قصائده تعبر عن حزن عميق مغروس في ذاكرته عنوانها الفراق الذي الذي لا يمكن للايام مهما تقدمت ان تمحيها. ذاق آلام الفراق بكل شجونها ، فراق الوطن .... عامودا ...كلستان، يعيش الغربة ويسلك دروب الوحدة يتأوه على ما عاناه وما فعلت به الازقة المظلمة والباردة.
انه الشاعر الكوردي الالماني عبدالقادر موسى الذي يكتب القصيدة الحديثة باللغة الكوردية الى جانب العمل في الترجمة، صدر له لغاية اليوم ديوانان شعريان وترجمت قصائده الى اللغة الالمانية والفرنسية والاسبانية، ولد في مدينة عامودا في روزآفا كوردستان عام 1969، وانهى دراسته الثانوية هناك، ثم انتقل الى الدراسة في جامعة حلب عام 1987 حيث درس في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية. لم يكمل دراسته الجامعية اضطر للهجرة الى المانيا عام 1995 ومنذ ذلك الوقت يعيش في برلين، ودرس قسم علم الاجتماع والتربية وقدم مشروع التخرج عن مسألة اندماج الكورد في المجتمع الالماني شارك في الآونة الاخيرة في المهرجان الدولي للشعر في العاصمة المغربية الرباط وصنف من أهم الشعراء المشاركين في الملتقى عن مشاركته تلك ومسائل اخرى تحدث لجريدة التآخي مشكوراً .
- شاركت الى جانب شعراء وادباء ونقاد من 25 دولة في مهرجان الدبلوماسية الثقافية والشعر الأنساني في المغرب حدثنا عن مشاركتك تلك؟
في البداية اريد ان انوه الى نقطة وهي ان مشاركتي في ذلك المهرجان العالمي كان بصفتي شاعر ألماني من أصول كوردية، ولا يعتبر هذا المهرجان الاول الذي اشارك فيه بشكل رسمي فقد شاركت قبل ذلك في مهرجانات عدة من رومانيا الى روسيا دعوت من قبل مؤسسات ثقافية الى مهرجانات الشعر ، واريد من خلال هذا اللقاء الى الاعلان انني مدعوا الى مهرجان الشعر العالمي الذي سيقام في رومانيا العام القادم.
ففي مهرجان الرباط المغربية الذي نظم في شهر تشرين الاول الماضي، كانت مشاركتي مهمة حيث قدمت يوم القراءات الشعرية في المهرجان كوني أتقن العديد من اللغات وكذلك ترجمت قصائدي الى لغات عدة.
- كيف ينظر المثقفون الاجانب الى الشعر الكوردي؟
نعم في الحقيقة لاحظت من خلال ذلك المهرجان وكذلك توضحت لي انهم ينظرون الى القصيدة الكوردية بشكل ايجابي وكانوا يصغون الي بشكل لافت كوني كنت أقرأ القصيدة باللغات الكوردية والعربية والالمانية، بعد ذلك انهالت الملاحظات والانتقادات التي اعتبرها ايجابية بالنسبة لي، ولا سيما اذا كان تلك الرؤية صادرة من شخصيات ناقدة ومهمة وذو نظرة عميقة وعارفة بالشعر العالمي حيث صنفت من اهم الشعراء المشاركين في المهرجان وكذلك قال عني الشاعر التونسي المشهور مهدي عثمان ( ان هذا الرجل الملحمي، يمثل جوهر هذا المهرجان العالمي في المغرب انه مثقفن وهادئ ورزين).
وكذلك كتب الباحث التونسي عبدالواحد السويح: الألماني عبدالقادر موسى من أهم شعراء الملتقى
لقد سررت جداً بتلك المشاركة حيث لقبت بسفير الثقافة الالمانية الكوردية وهذا محل فخر واعتزاز لي، واعتبرها قفزة باتجاه مشاريع جديدة بلغات عدة وسيتم رؤية ثمارها في وسائل الاعلام الاجتماعي.
- وماذا عنك كيف تصف الشعر الكوردي وفي أي مصاف تصنفها؟
القصيدة الكوردية نابعة من ثقافة متنوعة، فكيف كانت القصيدة النثرية نابعة من ثقافة متنوعة، كذلك القصيدة الحديثة ناتجة من عدة لغات، فالشاعر الكوردي بشكل طبيعي يتقن لغتين على الاقل، بطبيعة الحال ستكون قصيدته ناتجة من تقدم وتجربة لغتين، لهذا اعتبر ان الشعر الكوردي في مصاف الشعر العالمي، وليس بعيداً ان يسطع نجمها عالمياً، فقط اذا وجد لها صاحب.
- ما الذي حثك على كتابة الشعر ؟
القصيدة تكتبني، تمسك بيدي وتقول تفضل اسند روحك المتعبة والمضجرة على ورقتي البيضاء.
خطط حياتك المليئة بالالم واخرجها بالصورة التي تريدها.
أتسائل هنا لو لم يكن هناك شعر، كيف ستكون روح الشاعر يا ترى !؟
- هل تقيم تجربتك الشعرية بشكل إيجابي مع الاغتراب والبعد عن الوطن؟
نعم اثرت الغربة والهجرة على تجربتي الشعرية بدون شك، واقيمها بالشكل التالي .
أولاً فتح امامي افق جديدة، بحيث لم يعد يقتصر تعريف نتاجاتي بالقراء بلغتين أو ثلاث بل بلغات عدة وفتح الطريق أمامي لأعرف تجربتي الشعرية ونتاجاتي. وفتح مجال الحوار والتقاء قصيدتي مع القصيدة الاجنبية عبر الترجمة.
ثانياً ان شروط الغربة اصبحت حجر عثرة امام الكتابة بسبب الارتباطات بالوظائف اليومية مما جعلني افقد الاتصال مع القراء والمثقفين والتجارب الشعرية الجديدة داخل الوطن.
- نراك على احتكاك كبير مع المثقفين والشعراء الالمان وتشارك كثيراً في نشاطاتهم في حين نراك قليلاً في نشاطات المثقفين الكورد في أوربا؟
نعم في الحقيقة انا اشارك في العديد من النشاطات والامسيات الادبية مع المثقفين الالمان واعتبر هذا الامر طبيعياً كوننا على احتكاك معهم واصبحنا جزءاً من مجتمعهم، لانني أعيش في المانيا واندمجت داخل هذا المجتمع، ولاجل ان تأخذ القصيدة الكوردية مكانها الحقيقي داخل شبكة الشعر العالمية يجب علينا الاختلاط والمشاركة وبهذا الشكل يمكن ان نستفيد من التجارب الشعرية في المانيا وكذلك نعرف المجتمع الالماني ومثقفيها بالقصيدة الكوردية.
اما بالنسبة للشطر الثاني من السؤال فانا لست بعيداً الى هذا الحد من الشعراء الكورد وانا اشارك مع مجموعة شعراء لاجل احياء امسيات شعرية دورية، أي نعم ربما انا بعيد من أجواء المهرجانات والاضواء لانني انظر الى ذلك الامر نظرة مختلفة وأراهم يحومون حول نفسهم بشكل دائري. لهذا لااعتبر نفسي بعيداً عن الكورد بل انا قريب الى الادب الكوردي وبهذا الاسلوب أعمل.
- كم نتاج شعري وأدبي صدر لك لغاية اليوم ؟
للاسف أعمالي قليلة فقد صدر الطبعة الأولى من ديواني( أجنحتك علمتني الطيران) من منشورات سما كورد عام 2007 و الطبعة الثانية في إسطنبول من منشورات آر.
وترجمت قصائدي الى لغات عدة منها البولونية ،الإسبانية، الفرنسية و الألمانية، كما قمت بترجمة العديد من دوواين الشعرية من العربية والى الفرنسية.
- في ختام هذا الحوار لا يسعنا إلا ان نشكرك ونتمنى لك مزيد من الابداع، وهل تحب ان تذكر شيئاً أخيراً؟
في الختام اريد ان أقول انه صدرعن مؤسسة إنير شيلد الشهيرة في الولايات المتحدة ديوان عام الشاعر لشهر كانون أول ديسمبر2016 ويحتوي على ثلاث قصائد لي بالإنكليزية.
ويشرف على هذه المجلة الشاعر الأمريكي القديرويليام س بيترس سر، حيث أخترت مع الشاعرين الصديقين عزيز منتصر و سميح مسعود كشعراء مميزين لعام 2016و عرضت على مشاريع أدبية عديدة هي ما زالت قيد الدراسة و في طور التحضير، وشكراً لجريدة التآخي على اهتمامها.[1]
التآخي