(البروفيسور جيرمي بريسمان هو أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كونتيكت و خبير و مختص في سياسات الشرق الأوسط والقضية والخلافات العربية- الأسرائيلية وقد حدثنا عن حرب التحالف الدولي ضد أرهابيي داعش في سوريا والعراق قائلا:
(البروفيسور جيرمي بريسمان هو أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كونتيكت و خبير و مختص في سياسات الشرق الأوسط والقضية والخلافات العربية- الأسرائيلية وقد حدثنا عن حرب التحالف الدولي ضد أرهابيي داعش في سوريا والعراق قائلا:
• لقد تبين أن الحرب الراهنة ضد أرهابيي داعش هي مختلفة عن سابقاتها وقد أشعلت العالم أجمع، ولكن ما مدى تغييرها لمسارو مهمات حفظ السلام والأمن في العالم؟
- هي في الواقع أنتقال من حرب تقليدية الى طرف آخر غير دولي مثل داعش الذي لا يملك شرعية دولية وهي مسار مستمر على مدى عدة عقود، فقد كان الأتحاد السوفيتي السابق يحارب في ثمانينيات القرن الماضي المجاهدين في أفغانستان والتي لم تكن حرباً ضد دولة رغم مساندتهم من قبل بعض الدول ما يعني أن الحرب القائمة الآن ضد أرهابيي داعش هي حرب بين تحالف دولي وبين طرف غير دولي.
• ما مدى أضطرار التحالف الدولي ، في حربه ضد الأرهابيين، و خلافتهم الأسلامية لتدمير المدن التي أحتلوها وكيف السبيل لأعادة أعمارها؟
- هذه في الواقع كانت ضمن الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة والرئيس أوباما غير راغبين في التورط المباشر في هذه الحرب والنأي بأنفسهم عن حرب المدن وعدم القوات البرية الأمريكية فنها والنقطة الثانية هي أن الولايات المتحدة تطلب من حلفائه في محاربة داعش المزيد من التعاون وتأمل واشنطن من الدول المشاركة والأطراف العراقية أن يكون لها دور أشمل و تؤدي القوات العراقية دوراً رائداً في أستعادة الأرض والمدن والمناطق التي أستولى عليها داعش، لذلك فإن الملاحظ أن أدارة الرئيس أوباما ما زالت مترددة في مشاركة قواتها البرية في هذه الحرب على غرار ما تم إبان حكم الرئيس جورج دبليو بوش في العراق وأفغانستان، وفيما يتعلق بسوريا، فإن الجدل قائم في الولايات المتحدة منذ(3) سنوات حول مسألة الأسد إلا أنه لم تتخذ بعد خطوات جدية بشأنها.
• كون داعش تحمل فكراً راديكالياً أخطر من القاعدة، ما مدى تشكيل ذلك خطورة فعلية على مستقبل الديمقراطية في العالم؟
- لا أجد على المستوى الأيديولوجي أية خطورة على الليبرالية الديمقراطية على مستوى العالم ولو تم نقل أيديولوجية داعش الى الأقسام التي تنعم بتلك الليبرالية في العالم، فإنني لا أعتقد بحدوث أي صراع بين الأيديولوجيتين وأن الأهم من الأختلاف العقائدي والفكري بين داعش والقاعدة هو عبارة عن الأنتصارات الكبيرة التي حققها داعش على أرض الواقع.. فالقدرات العسكرية للقاعدة هي أكثر محدودية مع أنتصار أكبر لداعش على أعدائه قياساً بالقاعدة أي أن المسألة تتعلق بالدرجة الأولى بالأنتصارات التي يحققها داعش على المستويين الفني والتكتيكي والستراتيجي، كما أن هناك أختلافاً كبيراً ومهم بين داعش وحزب الله في لبنان وحماس في المناطق الفلسطينية المحتلة، أنا لا أقول بإنها تحمل ذات الأيديولوجية غير أن المهم أنها جميعاً مجموعات (غيردولة) وحققت أنتصارات جيدة على ساحات القتال مع أداء جيد في التاكتيك العسكري و كذلك داعش وهي بمجملها تتعلق بالتحولات العسكرية والستراتيجية والتكتيكية..
• كون داعش يقوم بتحويل الأموال عن طريق نظام نقل ألكتروني، هل يمكن منعهم من ذلك؟
- برأيي، أن من الأسهل على المجتمع الدولي فرض عقوبات مالية على دولة ما من فرضها على داعش كون الأخير ليس دولة ولا يمتلك مؤسسات دولة.. فمن الممكن فرض العقوبات على دولة لها مصارفها و مؤسساتها الأقتصادية، فقد قام المجتمع الدولي في بداية الحرب الداخلية في سوريا، مثلا، بفرض العقوبات على نظام الأسد لأنه كان حكومة و دولة وهذا في الواقع صعب في حالة داعش ولكنه لو بقى مستمراً في السيطرة على المناطق التي أحتلها فإنه يضطر في النهاية الى تحمل مسؤولية تلك الأراضي، و سيزداد ضعفه أزاء هذه المسألة بزيادة تماثله بالدول.
• مع تأقلم داعش مع الغارات الجوية للتحالف الدولي شيئا فشيئاً، هل يمكن لذلك أن يضطرهم للجوء الى هجمات برية؟
- التساؤل الأول هو مدى التزام الولايات المتحدة والتحالف الدولي بتوسيع حدود هجماتها، كون بعضها محدودة دون شن هجوم جوي واسع بل هي هجمات رمزية على الأكثر إذا ما تمت مقارنتها بهجمات عام 1991 أو 2003 وهو تساؤل مشروع فيما يتعلق بأستعداد المجتمع الدولي لتشديد الهجمات الجوية، وهل تسعى الولايات المتحدة لكشف نقاط الضعف في داعش والى أي مدى يستمر في قصفها وفي تحديد الأضرار الناجحة عن ذلك، لذلك فإن الملاحظ أن الجانبين الأن في مرحلة تقييم الأخر، وقد يكون الوضع السائد الآن مختلفاً عن أوضاع ما قبل شهر أو ستة أشهر وأنا أشاطركم الرأي بعدم كفاية الهجمات الجوية للحيلولة دون توسع داعش- أحتلال مساحات أكبر من الأراضي والمناطق- أو الأستمرار في السيطرة على الأراضي التي أحتلها وقد أصبحت الولايات المتحدة والتحالف الدولي تشعر بضغوط أكبر في مسألة الهجوم البري ولم يجر في الولايات المتحدة جدل ملموس في هذه المسألة وقد يكون الرئيس الأمريكي قد أعلن بإنهم لا ينشرون قواتهم البرية رغم أعلان مستشاريه العسكريين بإن أمريكا ليست الآن في مرحلة تجري فيها مباحثات عامة على مستوى الكونكريس حول أستعداد البلاد لأرسال قوات برية الى العراق مرة أخرى بمراعاة أعادة أحتلال الولايات المتحدة له في عام 2003 وبقائها فيه لفترة طويلة مكسباً شخصياً ما يعني أن فكرة إعادة أرسال القوات البرية الأمريكية الى العراق ستكون موضع خلاف كبير على مستويي الرأي العام والكونكريس، من شأن تزويد البيشمه ركه بالمزيد من الأسلحة، حسب تلك الخلافات والجدل، أضعاف الدولة العراقية غير أنه قد ثبت مراراً أنه ليس بإمكان الحكومة والجيش العراقي إيقاف تقدم داعش وإجباره على التراجع، ما يعني أن الولايات المتحدة هي الآن واقعة بين(حجري الرحى) كما يقال ومختصر المسألة هو أنه قد ثبت عمليا أن البيشمه ركه هم أمضى قوة على أرض المعارك وهناك شكوك تراودني بعدم كفاية أعدادهم و ذلك قياساً بإعداد و مساحات الأراضي التي أستولى عليها داعش وعلى الجيش العراقي أن يدافع عن بغداد مع إمكانية مساندته فيما تكون أمكانيات البيشمه ركه محدودة بشأن بغداد رغم فاعليتها العسكرية على الأرض.
ترجمة / دارا صديق نورجان.[1]