هوزان أمين –التآخي - تركيا
شهدت الاحتفالات بعيد نوروز هذا العام في المدن والبلدات الكوردية في تركيا ولا سيما في المدن الكبرى مثل ( دياربكر – باطمان – وان ) وكذلك احتفالات الكورد في بعض المدن التركية مثل اسطنبول شكلاً آخر مختلف عن الاحتفالات في السنوات الاخرى حيث لوحظ اختلاف في اعداد المشاركين مقارنتاً مع الاعوام السابقة ومنع رفع الاعلام والصور للرموز الكوردية واطلاق شعارات خارج المتفق عليها من قبل اللجنة المنظمة ولكن بالرغم من كل ذلك والاقبال الاقل نسبياً من حيث حجم المشاركة الجماهيرية لكنه كان معبراً وارسلت ن خلال نوروز رسالة وتوجات الشعب الكوردي في تركيا الى السلطات في تركيا وجرت مراسيم نوروز على الرغم من حالة الطوارئ المفروضة على البلاد بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في منتصف شهر تموز العام الماضي.
تحولت تلك الاحتفالات الى تظاهرات سياسية عبر المحتفلون من خلالها عن قرارهم وقرار اغلب القوى والاحزاب السياسية في كوردستان تركيا بالقول لا في حملة الاستفتاء الشعبية التي ستجري في 16 نيسان القادم والتي حشدت الحكومة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية جميع قوتها طاقتها من اجل كسب هذه المعركة السياسية التي خسرت من خلالها تركيا العديد من اصدقائها وتزعزعت علاقاتها مع الكثير من الدول ولا سيما دولة الاتحاد الاوربي التي تنتقد هذه الاستفتاء بحجة ان هناك في تركيا انتهاك للحريات وحقوق الانسان و .... الديمقراطية وحرية التعبير وسيبرز نظام ديكتاتوري لو فاز أردوغان بتلك الحملة حسب زعمهم والتي ستعطي صلاحيات اوسع لرئيس الجمهورية وينتقل الحكم من نظام برلماني الى رئاسي، ويمسك بذلك الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بزمام الحكم ويبقى الحاكم المطلق في البلاد في حال انتهى الاستفتاء لصالحه.
على الرغم من منح السلطات الحكومية الرخصة لاحياء عيد نوروز في بعض المدن الرئيسية التي كانت محل شك في ذلك إلا ان السلطات الغت ورفضت الرخص المقدمة من قبل اللجان المنظمة للاحتفالات بنوروز هذا العام في العديد من الاماكن والمدن الرئيسية الاخرى ولا سيما نصيبين وماردين واورفة تحت ذريعة الدواعي الامنية في ظل حالة الطوارئ المفروضة على البلاد. ورفضت الطلبات المقدمة الى الجهات الرسمية في غير يوم العيد وحصرت الموافقة على الطلبات المقدمة في يوم 21 آذار.
العيد ودلالاته القومية
عيد نوروز الذي يعتبر من اهم المناسبات القومية للشعب الكوردي ويعبرون من خلال الاحتفال به ويؤكدون على وجودهم الجغرافي والسياسي ويعتبر من ابرز الاعياد الوطنية التي تؤكد على هوية الشعب الكوردي وتاريخه، على الرغم من الظروف الاستثنائية التي تشهدها العديد من المدن الكوردية في شمال كوردستان ( تركيا) نتيجة الحرب الدائرة في بعض المدن الكوردية والحملات الامنية المستمرة من قبل الدولة بحق النشطاء السياسيين واعتقالات بالجملة ورغم عدم الرضى اتجاه ممارسات الحكومة التركية وحالة الحزن التي انتابت الناس نتيجة القتل والدمار والتهجير الذي حل بهم. إلا انهم أبوا ان يمر عيد النورز هذا العام دون الاحتفال به وارسال رسائل سياسية من خلاله معتبرين العديد الوطني نوروز عيداً لرفع شعار النضال والكفاح في سبيل نييل الحقوق المشروعة للشعب الكوردي في تركيا.
نوروز دياربكر (آمد)
لعل نوروز دياربكر من أهم الاحتفالات التي تجذب الانظار اليها كل عام نظراً لكثافة المحتشدين في ميدان الاحتفال والتي تقدر بالملايين ويتحول النوروز الى كرنفال ومهرجان سياسي ويرسل السياسيين الكورد من خلال خطاباتهم رسائل سياسية الى القادة والسياسيين الحكوميين في العاصمة التركية انقرة لعلها ترى آذان صاغية الى مطالبهم السياسية، ولكن بحسب المراقبين ورغم المشاركة التي اعتبرت قليلة مقارنة مع الاعوام السابقة احتشد عشرات الآلاف من المواطنين الاكراد في ميدان نورز واراد المحتفلون تجاوز التقاليد المتبعة في اعياد نوروز في ابداء البهجة والسرور والرقص والغناء بل تجاوزت ذلك لاطلاق صرخة مدوية للشعب المحتشد وفي مقدمتهم المنظمون لهذا الاحتفالات بضرورة وقف انقرة سياسيتها العدوانية اتجاه الكورد بعدما اعتقل 12 عضواً من حزب الشعوب الديمقراطي وعلى رأسهم الرئيسين المشتركين للحزب صلاح الدين دمرتاش وفيغان يكسك داغ وآلاف السياسيين الموالين للحزب بالاضافة الى حملة الوصالة التي جرت على البلديات التي كانت يحكمها الحزب والتي كانت تتجاوز المائة بلدية وتعيين رؤساء آخرين موالين لحكومة العدالة والتنمية محلهم وضرورة البدء بفتح صفحة جديدة في التعامل ومد يد السلام والتآخي في هذه المناسبة.
رسالة نور
على الرغم من الرهان بعدم حضور الناس الى ساحات وميادين الاحتفال بنوروز نتيجة الاوضاع الامنية وحالة الهلع التي انتاب الناس اثر هذه الاعتقالات إلا ان الشعب قال كلمته وخرج عشرات الآلاف من أهالي دياربكر هذا العام الى ميدان نوروز لأحياء المناسبة الغالية على قلوبهم في ظل تدابير امنية مشددة للغاية واطلقوا صرخة مدوية جداً لعلها تصل الى اسماع أنقرة واراد المحتشدون ان يحولوا هذا العيد الى تعبير يرمز الى وجودهم السياسي وانهم اصحاب قضية عادلة والقيت العديد من الكلمات التي اكدت انهم لن يقولوا نعم لحملة الاستفتاء على حزمة تغيير الدستور التركي وحثوا الناس على قول لا في ذلك الاستفتاء الذي سيجري في 16 نيسان القادم. وقد اراد حزب الشعوب الديمقراطية والشعب الكوردي في شمال كوردستان جعل هذا اليوم يوماً لارسال رسائل الخير ومد يد السلام والاخوة الى الشعب التركي منددين فيها بسياسة الحكومة التركية اتجاه الاكراد وضرورة العودة الى مفاوضات السلام التي توقفت هذا ما أكده اغلب الكلمات السياسية التي القيت امام الجماهير.[1]