البروفيسور ستيفن زونس استاذ العلاقات الدولية في جامعة سانفرانسيسكو و منظم برامج دراسات الشرق اوسطية في الجامعة المذكورة، وهو من كبار المحللين السياسيين في مجلة فورين بوليس، و للحديث عن الستراتيجية الجديدة لأدارة اوباما حيال محاربة الأرهاب و دور اقليم كوردستان و قوات البيشمركة في هذه الحرب العالمية، اجرينا معه هذا الحوار:
ترجمة/ بهاءالدين جلال
البروفيسور ستيفن زونس استاذ العلاقات الدولية في جامعة سانفرانسيسكو و منظم برامج دراسات الشرق اوسطية في الجامعة المذكورة، وهو من كبار المحللين السياسيين في مجلة فورين بوليس، و للحديث عن الستراتيجية الجديدة لأدارة اوباما حيال محاربة الأرهاب و دور اقليم كوردستان و قوات البيشمركة في هذه الحرب العالمية، اجرينا معه هذا الحوار:
* الستراتيجية الجديدة لأدارة أوباما في محاربة ارهابيي داعش هي شن الغارات الجوية، هل ان هذه الستراتيجية كفيلة لوحدها بدحر الأرهابيين؟
- هذه الستراتيجية سوف تساعد على تقويض نفوذ داعش، ولكن اذا اردت تحطيمها كلياً فما عليك الاّ أنْ تعمل من الداخل، ولهذا السبب اذا ما نظرنا الى المناطق التي تحتلها داعش الآن، لوجدنا انها مناطق يسكنها العرب السنة، وهذا يتطلب تشكيل قوة من هؤلاء السكان، واذا ما تم استخدامها اهدافاً للغارات الجوية فأن ذلك لا يؤدي فقط الى ايقاع الخسائر بالمدنيين فحسب، بل قد يمكن استخدامها كوسيلة دعاية من قبل داعش و تتظاهر بأنها المدافع عن المسلمين ضد الأستعمار الغربي، و كذلك جعلها حرباً مذهبية ضد القوى العراقية بقيادة الشيعة، ما يؤدي الى كسب الناس و حثهم على القتال من اجل عقيدتهم المذهبية، من جهة اخرى قد يكون بين الشيعة اشخاص لا يتفقون مع الشيعة الذين تدعمهم ايران،هذا الى جانب السنة التي تم احتلال مناطقهم من قبل داعش و يتطلعون الى تحريرها بأسرع وقت، لقد لاحظنا قبل سنوات العرب السنة و هم يلعبون دوراً كبيراً في تحرير مناطقهم من سيطرة القاعدة، ما ادى الى تحطيمها، و بالنسبة الى الوقت الراهن فإنّ مواجهة القوى الداخلية ضد الأرهابيين و عدم تعاون الشعب معهم سوف يكون السبب الرئيس في حرب دحر ارهابيي داعش.
* كان الشرط الرئيس من ادارة اوباما للعراق هو تشكيل حكومة جديدة و ابعاد نوري المالكي عن الحكم، هل تعتقد ان الحكومة الجديدة برئاسة عبادي تستطيع أنْ تكون عند مستوى تلك المسؤولية و تقاتل الأرهابيين؟
- ابعاد المالكي كان الخطوة المهمة، وقد تكون ثقة اوباما بالحكومة الجديدة سابقة لأوانها، لأن عليها البرهان على انها حكومة الجميع، بغية تعاون الناس معها، و بأستطاعة امريكا ارسال الأسلحة و المستشارين كيفما تشاء، ولكن ان لم يكن الشعب مستعداَ للقتال فلا يمكن دحر داعش، والسبب في ان البيشمركة هي الأفضل هو انّ لحكومة الأقليم مصداقية لدى الشعب الكوردستاني اكثر مما لدى حكومة بغداد بالنسبة للعرب، اعتقد أنّ هذا امر مهم، و ان اكبر خطأ ارتكبته ادارة اوباما هي ارسال اكثر من 25 مليار دولار الى بغداد كمساعدات، دون انْ تضع شروطاً على الحكومة منها مناهضة الفساد و احترام حقوق الأنسان و وحقوق العرب السنة و الكورد على وجه الخصوص، لقد مارست الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الأخيرة الضغط على العراق و هذا تصرف معقول ولكن بحاجة الى المزيد.
* كيف ترون موقع الكورد على المستوى الدولي؟
- الأزمة الأخيرة اظهرت قيمة و مكانة الكورد بكل وضوح، واثبتت انه على الرغم من وجود مشكلات و اختلافات في بعض المسائل بين الكورد، ولكن لأقليم كوردستان مصداقية اكثر بالمقارنة مع حكومة بغداد.
* يتوقع على الصعيد الدولي تشكيل تحالف موسع ضد ارهابيي داعش، كيف يمكن للتحالف الجديد التعامل هذه المرة مع مسألة الأرهاب؟
- اهم عامل لدحر داعش يجب انْ يكون سياسياً، و ليس عسكرياً، يجب حصول تغيير سياسي بين الأطراف العراقية و السورية، بالتأكيد قد تشارك بعض الدول في تعزيز المؤسسات السياسية و العمليات العسكرية، ولكن يجب ان يحصل التغيير في البداية من العراق و سوريا، قد تكون مسألة التدخل العسكري من المجتمع الدولي لدحر داعش مهمة جداً، ولكن اثبت تأريخ المنطقة ان القوى الخارجية لها مصالحها الخاصة، كما ان هناك جوانب ستراتيجية و اقتصادية المتمثلة في النفط، اعترف ان داعش قوية جداً في هذه المعادلة، لذا انها تتطلب دعماً دولياً منظماً، وبغية انْ لا تستخدم داعش الشعور القومي و الديني لأغراضها و نواياها الخاصة و عدم استفادة القوى الخارجية من الأوضاع الراهنة لتحقيق اهدافها التي تتمثل في بسط سيطرتها و نفوذها في المنطقة، اعتقد ان الخلاف الكبير بين العرب في سوريا و العراق لايكمن في الأختلاف بين السنة و العلويين، وانما عبارة عن الأختلاف بين الطائفية و القومية في تلك المجتمعات، اذاً انك لا ترغب في حث هؤلاء على مساندة الميل الطائفي، بل دعم الذين يعترفون بحقوق الأقليات، هؤلاء يعترفون أنّه من الضروري توفير الحقوق للجميع و عدم قمع حرياتهم من قبل اقلية طائفية أو قوى خارجية.
، الطرف المهم في الحرب ضد ارهابيي داعش هو سوريا ، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية لن تستطيع التنسيق مع الأسد ولا مع الجيش الحر،اذاً الى اين ستتجه هذه الحرب؟
- مشكلة جيش سوريا الحر هي انّه يضم المئات من الميليشيات المستقلة، و يفتقر الى قيادة مركزية، لذا فإنّ ارسال الأسلحة الى هؤلاء المقاتلين قد يكون من المحتمل أنْ يؤدي الى مقتل المزيد من الناس و اطالة أمد الحرب الداخلية الدموية، وليس الى انشاء قوة موحدة قادرة على دحر داعش أو نظام الأسد، لقد حصلت داعش على بعض اسلحتها بسبب احتلالها المواقع التي كانت ميليشيا الجيش السوري الحر تسيطر عليها و في بعض الحالات اتجهت بعض هذه المجاميع الى الراديكالية في نضالها و اخيراً الأنضمام الى داعش، و لهذا، الأمر فيه خطورة حقيقية عندما يتم دعم الجيش السوري الحر، ولو قد يكون بديلاً افضل من داعش أو نظام الأسد، لقد تحولت داعش الى مجموعة قوية، وبالرغم من قلة عدد مقاتليها الاّ انها استفادت من الحكم القمعي و الفاشل في بغداد و دمشق، و في النهاية ومن اجل دحر داعش و ابادتها يتطلب على الأقل التركيز بالدرجة الأولى على المسائل الأقتصادية و السياسية و الأجتماعية بدلاً من التركيز الكبير على المسائل العسكرية و الستراتيجية، صحيح ان استخدام القوة العسكرية ضرورية الى حد ما، ولكنها ليست حرباُ عسكرية فحسب، بل انها حرب انتصار عقول و قلوب الشعب.
* وفق الستراتيجية الجديدة، ينبغي تدريب الجيش العراقي و قوات البيشمركة تدريباً مكثفاً و تسليحها ضد الدولة الأسلامية( داعش)، هل تعتقدون ان هذه القوى تستطيع لوحدها تغيير المعادلة على ارض الواقع؟
- بأعتقادي، انّ قوات البيشمركة اثبتت انها من افضل القوى المقاتلة في المنطقة، و لذا فإنّ تسليمها الأسلحة و الأعتدة و تزويدها بالمعلومات الأستخبارية و تدريبها بشكل جيد من شأنها تعزيز صفوفها اكثر، ان قوات البيشمركة تستطيع منع قوات داعش على التقدم نحو اقليم كوردستان و المنطقة، انني قلق جداً حول تدخل القوى الخارجية، و قلق ايضاً بشأن نفوذها لأنها تتطلع الى تنفيذ مخططاتها و تحقيق غاياتها و مصالحها الضيقة، و انّ وجود الأجانب في المنطقة قد يؤدي الى ردود افعال، و التي تستفيد منها داعش و تتظاهر بأنها تدافع عن العالم الأسلامي ضد الأستعمار الغربي.
* الكلمة الأخيرة؟
- اعتقد انّ هذه الأزمة اثبتت مرة اخرى للعالم بان اقليم كوردستان فيه شعب يستطيع ادارة اموره بنفسه و الدفاع عن مقدساته، وهنا أتساءل هل انّ هذه هي خطوة على طريق الأستقلال؟ لنترك الأمر و ننتظر، المستقبل كفيل بما يتحقق لهذا الشعب من أماني و طموحات.[1]