اعداد : هوزان أمين- كان الصحفيين الكورد في جنوب و#غرب كوردستان# على موعد في مدينة #دهوك# ، دهوك التي تطمح بأن تصبح جسراً للتواصل والتنسيق بين المثقفين الكورد في مختلف اجزاء كوردستان ، واكراد المهجر ، حيث جمعت شمل الروائيين الكورد قبل ايام في ملتقى الروائيين الكورد التي نظمتها اتحاد الادباء الكورد العام ،
حيث امها العشرات من الكتاب والروائيين من مختلف ارجاء كوردستان ومن الخارج، وكذلك شهدت دهوك في العام الفائت في مثل هذا الوقت ملتقى الصحفيين الكورد في شمال وجنوب كوردستان ، واليوم شهدت اكبر تظاهرة صحفية على صعيد الصحفيين الكورد في جنوب وغرب كوردستان، دهوك الجميلة تحتضن وتستقبل بقلبها الواسع هذا الكم من النشاطات وهذا العدد من المثقفين والمهتمين بالكتابة والاعلام ، وتفتح لهم آفاق المستقبل رحباً بين يديهم .
الملتقى الذي نظمه مديرية الاعلام في وزارة الثقافة والشباب في حكومة اقليم كوردستان، في قاعة اتحاد الادباء الكورد بدهوك، واستمر طوال يومي 5 و 6 كانون الاول 2012 وشارك فيه اكثر من مائة وخمسون شخصية اعلامية وصحفية وثقافية، وعدد كبير من وسائل الاعلام وتم نقل مجريات افتتاح الملتقى بشكل مباشر من قبل فضائية بهدينان وكركوك وكلي كوردستان وراديو دهوك .
تحدث الدكتور كاوا محمود وزير الثقافة والشباب في حكومة اقليم كوردستان ، في البداية عن دور واهمية الميديا في نقل الوقائع والمعلومات وخاصة في الظروف الحالية ، التي شهدتها المنطقة ومن جملتها ما يحدث في سوريا اليوم ، واكد على ان الحكومة في الاقليم تدعم وتساند نضال الشعب الكوردي في جميع اجزاء كوردستان ، وتساند كل عمل يساهم في توحيد الحركة الكوردية ، ولاجل تحقيق اهداف الشعب الكوردي، قال باستطاعة الصحفيين لعب ادواراً مهمة ، في هذه المرحلة ، عبر الاستفادة من التجارب، ولاجل عدم تكرار الاخطاء ، والميديا احد مصادر النصر وتحقيق الاهداف ، وتمنى النجاح لاعمال الملتقى .
ثم القى السيد كوركيس شليمون نائب محافظ دهوك كلمة ، عبر فيها عن حبه لوجوده اليوم بين الصحفيين، واكد على اهمية الصحافة ودورها كسلطة رابعة ، وقال ان دهوك الديمقراطية والسلام والمحبة ترحب بكم ، وان هذه الديمقراطية التي نشهدها اليوم ، بفضل كفاح ونضال كبير ، وتقع على عاتق الاعلاميين مهمات كبيرة ، وهي توضيح الحقيقة للعالم ، واكد استعدادهم لتقديم كل العون والمساعدة في ذلك المجال .
وقدم السيد خوشناف جميل ، عضو المجلس الاداري في نقابة صحفيي كوردستان كلمة اكد فيها على هذه الفرصة الذهبية التي تجتمعون فيها في احضان الديمقراطية في اقليم كوردستان، وقال ان دور الصحافة والاعلام فعال جداً لاجل حقوق الشعوب ، وبناء الاوطان، وقال ايضاً ان النقابة عازمة منذ فترة من الزمن من اجل رسم خارطة طريق لاجل توحيد جميع الصحفيين في كل اجزاء كوردستان ، وقد وصل المخطط الى مراحله النهائية ، بعد الملتقيات التي عقدت مع صحفيي شمال كوردستان ، وهذه الفرصة مهمة لاتمام المخطط معكم ، لاجل تبادل الآراء والمقترحات من اجل مؤتمر يضم صحفيي اجزاء كوردستان الاربعة ، وان المرحلة التي يمر بها غرب كوردستان مهمة وحساسة ، ويتطلب منا جميعاً ليس الصحفيين فقط بل جميع المثقفين والكتاب والفنانيين...الخ ايضاً العمل وتحمل المسؤوليات ، وتمنى النجاح لاعمال الملتقى .
تخلل برنامج الافتتاح لوحات فنية فولكلورية راقصة من قبل فرقة ( آرمانج ) التي قدمت من منطقة عفرين وكذلك تم عرض فيلم وثائقي عن واقع الحياة في مخيم دوميز للاجئين السوريين في دهوك ، والذي اثار جدلاً واسعاً طغى على المناقشات في الملتقى حول واقعهم وهل الحكومة مقصرة بالفعل في تقديم الاحتياجات الضوروية الازمة لهم ؟ خاصة في ظل هذه الظروف المناخية في فصل الشتاء .
الملتقى بطبيعة الحال هام وضروري في هذا الظرف الحساس الذي يمر به غرب كوردستان ولاجل توحيد الخطاب الاعلامي الكوردي، لاجل مواجهة المستجدات التي تنتظر غرب كوردستان، ولاجل تحقيق ذلك الهدف تم وضع اربعة محاور للمناقشة والحوار عليها وتقديم محاضرات حولها ، (1) الاعلام واللغة والقومية ، (2) الاعلام والاخلاق و القانون (3) آليات توحيد الخطاب الكوردي (4) مساهمة الاعلام في الديمقراطية والسلام .
وقد وزعت تلك المحاضرات على كتاب وصحفيين وتم المجادلة والنقاش حولها ، وقد كانت جريدة التآخي حاضرة في الملتقى ، واجرت الاستطلاع التالي ، حول ماهية الملتقى واهميته وماذا ينتظرون منه ، وهل هناك امكانية لتوحيد الخطاب الاعلامي وتوجييهه نحو الطريق الصحيح .
في البداية طرحنا السؤال على عضو اللجنة العليا المنظمة للملتقى والاستاذ في كلية الآداب قسم الاعلام في جامعة صلاح الدين بأربيل ، الدكتور رضوان باديني ، حول ماذا يطمحون والى ماذا يتطلعون في هذا الملتقى اجابنا قائلاً ولو جزئياً اصبح من التقليد الثقافي عند غالبية المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي العام والصحفي ، ان نلتقي بين الفينة والاخرى ، وكذلك هناك دوافع هامة مازالت ملحة وضروري التداول والجدال حولها ، فالصحفيين الكورد في جميع اجزاء كوردستان لديهم مشاكل وصعوبات تعترض عملهم المهني ، لهذا من الناحية النظرية نحن بحاجة الى معالجة هذه الامور ، ووضع آليات للخلاص من التراكمات والعراقيل التي تعيق من تقدمنا وتعاوننا والتنسيق مع بعضنا البعض ، لذلك شهدت هذه القاعة العام الفائت ، لقاء الصحفيين الكورد من شمال وجنوب كوردستان، وهذا العام نشهد لقاء الصحفيين في جنوب وغرب كوردستان ، نتمنى ان تصبح تقليداً نحرص على اقامته كل عام ، والاستمرار فيه، لتؤدي الى التعاون والتعاضد لاجل حل العراقيل والصعوبات التي تعترض الصحافة الكوردية ككل ، وهناك نقاط مشتركة تجمعنا من الناحية القومية والبنيوية واللغة والكتابة ، ويمكن حل تلك الصعوبات المحضة ، مثلاً بلورة وتكوين الخطاب الاعلامي الكوردستاني العام ، التركيز على النقاط التي تؤسس حجر الزاوية لخطابنا الاعلامي ، بالنسبة للكورد داخلياً وبالنسبة للمحيط الاقليمي والعالم ككل، نحن نفتقد الى العديد من الوسائل التي توصل خطابنا للآخر القومي والعالمي ، ونحن لا نملك وسيلة اعلامية هامة باللغة العربية ، على الرغم من وجود جرائد بالعربية لكنها غير كافية في زمن الثورة العلمية ، والصراعات ، نحن بحاجة الى شيء من الانفتاح على الذات ، ويجب طرح السؤال التالي من نحن وماذا يمكن لنا ان نقدمه لمجتمعنا في المجال الصحفي
ومن ثم توجهنا بالسؤال الى السيد لوند حسين القادم من غرب كوردستان وهو رئيس اتحاد الصحفيين الكورد السوريين ، حيث سالنه عن الواقع الاعلامي في ظل ما تشهده سوريا من ثورة وحراك شعبي قال نعم تم دعوتنا من قبل وزارة الثقافة والشباب في الاقليم ، لاجل التدارس حول وضع الصحفيين الكورد في سوريا، واستطعنا من خلال هذا الملتقى الاطلاع على وضع الاعلام الكوردي في جنوب كوردستان ورأينا ما يشهده الاعلام من تطور وتقدم مميز ، وبالطبع وجودنا في هذا الملتقى دفعنا ان نفكر بأن نؤسس لاعلام كوردي في غرب كوردستان يتماشى مع واقع المهنية الاعلامية ، اما بالنسبة للوضع الاعلامي في غرب كوردستان ، بصراحة هناك ضعف كبير ، بسبب عدم معرفة القوانين والشروط في العمل الاعلامي ، حيث نرى اغلبهم ممارسين او شباب هواة من التنسيقيات ، ونتمنى ان نتدارك ها الموضوع مستقبلاً بجهود خريجي الاعلام والمتتخصصين في المجال الاعلامي لكي نواكب حدث الثورة في المنطقة الكوردية ، ونتمنى الاستفادة من خبرة اشقائنا في كوردستان العراق
ثم التقينا بالكاتبة نارين عمر وابدت رأيها بالشكل التالي نعم اليوم نحضرهذا الملتقى الاعلامي والثقافي المتنوع ، و نلتقي بزملائنا الكتاب من جنوب كوردستان وخارجها، و نتشارك معهم الهموم والمتاعب ، ونتمنى ان نخرج بقرارات تهم القضية والثقافة و الادب الكوردي ، وبالطبع الوضع يختلف عن السابق في غرب كوردستان ، واصبح هناك هامش من الحرية، حيث كنا ممنوعين من الحديث بلغتنا الام هناك ، والوضع مختلف اليوم ، اليوم نتحدث ونكتب ونثور وندرس بحرية وبديمقراطية ، واشكر جريدة التآخي على اهتمامها بالكتاب والمثقفين الكورد واتمنى ان تظل منبراً للثقافة الكوردية
ثم توجهنا بالسؤال الى الصحفي سيروان قجو العامل في إذاعة صوت امريكا القسم الكوردي والقادم من واشنطن قال بكل تأكيد ان هذا الملتقى انجاز لحكومة اقليم كوردستان للم شمل هؤلاء الصحفيين الكورد السوريين ، مع الصحفيين الكورد في جنوب كوردستان ، لاجل التعارف وايجاد جسر للتواصل بين طرفي الصحافة التي نحن بصددها اليوم ، في ظل الثورة السورية والتأكيد على دور الصحفيين الريادي في نقل الاحداث ، ونقلها وتوضيحها عبر الصحافة سواء المسموعة او المقروئة او المرئية ، للرأي العام الكوردي والسوري بشكل عام
وحول سؤالنا عن التوصيات والمقترحات التي ستصدر عن الملتقى قال بكل تأكيد الزملاء اتفقوا على مدار البارحة واليوم لاجل صياغة توصيات ومقترحات لاجل نقابة صحفيي اقليم كوردستان او للجهات الحكومية المعنية ، بما فيها وضع اللبنات الاولى لفضائية كوردية سورية لغرب كوردستان بحيث تكون منبراً للاعلاميين الكورد وناطقة باللغتين العربية والكوردية ، لايصال الصوت الكوردي للطرف الآخر الشريك للكوردي في سوريا ، بالاضافة الى الاكثار من هكذا لقاءات لتقوية العلاقات والثقة بين الصحفيين ، لاننا حرمنا منها على مدى عقود من الزمن ، على الرغم من وجود محاولات فردية لم تكن ناجحة ، ولكن اليوم نجد الظروف مناسبة في ظل وجود مساحة من الحرية التي تمنحها حكومة اقليم كوردستان ، وهذا الملتقى فرصة ممتازة لتبادل الآراء والمناقشة وفتح سبل العمل ، وكذلك يجب تزويد الصحفيين في غرب كوردستان بكل الوسائل ومبادلتهم تجرتهم ، وتأهيلهم ، وكذلك دعمهم مادياً ومعنوياً
نعم ان اغلب الآراء التي شهدناها كانت تصب في خانة توحيد الخطاب الاعلامي الكوردي ، و الخروج بمقترحات وتوصيات مهمة تساعد الصحفيين وتدفعهم الى العمل بمهنية ومن اجل الجهوزية والاستعداد لما يحمله سوريا من تطورات في المستقبل .
خرج الملتقون بست توصيات هامة بعد تشكيل لجنة خاصة استقبلت آراء ومقترحات المجتمعون واهمها :
1- التأكيد على توحيد الخطاب الوطني الكوردي العام ، واخذ الخصوصة السياسية لكل جزء من كوردستان بالاعتبار.
2- تقديم الدعم والدفاع عن القضية الكوردية في سوريا في مختلف المجالات ، وبشكل خاص تأمين مساحة واسعة من اجل العمل الاعلامي .
3- تأسيس ميدان واسع للعمل الاعلامي بكل مكوناته، وبناء محطة تلفزيونية فضائية للكورد في غرب كوردستان .
4- تنظيم وتدريب الكوادر الصحفيية وتأهيلهم .
5- توحيد جميع منظمات الصحفيين الكورد في سوريا ، تحت اسم ومنظمة واحدة ، ومحاولة الحاق عضويتهم ب فدراسيون الصحفيين العالميين .
6- تشكيل لجنة خاصة من صحفيي غرب وجنوب كوردستان ، لاجل متابعة هذه التوصيات وتطبيقها .
ومن المؤمل ان ترفع هذه المقترحات والتوصيات الى السلطات في اقليم كوردستان ( رئاسة الاقليم و رئاسة حكومة الاقليم وبرلمان كوردستان) لاجل اطلاعهم ووضع الاليات اللازمة لتنفيذها وتقديم من يلزم .
نعم ان للاعلام الان وفي السابق وفي المستقبل دور مهم وفاعل من اجل تطوير المجتمع والرفع من شأنه وتوعيه افراده ، وهذا ما اكد عليه المجتمعون جميعاً وخصوصاً ما يتعلق بقضية الشعب الكوردي في غرب كوردستان ، على الرغم من وجود هفوات ونواقص وكذلك وجود العديد من النقاط التي اصبحت محل انتقاد الحاضرين وخاصة حول نوعية المشاركين وطرح سؤال هل بالفعل جميعهم صحفيين ويعملون بالسلك الاعلامي ، ام هناك محسوبيات وميزاجية في اختيار الشخصيات، وكذلك المحاور التي نوقشت في الملتقى اصبحت محل جدال حول مبادئ العمل الصحفي ، وكذلك الفوضى التي كان تعم القاعة في بعض الاحيان ، وطغيان مسائل ثانوية والبعد عن جوهر اللقاء في البعض الآخر ، والخوض في مناقشة ومسائل جانبية ، والشك في تطبيق ما سيتمخض من مقترحات وعدم الثقة بتطبيقها ، وسماع العديد من الاصوات من الخارج والانتقاد وابداء الرأي في نتيجة الملتقى قبل انتهائه ، يبقى الملتقى ذا خصوصية مهمة لهذا الكم الهائل من الصحفيين والتي يبقى الامل والتضحية اهم مقومات التطبيق في الواقع العملي ، و ضرورة عقد مؤتمر واسع بهذا الخصوص لاجل وضع آليات توحيد الخطاب الاعلامي الكوردي، وكيفية مواجهة التطورات التي تحدث في سوريا وتأثيرها على الشعب الكوردي، في سبيل العمل على توحيد الخطاب الكوردي عبر الخطاب الاعلامي لان الاعلام تجاوز الحدود والجغرافيا بالفعل .وهل يمكن جعل الاعلام وسيلة لتوحيد صفوف الشعب الكوردي ، في حين عجز السياسيين والاحزاب الكوردية في سوريا عن تحقيق ذلك ؟ سؤال يبقى في رسم الاعلاميين الكورد .[1]
جريدة ألتآخي