منذ 23 عاماً تعالج أمينة دمر العديد من الأمراض النسائية بالأعشاب الطبيعية، فبالرغم من تطور المجال الطبي إلا أنها تحافظ على ما ورثته من جدتها.
يلجأ الكثير من الأشخاص إلى الطب البديل أو الطبيعي لعلاج أمراضهم، كونه لا يترك آثاراً جانبية تؤثر على أعضاء أخرى، فالأعشاب والزيوت المستخدمة كزيت الزيتون والنباتات والعسل الطبيعي، جميعها مفيدة لصحة الإنسان.
أمينة دمر 60 عاماً من قرية مومان الواقعة غربي مقاطعة #كوباني# بإقليم الفرات في شمال وشرق سويا، تعمل منذ 23 عاماً على معالجة العديد من أمراض النساء، ومن أهمها مساعدتهن على الإنجاب عن طريق وصفات طبيعية، وبذلك تسعى للحفاظ على ثقافة الجدات من الاندثار والضياع.
حول كيفية تعلمها هذه المهنة تقول أمينة دمر: “عملت جدتي بهذه المهنة منذ عشرات الأعوام، وهي من علمتها لعمتي، التي نقلتها إلي”، مشيرةً إلى أن: “جيل جداتنا كان مختلفاً عن هذا الجيل وكانت النساء تعتمدن على الطب الطبيعي والأعشاب لمعالجة كافة الأمراض النسائية والكسور وغيرها”.
إقبال جيد
وبينت أنها تواجه صعوبات كثيرة: “بعض الأعشاب لا يتم العثور عليها بسهولة، وأنا امرأة مسنة ليست لدي القوة للبحث عنها، وبعضاً من الأعشاب تنبت فقط في فصل محدد”.
وعن الأعشاب التي تستخدمها لصنع الدواء تقول أمينة دمر: “أجمع الأعشاب الطبيعية وهي “كوك مكولة وبونك، ورورك وزعتر بري، وميرمية والزنجبيل” إضافةً لحبة البركة والكمون، والعسل وزيت الزيتون”.
أما طريقة التحضير فهي كما تبيّن صعبة جداً: “بعد جمع الأعشاب وتجفيفها أقوم بطحنها لكي تصبح على شكل بودرة، أما النباتات الغضة فأفرمها وأضيف إليها زيت الزيتون والعسل وحبة البركة والشبة، وأطحنها معاً حتى تتماسك كافة المكونات، ثم أضيف عليها الملح الذي يعتبر مادة حافظة، وبعد الانتهاء يحتاج هذا الخليط مكان بارد وعلينا الاعتناء به لكيلا يتعفن”. موضحةً أن الوصفة تحتاج للعناية بشكلٍ مستمر وتستخدم ما بين (6 8) أشهر ومن ثم تتلف ويجب صنع غيرها.
تستقبل أمينة دمر نساء من خارج مقاطعة كوباني وتقول عن ذلك: “هنالك إقبال كبير للنساء على هذا الدواء لأنهن تستفدن منه، كما أنني استقبل النساء من مدينة منبج. يسعدني عندما تعود إحدى النساء وتقول بأنني بعد استخدامي الدواء شفيت، أو تقول إحداهن بأنها بفضل هذا الدواء وبعد العشرات من الأعوام والعلاج المُضني ستصبح أماً”. مؤكدةً أن وصفتها تعالج أمراضاً لم يستطع الطب الحديث معالجتها: “وردتني حالات لنساء لم تستطعن الإنجاب ولكن بفضل الأعشاب أصبحن أمهات بعد أن فقدن الأمل”.
عملت أمينة دمر في طب الأعشاب منذ أن كانت في حلب وزادت خبرتها مع مرور السنوات: “في البداية لم أكن متعمقة كثيراً بالعلاج، لكن بعد أعوام من هذا العمل تعرفت على طرق مختلفة للعلاج”.
وفي ختام حديثها قالت أمينة دمر: “الطب الطبيعي أفضل بكثير من الأدوية الكيميائية، وهذا تراث جداتنا ونحن سنحافظ عليه وننقله للأجيال القادمة”.
وكالة أنباء المرأة.[1]