صدر حديثا العدد الجديد ( 38) من مجلة سردم العربي، التي تصدر عن دار سردم للطباعة و النشر في #السليمانية#، و هي مجلة فصلية ثقافية عامة تُعنى بالتواصل الثقافي الكردي- العربي.
تضمن هذا العدد الجديد، الخاص برحيل الشاعر الكردي الكبير #شيركو بيكس# (1940-2013)، دراسات أدبية ونقدية ومقالات وحوارت، بالإضافة إلى نصوص شعرية.
جاء هذا العدد الخاص تلبية لرغبة أصدقاء وأحبة شيركو بيكس من جهة، ومن جهة أخرى كنوع من الوفاء لشاعر كبير، تقلّد صفة المدير المسؤول للمجلة، ومديرا للمؤسسة (مؤسسة سردم للطباعة والنشر).
وايمانا من إدارة المجلة المتمثلة في د. دانا أحمد مصطفى (رئيس التحرير) ولقمان محمود (المحرر)، سيبقى الشاعر الراحل شيركو بيكس مديراً فخرياً للمجلة.
ومن هنا جاءت كلمة العدد، وهي كلمة المجلس الاداري للمؤسسة، على هذا النحو: كان وطن شيركو بيكس عبارة عن قصائده، والقصائد تروي التاريخ الحقيقي لشعبه، بحسناته وسيئاته، أمجاده وانكساراته، جرحاه الغارقين في الدماء وتفاؤلاته.. لقد كان بيكس ضد الصمت دائما، أينما وجد الظلم تواجد.. وعليه طالما ظل الادب والشعر الكرديين، يبقى بيكس حيا. ونحن نطأطئ رؤوسنا امام روحه الطاهرة، ونعاهده على العمل من اجل تحقيق احلامه واسعاد روحه كلما وجدنا الى ذلك سبيلا.
فالشاعر شيركوبيكس هو أحد أكبر قامات الشعر في دنيا الكرد،وهو حالة أدبية وابداعية فذة لا مثيل لها ويصعب تكرارها، ولا مهرب من الاعتراف بهفي عصرنا الحديث، كظاهرة شعرية من الطراز الرفيع النادر، فهو صاحب ميراث كبير من الاعمال الابداعية التي تعتبر جزءا اصيلا من الادب الانساني العالمي.إنه من اكثر التجارب الشعرية ترجمةو فرادة وتميزا في تاريخ الشعر الكردي المعاصر.
حيث أصدر في عام 1970 مع نخبة من الشعراء والقصاصين الكرد اول بيان ادبي تجديدي كوردي والمعروف باسم بيان روانكه – المرصد حيث دعوا فيه الى الحداثة الشعرية والأدبية والإبداع بلغة جديدة مبدعة.
وقد شكلت هذه الحركة الأدبية إتجاهين رئيسين في الثقافة الكردية. أولهما الولوج في ذاكرة تلك الثقافة ومفرداتها الحيوية المتجسدة في الرموز الشعبية والتراث والجمالية التي تخلقها عضوية العلاقة بين الواقع والنص. وثانيهما، تأسيس رؤية مفتوحة للنص واللغة وإنقاذهما .
من أعماله الإبداعية والتي تتجاوز ال(35) مجموعة شعرية، نذكر منها: شعاع القصائد(1968)، هودج البكاء (1969)، باللهيب أرتوي (1973)، الشفق (1976)، الهجرة (1984)، مرايا صغيرة (1986)، الصقر (1987)، مضيق الفراشات (1991)، مقبرة الفوانيس، فتاة هي وطني (2011)..إلخ.
ترجمت منتخبات من قصائده الى عدّة لغات عالمية منها السويدية، الانكليزية ،الفرنسية ، الالمانية ، الرومانية، البولونية، الإيطالية، التركية، والعربية وغيرها من اللغات.
وتحققت للشاعر شهرة عالمية قلما تحققت لغيره، وحصل على جوائز عالمية عديدة من بينها جائزة توخولسكي السويدية عام 1987، وجائزة بيره ميرد، و جائزة العنقاء الذهبية العراقية .
ومما يسترعيالإنتباه في شعره، أن هاجسه خلق الأشياء الجميلة من خلال أناقة اللغة ورشاقةالمفردات، وبذلك أحدث ثورة واعية في الشعر الكردي المعاصر، مما جعله يحتل مكاناً ومكانة متميزين في قلب الشارع الكردي.
في هذا العدد الخاص، نقرأ: (رحيل كوكب الشعر الكردي) للدكتور دانا احمد، (الكون الشعري.. فرادة التشكيل وبلاغة الإدهاش) للدكتور محمد صابر عبيد، (الانهمام بالطبيعة: شيركو بيكس في ديوان أنتِ سحابة.. فأمطرك) للدكتور فاضل عبود التميمي، (الشاعر الكبير شيركو بيكس: رائد الحداثة والتجديد ونصير المرأة) للشاعرة دلشا يوسف، (صيرورة الجمالي وتجليات الهوية الشعرية في شعر شيركو بيكس) للباحث تيسير أبو عودة، (رمزية الشاعر شيركو بيكس بين أغنية الوطن وصوت الحرية) للناقد لقمان محمود، (الانتصار للجمال في تجربة بيكس الشعرية) للدكتورة سناء الشعلان، (الشاعر الكردي الكبير شيركو بيكس: لا يليق بك الغياب!) للشاعر ابراهيم اليوسف، (شيركو بيكس.. حياة زاخرة بالعطاء) للكاتب هوزان أمين، (بيكس حيّ لا يموت) للدكتور ابراهيم اسماعيل)، (شيركو بيكس.. غيابُ الأفق الفني) من بيت الشعر العراقيّ، (وتبقى في كل مكان) للشاعر والناقد هشام القيسي، (ليس للقصيدة وطن) للشاعر علاء كعيد حسب، (خطاب اللازورد) للشاعر زيرفان سليفاني، (طريق مسدود ورسالتا حب) للمترجم بدل رفو، (أحلم هدهدا كي أحط على بريدك) للشاعر زبوناته علي، (شيركو بيكس.. أسد الجبال الوحيد) للشاعر عبد الفتاح بن حمودة، (عندما تتحول محبتك الى باقة كلمات) للشاعرة كزال ابراهيم خدر، (حروف تبكي رحيلك) للشاعر خورشيد شوزي، (سأحلم بالكرد) للشاعر محمد العربي، (تبقى الكلمات) للشاعر جميل الجميل، (كرسيّ الشاعر الكردي الكبير شيركو بيكس)للشاعر التونسي السيّد التّوي، (أيها الشاعر العظيم) للشاعر ياسر عثمان، (اليوم أدركتُ موقعاً آخر للجمال يقصفه الموتُ) للشاعر السوري علاء الدين عبد المولى، و فيها نقرأ:
جبال كوردستان تعوي في أعماقها صرخاتُ الذاكرة
تنبتُ على قممها غيوم سوداء
تسقطُ الجبالُ في الجبال المتخيّلةِ
تقرع الجرسَ الأسمرَ بصخرةٍ مهشّمة
تجتمع غزالاتُ العشق حول ينابيع القمر
ترتعش المياهُ الصافية
تنقلبُ الألوانُ في أوانيها.من يسمعُ نحيب الآبار الروحية ؟
من يسمعُ هشيمَ الأشجار الخضراء وهي تشيّعُ ثمارها إلى موسمها الأخير؟
من يرى سرابات اللغة تنطفىء في البعيد وتكفّ عن غواية المسافرين ؟
أنا قرأت كل ذلك، سمعته، عاينته وأنا في الرمق الأخير من الكون،
أنا أدركني الألم الهشّ من جميع أنحاءِ قصائدِ الوجودِ...وصلتني برقيّةٌ من السّوادِ الشامل
أدركتُ نقصان الجمال في عيون الكورديّات اليوم
نقصانَ النّسيم في اللّيل
نقصان الحليب في نهدِ الأرض
نقصانَ الأوتار في القيثارات الشرقية
اليوم أدركتُ سببا آخر لانسحاب الروح من الروح
اليوم أدركتُ موقعاً آخر للجمال يقصفُه المَوتُ...
اليوم مات الشاعر شيركو بيكه س.
هذا بالاضافة الى حوار طويل أجراه محرر المجلة مع الشاعر قبل رحيله بأشهر قليلة.
كما نقرأ ايضا، ما تناولته الصحف والمجلات ووسائل الاعلام من أخبار حول وفاة هذا الشاعر الإنساني.
وأخيراً، نقرأ عروضا لأهم الكتب الصادرة حديثا عن مؤسسة سردم للطباعة والنشر، منها: (شعراؤنا الكلاسيكيون) للناقد وجدان عبد العزيز، (البهجة السرّية) للكاتب جان كورد، (رياح السموم والانفال) للكاتب كاروان أنور.[1]