على الرغم من الظروف الاستثنائية التي تشهدها العديد من #المدن الكوردية# في #شمال كوردستان# ( تركيا) نتيجة الحرب الدائرة في بعض المدن الكوردية بعد فشل عملية السلام بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني
وتجدد الاشتباكات منذ الصيف الماضي ولغاية اليوم حيث اودت بحياة العديد من الطرفين وعلى الرغم من حالة الحرب وعدم الاستقرار وفرض منع التجول في بعض المدن الرئيسية مثل مناطق سور دياربكر ونصيبين وشرناخ وهكاري وقبلها كان مفروضاً في أيدل وسلوبي وجزيرة، ولكن بالرغم من كل ذلك وحالة الحزن التي انتابت الناس نتيجة القتل والدمار والتهجير الذي حل بهم نتيجة هذه الحرب وانشغالهم بلملة جراحهم وبناء ما تهدم وتخرب من بيوتهم فقد أبوا ان يمر عيد النورز هذا العام دون الاحتفال به وارسال رسائل سياسية من خلاله معتبرين العديد الوطني نوروز عيداً لرفع شعار النضال والكفاح في سبيل نييل الحقوق المشروعة للشعب الكوردي في تركيا وليس كما يفهمها البعض بإنها عيد للفرح والرقص والابتهاج فقط.
ووفق هذا المبدأ الذي يعتبر المقاومة والكفاح احدى شعارات ومعاني نوروز حيث يرمز هذا العيد إلى أن الكورد رفضوا الظّلم قبل 2628 عام حينما انتصر كاوا الحداد الحاكم الظالم في ذلك الزمان ضحاك واشعل النار على قمة الجبل معلناً انتهاء حقبة الظلم والطغيان وبداية مرحلة جديدة ولهذه القصة علامات مرتبطة بانجلاء فصل الشتاء وبداية فصل الربيع ويوم جديد حيث تلبس الطبيعة ثوباً جديداً مزركشاً بألوان الطبيعة الخلابة معلناً ولادة فجر جديد على الرغم ان لنورز دلائل عدة يمتزج فيها الفرح والغبطة والسرور والحلم بالواقع، حينما انتصرت ارادة الحق على جبروت الظلم، عندما أُشعلت نيران الحرية منذ آلاف السنين وبرق وميضها في قلوب الكورد بقدوم يوم جديد ( يوم نوروز)، اليوم الذي بقيت ناره متقدة في صدور الكورد تلهمهم على مواصلة درب الحرية على قمم جبال كردستان وفي وديانها وسهولها.
اعتباراً من ذلك المبداً يعتبر هذا اليوم نقطة تحول في حياة الشعب الكوردي، حيث يمثل نوروز رسالة الحياة و الأمل و التحرر و مواجهة الظّلم و الاستبداد.إلى ذلك، فإن معظم انتصارات و أفراح الشعب الكوردي وحتى احزانه حدثت في شهر آذار و نوروز وفي فصل الربيع ودونت في التاريخ.
نوروز دياربكر(آمد)
لهذا اراد حزب الشعوب الديمقراطية والشعب الكوردي في شمال كوردستان جعل هذا اليوم يوماً لارسال رسائل الخير ومد يد السلام والاخوة الى الشعب التركي منددين فيها بسياسة الحكومة التركية اتجاه الاكراد وضرورة العودة الى مفاوضات السلام التي توقفت، على الرغم من الرهان بعدم حضور الشعب الكوردي الى ساحات وميادين الاحتفال بنوروز نتيجة الاوضاع الامنية وحالة الهلع التي انتابت الشارع التركي بعد تفجيرات انقرة واسطنبول والتي اودت بحياة المدنيين العزل إلا ان الشعب قال كلمته وخرجوا الى الشوارع والساحات لأحياء هذا العيد القومي الكوردي وتحت شعار (تركيا ديمقراطية وأرادة وقيادة حرة لكوردستان تركيا) وتحت تدابير امنية مشددة للغاية خرج مئات الآلاف من أهالي دياربكر التي يأخذ الاحتفال به في هذه المدينة الرئيسية في شمال كوردستان وحيث ياخذ النوروز في دياربكر ( آمد) طابعاً خاصاً حيث يشهد احتشاد اكثر من مليون شخص كل عام ويتحول هذا النوروز الى كرنفال ومهرجان سياسي يبعث من خلالها رسائل سياسية الى الحكومة التركية والى العالم ودعا المشاركون في الاحتفال الجيش التركي إلى وقف عملياته العسكرية في المدن الكوردية واطلقوا صرخة مدوية جداً لعلها تصل الى اسماع أنقرة واراد المحتشدون ان يحولوا هذا العيد الى تعبير يرمز الى وجودهم السياسي وانهم اصحاب قضية عادلة وتحدث الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديقراطية صلاح الدين دمرتاش وبارك العيد على الجميع وتمنى من خلال هذا اليوم ان يعم السلام والأمن والطمأنينة على شعوب تركيا كافة وأكد ان مجيئكم اليوم الى ميدان نوروز اكبر رسالة الى الحكومة التركية وتؤكدون من خلالها على انكم متمسكون بالسلام ونوروز هذا العام هو نوروز السلام
كما انتقد صلاح الدين دمرتاش سياسية حكومة العدالة والتنمية ورئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان اتجاه الاكراد واعتبرهم يسيرون سياسة تؤدي الى انكار الحقوق القومية للشعب الكوردي وسياسة القتل العام على الكورد.
كما القيت العديد من الكلمات الاخرى ومنها كلمة كولتن قشاناك وفرات آنلي الرئيسين المشتركين لبلدية دياربكر والمنظمين لهذا الاحتفال وتعرجوا من خلال كلمتهم على معاني نوروز ودلالاته كيوم للمقاومة والشهداء .
هذا وكان قد اعلنت السلطات التركية الغاء الاحتفالات بنوروز هذا العام نتيجة الاوضاع الامنية التي تمر بها البلاد وحفاطاً على ارواح المواطنين تقرر الغاء الاحتفال بهذا العيد في العديد من الاماكن والمدن الرئيسية ولا سيما نوروز أسطنبول الذي شهد اعمال عنف واطلاق الغاز المسيل للدموع في تحدي من الشعب الكوردي لقرار المنع الذي اصدره محافظ اسطنبول كما خرج وزير الداخلية التركي أفكان آلان الى وسائل الاعلام وقال انهم قاموا بتخصيص 200 ألف عنصر أمني، 120 ألف منهم من الشرطة، و80 ألف من قوات الدرك لاستبداد الامن والسلام في المناطق التي سمحت فيها السلطات بإحياء عيد نوروز ومنها 18 مدينة ومركز بلدة، ومنعتها في بعض المناطق لدواع أمنية.
وهكذا يبقى عيد نوروز والاحتفال به رمزاً للسلام والتآخي ويوماً للسير على دروب الشهداء وتجديد العهد على السير خلف خطاهم ويبقى يوماً مفعماً بالروح الوطنية والكفاح والنضال وملهماً للمثقفين والكتاب في القصائد والأدبيات الكوردية التي عبرت في حقب زمنية معينة عن الشعور القومي وتغنوا بهذا اليوم اجمل الكلمات و يظهر ذلك جلياً في العديد من القصائد والملاحم الشعرية التي تحاكي قصة نوروز و علاقة ومعاني هذا اليوم بالشعب الكوردي.[1]