هوزان أمين - دهوك
احتضنت مدينة #رانيا# مهرجاناً شعرياً مميزاً في السابع من هذا الشهر واستمر لثلاثة ايام متتالية، حيث قدمت فيها أربع لقاءات شعرية، تحت اسامي كبار الشعراء الكورد اسم بابا طاهر الهمداني و الشاعر #شيركو بيكس# و جكر خوين و أحمد خاني .
قدم فيها الشعراء المشاركين قصائدهم الجميلة والتي حازت ونالت على استحسان اللجنة المنظمة وجميع المستمعين ومحبي ومتذوقي الشعر الكوردي، والشيء المميز في هذا المهرجان هو قراءة الشعر بمختلف اللهجات الكوردية.
ويعد هذا المهرجان الاول في مدينة رانيا واخذ شعار التواصل الكوردي شعرياً هدفاً له و نظم من قبل مديرية الثقافة والفنون بالتعاون مع مركز اللور الثقافي، وشارك فيه قرابة خمسون شاعراً من جميع اجزاء كوردستان.
وعلى هامش هذا المهرجان، اقيم معرض للكتب والاشغال اليدوية التراثية، كما تضمن المهرجان العديد من النشاطات الفنية والثقافية ولتسليط المزيد من الضوء على هذه التظاهرة الثقافية الاولى في مدينة رانيا، اتصلنا مع احدى اعضاء لجنة العلاقات للمهرجان الشاعرة دلشا يوسف، تحدثت لنا باسهاب عن اهمية هذا المهرجان ومدى التأثير الذي تركه في نفوس الشعراء المشاركين حيث اجابت قائلة:
يعتبر مهرجان الشعر الكوردي لكوردستان الكبرى، الذي اقامه مركز اللور المشترك برعاية مديرية الثقافة و الفن في قضاء رانيا المعروفة لدى الكورد ب بوابة الإنتفاضة، خطوة قيّمة من قبل مركز اللور، حيث إستطاع أن يمد جسراً جديداً للتواصل الكوردي شعرياً و بكافة اللهجات الكوردية الكرمانجية و السورانية و الكلهورية.
وعن سبب اختيار مدينة رانيا تحديداً لهذا المهرجان قالتكان إختيار مدينة رانيا للإحتفال بهذه المناسبة موفقاً، كونها مدينة حية ثقافياً و لكنها و للأسف الشديد كباقي المدن و الأقضية الصغيرة الأخرى في إقليم كردستان، تم إهمالها قليلاً ولا يتم احياء المناسبات فيها، لذلك كان للإحتفال بهذه المناسبة في مدينة رانيا بالذات طعم آخر، حيث اضفت جواً حميمياً على الجلسات الشعرية في المهرجان، و كان لذلك تأثيره المباشر على خلق جو شاعري رائع.
وعن اهم ما لفت الانتباه وصبغ المهرجان صبغة خاصة قالت هو مشاركة الشعراء كلٌ بزيه الشعبي المعروف في منطقته، و كان يتهيأ للمرء أنه يشارك في مهرجان للأزياء الشعبية، أختلط فيه الزي المكرياني بالزي الساقزي و المهابادي والكيكاني ( منطقة تابعة لغرب كوردستان) والزي الكوردي في جنوب كوردستان و شماله، حيث اختلطت القصائد بالألوان المزركشة للزي الكوردي، والامر الآخر الملفت للانتباه هو حضور عدد كبير من الشاعرات الكورديات وبالأخص من كوردستان إيران وكان حضورهم مهيباً، حيث إستطعن كسر جميع القيود المفروضة عليهن من قبل نظام الملالي الرجعي في إيران، و الذي اعتبره تحدياً واضحاً منهن أمام الوضع المفروض عليهن، اضاف حضورهن و قصائدهن رونقاً آخر و لمسات لا تنتسى على المهرجان.
وعن اهم النشاطات التي تخللها المهرجان غير الشعر وامسياتها قالت تم طبع كتاب خاص بقصائد الشعراء المشاركين في المهرجان، حيث يعتبر هذا الكتاب الذي ضم قصائد أكثر من 50 شاعراً من اجزاء كوردستان الاربعة و بلهجات متعددة، مرفقة بصور الشعراء و سيرتهم الذاتية، بمثابة انطولوجيا للشعر الكوردستاني، و هو ميراث شعري كبير للشعراء المعاصرين الكورد، اضيف للمكتبة الكوردية، كما تخلل المهرجان معرضاً للكتب و معرضاً للأشغال اليدوية و التراث الشعبي الكوردي، إلى جانب عرض موسيقي للفرقة الموسيقية التابعة لمركز لور المشترك، إلى جانب لوحات للدبكات الشعبية قدمها الفرقة الوطنية للفنون الشعبية.
وفي ختام حديثها للتآخي قالت تم توزيع جوائز تقديرية على الشعراء المشاركين، في نهاية المهرجان من قبل السيدان رئيس المركز سيروان جلال و مدير مديرية الثقافة و الفنون في رانيا، واعتبرت هذا المهرجان ناجحاً كونه كان مختلفاً، وإنطلقت من فكرة جدية في تعميق التواصل الشعري الكوردي و كسر الحدود الجغرافية بين اللهجات الكوردية .[1]
المصدر : جريدة التآخي العدد والتاريخ: 6717 ، 2013-11-19