هوزان أمين- التآخي
لا يخفى على احد مدى اهمية الصحافة ودورها الفعال والمهم في حياة الشعوب وكذلك دورها الايجابي في التعبير عن آلام وهموم المواطنين عبر طرح افكارهم وآرائهم والدفاع عن مصالحهم في كل القضايا التي تهم حياتهم، فالصحافة تعتبر مجمِّعة لكافة المجالات المختلفة التي تهم المواطن العادي ومن خلالها يمكن ايجاد ارضية ملائمة لحل تلك المشاكل عبر المقترحات وايجاد الحلول لكل ما يتعلق بشوؤن مجتمعهم، هذا من جانب ومن الجانب الآخر نعلم جميعاً مدى تأثير الصحافة الكبير على الحياة الثقافية والاجتماعية للشعوب ولا يستطيع المرء التعرف على ثقافة وحياة أية أمة إلا من خلال أناس حملوا على اكتافهم هموم وشجون شعوبهم مدونين كل ما يتعلق بشعوبهم وهؤلاء هم الكتاب والصحفيين، والصحفيين ينشرون اخبار ومواضيع تصبح وسيلة للتعرف على ثقافة أمتهم، وعبر وسائل الاعلام يمكن توجيه الشعب الى الوحدة و العمل المشترك في سبيل القضايا القومية ويلعب الاعلام دوراً وطنيآ مهمآ في توجيه الشعوب وترصيص صفوفهم في وجه الحكومات المستبدة والظالمة عبر فضح المشاريع والمخططات المعادية لطموح امتهم وقوميتهم . ولهذا سميت الصحافة بمهنة المتاعب لانها تجهد الصحفي ويجعله كالجندي في صفوف القتال وما أكثر الصحفيين الذين سقطوا ضحية الكلمة الحرة ودفعوا حياتهم في سبيل اظهار الحقيقة.
يعرف الصحافة على انها السلطة الرابعة في الدولة وذلك بسبب أهميتها في تقوم الإعوجاج الحاصل في مرافق الدولة ومفاصلها، ومن هنا فإنّه يمكن من خلال النقاط التالية تسليط الضوء بشكل أوضح وأشمل على أهمية وفوائد الصحافة وبما ان الصحافة تسلِّط الضوء على مكامن الخلل والكشف عن المشاكل التي تحدث في الدولة، لهذا يلعب الصحافة دور الرقيب على المجتمع ويعتبر بالمفهوم العام للصحافة كسلطة رابعة في تسيير امور الدولة الى جانب السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية اي يكمن دور الصحافة في كشف بواطن الخلل والخطأ وعلى الدولة تصويبه وعلاجه. يمكن للافراد والمجتمعات ان يتعرفوا على كل مايجري في البلاد من خلال وسائل الإعلام بشكل عام سواء كانت المكتوبة أو المرئية أو المسموعة، وفي ظل التقنيات الحديثة أن الصحافة تعتبر جزءاً أصيلاً من أجزاء وسائل الإعلام المختلفة والتي تشمل إلى جانب الصحافة كلّ من التلفزيون، والراديو، ووسائل التواصل الاجتماعي، الى الصحافة الإلكترونية والصحافة الورقية بعد كل هذا التقدم التكنولوجي وثورة المعلوماتية وسرعة نقل الخبر من خلال الانترنيت والستلايت لهذا اصبح سهلاً على المرء معرفة الأحداث المختلفة التي تجري في مختلف بقاع العالم خلال فترة زمنية قليلة.
لهذا تبقى الصحافة وحرية الرأي والتعبير أهم القضايا التي تواجه الدولة فإذا كانت الصحافة مسيطراً عليها من قبل أجهزة الدولة فإنها ستعمل جاهدة على تبني وجهة النظر الرسمية، أمّا في حال كانت الصحافة حرة ونزيهة فستعبر عن القناعة الداخلية وعن وجهة نظر الشعب ويمكن من خلاله تشكيل الرأي العام إزاء موقف هام تتبناه الدولة خاصة في أوقات الحروب والنزاعات.
يتهم #الصحافة الكوردية# بعدم الحيادية والانحياز الى طرف حزبي أو حكومية وبقائها حكراً على فئة معينة تابعة لجهة رسمية أو حكومية كما اغلب دول الشرق الاوسط بالرغم من التطورات التي حدثت على صعيد كوردستان وملازمة الصحافة الكوردية لهذه الاحداث على مدى أكثر من قرن من الزمن حيث ولدت الصحافة الكوردية كغيرها من صحافة الأمم المجاورة مترافقة بيقظة الكورد السياسية والاجتماعية خاصة بعد الانتكاسات التي حلت بثورات و#انتفاضات الكورد# وهروب الشريحة الواعية والمثقفة الكوردية الى خارج الوطن بعد الظلم والملاحقة التي تعرضوا لها.
هؤلاء كتبوا ابجدية الصحافة الكوردية وأسسوا لها خارج بيئتها الحقيقة في خارج الوطن وقاموا بدور بطولي تاريخي مميز ادت الى ولادة وصدور أول عدد من صحيفة كوردية عرفت بإسم كوردستان في 22 / 4 / 1898 في العاصمة المصرية القاهرة على يد الصحفي الكوردي الاول مقداد مدحت بدرخان.
وبعد مرور 119 عاماً على دور أول جريدة كوردية لايسعنا نحن الصحفيون طلب سوى حماية حقوق الصحفيين وان يتمتعوا الصحفيين العاملون في وسائل الاعلام العمل بحرية وبعيداً عن الخوف والاعتقالات من اجل الكلمة الحرة . وتكريم الصحفيين الذين ضحوا بحياتهم من اجل نقل الحقيقة. وما نريده ان يكون صحافتنا اروع تعبير عن ايمان بالحرية والاستقلال . وان يلعب دورها الايجابي السالف الذكر ويكون صحافتنا صوتآ للشعب تعبر عن اماله وطموحاته .لان غياب الصحافة الحرة في بلد ما يعني غياب اهم مظهر حضاري فيه وحجبها اشارة صريحة وواضحة للاظطهاد والقهر وسلب الحريات. وكذلك بغياب دور الصحافة يحرم الجماهير من ايصال ارائهم الى السلطات والتعبير عن افكارهم ومعتقداتهم ومطامحهم..[1]