(في عامودا)
تمثال يتوسط باحةً لأشجار الصنوبر
ل محمد سعيد اغا الدقوري
يحتضن طفلين صغيرين
في حين انه يسند عاموداً حديدياً
يسقط على رأسه.
وهو ينقذ الأطفال من حريق سينما عامودا.
سينما عامودا كانت تعرض
فيلم (جريمة في منتصف الليل)
لدعم الثورة الجزائرية.
أحترقت السينما و احترق فيها أكثر من 220 طفل
فتحول الفيلم لواقع عايشه سكان البلدة...!!
(في عامودا)
بمنتصف الثمانينات كان لقهوة الصباح مذاق اخر وانت تستمع لأغنية فيروز سوار ربينا .وكانت الصحف الصادره انذاك الموجودة في واجهة مكتبة الثقافة اكثر اناقةً وجمال بما تتضمن من اسماء ك ( الثورة والبعث وتشرين و الشرق الأوسط والنهار اللبنانية والسفير ايضا . )
(في عامودا)
كطفل ينتظر .الكثير من الهدايا كنا ننتظر الجرائد والمجلات الأتية من دمشق ( الأسبوع الأدبي . الثورة . اليعث . تشرين . المعرفة . الحرية ) والتي تحمل لنا عبقرية المبدعين امثال محمد الماغوط .سليم بركات .نزار قباني . ابراهيم يوسف . حليم يوسف . جميل داري وغيرهم كثيرون يدعوك لرحلة مع كوكبه من ارقى القامات واقلامهم الانيقه.
كانت صباحاتنا مع تلك المفردات تمنحنا شيئا من السعاده لم نعد نراها تحوم حولنا.
(في عامودا)
الشيخ عفيف الحسيني
ولد الشيخ عفيف الحسيني عام 1930 في قرية تل موزان الأثري
الى الشمال من سوريا . تتلمذ على يد والده . الشيخ محمدي موزا
درس الفقه واللغة في الجامع الأموي بدمشق . ثم عاد الى عامودا
حيث الملا عبد اللطيف والملا عبد الحليم صاحبا اكبر مدرسة
فقهية في المنطقة . نال شهادة الإجازة وكانت تعادل الليسانس وقتها تخول صاحبها حمل لقب سيدا . اصيب في فترة شبابه بمرض قرحة المعدة المزمنة . فظل ملازما ومعتكفا في حجرته.
وبيته منذ نصف قرن ولم يخرج من عامودا ولا من حجرته . تتلمذ على يده اغلب الكتاب والمدرسين
حجرته كان على الشارع . له باب اخضر ونافذة خضراء . الدكك واطئة ومغطاة بفرش مقلمة رقيقة . في المجلس خزانة خشبية صغيرة تحوي كتب معدودة في علوم اللغة والادب والدين.
بعد صلاة العشاء كان الشيخ عفيف يدخن ثلاث سجائر ( كنت قصير ) لدخانها طعم التبن . يأكل بسكوت الغراوي . يحمل ابريق
الوضوء ويبقيه الى جواره ليملأ بالماء خندقاً دائرياً يحيط بسجادة الصلاة المبسوطة في الباحة الصغيرة . هكذا يأمن بطش
العقارب طول الليل حين يعيد قراءة مايحب.
(في عامودا)
طوني
كان من الأخوة المسيحيين له عينان خضراوان وله محل تصليح الاحذية في سوق الفاتورة كان بارعا في صنع وتصليح الاحذية . كانا يصنع احذية من ارقى انواع الجلود واثمنها . جلود حتى الأغنياء في عامودا وأولادهم لم يكونوا يستطيعون لبسها لندرتها وغلاء ثمنها
احيانا كان يصنع الأحذية في منزله الكائن في حارة المسيحين مقابل مدرسة زنوبيا للبنات وايضا كان من محبي تربية الحمام
كان طوني شخصية معروفة ومحبوبة من شخصيات مسيحي عامودا.
(في عامودا)
صباح قاسم
حداد وشاعر يمزج بين الكلمة والحديد والسندان لينتهي الى قصيدة جميلة . فهو فنان وشاعر يكتب قصيدة النثر منذ الثمانينات بسلاسة وقصيدته مفتوحة دائما على الأفق الواسع
له مجموعتان شعريتان الأولى بعنوان ( امسيات في الذاكرة ) صدر عن دار ابن خلدون عام 1999 والثانية بعنوان ( يوميات صنعت كار افندي ) صدر عن دار اليازجي بدمشق عام 2002.
بالإضافة الى عدة مخطوطات شعرية . ودراسات تاريخية ( ماردين عبر العصور ) وايضا له عدة مقالات عن مملكة اوركيش . ايضا كان له اهتماماته بالاثار والترميم.
)في عامودا(
شكري محمد الملقب ب المعلم شكري ( والدي)
الرجل العصامي والطيب الذي افنى حياته في العمل . فقد كان بناءاً ماهراً . اغلب البيوت الطينية والأسمنتية في عامودا كان من صنعه
نهل من صفاء مياه عامودا الزلال . واشبع عينيه من النظر في شرمولا . وشاهد خيالات الدرك والمهربين الشجعان القادمين من تركيا امثال شريف حسكي وفرج كورو وفردين وهم على الأحصنة ومعهم حمولتهم . ومشى على سكتها الحديدية شرقا وغربا . وغطس في غدير كولا عنتر مرات ومرات . وسامر مع مجانيها امثال اسماعيلى دين وحيندرو وغيرهم.
مات أبي والموت اضخم الحقائق
مات تماما كما اعتاد ان ينام
حينما كان يرخي راسه الصغير
ويتوسد ذراعه اليسرى
وبعد مرض اليم مات
غير اني ما وجدت في خزانتي
من الدموع مايكفي لبكائه
مثلما يليق برحيل رجل ناضل
من اجل لقمة العيش...!![1]