وجهات نظر و آراء السيد ستوران ستيفنسون باعتباره رئيساً ببعثة البرلمان الأوروبي للعلاقات مع بغداد كانت الى حدما تعكس آراء البرلمان الأوروبي و التحاد الأوروبي حول موقفهما ازاء العراق و اقليم كوردستان، وذلك بسبب أنّ البرلمان الأوروبي يحدد موقفه في ظل تلك التقارير التي يعدها ستوران لدى زياراته الميدانية الى بغداد و اربيل، وفي هذا الأطار و لمزيد من المعلومات حول موقف الرلمان و الأتحاد الأوروبيين حول الأوضاع في العراق، اتصلت
ترجمة/ بهاءالدين جلال
وجهات نظر و آراء السيد ستوران ستيفنسون باعتباره رئيساً ببعثة البرلمان الأوروبي للعلاقات مع بغداد كانت الى حدما تعكس آراء البرلمان الأوروبي و التحاد الأوروبي حول موقفهما ازاء العراق و اقليم كوردستان، وذلك بسبب أنّ البرلمان الأوروبي يحدد موقفه في ظل تلك التقارير التي يعدها ستوران لدى زياراته الميدانية الى بغداد و اربيل، وفي هذا الأطار و لمزيد من المعلومات حول موقف الرلمان و الأتحاد الأوروبيين حول الأوضاع في العراق، اتصلت كولان برئيس بعثة البرلمان الأوروبي للعلاقات مع بغداد في بروكسل و اجرت معه اللقاء الأتي:
* في ظل الأحداث الأخيرة، بأعتبارك رئيساً لبعثة البرلمان الأوروبي للعلاقات مع بغداد كيف تقرأون المشهد الآن في العراق؟
- هذا سؤال يثير الأعجاب، لأنّي يوم 12-6-2012 و بعد مباشرة الجمعية الأوروبية والعراقية للحرية ((The European Iraqi Freedom Association)) عقدتُ مؤتمراً صحفياً، قلت فيه انّ فكرة انشاء هذه المنظمة هي توفير الفرص للعراقيين للتعبير عن آرائهم وهم ذاقوا الكثير من الويلات و عانوا الأمرين على يد دكتاتوريين، الأول صدام حسين و الآن الدكتاتور المالكي، و كذلك من حملات القتل الجماعي«Genocidal Campaign» في الفلوجة و الرمادي، و كذلك عانوا الفساد، لأن البنك العالمي قد أشار الى أن معدل الدخل الفردي في العراق لا يتجاوز 1000 دولار و هذا جعل العراق يعد من أفقر الدول في العالم، هذا اضافة الى حقيقة انّه بعد سقوط صدام حسين ارتفعت واردات النفط الى اكثر من 520 مليار دولار، ولهذه الأسباب لم أستغرب من حدوث الأنتفاضة الكبيرة التي بدأت من الفلوجة و الرمادي و محافظة الأنبار و امتدت الى الموصل و شملت نصف محافظة صلاح الدين، و الآن نرى أن العشائر المناهضة للمالكي تزحف نحو بغداد و قد سيطرت في الوقت الحاضر على مدينة تكريت، اعتقد هذه عملية خطرة جداً، ولكن هل تشكّل خطراً على أقليم كوردستان و أمنه؟ اعتقد انها مصدر قلق كبير و تؤثر على الأقليم، خاصة وان كركوك محاصرة من قبل تلك القوات.
* ما يستوجب الوقوف عنده هو أنّ المالكي وضع حصاراً على اقليم كوردستان و قد قطع موازنته، و في ظل هذه الأوضاع يلجأ الألاف من النازحين الى اقليم كوردستان، السؤال هو الى أي حد يعتبر ذلك حملاً ثقيلاً على الأقليم؟
- بالتأكيد لقد تحدى المالكي حقوق اقليم كوردستان الذي يسعى الى بيع نفطه عبر تركيا، و في النهاية يلجأ الى القضاء، اعتقد انه من حق اقليم كوردستان الحصول على جزء من واردات نفطه، و هذا حق دستوري يالنسبة للكورد، و لكن يرفضه المالكي و حكومته، لذا اعتقد أنّ ما فعله الكورد له مبرراته، و المخاطر الآن هي أنّ التردي الأمني في المناطق العراقية الأخرى لا يؤثر على الأستقرار الأمني و السلمي في اقليم كوردستان.
* لو نجحت الدولة الأسلامية في العراق و الشام( داعش) في احتلال اجزاء من العراق و سوريا، فإنها سوف تقوم بأنشاء دولة اسلامية، هل يؤدي هذا الى تفاقم المشكلات؟ لأنها تستطيع حينها السيطرة على المدنيين ، وهل أبقاء المالكي على رأس السلطة يشكّل خطراً على مستقبل العراق؟
- صحيح أنّ هذه الأنتفاضة الكبيرة تضم الدولة الأسلامية في العراق و الشام( داعش)، ولكن يوجد فيها ايضاً أهالي الموصل و الأنبار، الذين انتفضوا بمساعدة داعش، لأنهم كانوا لفترة ما تحت تهديد المالكي، ولم يكن من المستغرب أنّ تحدث الأنتفاضة بعد اسابيع قليلة من الأنتخابات المزيفة، و التي حاول المالكي من خلالها أنّ يقول للعالم أنّه حصل على عدة مقاعد اضافية و البالغة 92 مقعداً، بالمقارنة مع المرة السابقة و التي حصل فيها على 89 مقعداً، وقد استغرب الجميع من أنّ حزباً سياسياً و الذي ارتكب جرائم عدة بحق السنة من خلال قمع انتفاضتهم يستطيع الحصول على هذا العدد الأضافي من المقاعد، لقد جرى الحديث لدى مراسيم تأسيس هذه المنظمة في بروكسل عن أنّ الشعب العراقي عانى الكثير من المآسي و الويلات و هو بحاجة الى حكومة تكون بعيدة عن الطائفية، حكومة تقدم خدماتها للشعب، و توزع خيرات و واردات البلاد بشكل متساوي بين افراد الشعب، و تحترم حقوق الأنسان و تنهي الأعدامات، وهذا هو الطريق الوحيد لأنهاء المعارك و القتال، المسؤول الأول في افتعال الأزمة هو المالكي تحت غطاء محاربة الأرهاب، محاولة منه لحث الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و الدول الأخرى الأعضاء في الأتحاد الأوروبي على ارسال المزيد من الأسلحة، كما دعا دول الجوار، ومن بينها ايران، ارسال القوات و خاصة بعض المقاتلين المتشددين، وهذه سخرية واضحة بحق العراقيين، حيث هناك العديد من العسكريين الأيرانيين قدموا من ايران و استقروا في بعض المناطق ليقاتلوا جنباً الى جنب مع جيش المالكي، ولايمكن القبول به، وعلى الغرب ايضاً عدم تصديق ادعاءات المالكي بأن هذه حربٌ ضد الأرهاب، و الصحيح انها انتفاضة جماهيرية ضد دكتاتورية المالكي.
* لايزال المالكي يتحدث عن مقاومته للدولة الأسلامية في العراق و الشام( داعش)، و لا يطلب المساعدة من قوات البيشمركة، هذا في الوقت الذي اعرب الرئيس البارزاني عن استعداد البيشمركة لمساعدة الجيش العراقي، كما يشير الى امور كبيرة، هذا يأتي في الوقت الذي نجد الجيش العراقي لا يقاوم أمام زحف قوات داعش و يرمي بأسلحته و عتاده، الى أي حد يعرّض موقف المالكي هذا ، مستقبل العراق ووحدته و أمنه الى المخاطر؟
- من الضروری أنْ یستخدم الرئیس البارزانی الذی هو صدیق مقرب لی قوات البيشمركه للدفاع عن اقليم كوردستان، لأنّ شعب كوردستان يعيش ومنذ سنوات في ظل الأمن و الأستقرار و لايستوجب جره الى أتون الحرب الأهلية، البيشمركة معروف بالبسالة و الشجاعة لذا عليه الدفاع عن اقليم كوردستان و سمعته، وكذلك حماية مئات الآلاف من النازحين اليه من الموصل و كركوك، لذا ادعو البارزاني استخدام البيشمركة لهذا الغرض ولا يرسلهم لمساعدة القوات العسكرية التابعة للمالكي.
* ماهي رسالتك للكورد؟
- أنا متعاطف كثيراَ مع الكورد، انتم لديكم سمعة جيدة في العالم، وهذا مبعث التقدير لأنكم فتحتم حدودكم للنازحين، كما وفّرتم منطقة آمنة للشعب السوري، لقد زرت اربيل قبل اشهر و تفقدت أحوال اللاجئين في مجمعاتهم، واليوم تستقبلون مئات الآلاف الآخرين الذين نزحوا من مناطق عراقية اخرى، ولهذا السبب أقدّر عالياً صدقكم و جرأتكم ، وفي الحقيقة أشعر بالخوف على مستقبلكم، ولكن انني على ثقة أنّ قوات البيشمركة سوف تدافع عن حدود الأقليم و منع نيران هذه الحرب العبور الى أقليمكم.[1]