رووداو ديجيتال
عززت الحكومة السورية، من تواجدها في المناطق المحاذية للحدود التركية في الشمال السوري، في ظل تهديدات أنقرة المستمرة بشن عملية عسكرية في تلك المناطق.
آخر تلك التعزيزات، وصلت أمس إلى مدينتي عين عيسى وكوباني (عين العرب)، بريفي الرقة وحلب معززة بالدبابات الحربية، رفقة عناصر من الجيش السوري.
هذا الانتشار في مناطق قوات سوريا الديمقراطية، جاء بعد حصول تفاهمات أو (فتح الطريق أمامهم كما قال قائد قسد مظلوم عبدي)، بين الحكومة السورية وقسد لتوحيد الجهود أمام الهجوم التركي المحتمل على تل رفعت ومنبج.
التفاهمات لم ترقى إلى اشتراك القوتين في غرفة عمليات مشتركة، بل اقتصرت على رفع العلم السوري على بعض النقاط، وتمركز القوات، وسط شكوك بقدرتها على وقف الزحف التركي إن حدث.
من جانبه، القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، نافع عبد الله، قال لشبكة رووداو الإعلامية، تعليقاً منه على التفاهمات بين قسد والحكومة السورية، إن هذه التفاهمات بعودة النظام السوري، هي ضد أهداف الثورة، والحرية وكرامة الشعب السوري.
وأردف بأن الحكومة السورية لم تعترف بحقوق الشعب الكوردي في سوريا حتى الآن، مبدياً رغبتهم في حدوث تفاهمات مع الدول الكبرى، لحماية المنطقة، وليس مع النظام السوري وتركيا.
من جهة أخرى، المحلل السياسي الكوردي، حسين عمر، أشار خلال حديثه مع شبكة رووداو الإعلامية، إلى أنه لا توجد أي وسيلة أخرى أمام قسد، لأن أميركا تقول بوضوح أنه حال حدوث أي هجوم تركي فلن أستطيع فعل شيء.
وأضاف: التفاهم حصل مع روسيا لنشر قوات النظام السوري على الشريط الحدودي، التي من بإمكانها أن تعيق أي هجوم تركي على المنطقة بشكل قوي.
وتتجه الأنظار حالياً إلى العاصمة الإيرانية طهران، في انتظار مخرجات القمة الرئاسية الثلاثية، بين رؤساء إيران (إبراهيم رئيسي)، وتركيا (رجب طيب أردوغان)، وروسيا (فلاديمير بوتين)، المتعلقة بالوضع في سوريا والحبوب الأوكرانية.
وفي 17 تموز الجاري، أكد عضو مجلس الشعب السوري، علي عودة الجضعان، أن الحكومة السورية تسعى لرفع علم الجمهورية العربية السورية على كامل الحدود مع تركيا، مشيراً إلى أن هناك مخطط من أجل اقتطاع أجزاء من سوريا وتغيير الديمغرافية السورية في منطقة الشمال السوري.
وقال الجضعان لشبكة رووداو الإعلامية، إن الحكومة السورية تعي التهديدات التركية في الشمال والشرق السوري، وهي على أهبة الاستعداد في شمال سوريا لتحريك قواتها.
وأضاف أن هناك انتشار لقوات الجيش العربي السوري لصد أي اعتداء على الأراضي السورية، فهي صاحبة الأرض والسيادة التي تنتشر في كامل الجغرافية في الشمال السوري، وهي تعي للأطماع التركية في الشمال السوري والمخططات الصهيوأميركية التي يخططها ما يسمى التحالف من أجل اقتطاع أجزاء من الجمهورية العربية السورية وتغيير الديمغرافية السورية في الشمال السوري.
وعن الاتفاقية بين روسيا وسوريا وقسد أشار إلى أنها تضمنت أن يكون الجيش العربي السوري منتشر في كامل منطقة التهديد التي يسعى إليها العدو التركي، وأن تكون هناك انتشار على كامل جغرافية مدينة تل رفعت ومنبج.
وكان الجيش السوري، قد نشر 300 جندي من قواته في مدينة منبج بموجب اتفاق بين روسيا وسوريا وقوات سوريا الديمقراطية.
وذكرت مصادر محلية، السبت (16 تموز 2022)، بأن القوة السورية المذكورة وصلت إلى منبج عن طريق معبر الطيحة جنوب غرب منبج التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
ويوم ال(15 تموز 2022)، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية أكد أنه حتى الآن لم تسنح لتركيا الفرصة للهجوم على مناطق في الشمال السوري لكن في حال سنحت ستهاجم، مشيراً إلى أن التهديدات هي لاستهداف التجربة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا عامة والوجود الكوردي بشكل خاص.
وذكر عبدي في مؤتمر صحفي عقده في مدينة الحسكة حول التهديدات التركية أن التهديدات التركية ضد مدن منبج تل رفعت وكوباني بدأت منذ تاريخ 23 أيار، ولا تزال مستمرة، تركيا ومرتزقتها يستعدون، وسوف يهاجمون شمال وشرق سوريا في أي وقت تسنح لهم الفرصة.
وأكد التزام قوات سوريا الديمقراطية ببنود اتفاقية عام 2019، ومنها تراجع قواتهم بموجب تلك الاتفاقية عن الحدود السيادية السورية مع تركيا بمسافة 30 كم، وفتح الطريق أمام قوات الحكومة السورية للتمركز في المناطق الحدودية، بالإضافة إلى استمرار الدوريات الروسية التركية في تلك المناطق.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن مؤخراً أن العملية الجديدة في شمال سوريا ستستهدف تل رفعت ومنبج.
وفي (1 حزيران 2022)، قال: نحن بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة في قرارنا المتعلق بإنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومتراً شمالي سوريا، وتطهير تل رفعت ومنبج من الإرهابيين.
أردوغان أكّد على أن العملية ستتواصل بشكل تدريجي في مناطق أخرى شمالي سوريا.
ويوم الاثنين (30 أيار 2022) أكّد اردوغان للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة إنشاء منطقة آمنة على طول الحدود السوريّة-التركيّة، وفق ما أعلنت الرئاسة التركيّة.
في العام 2019، اتفقت انقرة مع موسكو على إنشاء منطقة مطهّرة من الإرهاب بعرض 30 كيلومتراً على طول الحدود التركيّة-السوريّة، إلا أنّه لم يتم تنفيذ الاتفاق حتى الآن حسب الرئيس التركي.[1]