورية العثمانية ،اجاب عن بعض الأسئلة التي وجهتها له كولان:
ترجمة/ بهاءالدين جلال
البروفيسور جامس .أي. ريلي استاذ التأريخ في جامعة جورج تاون و المتخصص في تأريخ سوريا في عهد الامبراطورية العثمانية ،اجاب عن بعض الأسئلة التي وجهتها له كولان:
* المجتمع الدولي الآن في انتظار حل الازمة السورية سلمياً ومن خلال مؤتمر دولي،من اين جاءت تلك القناعة ؟
- القوى الخارجية الداعمة للقوى المختلفة في سوريا ومنها الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا و تركيا و دول الخليج و السعودية و قطر و بالتاكيد معها ايران،وجدت ارضية مشتركة وهي انّه بأمكان تخفيف العنف و التوتر أنْ يؤدي الى نتائج ايجابية و انخفاض نسبة العنف و الأضطرابات،ولكن اعتقد انّ الحل السياسي بعيد المنال في الوقت الحاضر.
* ولكن قبل شهرين فقط تحدثت الأنباء عن قيام نظام الأسد باستخدام السلاح الكيمياوي و على اثر ذلك اتخذ المجتمع الدولي موقفاً متشدداً جداً من النظام، ولكن لم يُترجم الموقف الى الفعل ،تُرى ما سبب ذلك؟
- يجب وضع المجتمع الدولي بين قوسين ،لأنه يدعم اتجاهات سورية مختلفة في القتال الدائر هناك،وهذا يعني انه لايوجد توجه موحد يتفق عليه الجميع بشان مايحدث داخل سوريا،و الأمر الأكثر ايجاباُ هو توصل المجتمع الدولي الى اتفاق من شانه عدم انتقال دائرة العنف الى الدول الأخرى،ولكن لاأجد الآن أي اطار يوحي الى قرب انتهاء القتال و العنف في سوريا و ايجاد الحل المناسب للأزمة.
* ركّز المجتمع الدولي فقط على استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا ولكن نجد أنّ اكثر من مائة الف مدني قُتلوا بالأسلحة التقليدية ، وهل هذا لايكفي لقيام المجتمع الدولي بالتدخل في سوريا؟
- بالتأكيد من وجهة نظر انسانية فأن الوضع في سوريا يُعتبر كارثة حقيقية،ولكن هناك صراعات حول المصالح بين القوى الأقليمية و الدولية ، و بمعنى آخر فإنّ الدول التي تهتم بمصالحها في الأزمة السورية لايهمها مقتل المدنيين مهما كان عددهم أو الهجرة و ترك البلد جراء العنف و الدمار،وما يقلق الجميع هو انّ استمرار القتال و الأضطرابات في سوريا من شانه مقتل و هجرة آلاف آخرين ومن ثم انتقال التوتر الى خارج سوريا ومنها لبنان و الأردن و تعكير الوضع في تركيا ايضاً، وهذا لايعتبر مسألة انسانية والتي من الممكن ان تتحول الى ذرائع للقوى الخارجية من اجل احتواءالأزمة أو تحجيمها،و للأسف لاأعتقد أنَ المأساة الأنسانية هذه سوف يكون لها دور كبير في حسابات الدول العظمى و القوى الخارجية.
* على الصعيد الأقليمي اصبح الوضع السوري تهديداً لدول الجوار،وعلى سبيل المثال تقوم القاعدة يومياً بأرتكاب عمليات اجرامية ،ما هي قراءتك لهذا الموضوع؟
- بدون شك ان لشبكات القاعدة في العراق ارتباطات و علاقات مع قريناتها في سوريا وهذه العلاقات سوف تؤثر سلباً على العراق و العراقيين اذا ما استمر الوضع الحالي في سوريا.
*يجري الحديث حول قلق الولايات المتحدة و الغرب بشأن التدخل في سوريا بسبب وجود مجموعات اسلامية متشددة في صفوف المعارضة ، هل من المعقول الدفاع عن نظام دكتاتوري خلق كارثة انسانية في البلد خشية انْ لاتحل محله مجموعة متشددة؟
- الجواب هو كلاّ،لأن القضية السورية و على المدى البعيد استجدت الى حد كبير بسبب سياسة نظام الأسد - الأب و الأبن – وكذلك سوء استخدام الحكومة لسنوات عدة،لذا اعتقد أنّ دعم النظام لايتم بأنصاف كما انّ القوى العظمى و الخارجية تركَّز على الجانب المتورط في القتال داخل سوريا،وحسب اطلاعي هناك ثلاث مناطق في سوريا،الأولى خاضعة لسيطرة نظام الأسد، و الثانية تسيطر عليها مجموعات قومية و اسلامية و الأخيرة تخضع لسيطرة الأحزاب و المسلحين الكورد،وقد تُفضّل السعودية و تركيا و ايران الأنسجام مع هذا الواقع،بدلاَ من بذل اي محاولة انتصار الأسد على المعارضة أو على العكس.
* قدمت تركيا في السنوات القليلة السابقة الدعم للمعارضة السورية و ان الأوضاع في الأخيرة لها تأثير مباشر على الظروف الداخلية للدولة التركية،هل تعتقد ان بقاء الأسد يدفعه الى الأنتقام من تركيا و بالنتيجة كيف ترى مستقبل الكورد في سوريا؟
- لا اعتقد ان بقاء الأسد يجعله القيام بنشر قواته خارج الحدود، لأنه يسعى الآن بكل ما لديه من الأمكانيات للمحافظة ولو على جزء من بلاده،لذا فأنه لايشكل تهديداً لتركيا ،كما انَ موقف الحكومة التركية حول القتال في سوريا ادى الى الأنقسام داخل المجتمع التركي،والذي سوف يسبّب في خلق مشكلة داخلية لحكومة اردوغان في حال استمرت في دعم المعارضة السورية ضد حكومة الأسد، اما ما يتعلق بالقضية الكوردية و نوع العلاقات بين كورد سوريا و بين الكورد في كل من العراق و تركيا فأنها تعتبر نقطة حساسة بالنسبة الى الحكومة التركية،وعلى هذا الأساس يحاول نظام الأسد اللعب في هذا الجانب نظراً للتقارب بين المناطق الكوردية في تلك الدول،ولكن في كل الأحوال سوف تتأثر الأوضاع الداخلية في تركيا بالحرب الدائرة في سوريا ، اما بالنسبة لكورد سوريا عليهم استغلال الفرصة التي تحققت لهم الآن في مسالة الأدارة الذاتية و التماسك و التوافق بين جميع القوى و الأتجاهات في المناطق الخاضعة لهم.[1]