رووداو ديجيتال
كشفت نائبة في البرلمان العراقي بأن 27 الف دونم من أراضي الكورد تم الاستيلاء عليها بعد أحداث 16 أكتوبر 2017، فيما حذر مقرر لجنة المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان، من أن عدد الكورد سينخفض في المناطق الكوردستانية، في حال واصلوا عدم اكتراثهم كما يحدث الآن.
وكان رئيس لجنة المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان، قد أعلن في مؤتمر صحفي عقب اجتماعه مع رؤساء الوحدات الإدارية في تلك المناطق من خانقين إلى سنجار، يوم الأربعاء (29 حزيران 2022)، أن التعريب مستمر في وضح النهار وبمسمى آخر، حيث يتم الاستيلاء على أراضي الكورد الزراعية تحت أعين الحكومة العراقية وبدعم من القوات الأمنية.
بعد إقرار الدستور العراقي في عام 2005، تقاعست الحكومات العراقية في تنفيذ المادة 140 من الدستور، المتعلقة بحل مشكلة المناطق المتنازع عليها. ومع أن قوات البيشمركة سيطرت على جزء كبير من تلك المناطق بعد ظهور داعش، لكن إقليم كوردستان عاد وفقد مساحة أكبر منها بعد أحداث (16 أكتوبر/ تشرين الأول 2017)، وتواجه المناطق التي يشكل الكورد والتركمان أغلبية فيها، تعريباً آخر.
رئيس حزب تركماني: العرب رفعوا 1700 دعوى قضائية للمطالبة بأراضي الكورد
كشف رئيس حزب السلام التركماني الديمقراطي، وسام أحمد، لشبكة رووداو الإعلامية، أن مرحلتين للتعريب بدأتا بعد هجمات داعش وأحداث 16 أكتوبر، الثانية منها مازالت مستمرة.
ويضيف: وفقاً لمعلوماتنا، تم تعريب أكثر من 34 قرية في حدود قضاء خانقين، حيث تركت مئات من العوائل الكوردية مناطقها، كما تركت عشرات من العوائل التركمانية مناطقها في كولاله وشهربان، واستقرت في خانقين ولا تستطيع العودة.
ويمضي إلى القول: بعد أحداث 16 أكتوبر، رفع العرب ما يتراوح بين 1500 و1700 دعوى قضائية في محكمة خانقين، للمطالبة بأراضي الكورد والتركمان، التي كان نظام البعث قد منحها لهم، لافتاً إلى أن العرب الذين يساندهم الجيش ومسلحون، كانوا قد تركوا الأرضي التي حصلوا عليها بطريقة غير مشروعة في عام 2003، لكنهم عادوا للمطالبة بها بعد أحداث 16 أكتوبر.
ويؤكد رئيس حزب السلام التركماني الديمقراطي بدء حملة تعريب واسعة، مشيراً إلى جمع أكثر من 65 الف توقيع في خانقين للمطالبة بايقاف تلك الحملة، وستسلم هذه التواقيع إلى الأمم المتحدة.
وخانقين إحدى المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان، وهي قضاء يتبع محافظة ديالى ويقع على الحدود العراقية الإيرانية. وتقرب خانقين التي تعد جزءاً من منطقة كرمسير، من قضاء كفري.
ويبيّن الناشط السياسي المهتم بملف التعريب، شيركو توفيق، لشبكة رووداو الإعلامية، أن العرب الذين نقلهم النظام السابق إلى خانقين، عادوا اليها بعد أحداث 16 أكتوبر، بدعم من القوات الأمنية والميليشيات، ويهددون الكورد وأهالي القرى بشكل مستمر، حيث تم اخلاء 36 قرية في حدود القضاء بسبب التعريب، ويطالب العرب من خلال المحكمة بأراضي الكورد ويعدونها ملكاً لهم، مشيراً إلى الاستيلاء على 2800 دونم من أراضي الكورد الزراعية من قبل العرب.
ونوه شيركو توفيق إلى أن كل المساعي تتركز الآن لإعادة العرب الذي نقلوا إلى أراضي وممتلكات الكورد قبل عام 2003، ويرجع السبب إلى تولي عربي متطرف مسؤولية مكتب المادة 140، لافتاً إلى أن العرب يتلقون تعويضاً قدره 20 مليون دينار ويستولون على أراضي الكورد.
ومن قرى خانقين التي أخلالها سكانها الكورد بسبب تهديدات الميليشيات وداعش: مبارك، محمد شير بك، قوله، علي بك دلو، دكە كورە، دكه بجوك، دكه حجي عبد القادر، حجي برايم، إخوة، حلوان، قلا، تبه جرمو، تسع قرى لعشيرة بالاني، كاني ماسي، كلاي حسين، مردان، زلاو، جميل بك، ني كنه، حسين ممه، أحمد هلال، أحمد طاهر، ملا طيب، بويكه، ناكينه، قرامين، باوه بلاوي.
تقع المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستاني في محافظات كركوك، نينوى، صلاح الدين وديالى وتضم عشرات من الأقضية والنواحي.
نائبة: الاستيلاء على نحو 27 الف دونم من أراضي الكورد الزراعية في كركوك بعد أحدث 16 أكتوبر
من جهتها، كشفت النائبة عن كركوك، نجوى حميد، لشبكة رووداو الإعلامية، أن عمليات التعريب في كركوك زادت بشكل ملحوظ بعد أحداث أكتوبر 2017، مشيرة إلى أن سد شواغر المناصب التي أبعد الكورد عنها، يشكل إحدى الوسائل المتبعة، حيث كانت المناصب في كركوك تتوزع في السابق بنسبة 50% للكورد، و50% للعرب والتركمان، لكن نسبة الكورد انخفضت 25% لصالح العرب.
وعن الأساليب الأخرى، تشير نجوى حميد إلى الاستيلاء على أراض بمساندة القوات المسلحة وباستخدام القانون لصالح العرب وضد الكورد والتركمان، ووفق الإحصاءات التي بحوزتنا، فقد تم الاستيلاء على أكثر من 27 الف دونم من أراضي الكورد الزراعية في مناطق كركوك، خصوصاً في مناطق سركران، داقوق، توبزاوا، ليلان وتركلان.
وفي شهر آذار 2022، طالبت النائبة عن كتلة الإتحاد الوطني الكوردستاني، سوزان منصور، وزير الداخلية العراقي بايقاف مساعي التعريب التي تجددت في خانقين وأطرافها.
وفي هذا الصدد، تقول سوزان منصور، لشبكة رووداو الإعلامية: يريد العرب الانتقال إلى مناطق كولاله، شهربان، جباره، قره تبه ومندلي عن طريق نقل سجلات نفوسهم إلى خانقين، ما سيترك تاثيراً ديموغرافياً ويهدد وجود الكورد في تلك المناطق، لذا يجب ايقاف هذه التنقلات لحين تنفيذ المادة 140.
وتتعلق المادة 140 من الدستور العراقي بحل مشكلة المناطق المتنازع عليها من خلال ثلاث مراحل: التطبيع، الإحصاء والاستفتاء الذي كان يجب اجراؤه في موعد لا يتجاوز كانون الأول 2007، وباستثناء تنفيذ جزء من المرحلة الأولى، لم تتخذ أية خطوات لتنفيذ هذه المادة.
لجنة برلمانية: نسبة العرب في إقليم كوردستان زادت كثيراً
مقرر لجنة المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان، عبدالناصر أحمد، يحذر حكومة إقليم كوردستان وقادة الأطراف السياسية من أن المخاطر تواجه إقليم كوردستان أيضاً ما لم يتحركوا.
ويقول عبدالناصر أحمد، شبكة رووداو الإعلامية، أن المخاطر التي تواجه المناطق الكوردستانية، قد زادت بشكل كبير بعد أحداث أكتوبر 2017، حيث سيصبح الكورد أقلية في تلك المناطق بسبب استيلاء العرب على أراضيهم والتزامهم الصمت، لافتاً إلى أن جزءاً كبيراً من الكورد الذين يتعرضون إلى الظلم، يتركون أراضيهم للعرب وينتقلون إلى إقليم كوردستان، ما جعل العرب أغلبية في تلك المناطق.
ويشير إلى الوضع في خانقين وكولاله كمثال بقوله، أخليت أكثر من 30 قرية كوردية في خانقين، و16 قرية في كولاله، كما أخليت قرى في قره تبه، لذا فأن التعريب مستمر في جميع المناطق الكوردستانية من سنجار إلى كركوك وخانقين.
ويمضي عبدالناصر أحمد إلى القول: التعريب يجرى كذلك في سنجار، حيث يستقر العرب في سنجار ومناطق أخرى بسبب عدم عودة الكورد الإيزيديين إلى مناطقهم وبقائهم في المخيمات، وهو وضع لا يمكن أن يستمر.
وحول التهديدات التي يواجهها الكورد، قال مقرر لجنة المناطق الكوردستانية خارج إقليم كوردستان: سيصبح الكورد أقلية في المناطق الكوردستانية، بسبب تقاعس الحكومة والأطراف السياسية، وإذ يشير أن العرب يشكلون نسبة 25% من السكان في أربيل، و16% في دهوك، و14% في السليمانية، يشدد على ضرورة أن تلتفت حكومة إقليم كوردستان لهذا الأمر، حيث نواجه مخاطر كثيرة على مستقبلنا، خصوصاً وأن العرب يتكاثرون بشكل فعال وسيزيد عددهم بشكل كبير جداً خلال فترة قياسية.
ويخلص النائب في برلمان كوردستان إلى القول:إذا كان العرب يتوجهون في السابق إلى إقليم كوردستان كنازحين، الآن يأتون بطرق أخرى، باسم الاقتصاد، الإقامة وما شابه، وقد ارتفعت أسعار العقارات بسببهم كثيراً. [1]