يكاد عام 2020م ينقضي دون أن يتمكن الكُتَّاب و#المثقفون الكرد# من تحقيق مساعيهم لأجل توحيد الصف الثقافي الكردي، فخلال الأشهر السبعة الأولى عقد ممثلو أربع اتحادات للكتاب والمثقفين “اتحاد مثقفي روج آفاي كردستان،
اتحاد الكتاب الكرد في سوريا، اتحاد مثقفي إقليم الجزيرة، اتحاد كتاب كردستان سوريا” اجتماعات متتالية، وشكلوا لجنة تحضيرية مشتركة مطعمة بكُتّاب مستقلين؛ مهمتها الإعداد لاجتماع عام للكتاب والمثقفين الكرد لانتخاب ممثلين في المرجعية الكردية المزمع تشكيلها بين أطراف الحركة السياسية الكردية، إضافة إلى تحديد تصورات لإنشاء مظلة أو وثيقة عمل مشتركة بين اتحادات الكتاب والمثقفين.
هناك أسباب عدة لعدم تحقيق تلك المساعي ومنها الضعف في عمل اللجنة التحضيرية ذاتها وعدم تمكنها من تحديد تصورات واضحة بشأن مستقبل الكُتّاب والمثقفين واتحاداتهم، تدني في مستوى نقاشات اجتماعات عامة نظمتها اللجنة التحضيرية، عدم تمكن المثقفين من مجاراة السياسيين فيما يتعلق بمسألة المرجعية الكردية كون الفئة المثقفة ليست لها أي وزن على أرض الواقع مقارنة بالأطراف السياسية، حتى أن العديد من اتحادات الكتاب والمثقفين مرتبطين بالأطراف السياسية تماماً. إضافة إلى إجراءات الحظر المتعلق بوباء كورونا أثرت على أنشطة المثقفين، علاوة على تركيز معظم اتحادات الكتاب والمثقفين بتنظيم مؤتمراتها العامة والتي أخذت منهم وقتاً لا بأساً به.
اللجنة التحضيرية أدركت على ما يبدو صعوبة تحقيقها مساعيها تلك، إلا أنها لم تذع أي فشل في ذلك علناً، وغابت اللجنة ونشاطها عن الأضواء بشكل عملي، ليستبدل باجتماعات مشتركة بين الاتحادات الأربعة الذين قرروا في أيلول المنصرم القيام بأعمال مشتركة وتكثيف الأنشطة المشتركة بينها مستقبلاً.
وكمخاض عن مؤتمره العام (الرابع)، قرر اتحاد الكتاب الكرد في سوريا طرح وحدة اندماجية بينه وبين اتحاد كتاب كردستان سوريا، واعتبر ذلك خطوة نحو تحقيق وحدة اتحادات الكتاب والمثقفين. وبغض النظر عن قدرة اتحاد الكتاب الكرد تحقيق مسعاه ذلك كون اتحاد كتاب كردستان سوريا مرتبط بطرف سياسي معين، وقد طالب الأخير من الأول توضيح رؤاه بشأن مسألة توحيد الاتحادين، إلا أن مجرد طرح هذه الوحدة الاندماجية أدى إلى تغيير في مسارات مستقبل بعض الاتحادات.
وقد عقد اتحاد مثقفي إقليم الجزيرة كونفرانسه العام (الرابع) دون أن يناقش أي تصورات لأي وحدة اندماجية أو غير ذلك مع الاتحادات الأخرى، فهو أكثر ميلاً نحو مشروع مجمد حالياً بحكم الظروف السياسية وغير ذلك، ألا وهو تشكيل مظلة ثقافية للاتحادات والمؤسسات الثقافية على مستوى شمال وشرق سوريا.
يبقى الانتظار سيد الموقف لحين انعقاد اتحاد مثقفي روج آفاي كردستان مؤتمره العام (السابع) ومعرفة نتائجه فيما يتعلق بمسألة وحدة الكتاب والمثقفين، ولا سيما أن هذا الاتحاد كان صاحب الدعوة لاجتماع عام للكتاب والمثقفين الكرد في الشتاء الماضي.
وبغض النظر عن المشاريع التي تطرحها اتحادات الكتاب والمثقفين سواء أكانت طروحات لوحدات اندماجية غير واضحة المعالم أو طروحات تمثيل المثقفين في المرجعية الكردية التي لم تتحقق حتى الآن، فإن مشروع الاتحاد أو المظلة الثقافية للاتحادات والمؤسسات الثقافية هو الأقرب إلى الصواب لأنه يشمل كافة المؤسسات الثقافية في شمال وشرق سوريا في الوقت الذي ينبغي على الكُتَّاب والمثقفين وكافة الشعوب التحرك العاجل لتوحيد صفوفهم وخطابهم الثقافي إزاء التهديدات والاعتداءات التركية المتكررة بحق شعوب المنطقة.[1]
*زاوية الحديث الثقافي، صحيفة روناهي الصادرة في روج آفا - شمال وشرق سوريا، العدد 935 الصادر في 4 تشرين الثاني 2020م.