الجنرال جارلز دونلاب شغل منصب قائد القوات الجوية الأمريكية لغاية عام 2010 و هو ايضاًَ استاذ القانون و قد عاد الى جامعة ديوك و هو الآن مدير لمركز القانون و الأخلاق و الأمن الوطني و عضو اللجنة الأستشارية لمركز نيو امريكان سيكوريتي، مختص و خبير في مجال السياسات الدفاعية و الأمن الوطني الأمريكي سيما في السياسات الدفاعية عن العراق و افغانستان، تحدث في معرض اجاباته عن اسئلة مجلة كولان عن كيفية انشاء التحالف الدولي في الحرب ضد ارهابيي داعش و مشاركة قوات البيشمركة فيها كقوة برية رئيسة:
ترجمة/ بهاءالدين جلال
الجنرال جارلز دونلاب شغل منصب قائد القوات الجوية الأمريكية لغاية عام 2010 و هو ايضاًَ استاذ القانون و قد عاد الى جامعة ديوك و هو الآن مدير لمركز القانون و الأخلاق و الأمن الوطني و عضو اللجنة الأستشارية لمركز نيو امريكان سيكوريتي، مختص و خبير في مجال السياسات الدفاعية و الأمن الوطني الأمريكي سيما في السياسات الدفاعية عن العراق و افغانستان، تحدث في معرض اجاباته عن اسئلة مجلة كولان عن كيفية انشاء التحالف الدولي في الحرب ضد ارهابيي داعش و مشاركة قوات البيشمركة فيها كقوة برية رئيسة:
* لاتزال الولايات المتحدة الأمريكية تحارب ارهابيي داعش عبر الهجمات الجوية، ولكن الحرب ضد هؤلاء الأرهابين لا تُحسم الاّ على الأرض ، الى أي حد يتوجب على امريكا تكثيف مساعداتها للقوات التي تحارب داعش فعلاً على الآرض؟
- كما تعلمون فإن امريكا دعمت الحرب عن طريق الضربات الجوية وقد سمح لها الكونغرس بتدريب القوات المعادية لداعش في سوريا، كما ان واشنطن توفّر الدعم للقوات العراقية، ولكنني اعتقد أنّه من الضروري انْ تحارب القوات المحلية بمساعدة امريكا و الدول الأخرى على ارض الواقع، وذلك عن طريق القوة الجوية و مساعدات لوجستية و التدريب و الأستشارات، انا لا أعلم مدى مشاركة امريكا عن طريق البر، ولكن اعتقد انها ترى ان الهجمات الجوية كافية لدعم القوات المحلية ، وقد يكون من الضروري مستقبلاً توفير اسلحة ثقيلة الى القوات المحلية ، وان قوات البيشمركة جزء من تلك القوات.
* هناك اختلاف في وجهة نظر اعضاء التحالف الدولي ضد داعش، بحيث اذا لم تكن الأنتصارات في صالحها فإنها سوف لن تشارك في هذه الحرب، و خير مثال على ذلك تركيا، و التي لم تشارك في الحرب ضد داعش بصورة عملية، كما انّ لدول الخليج و العراق و ايران وجهات نظرها المختلفة ، ألا تعتقد انّ هكذا تحالف الذي يضم كل هذه المصالح يمكن أنْ يحقق النجاح في دحر تنظيم داعش الأرهابي؟
- اعتقد انكم وضعتم اليد على نقطة مهمة جداً، و حسب تجربتي استطيع القول ان هذه الحالة موجودة في كل التحالفات، حيث اختلاف في وجهات نظر الحكومات وحتى في اجنداتها, الشرط الاساس لأحراز النصر هو جمع كل هذه الأختلافات و رصدها في الجهود المبذولة للتحالف، و اعتقد انكم تثيرون نقطة جيدة، وهي ان كل دولة عضو في هذا التحالف ليس لها الهدف أو ذات الأرادة المشاركة ، لذا يجب على امريكا جمع مشاركة كل هذه الأطراف، ووضعها في شكل تعاون شامل من اجل تحقيق النصر، الحالة المثالية هي انّ كل الأشخاص لهم ذات الأهداف و الطموح، ولكن بحسب تجربتي ان هذا لم يحدث في أي تحالف وفي أي مكان، قد يكون ذلك مخيباً للآمال ولكن علينا العمل من اجل النصر وعلى أساس الواقع السياسي للدول المختلفة في التحالف.
* هل هذا يعني ان تشكيل هذا التحالف لن يؤدي الى انهاء داعش نهائياً؟
- أتمنى انْ ينتهي داعش بشكل نهائي، ولكن علينا التريث لمعرفة ما يؤول اليه هذا التحالف وما يمكن انْ يفعله، وكما اشرتم اليه ليس من الشرط انْ تشارك الدول بذات الثقل و المستوى، التحدي هنا يكمن في لم شمل الكل و حشد كل الطاقات من اجل تحقيق النصر على داعش، ولكن هذا الأمر لايخلو من مغامرات و تحديات كبيرة، علينا الأنتظار لما ينتج عن هذا التحالف في الأشهر القليلة المقبلة.
* هناك انقسامات اخرى داخل الدول العربية و الأسلامية و ابرزها الأنقسام الطائفي بين الشيعة و السنة، و الأخطر من ذلك عندما نسمع أنّ الأخوان المسلمين يقدّم الدعم لداعش، وكان ابوبكر البغدادي من المنتمين للأخوان في وقت سابق، هل تعتقد ان المنطقة سوف تتجه الى حرب دينية كما حدثث في اوروبا؟
* لقد اثرتم سؤالاَ مهماً، لاشك فيه أنني اعتقد بأن الأنقسام الديني في الشرق الأوسط ادى الى بروز نزاعات بين المجاميع الطائفية، كما اظن انه من الصعب جداً أنْ تتمكن امريكا و الدول الأوروبية حل تلك المشكلات، لأن المشكلات يجب حلها من قبل شعوب الشرق الأوسط، و عليها التوصل الى حقيقة و هي انه ليس بامكان أي دولة الأستفادة من اثارة مثل هذه الحروب و العنف ولكن لحين التوصل الى هذا الأمر سوف نواجه مرحلة اخرى ألا وهي الأتفاق و التعايش في مجتمع يستند على التنوع و التعددية. نحن نرى بأستمرار العنف السياسي وهو مصدر قلق و مأساة للجميع، حتى انّ امريكا أو أي دولة أخرى لاتستطيع انهاء أزمة الطائفية في الشرق الأوسط، نأمل في ظهور قيادة بين المجاميع الأسلامية تتفق بينها في اطار شعب متعدد الطوائف و على أساس الأحترام المتبادل، ولكننا نرى الآن الكثير من العنف و عدم الأستقرار و احداث متشابهة أخرى، و منها داعش، كما ان معالجة الخلافات الطائفية سلمياً لضمان السلام في الشرق الأوسط مستقبلاً تشكّل اهمية اساسية.
* تقول الولايات المتحدة الأمريكية و دول الناتو صراحة انْ حكومة العبادي تستطيع محاربة ارهابيي داعش في حال عدم تكرارها لأخطاء حكومة المالكي وهذا يعني القيام بحل مشكلاتها العالقة مع اقليم كوردستان و اشراك السنة في الحكومة،اذاً هل بأمكان حكومة العبادي التوجه الى هذا الأمر، و في حالة الفشل الا يمهد ذلك لأنتصار قوى الأرهاب؟
- ما تقولونه صحيح و لا يمكن تكرار اخطاء المالكي، ولكن اعتقد ان العبادي لا يستطيع اتخاذ أي خطوة نحو الأمام لأنه سوف يلاقي الصعوبة بسبب مخلفات المالكي، ولكن عليه اتخاذ مثل هذه الخطوة في توحيد طرفي النزاع في العراق لأنه لا يتمكن من دحر داعش بمجرد دعم امريكا و الدول الغربية، وهذا يعني قيام الشعب العراقي بالعمل المشترك من اجل تحقيق هذا الهدف، ينتابني قلق عندما ارى البعض يعتقدون ان امريكا تستطيع بمفردها حل المشكلة، انها تستطيع تقديم الدعم ولكن هذا الأمر يتطلب قيام الشعب العراقي بتنفيذه، وذلك من خلال تشكيل جبهة قوية قادرة على المواجهة، الأهمية الكبيرة تكمن في قيام الحكومة العراقية الجديدة بلم شمل الأطراف العراقية من الشيعة والسنة و الكورد في جبهة موحدة ضد تنظيم داعش، ولكن لستُ واثقاً من أنّ الحكومة العراقية الجديدة تتمكن من اتخاذ مثل هذه الخطوة.
* على ارض الواقع نجد انّ داعش يسيطر على الحدود و لم تبق للعراق أية سيطرة على حدودها الدولية، أما سنة العراق و سوريا فبالرغم من انهم غير راضن بالواقع الحالي، ولكن لا يوجد لديهم ردفعل جدي ازاء الدولة الأسلامية، وهناك شبه افتتاح حدودي بين كورد سوريا و العراق، و قوات بيشمركة اقليم كوردستان تم ارسالهم رسمياُ الى كوبانى، هل هناك احتمال في العودة الى الخارطة القديمة، أم تتوقعون تقسيم العراق و سوريا الى عدة دول؟
- هذا سؤال معقول، و لكن الأجابة عنه صعبة، انا اقول فقط انّه لا توجد دولة تعترف بخلافة داعش، لذا فأنها لايمكن أنْ تتحول الى دولة جديدة، امريكا و معظم دول العالم لاتعترف بها ايضاً، ولكن سؤالكم يدور حول مسألة مهمة وهي بروز مجاميع جديدة بعد اجتثاث و دحر داعش نهائياً، و من الأفضل عدم التسرع و الأنتظار لما سيحدث مستقبلاُ، لأنّ الحقائق على ارض الواقع توحي بمستقبل وواقع يختلف عما كنا عليه في الماضي، لذا اقول ان داعش سوف ينتهي كلياً، ولكن من الصعوبة بمكان التكهن بما سيحدث مستقبلاً، ولكنني على سبيل المثال لا استطيع ضمان بقاء الحدود بين سوريا و العراق كما هي عليه الآن، في الحقيقة إنّ دحر داعش هو خطوة ذات اهمية كبيرة، لأن هذا التنظيم الأرهابي لا يلاقي مقاومة كبيرة في بعض المناطق، و السبب يعود الى ان داعش يقوم بقمع و ابادة أي شخص يعارضه و بأبشع الصور، ما يمكن اثباته هو ان هناك قوى كبيرة منها العراقية و الكوردية الى جانب التحالف الدولي و القوة الجوية الأمريكية و وجود مثل هذه القوى تمنح الناس طمأنينة، وانا على اطلاع بأن هناك آلاف الأشخاص رغم انهم تحت سيطرة داعش و لكنهم لايؤيدونه، وهم خائفون و لايستطيعون المقاومة، ولا يملكون الآن أي بصيص أمل لأنقاذهم من هؤلاء الأرهابيين، لهذا من الضروري منحهم امل الأنقاذ و التحرير عبر الأنتصارات العسكرية.
* كيف تنظر الى الدعم الأمريكي للكورد؟
- القوى الكوردي تشكّل عنصراً مهماً جداً في مواجهة ارهابيي داعش، كما لها اهمية اساسية لمستقبل الشرق الأوسط، و بالتأكيد انا لااتحدث باسم الحكومة الأمريكية، ولكن اعتقد انه من المهم ان تقدم امريكا الدعم للكورد، لأنهم كانوا اصدقاء مخلصين للولايات المتحدة، يجب دعمهم في محاربة داعش كأي جماعة أخرى، و توجد بين الكورد اطراف مختلفة، و كما تعلمون فإن الوضع معقد جداً، بسبب العلاقات مع تركيا وهي عضو في الناتو، ولكنني اعتقد ان الكورد و انتصارات البيشمركة و القوى الكوردية هي بحد ذاتها لها اهمية قصوى بالنسبة لمستقبل الشرق الأوسط.[1]