جمهورية #أرمينيا#:
استقلت جمهورية أرمينيا في المرة الأولى عن الإمبراطورية العثمانية في 28 أيار 1918م، والثانية عن #الاتحاد السوفيتي# في 21 سبتمبر 1991م، وعاصمتها مدينة (#يريفان#)، ومساحتها 29،743كم2، وعدد سكانها نحو مليونا شخص حسب تعداد عام 2002م. ونظام الحكم فيها جمهوري ديمقراطي، والأرمينية هي اللغة الرسمية.
وهي دولة ذات تراث ثقافي ضارب في التاريخ. فكانت أول دولة تعتمد المسيحية ديناً لها في السنوات الأولى من القرن الرابع الميلادي. ويقال بأن اسم أرمينيا مستمد من اسم (آرام) وهو سليل مباشر من هايك ابن النبي نوح عليه السلام. وجزء كبير من أراضي أرمينيا شديد الخصوبة، تربي فيها قطعان كبيرة من الماشية والخيل، وتنمو فيها الحبوب والزيتون والفاكهة بوفرة، وغنية بمعادنها، وتعد موطن الورود والكروم، وهناك 96% من السكان من الأرمن، و4% من الروس واليهود واليونانيون والإيزيديون والغجر.
تاريخ الأكراد في أرمينيا:
ظهر الأكراد في بلاد القوقاز منذ زمن بعيد، فكانت القبائل الكردية تهاجر إليها طلباً لرعي الأغنام والماشية من وقت إلى آخر، وفي القرن العاشر حتى القرن الثاني عشر الميلادي حكم المنطقة الواقعة بين نهري كورا وأراكس سلالة (الشداديون) الأكراد.
سكن الأيوبيون الأكراد في أرمينيا خلال القرون الوسطى، فصلاح الدين الأيوبي ووالده نجم الدين أيوب يرجعان بنسبهما الأيوبي إلى أيوب بن شاذي بن مروان من أهل مدينة (دوين) في أرمينيا، وقد أمتد نفوذ الدولة المروانية إلى أرمينيا، والمروانيون أُسرة كردية أسّسها الأمير أبو عبد الله حسين بك دوستك في مدينة آمد (ديار بكر)، وقد شملت هذه الإمارة بعض بلاد أرمينيا ومناطق موش وأرجيش وأورفة. وقضى السلاجقة على هذه الإمارة عام 489ه /1096م.
بدأ إعادة توطين الأكراد على نطاق أوسع في منطقة القوقاز بعد ضمه إلى روسيا القيصرية في بداية القرن التاسع عشر الميلادي، وقد التجأ إليها الأكراد المسلمون والإيزدية بعدما تم اضطهادهم وإبادة الآلاف منهم على أيدي الصفويون الفرس والعثمانيون الأتراك مما دفعهم إلى الهجرة إلى شمال وشرق كردستان بحثاً عن ملجأ آمن لهم في روسيا القيصرية. وخصصت لهم السلطات الروسية الأراضي والقرى لهم في المناطق غير المأهولة، فقد استقرت نحو (600) عائلة كردية في منطقة كاراباخ في عام 1807م. وكان الأرمن والأكراد قد منحوا امتيازات معينة، وأعيد توطينهم بعد الحروب الروسية - الفارسية (1804 – 1813م) و (1826 – 1828م)، خاصة بعد معاهدة (تركمان شاه= Turkmanchai) عام 1828م. واستقرت غالبيتهم في أرمينيا بعد حرب القرم بين أعوام (1853 – 1855م)، وبعد الحرب الروسية- التركية بين أعوام (1877 - 1878م). ويمكن القول بأن غالبية أكراد أرمينيا جاؤا من مناطق فان وقارص من كردستان تركيا، وقليل منهم من جاء من كردستان إيران بعد بداية القرن الثامن عشر الميلادي.
امتهن الأكراد في جبال القوقاز حرفة الرعي، ويرعون قطعان الماشية في فصل الربيع على طول التلال قرب جبل (آرارات) أعلى مكان في أرمينيا. وينصبون على سفوحها الخيام، ويصنعون (الجبن) المنتج الرئيسي لديهم، ويبقون حتى بداية فصل الخريف، وحين تبدأ الثلوج بالتساقط يعودون أدراجهم إلى مساكنهم في المناطق المنخفضة ليقضون فيها فصل الشتاء، وهناك يقومون بجز الصوف والموهير من هذه القطعان الذي يتصف بالمرونة والسلاسة، ويقال بأنه أفضل من أصواف ايرلندا.
جبل آرارات
كانت المراعي مملوكة للدولة مما يضطر الأكراد إلى دفع الإيجار. وفي كثير من الأحيان يتم تأجيرهم الأراضي من قبل القطاع الخاص على المدى الطويل، أو من قبل الجنرالات الروس الذين يأخذون هذه الأموال إلى جيوبهم مع ضريبة الأرض.
حافظت القبيلة الكردية وخصوصاً الإيزيديون في القوقاز على عادتها وتقاليدها القديمة، إذ احتفظ الرعاة الرحل لفترة طويلة بالخيمة الكردية ذات اللون الأسود، وعاشوا في مستوطنات دائمة في الشتاء مثل بقية الجماعات العرقية الأخرى، أو في المساكن التقليدية والكهوف الموجودة على سفوح الجبال، وكانت هذه المنازل تبنى من الحجر والطين، وتعيش بداخلها الأسرة وحظيرة المواشي تحت سقف واحد، وتميزت المرأة الكردية بالزي الوطني ذو الألوان الزاهية والمتناقضة في القوقاز وأواسط آسيا أيضاً. وعلى الرغم من وجود بعض الاختلاف بين ملابس الكرد المسلمين والكرد الإيزيدين، كان القميص الأبيض مثلاً العلامة التجارية للإيزيديين.
العلاقات التاريخية بين الأكراد والأرمن:
للاستمرار في قراءة هذا البحث الهام والشامل نرجوا انزال الملف المرفق ومن ثم متابعة القراءة[1]