المخرج أكرم حيدو من مواليد 1973 سري كانيه (#رأس العين#) #روزآفا كوردستان# درس الابتدائية والاعدادية في مدينته ثم درس المعهد الطبي في جامعة تشرين باللاذقية
ولكنه كان مولعاً بالسينما ومغرماً بالتصوير واستطاع ان يجد ضالته في دراسة فن التصوير والمونتاج السينمائي بعد ان هاجر إلى ألمانيا 1995 وعمل كمصور سينمائي في العديد من الافلام ثم درس اكاديمية الاخراج السينمائي في دورتموند حيث تخرج منها عام 2010 وكان مشروع تخرجه فيلم #حلبجة# .. الأطفال المفقودون الذي حاز على جائزة أفضل فيلم و أفضل اخراج في مهرجان دبي السينمائي كما نال العديد من الجوائز الاخرى، هذا بالاضافة الى انه عمل مدرساً للسينما في معهد آرام ديكران وجكرخوين في مدينة آمد لمدة سنتين، التقيته على هامش مهرجان آمد (دياربكر) الرابع للافلام الوثائقية حيث تم افتتاح فيلمه الوثائقي الثاني (جنتي) My Paradise الذي نال اعجاب جميع من شاهده واستطاع نقل الوقع الكوردي هناك عبر فيلم يختزل الكثير من القضايا الهامة هناك.
فالشيء الملفتفي افلام أكرم حيدو انه يقوم بتصوير واخراج ومونتاج الفيلم ويلقي جميع صعوبات الفيلم على كاهله حيث يقول بذلك الصدد (انه عبئ اضافي واتمنى ان اوزع الادوار ويخفف الحمل عني لانه يأخذ مني الوقت والجهد الكثير ولكنني لا انتظر حتى اجد الشخص المناسب اوالجهة التي ستمول الفيلم ولو انظرت ذلك ربما لن يخرج الفيلم الى النور ولكنني مصور واعلم خفايا هذا الفن لهذا اقوم بجميع الاعمال وربما انا مرغم على ذلك وهذا يعطني راحة ايضاً، ولكن هناك سبب رئيسي وهي قضية تمويل الفيلم لو وجد مصدرممول للفيلم لوجدت من يقاسمني العمل وهناك كفاءات كثيرة نستطيع العمل معاً ولكن مسألة عدم وجود شركات انتاج كوردية والتمويل يشكل عبئ اضافي يؤخر العمل ويأخذ الوقت الكثير مني.
حضرت فيلمه الجديد جنتي الذي افتتح في مهرجان آمد للافلام الوثائقية بالفعل استطاع اكرم ان يختزل الحالة السورية وبالاخص في الجانب الكوردي بعد الثورة من حيث التعايش المشترك لمختلف المكونات السورية ويأخذ مدينته رأس العين كنموذج على ذلك صور الفيلم في ازمان مختلفه وفي ثلاث اماكن (سورية-أرمينيا- تركية) سألته عن فحوى هذا الفيلم وما الرسالة التي يحب ان يوجهها من خلاله قال ( راودتني فكرة الفيلم عام 2013 بعد فرار أهالي رأس العين الى تركيا بسبب العصابات والمجموعات المسلحة حيث ألتقيت بأحد زملائي في المستشفى بعد عشرين عام من الفراق وسألته اصدقائنا القدامى ايام الدراسة فتحدث لي عن احوالهم حيث تبعثروا هنا وهناك واستشهد احدهم وانضم آخر الى العصابات المسلحة وآخرون هاجروا في حينه وعندما كان يتحدث لي عنهم كان يجول في خاطري سيناريو فيلم يتناول ذكرياتنا والشخصيات والممثلون هم اصدقائي، بعدها عدت الى مدينتي بعدعشرين عاماً من الغربة وبدأت رحلة البحث عن اصدقائي الذين سيمثلون في الفيلم واخذ مني الوقت الكثير حتى وجدتهم فقد رحل الارمني الى كرباغ والعربي الى اورفا وبقي بعضهم هناك وهكذا بدأت بتصوير الفيلم لغاية 2016 حيث يعرض الآن)
فيلمه الاول حلبجة .. الأطفال المفقودون شارك في العديد من المهرجانات و نال العديد من الجائز ولا سيما في مهرجان دبي السينمائي تحدث لي عن الفيلم قائلاً ( بالفعل كان فيلم حلبجة بمثابة جواز السفر لدخول عالم السينما من اوسع ابوابه وكان الحافز لي لتقديم المزيد وكذلك معرفة المزيد عن الشعب الكوردي وشدة معاناته وآلامه خلال نضاله الطويل في سبيل الحرية، شارك الفيلم في العديد من المهرجانات العالمية بدأ من سان بالو في البرازيل حتى في ايران واوربا واقليم كوردستان ونال عدة جوائز قيمة ولا سيما في مهرجان دبي السينمائي فموضوع مجزرة حلبجة قصتها انسانية اكثر ماتكون سياسية حيث اثر كثيرا على المهرجان ومعديه وكتب عنه في كبريات الصحف الخليجية، وعلمت حين ذاك اننا قادرين على توصيل قضيتنا بمختلف الطرق والسينما احدى تلك الوسائل التي عبرها يمكن ان تخلق رأي عام وتؤثرعليه وتشرح قضيتك من خلالها بالفعل السينما قادرة على تقريب الناس وتقريب افكارهم الى بعضهم البعض ويمكنها ايضاً ان يقلص الخلافات ويقريب الآراء مهما ابتعدت)
سألته عن السينما الكوردية ومستوها في الوقت الراهن و تقيمه لها قال ( السينما الكوردية قوية جداً وليست ضعيفة عندما نقدر عمرها السينمائي القصير حيث يمكننا ان نقول ان السينما الكوردية بدأت منذ عام 2000 على الرغم من وجود افلام اقدم حيث وضع حجر اساساها المخرج السينمائي الكوردي يلماز غوني، فحسب عمر السينما الكوردية احسبها جيدة وتتطور باستمرار في حين ان عمر السينما الايراية والتركية قرابة مائة عام، فالسينما ودور عرضها قليلة عندنا وعرف السينما على نحو مغالط عندنا وحتى الآن هناك مفهوم سلبي و سائد في جنوب وغرب كوردسان عن السينما وهذا يؤثر على الفيلم بالطبع ونجد ان الافلام الكوردية تعرض للشعوب الاخرى ولا يعرض في دور العرض الكوردية لقلتها، فأحد اعمدة السينما الرئيسية هي دور العرض والصالات وكذلك الانتاج فنحن نعاني من قلة الدعم والانتاج، ووزارة الثقافة في اقليم كوردستان تدعم الى حد ما الافلام الكوردية ولكنها لا تكفي، نظراً لمشاركاتي العديدة في المرجانات اجد ان السينما الكوردية اكتسبت هويتها الخاصة وربما كمية الافلام المنتجة ليست بالمستوى المطلوب ولكن هناك نوعية للافلام الكوردية ويشهد لها كبار مديري المهرجانات العالمية، هذا لا يعني عدم وجود معوقات ومشاكل ولكنها قيد التطور باستمرار)
أكرم حيدو الذي يحمل هموم شعبه وبلده ويجول بها مهرجانات العالم يريد ان يبرز واقع روزآفا ما يعانيه اليوم في افلامه يقول ان الوضع يسمح اليوم في تصوير وتوثيق الاحداث فقد عانى روآفا ما فيه الكفاية من سياسة المنع والترهيب في ظل نظام البعث وقد آن الاوان لكي يقدم الافلام التي تحاكي الواقع الكوردي هناك وما اكثر القصص والحكايات والكوارث التي حلت بذلك المكان والجغرافيا، أكرم يرغب في تنشيط الحركة السينمائية هناك وهنالك مشاريع جميلة بجعبته وفي مخيلته سوف يسعى الى تحقيقها في المستقبل.[1]
التآخي