هوزان أمين –دياربكر – خاص بالتآخي - على الرغم انه لم يمضي على رحيله سوى عامين وما زال صدى صوته وقصائده الثائرة تحوم وتيقظ وتحض وتثور على كل شيء وتنادي بالصمود والتصدي ضد اعداء الكورد وكردستان
وجدت من الاجدر بي ان أكتب عنه وأضيفه الى سلسلة (لنتذكر مبدعينا) على الرغم انه لا داعي لشخص مثله التذكير به لانه بالفعل لم يتم نسيانه وهو حي ويعيش بين جمهوره ومحبيه فهو مبدع وملهم وصاحب قصيدة الانفال و#حلبجة# انه مؤلف الكرسي و مقبرة الفوانيس انه احد اعظم الشعراء الكورد المعاصرين انه شاعر ملحمي ومعلم ومحب انه الشاعر #شيركو بيكس# الذي وافته المنية يوم الاحد #04-08-2013# في احدى مشافي السويد نتيجة مرض العضال.
شيركو بيكس الذي ترجمت أعماله الى العديد من اللغات العالمية ومن خلاله تعرف العالم على ثقافة وأدب #الشعب الكوردي#، ومعروف عنه الكتابة عن هموم الشعب وآلامه وكتب عن الويلات والكوارث التي تعرض لها شعبه، وبالفعل فقد كان جديراً بحمل صفة السفير للشعر الكوردي والاديب المدافع والمحامي الشجاع والناقد الفذ وحامل كل صفات الابداع وكلمات الجمال التي كان يتحلى بها الراحل الكبير.
بلا شك ان رحيل اناس بقامته وقوته الشعرية لخسارة كبرى للأدب الكوردي وحتى العربي، لانه يعتبر أحد اهم الرموز الادبية الكوردية الكبيرة في كوردستان والعراق ومعروف في الوسطين الادبيين الكوردي والعربياهلته بأن يكون رائد للحداثة في الشعر الكوردي، وبرحيله ترك فراغاً كبيراً في المجال الادبي، وسيبقى هامته عالية وقلمه حي مهما طال الدهر.
شيركوبيكه س بإختصار: ولد في مدينة السليمانية عام 1940 وهو نجل الشاعر والمناضل الوطني فائق بيكه س، أصبح الراحل منذ عام 1970 ضمن نخبة من الشعراء والأدباء من رواد الحداثة الشعرية، وعملت قصائده نقلة نوعية ابداعية كبيرة، حيث صدرت له أول مجموعة شعرية عام 1968.
ونتيجة مواقفه وقصائده التي كانت تحاكي آلام الشعب ومعاناته هاجر إلى إيران اولاً ومن ثم إلى سورية ثم إيطاليا بدعوة من لجنة حقوق الإنسان في فلورنسا.
وفي عام 1988 نال جائزة توخولسكي الأدبية من السويد ومكث هناك وطلب اللجوء السياسي وفي نهاية عام 1990 سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عاد بعدها الى احضان الوطن.
تُرجمت منتخبات من قصائده على شكل دواوين، إلى اللغات: الإنكليزية، الفرنسية، الإيطالية، الألمانية، السويدية، الدنماركية، المجرية، الفارسية، التركية، العربية، وتُرجمت له سبع مجاميع شعرية إلى اللغة العربية.
نتاجاته
وتجاوز نتاجاته الادبية 35 مجموعة شعرية بدء من عام 1968 منها شعاع القصائد وهودج البكاء وباللهيب أرتوي والشفق والهجرة ومرايا صغيرة والصقر ومضيق الفراشات ومقبرة الفوانيس وفتاة هي وطني وتضم هذه الدواوين القصائد القصيرة والطويلة والنصوص المفتوحة والقصص الشعرية، وقصائد ملحمية طويلة كذلك كتب مسرحيتين شعريتين، وترجم رواية الشيخ والبحر لأرنست همنغواي من العربية إلى الكوردية والكثير غيرها.
اختيرت إحدى قصائد بيكه س مع نبذة من حياته حيث تدرس كمادة في كتاب انطولوجيا في كل من الولايات المتحدة وكندا للمرحلة الأولى من الدراسة المتوسطة منذ عام 1988.
وتحققت للشاعر شهرة عالمية، فقد حصل على جوائز عالمية عديدة من بينها جائزة 'توخولسكي' السويدية عام 1987، وجائزة 'بيره ميرد' عام 2001 ، و جائزة 'العنقاء الذهبية' العراقية عام 2005.
تولى شيركو بيكه س حقيبة وزير للثقافة في اول حكومة تشكلت في اقليم كوردستان عام 1992 واستلم من بعده المفكر الكوردي فلك الدين كاكايي الذي رحل قبله بأيام قليلة .
مؤسسة سردم
أسس مؤسسة (سردم) للطباعة والنشر سنة 1998 في مدينة السليمانية حيث تعمل على نشر الثقافة والادب الكورديين واصبح لها رصيد كبير من الكتب والمجلات التي تطبعها ولها عدة إصدارات شهرية من المجلات ومنها: آينده ( المستقبل) وهي مجلة ادبية ثقافية تصدر باللغة الكوردية، وسردم الترجمة وهي مجلة خاصة بالترجمة من اللغات الاخرى الى الكوردية، كذلك زانستي سردم وهي مجلة علمية تصدر بالكوردية، بالاضافة الى سردم العربي وهي مجلة ادبية ثقافية تصدر بالعربية، مندالي سردم: مجلة خاصة بالاطفال...الخ، كما تصدر شهرياَ عدد من الكتب حيث تصل مطبوعاتها من 60 الى 70 كتابا سنوياَ وتقيم معارض سنوية دورية نظراً لما تملكه من عدد كبير من الكتب والاصدارات.
رحيله
عندما اشتد به المرض قبل وفاته بفترة قصيرة كتب وصيته، وتمنى من السلطات المحلية في مدينة السليمانية بان يدفن في حديقة آزادي (الحرية) وسط السليمانية، وان يمنح جائزة ادبية بإسمه كل عام، وقد لبت بلدية السليمانية وصيته ووارى الثرى بين احضان حديقة ازادي ليكون على مقربة من محبيه وسط حزن والم عميق و بمشاركة جموع غفيرة من محبيه.فقد كان شيركو بيكس ثروة ثمينة للادب الكوردي واحد هاماتها العالية لقد رحل وترك لنا آثار ونتاجات بليغة لن تنسى ابدأ فهو الذي رفض الاستبداد والظلم وثار في وجه الظلم والديكتاتورية، كتب قصائد مفعمه بالحرية والحب والطبيعة والوطن والمرأة كلفته سنوات طويلة في التنقل والترحال والهجرة وترك لنا هذه الكلمات الجميلة من قصيدته المشهورة (حلبجة تذهب الى بغداد) حيث يقول:
ستذهب حلبجة إلى بغداد قريباً
عبر سهول (شيروانة)
حاملة معها سلة من الغيوم البيضاء
وخمسة آلاف فراشة بيضاء
تنهض دجلة بوَجل
تنهض بكامل هيبتها وتحتضنها
ثم تضع طاقية الجواهري على رأسها.[1]