اعداد : هوزان أمين-#دهوك#- في السابع من هذا الشهر تشرين الثاني كان الادباء الكورد في شمال وغرب كوردستان على موعد اللقاء في دهوك، وذلك ضمن فعاليات ايام الادب #الكوردي# بين غرب و#شمال كوردستان#، والذي نظمه المركز العام لاتحاد الادباء الكورد بالتعاون مع فرع دهوك لاتحاد الادباء الكورد،
وتحت رعاية رئيس حكومة #اقليم كوردستان# السيد نيجرفان برزاني، بهدف تقوية الحركة الثقافية في كوردستان وبناء جسور المعرفة والتعاون بين الادباء الكورد في جميع اجزاء كوردستان، حيث قدمت العديد من المحاضرات الادبية القَيمة والمهمة التي كانت تمس الواقع الثقافي الكوردي في غرب وشمال كوردستان، و تم تسليط الضوء على شخصيات ثقافية ادبية مهمة وراحلة كانت لها التأثير الكبير ولا زالت على الواقع الثقافي في كوردستان، بالاضافة الى تقديم قصائد في امسيات شعرية على مدار ثلاثة ايام متتالية .
بحضور اكثر من مائة شخصية ثقافية وادبية مدعوة من قبل اللجنة التحضيرية من غرب وشمال كوردستان، وممثلي العديد من المؤسسات والمراكز الثقافية الرسمية والاهلية، وبتغطية مكثفة من وسائل الاعلام المرئية والمقروئة والمسموعة، بدأت الفعاليات بالنشيد الوطني الكوردي أي رقيب مع الوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء الابرار، ومن ثم تلى السيد آزاد عبد الواحد ممثل اتحاد الادباء الكورد العام، كلمة بإسم الاتحاد، حيث اثنى على اهمية انعقاد مثل هذه النشاطات الادبية الكبيرة ، بحيث تصبح وسيلة مهمة من اجل تقوية الروابط بين المثقفين الكورد، حيث اضاف قائلاً احدى اهم نواقصنا هي عدم اطلاعنا على نتاجات البعض، وهذه المحاضرات التي ستلقى خلال ايام الادب هذه ستسلط الضوء على ذلك وتجعلنا نتعرف على النتاجات الادبية في تلك الاجزاء اكثر من ثم القى ممثل رئيس حكومة اقليم كوردستان السيد زيرك كمال، كلمة اشاد بهذه الفعالية المهمة، وقال انها استمرار لاعمال الكتاب الكورد الكبار مثل احمد خاني، مروراً بالعائلة البدرخانية وذكر ادوارهم التاريخية في تطوير الثقافة والادب الكورديين، وتلاه بالحديث الدكتور فاضل عمر رئيس مجلس محافظة دهوك، حيث القى كلمة بإسم محافظ دهوك، قال فيها ان تقسيم كوردستان كان السبب في تقسيم اللغة والثقافة الكوردية ايضاً، وجعل من المثقفين الكورد ايضاً بعيدين عن بعضهم البعض وغير مطلعين على نتاجات البعض، فالكتاب الكورد في تركيا مطلعين تماماً على الثقافة التركية، وكذلك المثقفين الكورد في سوريا مطلعين على الثقافة العربية، في حين انهم يجهلون نتاجات وآداب اخوانهم الكورد في الاجزاء الاخرى، واثنى على دور هذه التجمعات الثقافية ومنها هذه الفعالية في تقريب وجهات النظر والتعرف على آداب وثقافات البعض، كما تمنى ان يقوم الادباء الكورد بالتماسك والتوحد.
ومن ثم القيت كلمات الوفود المشاركة ومنهم كلمة الكاتب محمد يلماز رئيس جمعية الكتاب الكورد في ( آمد) دياربكر، وكلمة الوفد الكوردي من غرب كوردستان، والذي لم يتمكن من الحضور وبقي محصوراً على الحدود وعادوا ادراجهم بسبب الخلافات السياسية بين بعض الفصائل والقوى الكوردية هناك مع السلطات في الاقليم، والتي اثرت نوعاً ما على جدول اعمال الملتقى وحصل خلل طفيف على البرنامج واثارت حالة من الحزن بين صفوف الضيوف، لذلك اقتصر حضور الكتاب والمثقفين الكورد في غرب كوردستان على الموجودين مسبقاً في الاقليم، حيث القت الشاعرة أفين شكاكي كلمة بإسمهم .
ومن ثم بدأت فعلياً برنامج الملتقى بإلقاء المحاضرات من قبل الكتاب والمتخصصين في الشأن الثقافي، على مدار ثلاثة ايام متتالية.
وكانت جريدة التآخي حاضرة في الملتقى واجرت الاستطلاع التالي:
التقينا اولاً بالكاتب حسن سليفاني رئيس اتحاد الادباء الكورد في دهوك، واحد المساهمين في هذه الملتقى وسألناه في البداية عن البادرة الى مثل هكذا نشاطات واهميتها ومالنتائج المرجوة منه قال :
الايام الادبية لشمال وغرب كوردستان، نظمت من قبل المركز العام بالتنسيق مع اتحاد الادباء الكورد فرع دهوك، للايام 7-9-11-2013 وبمشاركة واسعة من الادباء الكورد في شمال وغرب كوردستان وعدد من ادباء شرق كوردستان، كانت تظاهرة ثقافية مميزة من اجل تنشيط الحركة الثقافية في عموم كوردستان، والبحث في الجوانب المختلفة للادب الكوردي الكلاسيكي والمعاصر، وتمتين اواصر التواصل الثقافي بين اجزاء كوردستان وادبائها، والاسهام في التوعية الديموقراطية والتنمية البشرية من خلال المجال الادبي، وتأتي كمحاولة جادة للاستمرار في مشروعنا الثقافي الذي يهدف الى تقريب وتوحيد المجال الثقافي الكوردستاني، طالما بوادر الخطاب السياسي الكوردي المتقارب تكاد ان تكون هشَة.
وعن برنامج الملتقى ومضامين تلك المحاضرات التي القيت قال قدمت 12 محاضرة في مجالات القصة والرواية الكوردية والتطرق الى فكرة الالوهية في خطاب الجزيري وموضوع العشق لديه، وكذلك الشرارات الاولى للشعر الكوردي الحديث في شمال كوردستان والادب الكوردي المكتوب باللهجة الزازاكية ( الدوملية) ودور المساجد الدينية في نشر الثقافة الكوردية، بالاضافة الى التطرق الى الشخصية الثقافية المعروفة موسى عنتر وموضوع المقاومة لديه ودراسة حول الشاعر جكرخوين والعيون الزرق، والتعريف بالشاعر الشيخ مشرف خنوكي، اضافة الى الاماسي الخاصة بالقراءات الشعرية التي شارك فيها 20 شاعراً وشاعره .
ثم توجهنا بالسؤال الى الكاتب محمد يلماز رئيس جمعية الكتاب الكورد في دياربكر وعن دور واهمية هذا الملقتى قال بطبيعة الحال لهكذا نشاطات اهمية بالغة، لاننا في الحقيقة لانعرف بعضنا بعضاً ولا نستطيع قراءة نتاجات بعضنا البعض، والمشكلة في اللغة والاحرف التي يكتب بها، تعرفون تكتب اللغة هنا بالاحرف العربية، بينما عندنا باللاتينية، بالطبع مثل هكذا فعاليات تخدم التعارف والتقارب فيما بيننا وبالاخص بين الاجزاء الشمالية والجنوبية من كوردستان، ونتفهم معنى وقوف حكومة اقليم كوردستان على غرب وشمال كوردستان، ونعتبرها شرف لنا ولغرب كوردستان، لقد اكتسبنا معلومات جديدة، وبالثقافة نستطيع ان تجتمع، بعكس السياسة التي ربما تفرق واريد ان ابين هذا بمثال الكاتب سارتر عندما رفض تسلم جائزة نوبل، احتجاجاً على افعال فرنسا في الجزائر، اثار نوبة من السخط لدى الشعب الفرنسي وطالبوه بالخروج من فرنسا واتهموه بالخيانة، ولكن الجنرال ديغول حماه وقال كلمته المشهورة عنه ان سارتر هو شرف الشعب الفرنسي، هذا مثال على ان المثقفين والكتاب هم وجدان الشعوب، وعيونها على المجتمع.
وعن عدم توفر فرصة حضور مثقفي غرب كوردستان ومدى تأثيره على الملتقى قال كنا نتمنى حضورهم ومعرفتهم عن قرب هذا كان سيعطينا صورة اوضح عن ما يجري هناك، واغلب الحاضرين من غرب كوردستان هم اصلاً مقيمين هنا، لان الوضع هناك مزري للغاية حسب ما نسمع ونحن كجمعية الكتاب في دياربكر حاولنا دخول غرب كوردستان ولكن فشلنا بسبب هذه الحدود المصطنعة، لان المثقف يعتبر كل مكان على تراب الوطن هو مكانه ولا يعترف بهذه الحدود، وليس طرفاً سياسياً وعدم حضورهم احزننا بصراحة.
ثم توجهنا الى الكاتب خالد جميل من غرب كوردستان، وسألناه انطباعته عن هذا الملتقى بعد اختتام فعالياته قال في مثل هذه الملتقيات الادبية والثقافية يشعر الكاتب والمثقف الكوردي، بأن تلك الحدود المصطنعة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، لا يستطيع ان يقف حائلاً بين لقاء هؤلاء الادباء والمثقفين من اجل التواصل وكسب المعرفة وتبادلها بين المثقفين في غرب وشمال كوردستان، حيث ظهر في تلك الاجزاء كتاب ومثقفين نفتخر بهم اليوم، حيث يتم الاهتمام بصورة ملموسة وواضحة في مختلف المجالات وخاصة مجالات الاهتمام بالادب والثقافة واللغة بأساليب اكاديمية ومنهجية بصورة عامة وان كانت تظر بعض السلبيات والمآخذ في بعض النصوص، ولكن بصورة عامة نستطيع القول ان الادباء والمثقفين الكورد قد ارتقوا الى مستوى اعلى في مجال الكتابة الابداعية وخاصة الشعر والقصة او في مجالات الدراسات الادبية والتي تتحقق فيها منهجية البحث الادبي، بالاضافة الى ان هذه الملتقيات تحقق امور اخرى، حيث يتم التعارف بين هؤلاء الادباء، ومن خلال هذا التعارف يتحقق التواصل بينهم لتبادل الفكر والآراء في مختلف مجالات الحياة وخاصة الادبية واللغوية، وايضاً تتم عملية تبادل المفردات بين اللهجات الكوردية، فهناك اختلاف واضح بين تلك اللهجات هذه اللقاءات تسهم بصورة فاعلة في ازالة الحواجز اللهجية التي نلمسها بين لهجات اللغة الكوردية بصورة عامة، فهناك من يتكلم باللهجة الكورمانجية الشمالية والمتكلم بلهجة الكورمانجية الجنوبية ( الصورانية) كما وجدنا من يتكلم اللهجة الزازائية، فهذا التفاعل يدعوا الى التفائل.
وعن عدم حضور وفد اتحاد الكتاب الكورد من غرب كوردستان واثرها على فعاليات الملتقى قال من الطبيعي ان غياب اي كاتب واي مبدع له تأثير في الملتقى وفي مستواه، لكن الظروف التي نعيشها والخلافات والاختلافات السياسية تقف حجر عثرة امام تحقيق بعض الطموحات، بالطبع عدم حضورهم كان له الاثر السلبي، وهناك واقع يقف عائقاً اما هذا التواصل، وعدم حضورهم كان بسبب مسائل امنية غالباً، ولكن بحضور الكتاب والمثقفين الكورد المقيمين هنا تجاوز تلك الثغرة نوعاً ما.
وعن محاضرته التي القاها خلال ايام الملتقى قال نعم المحاضرة كانت بعنوان (فكرة الالوهية في خطاب الملا الجزيري ) في تلك المحاضرة المقتضبة، وهي جزء من بحث ودراسة موسعة، حاولت خلال 20 دقيقة ان القي ضوءاً على ذلك، وكما هو معلوم ان فكرة الالوهية، موضوع واسع ومتشعب ويتعلق بما يخص الكون وما وراء الكون ووجود قوة خفية تتحكم بالكون، وبمصير هذه الحياة، وامور فلسفية تتعلق بمصطلحات فلسفية صوفية كالاذر والابد والسرمد والمطلق والمقيد وغير ذلك من الامور التي استطاع الجزيري ان يدلي بآراءه ونظراته فيها بطريقة شعرية ابداعية فيها من البلاغة والابداع ما يقل نظيره في الآداب الاخرى، هذا يعني بأن الادب الكلاسيكي الكوردي، وبشكل خاص الشعر الكلاسيكي، وشاعر كالملا الجزيري استطاع ان يبدي آرائه في امور دقيقة جداً في مجلات الفكر والفلسفة والتصوف.
وفي النهاية توجهنا الى الكاتب والصحفي فتح الله الحسيني المشارك من مدينة السليمانية حيث ابدى رأيه قائلاً بطبيعة الحال اي ملتقى او مهرجان بين الادباء والمثقفين الكورد هو ايجابي للثقافة الكوردية برمتها، طبعاً في هذا الملتقى الذي عقد تحت مسمى ايام الادب الكوردي بين شمال وغرب كوردستان، هو بحد ذاته فرصة لاولائك المثقفين الكورد باللقاء بعيداً عن الشاشات والالكترون، والاستماع الى وجهات النظر مباشرة، وانا شخصياً اسعدت بحضور هذا الملتقى، وكان لي فرصة اللقاء مع الكثيرين من الادباء اللذين لم التقي بهم سابقاً، وتابع الحديث عن تأثير عدم حضور الوفد الكوردي من غرب كوردستان قائلاً كان تأثيره على البرنامج فقط، فأي اشكال سياسي بطبيعة الحال بدفع ضريبته المثقفين والادباء وعدم منح الرخصة لوفد غرب كوردستان آلمنا كثيراً، واحببنا ان نعطي موقفاً موحداً، لكننا لم نستطع التوافق والاتفاق على موقف موحد حيال الامر، ولكن القيمين على الملتقى اعتذروا كثيراً عن ذلك الخلل، وبالطبع حضورهم كان ضرورياً ليعطوا الصورة الحقيقة عن ما يجري هناك.
واختتم فعاليات الملتقى بتوزيع دروع تذكارية تقديرية لهذا الملتقى على الضيوف المشاركين سواء بمحاضراتهم او شعرهم، ويبقى لهذا الملتقى الاثر الكبير في نفوس كل من شارك فيه واستمع الى ما القي فيه من بحوث ودراسات عن شخصيات ادبية كبيرة لها الاثر البليغ على الثقافة الكوردية برمتها، وحسب ما اعلن من اللجنة المنظمة انهم بصدد توثيق هذا الملتقى وما طرح فيه بكتاب خاص سيطبع في الايام القادمة لكي يكون مؤشراً ودليلاً على تلاقح الآراء والافكار وتبادلها واثرها على تقدم الادب والثقافة الكورديين.[1]
المصدر: جريدة التآخي العدد والتاريخ: 6715 ، 2013-11-17