في خضم الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة و تعقيدات الأمور في عموم الشرق الأوسط تزامناً مع تحديد السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان لملامح الطريق نحو تأسيس دولة كوردستان، فإن المسألة الكوردية و الكوردستانية تحث الخطى نحو آفاق وضاءة ورحبة و يشارك فيها عموم قطاعات الشعب للحديث عن هذه المسائل المصيرية فقد حاورت مجلة كولان في لقاء خاص د. سيد أحمد عبد الوهاب بينجويني إمام و خطيب جامع الحاج جمال في أربيل، و قد أبدى وجهة نظر الدين الاسلامي الحنيف بهذا الصدد..
في خضم الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة و تعقيدات الأمور في عموم الشرق الأوسط تزامناً مع تحديد السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان لملامح الطريق نحو تأسيس دولة كوردستان، فإن المسألة الكوردية و الكوردستانية تحث الخطى نحو آفاق وضاءة ورحبة و يشارك فيها عموم قطاعات الشعب للحديث عن هذه المسائل المصيرية فقد حاورت مجلة كولان في لقاء خاص د. سيد أحمد عبد الوهاب بينجويني إمام و خطيب جامع الحاج جمال في أربيل، و قد أبدى وجهة نظر الدين الاسلامي الحنيف بهذا الصدد..
* بالنسبة لمسألة إعلان دولة كوردستان المستقلة من وجهة نظر الدين الحنيف، كيف ترون مسألة استقلال كوردستان ؟
- أنا أتحدث عن مسألة دولة كوردستان و استقلالها من الناحية الشرعية و القائلة أن الله سبحانه و تعالى قد منح كل المجموعات و الأطراف حقوقاً متساوية لأنه جلّ و علا مولانا و خالقنا و معلمنا منذ بداية سورة الفاتحة بأن نشكر اله جميع الأكوان، و يقول لنا ( و لقد كرمنا بني آدم ) هذه الآيات و العشرات من الأحاديث النبوية الشريفة تقول لنا : لكل انسان وهبه الله تعالى الحياة أن تكون له أرضه و موطنه، أي أن يكون له وطن يحدد له القانون (4) أعمدة رئيسية ما يعني أن الله تعالى عندما منح العرب و الترك و الفرس و الغرب و الشرق حقهم في دولتهم المستقلة ؛ فهو عز وجل لم يحرم الكورد من حقهم في هذا، بل إن من حرمهم منه هم الظالمون الدكتاتوريون، الذين يقرؤون المسائل بصورة عكسية و يشوهون خريطة الله و الانسانية في عالمنا هذا و أنه قد خلق شعباً مثل شعب كوردستان و منحه جملة من الخصوصيات و المتباينات و التي تسمى ( الشخصية ) و حقه في أن تكون له لغته و ثقافته و تراثه و زيه الوطني الخاص ما يعني أن وجود الدولة لأية أمة هو يماثل وجود أي فرد دون تمتعه بوطن و دولة مستقلة، و بمعنى آخر، من لا وطن له لا دين له، لأن الدين، الذي هو هبة الله تعالى للبشر، هو مرد اشراقات حياة سائر المجتمعات، و ينظم العلاقة بين البشر أنفسهم و بينهم و بين الله تعالى، و هي نعم تنظم الحياة داخل الأوطان ما يعني أنه لا وجود للدين بعدم وجود الأوطان .. و أن الدين بكل عظمته هو مرتبط بوجود وطن، و نقول على سبيل المثال : كيف تتمكن من بناء مسجد إن لم يكن لك وطن، فاين نسجد لله تعالى و نشكره، و أين نوقع عقود الزواج و الاحتفال الشرعي أو يكون لك أولادك و أين تحصل على هويتك، هذه المسائل هي كلها مرتبطة بوجود الوطن و بالتالي فإن وجود الوطن و الدولة بمعناها القانوني هما مثل وجود الشخص نفسه و أحد حقوقه الرئيسية .
غير أن ما يتم الحديث عنه الآن بشأن دولة كوردستان و جعلوه أحجية أو حزورة صعبة و مستحيلة، و يرونه من أعجب العجائب عندما يتحدث الكورد عن تأسيس دولة كوردستان المستقلة، هذا هو الظلم الحقيقي الذي يتبعه المحتلون على الأرض و مسحوا به خريطة دولة كوردستان فهي أي هذه المظالم، لا تمت بصلة،، لا من قريب و لا من بعيد، برسالة الخالق و خريطته، ما يعني أن تأسيس دولة كوردستان، من هذه المنطلقات، هو حق، الهي مشروع لشعب كوردستان و من حقه ايضاً أن تكون له حكومته في هذه الدولة و أحزابه السياسية ووجهات نظره المختلفة و برلمانه الذي يجمع كل تلك التوجهات . و أن يكون له علمه الذي يرفرف عالياً خفاقاً إلى جانب أعلام جميع قوميات العالم في منظمة الأمم المتحدة و أن يكون رقماً بحد ذاته بين أمم العالم و أن يحسب له الأعداء و الأصدقاء حسابه، و يقرر بكل حرية داخل دولته و ينظم علاقاته مع جيرانه وفق الاحترام و التقدير و المصالح المشتركة، إلا أن السؤال المطروح هنا هو : لماذا لم تتحقق حتى الآن دولة كوردستان المستقلة و السبب في ذلك يعود الى :
1 - عندما قامت الدول الأوروبية و الغربية المحتلة بتشتيت الإمبراطورية العثمانية فقد رأت أن من حق جميع الشعوب و الأمم دون الشعب الكوردي، أن تكون لها دولها المستقلة، وقد يكون أحد أسباب ذلك هو القائد الكوردي الكبير صلاح الدين الأيوبي الذي تمكن من توحيد العالم الاسلامي و تحرير القدس، و السبب الآخر هو أن الغربيين عندما كانوا يخططون لإلغاء الدولة العثمانية ؛ فإن الأمم العربية و الفارسية و الترك قد ارتضوا بذلك التقسيم و لكن الكورد لم يوافقوا على ذلك و وقف المناضل الكوردي الكبير الشيخ سعيد بيران و الكورد الأبطال ضد المحتلين الدكتاتوريين .
2 – و هناك سبب ذاتي يتعلق بنا نحن و يعود الى تواطؤ و تراخي القادة السياسيين و الحكام الكورد سابقاً و لاحقاً و قد تحققت لنا العديد من الفرص السانحة لإعلان دولتنا المستقلة، غير أننا كنا متكاسلين إما بسبب عدم وجود زعيم سياسي بارز مسؤول ما دفعهم للاعتقاد بأن السياسة تنتهي عند المجاملة و المصافحة الحارة و كمثال على ذلك نقول أن نوري المالكي الذي هو الآن رئيس مجلس وزراء العراق و يهددنا باستمرار و يقطع موازنة الإقليم و رواتب موظفيه، و يشكل خطراً محتدماً على إقليم كوردستان إنما يشكل رداً لعرفان الجميل و مساندة الأحزاب السياسية الكوردستانية للمالكي و الذي كثيراً ما خطا على حافة الانهيار إلى أن الكورد قد انقذوه منها و حال قادة الأحزاب و الحكام الكورد دون سقوطه ..
* لقد كنتم أحد بيشمركة ثورة أيلول العظيمة بقيادة البارزاني قبل ان تكونوا عضواً في حزب إسلامي، فهل لكم من سرد تاريخي لتلك الحقبة لأجيالنا الراهنة ؟
- لقد كان الشعب الكوردي و قبل حدوث نكسة ثورة أيلول عام 1975 بمؤامرة دولية، أمة متوحدة علماً و قيادة و توجهاً قومياً و كان ذلك المغفور له بإذن الله الملا مصطفى البارزاني، و يومها لم نكن نعاني، إذا صح التعبير، من تعددية الخطاب و المواقف السياسية، و التي يعتبرها البعض قوة ساندة للمجتمع إلا أنني أقول أن الخطاب التعددي بالنسبة الينا، و مع الأسف لم تكن قوة بل سبباً لضعفنا و ترد بنا الذكرى الى حقبة الملا مصطفى البارزاني الراحل الى كوننا آنذاك أمة تجمعنا خيمة البارزاني، لذلك فقد كنا جميعاً نعيش تحت خيمته إلا أننا لم يكن جميعاً بارتيين (منتمين للحزب الديمقراطي الكوردستاني، بقيادة البارزاني، و كان أحد المكونات التي ضمتها خيمة البارزاني هو اتحاد علماء الدين الاسلامي الكوردستاني و طلبة الدراسات الدينية، و كان لهؤلاء الطلبة أيضاً اتحادهم الخاص و هو قسم من اتحاد علماء الدين الاسلامي و شاركوا هم أيضاً في تأسيسه، و كنت آنذاك أشرف على فرع اتحاد طلبة الدراسات الدينية، الذين نسميهم باللغة الكوردية ب( الفقهاء)، في المعهد الاسلامي بمحافظة السليمانية، و قد التحقنا بالثورة عند اندلاعها في منطقة بينجوين و بياره، و فاتتنا بذلك سنتان دراسيتان على الأقل و بعد عودتنا ( عند نكسة ثورة أيلول ) فقد تم قبول عدد محدود منا في كلية الشريعة ببغداد و ذلك بسبب مشاركتنا في الثورة الكوردستانية، على كلٍّ لقد كانت حقبة الملا مصطفى عهداً ذهبياً لعموم الكورد و شعب كوردستان لأن الشعب كان له خطاب واحد و توجه واحد، و كلي أمل أن يعود إلينا اليوم ذات الخطاب السياسي الموحد، بتوجه و علم و نضال موحد، لأن تلك الحقبة كانت موضع فخر كل فرد من هذه الأمة و اعتزازه، و أكثر من ذلك إن الأمة الكوردية ما تزال تعرف باسم الملا مصطفى البارزاني و القيادة التي كانت تتزعم توحيد البيت الكوردي، كما أن من يتولون الحكم في بلادنا اليوم هم في غالبيتهم العظمى من نتاج البارزاني رغم كفاءة و امكانية البعض الآخر، ما يؤيد حقيقة أنه ( لا حاضر لمن ليس له ماضٍ ) و يكون مستقبله مظلماً . ما يعني أن على القيادة السياسة الكوردستانية و من أي حزب أو موقع كانت، تربية و تأهيل الفرد الكوردي وفق ذلك الماضي كي يحترم كل فرد ماضيه و يبني عليه حاضره و لا يتبرأ منه كي يبرهن أنه أصيل بحق .
و كيف كان توجه حكمة البارزاني مصطفى التي وحدت خطاب الشعب و الأمة ؟
- لأن المسألة الكوردية كانت قضية كل فرد و عموم الأمة الكوردية و طموحهم ؛ فقد نأى البارزاني بنفسه عن التحلي بثوب ايديولوجي ما حدد من الروح الحزبية التي ظهرت بواسع توجهاتها بعد اندلاع الثورة .ثم تم تشكيل المكتب السياسي و الحزب بصورة عامة و بعد فترة طويلة من اندلاع ثورات البارزاني، ما يعني أن انطلاق ثورة كوردستان كانت انطلاقة شعبية و جماهيرية و ليست حزبية أو غيرها و كانت الثورة نضالاً شاملاً و ضمت جميع المكونات و الأطياف و الامكانيات التي كانت تعتبرها ثورتها هي بقيادة البارزاني مصطفى و كانوا يناضلون و يضحون من أجلها بإخلاص لذلك فقد دخلت الفكرة الماركسية اللينينية معترك الثورة بعد ظهور النشاطات الحزبية و تمخضت بالتالي عن حالات التفكك و الاختلافات و هي حالات بعمومها ليست لصالح الكورد و قضيته المشروعة ما يحتم علينا في هذه المرحلة اعتماد خلافاتنا وسيلة لتعزيز وحدة خطابنا و صفوفنا لا بالعكس، وبالتالي أن تكون الأحزاب وسيلة تمارس خارج مسائل الحوار التي ننظمها طريقاً لوحدة صفوفنا تلك، و الأمر هكذا، و نحن على أعتاب تأسيس دولة كوردية مستقلة، فإن على قيادات جميع الأحزاب أن تكون زعامات ناضجة و متكاملة و رفيعة و الخروج عن حالات عدم التكامل و الفكر الحزبي الضيق ترسيخا لمسار و اعتماد العقليات الكفؤة .
* و ما هو واجب علماء الدين الاسلامي في هذه المرحلة إزاء قضيتهم القومية ؟
- لو أعدنا النظر بإنصاف و وفاء في تاريخنا للسنوات الأخيرة، لوقفنا على حقيقة كبرى و مقدسة و هي أن انطلاق الثورة الكوردية جاء من المؤسسات الدينية، أي من المساجد وعلماء الدين و التكايا .. الخ، باشر رجال متدينون و بدافع ديني انتفاضتهم و ثورتهم و قاموا بمقاومة محتلي كوردستان و الدليل أن الجماهير كانت آنذاك هي حاضنة الثورة و ممولها و بموقف و خطاب وطني موحد، و قد شاركنا نحن علماء الدين في هذه المهمة الوطنية داخل اتحاد علماء الدين الاسلامي في كوردستان و منها جمع مبالغ الزكاة, من أجلها فقد كانت ثورة أيلول محط آمال و طموحات كل فرد، و شرفاً وطنياً للشعب الكوردي لأنها كانت بعيدة عن مسائل الحزبية و اليمين و اليسار و الأيديولوجيا و ما إلى ذلك .
و من أي منطلق شرعي سمح الدين الحنيف بجمع الزكاة و تقديمها الى ثورة أيلول و مقاتليها ؟
- كان مصدر تلك الشرعية هو لأن البيشمركة كانوا ( يجاهدون ) أي النضال المسلح للأمة من أجل تحرير أرضها و دينها و يعتبر ذلك ( جهاداً ) وفق نص القرآن الكريم و لم يكن ليتساءل أحد إن كانت الزكاة تلك شرعية أم لا كون الشعب جميعاً كان يكافح في موقع موحد و كان وضع بيشمركة كوردستان في ذلك يماثل وضع المجاهدين و كان يناضل في تلك الجبال و الوهاد بشكل طوعي و يعتبر نساء الكورد اخوات له و يقضي أيامه في الكهوف صيفاً وشتاءً، و لم يكن له أي مصدر ثابت للعيش كراتب مقطوع . ما كان الاستناد للشرع في ذلك أمراً مقبولاً ثم إن البارزاني الراحل قد اتبع و كان يحترم الدين و لا يعتبره عثرة في الحياة ما مكنه من استثمار الدين الاسلامي لتعزيز ثورته، و علينا إن أردنا اتباع ذات السبيل، أن نتصرف كما كان البارزاني و كل فرد في مجتمعنا آنذاك ما جعل من حماية الأمة جزءاً من الدين الحنيف القائل : من يناضل من أجل قومه فهو شهيد طالما قبل هو بحكم الله و قضائه .
* و إلى أي مدى تمكن السيد مسعود بارزاني من مواصلة برنامج البارزاني مصطفى ؟
- إن أخضر الزرع على أصله فإن ثماره ستكون طيبة و نافعة لمن حولها أيضاً، و العكس يعني الانحراف و الفشل و الانتكاس المتنوع، و ربما يستفيد المالكي في توجهاته الراهنة وسط نوع من التشتت لشعبنا، من خدمات و تأييد بعض الجهات للسياسة المذهبية التي يتبعها ضد شعبنا، و لا استبعد أن يتفق معه أحد الأطراف الكوردستانية و يصفق له ثانية، هذا في حين أنه قام بقطع حصة إقليم كوردستان و رواتب أبنائه من الموازنة العامة و يمنعنا في ذات الوقت من بيع نفطنا .
* و كيف ترون أنتم كعلماء للدين الاسلامي المساعي الراهنة للسيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان نحو تأسيس أو إعلان دولة كوردستان ؟
- نحن كعلماء دين يحدونا الأمل الأزلي في أن تكون للأمة الكوردية دولتها المستقلة .. و هي حق مشروع وواجب حتمي، ما يفرض على أبناء شعب كوردستان و أحزابهم اعطاء هذه المسألة أولويتهم الثابتة و السعي و للتعاون في اعلان دولة كوردستان لذلك لو استمر الرئيس البارزاني على برنامجه هذا نحو تأسيس دولة كوردستان المستقلة ؛ فإنه يقوم بذلك،فضلاً عن التحلي الشخصي بإكليل غار ؛ بضمان مساندة عموم الشعب له و يؤيده الله و ملائكته و يهدونه، و نكون نحن جميعاً بيشمركته و نقف وراءه لتحقيق هذا الهدف السامي، هذه هي المرة الثالثة التي اشترك فيها أيها الأخوة في مؤتمر المنظمات غير الحكومية لكي نجعل من هذه المسألة (تأسيس دولة كوردستان ) قضية راسخة في ضمير الرأي العام الكوردستاني، و نجبر القيادة السياسية الكوردستانية على تصميم أكبر لهذه المسألة و تقرر استقلال كوردستان سيما و أن التصرفات الدكتاتورية للمالكي إزاء أمتنا بدت أكثر صراحة و وضوحاً حيث يطالبنا هو و يدفعنا نحو الانفصال و اتخاذ قرارنا باستقلال كوردستان، ما يعني أن نجعل من مسألة الاستقلال مطلباً جماهيرياً و أن نتذكر دائماً بأن السبب الرئيس لانتصارات و نجاحات الراحل البارزاني مصطفى كان هذا التوجه الجماهيري و على الرئيس البارزاني اتباع ذات الاسلوب ضماناً لجمع كل قطاعات الشعب و توجيهها نحو استقلال كوردستان ثم أن الوضع الراهن هو سانح جداً و لا يحتاج منا أن تحمل شكر و دلال الولايات المتحدة و أي طرف آخر بهذا الصدد و الطريق الأمثل هو أن نراعي طموح شعبنا و ذوي شهدائنا،فإن للكورد في هذه المرحلة أهلية مناسبة لتأسيس دولته، فلنا ثروتنا النفطية و البشرية اللامتناهية لذلك عندما نتخذ من الدولة الكوردستانية أمراً واقعاً ؛ فإن العالم سوف يضطر للاعتراف بها، و قد اتخذت كل الأمم التي سبقتنا، هذا المنحى الجريء و الشجاع و أعلنت استقلالها و دولتها و لم يحظ أحد بدولته المستقلة و هو يقف موقف التسول أمام الأمم المتحدة و أن ما يبعث على الفرح هو هذا النهج الذي يستمر فيه إقليم كوردستان مع تركيا لأننا سوف نستفيد من هذا النهج و التقارب . و أن ما تهيأ اليوم لكورد شمال كوردستان في تركيا لم تكن له سابقة مماثلة على مدى ال(100) عام الماضية ما يحتم على جميع الكورد مساندة هذه السياسة و من لا يفعل ذلك إنما لا يتطلع لمعالجة القضية الكوردية و تقدمها، لأن معالجتها ستكون السبب و العامل المساعد لتأسيس الإقليم لدولته و التي ستكون بلا شك مركزاً أو نواة لكوردستان كبرى و شاملة بإذن الله .
* و كيف الطريق لبناء وحدة خطابنا و مواقفنا نحو أهدافنا المصيرية و سط الجو الديمقراطي الذي يعيشه الإقليم ؟
- لو تقدمنا نحو أهدافنا هذه بصفاء نية و شجاعة و المطلوب عدم التراجع عن الدعوة التي يوجهها السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان بهذا الصدد ووفق الاسلوب الذي اتبعه السيد مسعود بارزاني في هذا المسار؛ و مساند تناله جميعاً و الأكثر من ذلك بناء اجماع للرأي العام و ابتداء من المساجد و علماء الدين المخلصين و من بعدهم أساتذة الجامعات و منظمات المجتمع المدني و قيامها بإثارة الرأي العام و ضمان شعور الرئيس البارزاني بالمساندة الشعبية الكبرى لتحقيق هذا الهدف المقدس، فقد كان علماء الدين الاسلامي الحنيف على الدوام جزءاً من الثورة بل كانوا من روادها و كان لهم دورهم المتميز فيها، ما يعني بالتالي إيلاء أهمية وطنية لهم في هذه القضية المصيرية لشعبنا و أمتنا فقد كان سر نجاح الملا مصطفى يكمن في أنه لم يكن ليفصل بين الدين و المجتمع، ما جعل علماء الدين الاسلامي يعتبرون الثورة هي ملكهم و ثورتهم الوطنية فالفصل بينهما في هذه المرحلة إنما يشكل كارثة لأمتنا، فنحن نعيش اليوم في منطقة تدعو فيها الجميع للدين و باسمه كذباً و افتراءً، و الأمر هكذا دعونا نحن الكورد نستفيد بصدق من ديننا و أنا واثق بذلك بأن الاساتذة و علماء الدين المخلصين في كوردستان سوف يؤدون دوراً متميزاً في مسألة تأسيس دولة كوردستان، ما يجعلني أتوجه الى السيد مسعود بارزاني بأنه في اتباعه للمسألة القومية المقدسة إنما يحتاج فقط الى الاعتماد على الله و إرادة شعبه و سيكون النصر حليفه بإذن الله و المهم عليه أن يتبع هذا السبيل و المسار فقط و لا يعتمد على أي طرف آخر .[1]