متابعة التآخي
صدر في بريطانيا عام 1988 كتاب لوليم ايجلتن تحت عنوان “مقدمة حول السجاد الكوردي ..جميع الكتب التي نشرت حول الحياكة تشير في جانب منها الى الحياكة في كوردستان وفي القرى الكوردية” وكما يقول موراي آيلاند:”لو قسمنا صناعة السجاد في الشرق الأوسط الى خمسة أنواع، لوجب تخصيص موقع لأعمال النسج والحياكة الكوردية” ويتابع قائلا :”انهم أي الكورد جديرون بها ويتقنون الحرفة”، لا “من بين جميع الشعوب التي لا تزال تمارس حرفة الحياكة القروية والتقليدية فحسب، بل يحتل الشعب الكوردي المرتبة الأولى مما أثارت انتباه أوستن هنري لا يرد للإشارة اليها. هنري هو ذلك الرجل الذي زود المتحف البريطاني عام 1940 بالثيران المجنحة الموروثة من #الآشوريين#. عندما زار مدينة ماردين في كوردستان تركيا، علق على حرفة الحياكة والنسج قائلا:” تعرض السجادات المنقوشة والزاهية التي هي من صنع أيدي النساء الكورديات وتعتبر ثمينة في الشرق الأوسط”، ويتساءل المؤلف قائلا:” لماذا يحاولون اذن، اخفاء حقيقة هذه الحرفة في كوردستان و التقليل من جودتها؟ أظن أن هذه الظاهرة تعود الى أن صناعة النسيج وأعمال الحياكة ترتبط بالدولة ذات الحدود السياسية المرسومة، علاوة على كون الكورد يعيشون في مناطق وعرة ونائية وقليلا ما يستطيع الباحثون في هذا المجال من الوصول اليهم”.
يقول المؤلف بصدد التعرف على الشعب الكوردي:” تعود بداية معرفتي بالكورد الى عام 1954، عندما كنت أدير مركزا ثقافيا للولايات المتحدة الأمريكية في كركوك الواقعة بمحاذاة حدود كوردستان العراق.. وفي الفترة ما بين 1959-1961 كنت أقيم في مدينة تبريز في كوردستان ايران كقنصل أمريكا هناك”، ويتطرق المؤلف الى جولاته في كوردستان ايران وتركيا ومشاهداته في تلك المناطق. تجول كاتنكي في هذه المناطق أيضا عام 1980 وشاهد بأم عينه أعمال صناعة السجاد اليدوية والحياكة الكوردية:” أن المعلومات المتوفرة حول هذه الصناعة في كوردستان هي أقل بكثير مما كنا نتصور”.
لا شك أن مساعي مؤلف هذا الكتاب جديرة بكل التقدير والاحترام لإعطاء صورة واضحة عن صناعة السجاد اليدوي والحياكة في كوردستان ومقارنتها بنفس الحرفة بين الأقوام الجارة من حيث المواد التي تدخل في صناعتها والألوان وحجمها وأنواعها لتجسيد هذا الفن الرصين للشعب الكوردي، حيث تتعرض حرفته اليدوية للفناء وامحاء الصبغة القومية عنها، الا أنها تفرض نفسها وهويتها على الأسواق في المنطقة، على الرغم من المحاولات اليائسة لتغيير هويتها. وان الباحثين والخبراء في هذا المجال يعتبرون هذه الصناعات جزء من الفن الكوردي الأصيل.[1]