البروفيسور جيمس راسل استاذ الدراسات الأمنية في الشرق الأوسط و ستراتيجية الأمن الوطني في جامعة نافل بوستكراجويت، تحدث لمجلة كولان حول النظام الدولي و انهياره في الشرق الأوسط و اعادة صياغة التوازن السياسي للمنطقة ودور الكورد في الحرب الدائرة مع داعش الأرهابي و مستقبل كوردستان من خلال اجاباته عن اسئلة المجلة:
ترجمة/ بهاءالدين جلال
البروفيسور جيمس راسل استاذ الدراسات الأمنية في الشرق الأوسط و ستراتيجية الأمن الوطني في جامعة نافل بوستكراجويت، تحدث لمجلة كولان حول النظام الدولي و انهياره في الشرق الأوسط و اعادة صياغة التوازن السياسي للمنطقة ودور الكورد في الحرب الدائرة مع داعش الأرهابي و مستقبل كوردستان من خلال اجاباته عن اسئلة المجلة:
* احسن وصف للعالم في الظروف الراهنة و الذي يمكن الأشارة اليه عبارة عن تفكك و انهيار النظام العالمي، بسبب ظهور لاعبين دوليين جدد و الذين كان لهم الدور في تحويل اتجاه الأحداث، حيث لايستطيع النظام العالمي التعامل معهم، وبالأخص مع ارهابيي داعش الذين تزايد نفوذهم بسرعة في معظم المناطق، هل نستطيع القول بأن النظام العالمي قد انتهى و لم يظهر نظام جديد بعد و الذي يتمكن من التعامل مع الأوضاع الراهنة؟
- العالم لم يتفكك و العالم برمته بقي نسبياً في حالة الأستقرار، ولكن الشرق الأوسط يعاني من مشكلات عديدة، و اللاعبين غير الدولين لايسهمون في اعادة صياغة السياسة الدولية و لم يتحولوا الى التهديد الستراتيجي للنظام الدولي، لقد بقي اتجاه الخلافات الدولية على حاله السابق، و لم تُبد الدول النامية أية رغبة في مراعاة هذا النظام، وخاصة في مسألة شن الحروب فيما بينها، وهذا لايعني ان النظام الدولي قد تمت تهيئته بالشكل المرضي، أو يستطيع التعامل مع العنف السياسي، كما نراه في الشرق الأوسط أو في اوكرانيا، ولم تلعب الأمم المتحدة دورها الرئيس في التعامل مع هذه المسألة، حيث بأمكانها ان تؤدي دورها السلمي و تساعد الدول في حل خلافاتها، ولكن في الوقت ذاته لاتستطيع وضع الشرطة للدول التي لاتراعي مبادىء المنظمة الدولية، وعلى سبيل المثال اذا ما ارادت روسيا و هي الدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن خرق القوانين فلا تستطيع الأمم المتحدة وضع حد لها.
* لقد تم تعريف الحرب بأنها فترة نشوء النظام الدولي و العلاقات الدولية و التي تعود الى اتفاقية ويستفيليا، و بأنها اختلال في التوازن الدولي، ولكن – و للأسف- تغيرت الآن بحيث تحولت الى الحرب بين العالم الحر و الأرهابيين و الذين يستولون يوماً بعد يوم على مناطق أخرى، وهذا يعني ان الجيوش التقليدية لاتستطيع دحرهم و القضاء عليهم، ماهو تعريفكم لبناء جيوش جديدة تستطيع القضاء على الأرهابيين؟
- الحرب ليست ظاهرة جديدة، انها سمة دائمة للنظام الدولي، انا لا أتفق مع الرأي الذي يؤكد على ان النظام الدولي قد تغيير جذرياً و الذي تحاول الدول من خلالها بسط سيطرتها الكاملة و توسيع نفوذها، ان الحرب السورية هي افضل نموذج للحرب بالوكالة تقوم بها حكومات المنطقة وبالأخص المملكة العربية السعودية و دول الخليج و ايران حيث تستتغل خلافاتها من اجل تحقيق مآربها الخاصة، و الحروب مهما كانت نوعيتها فهي تعبّر عن العنف و تعادي السلام و الأستقرار، حيث ان داعش يحاول توسيع نفوذه و انشاء دولة، وكانت اهداف كل الحروب هي السيطرة و الأحتلال، ولكن مستقبل النظام الدولي هو قيام الدول النامية بالتخلي عن فكرة الحروب الشاملة، كما كانت الحرب العالمية الثانية، لذا هنالك مغالطات و اختلافات حول تطبيق هذه الفكرة، وعلى سبيل المثال نجد ان الولايات المتحدة الأمريكية تؤمن بالحروب المحدودة، وهذا لايعني ان هناك معياراً معيناً للحروب، ان داعش يحاول احراز الأنتصار و الوصول الى اهدافه بأي ثمن.
* في حرب الأرهابين و التي يمتد حدودها من باكستان و حتى نايجيريا، لم تستطع أية قوة على الأرض غير قوات البيشمركة (جيش اقليم كوردستان) دحر ارهابيي داعش و الحاق الهزائم بهم، وهذا يعني ان البيشمركة تحول الى نموذج للجيش الوحيد الذي يهزم الأرهابيين، ما مدى اهمية تعريف انتصارات البيشمركة انتصاراً للعالم الحر و اعتبار هذه القوات اساساً يُعتمد عليه في دحر الأرهابيين؟
- انتصار أية قوة عسكرية تعتمد غالباً على الألتزام و الأهداف التي استخدمت من اجلها تلك القوة، ان قوات بيشمركة كوردستان تقاتل بأرادة راسخة و موحدة وهي على عكس الجيش العراقي الذي ليست له رؤية سياسية حقيقية تجعله متحداُ.
* الكورد هو الشعب المسلم الوحيد الذي نجح في التعبير عن نموذج حقيقي للتعايش و قبول الآخر في النظام الديمقراطي بالشرق الأوسط، ان تجربة الكورد اثبتت انها تختلف عن ثقافات الشعوب الأخرى و هي بحاجة الى الحماية، الى أي مدى ترى من الضروري اقامة دولة كوردية مستقلة على الصعيد العالمي لتتحول الى ضمانة للسلام و الأستقرار و التعايش في الشرق الأوسط؟
- ان اقليم كوردستان هو دولة واقع بحد ذاته حيث يسيطر على مساحة شاسعة من شمال العراق، و له نظامه السياسي و جيشه المستقل و الأهم من كل ذلك ان شعبه يتطلع الى الحرية و العيش بسلام و أمن دائميين.
* استطاع مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان دحر الأرهابين على الأرض بواسطة المساعدات اللوجستية و بدعم من القوات الجوية للتحالف الدولي، وهذا يعني ان حكمة و تجربة الرئيس و اسلحة دول التحالف بأمكانها دحر الأرهابيين، وهنا نتسائل الى أي مدى من الضروري مشاركة دول التحالف في دعم الرئيس البارزاني في حربه ضد ارهابيي داعش؟
- تنظر الولايات المتحدة الأمريكية الى الكورد كحليف مقرب، هناك قيم و مبادىء مشتركة و مصالح اساسية من اجل العيش بسلام و ابعاد المنطقة من الويلات و الأزمات، اتوقع ان يقوم الكورد باستمرار في كسب الدعم الدولي كمنبر للسلام و الأستقرار في المنطقة.
* من بين دول التحالف اعربت المانيا عن استعدادها لقيادة الحرب و التعامل مع نتائجها و الدعم المباشر لقوات بيشمركة اقليم كوردستان، الى جانب انها كانت من اوائل دول الأتحاد الأوروبي التي فتحت ابوابها بوجه المهجرين و اللاجئين، اذاً لماذا تنفرد المانيا بلعب هذا الدورالمهم؟
- ان المانيا تبدأ بأعادة بناء موقعها في قيادة العالم و هو نتاج طبيعي لقوتها و موقعها في اوروبا، ويعدّ تطوراً للترحيب بالنظام الدولي و و أمر لابأس به فيما يتعلق بوجود بلد ديمقراطي يدّعي قيادة العالم في بعض الأمور.[1]