حاوره : هوزان أمين - اطلقت عليه صفة الكاتب، لشمولية مع تعنيه تلك الكلمة، ولكن بالنسبة ل هوشنك اوسي، يتطلب تعريفه بالكاتب والشاعر والسياسي والصحفي ..الخ،
بالاضافة الى ذلك انه شاعري وعاطفي وصدر له عدة دواوين شعرية، كانت بداياته شاعراً يكتب باللغة العربية، ولكنه يتقن اللغة الكوردية ويكتب بها وصدرت له مجموعات شعرية باللغة الكوردية ايضاً، ترى كيف يوفق وينسق بين كل تلك المواهب، يكتب مقالات سياسية تخص الشأن الكوردي بشكل عام والسوري بشكل خاص و تنشر له كبرى الصحف العربية مثل الحياة والشرق الاوسط والمستقبل اللبنانية، يشارك في القنوات الكبرى مثل العربية وبي بي سي العربية وسكاي نيوز العربية ككاتب وسياسي كوردي مستقل ويدلي بآرائه حول مختلف المسائل السياسية والادبية، ومعروف بجرأته في النقد وصرامته في المواقف السياسية، يكتب ولا يبالي بالنتائج يكتب ما يمليه عليه وجدانه ويشاكس خصومه في بعض المواقف .
التقيته في مدينة دياربكر اثناء مشاركته في المؤتمر الثامن لنادي القلم الكوردي، واتفقنا على اجراء هذا الحوار لجريدة التآخي، لتسليط الضوء عليه ككاتب وعلى نشاطاته المكثفة التي يجريها ومشاركاته الواسعة في الفعاليات الثقافية مؤخراً، ولا سيما مشاركته في الملتقى التشاوري لمجموعة من المثقفين الكورد السوريين في اربيل، الذي اثار جدلاً واسعاً بين المثقفين الكورد، البعض رآه اجتماع طبيعي والبعض الآخر وضعوا عليه اشارات استفهام كثيرة، والبعض الآخر، تهجّم عليه وعلى منظّميه والمشاركين فيه، لتسليط الضوء على كل تلك المسائل توجهنا بطرح هذه الاسئلة عليه، حيث يعيش اليوم في بلجيكا كلاجئ سياسي، هارب من بين ايدي المخابرات السورية، حيث كان يكتب عن هذا النظام ويفضح اعمالهم حتى وهو في الداخل السوري الى ان اضطر لسلوك دروب الغربة للفوز بحياته.
1- يبدوانكسلكتمعتركالسياسة،فيحينعرفناكشاعراًوعاطفياً وبالغ الحساسية؟.
لا، لا يوجد شيء من هذا القبيل، لو كنت سلكت درب السياسة، لرأيتني منتمياً لأحد الاحزاب السياسيّة، او ضمن أحد أُطر المعارضة الكورديّة او السوريّة السياسة، تنطوي على مزالق خطرة بالنسبة للمتثقف، السياسة تتعامل مع الآني، مع الحدث اليومي، وهي فنّ إدارة لعبة المصالح، يجوز فيها ما لا يجوز في الثقافة، الثقافة أرحب من السياسة، واكثر طهارة ونقاء، وتتيح للمرء مساحة أوسع للتعبير عن الرأي، في مطلق الاحوال، اجد نفسي في حقل الثقافة حرّاً طليقاً، لا يعكّر صفو أفكاري التهافت على المناصب والالقاب السياسيّة.
2- هل تؤمن بمقولة كل مثقف كوردي يجب ان يكون سياسي بالمطلق، وكيف توفق بين افكارك كشاعر مرهف الحس، وسياسي صلب؟
لا، لا أوافق على هذه الفكرة، يمكن ان يكون المثقف سياسيّاً، بل يحقّ له ذلك، ولكن، ليس بالمطلق. اصلاً السياسة تتعامل مع المتغيّر – المتحوّل – النسبي، وليس مع المطلق، ليس بالضرورة ان يكون المثقف سياسيّاً او مسيّساً، ومن الضرورة جدّاً ان يكون السياسي مثقّفاً، واسع الاطلاع، يمتلك مهارات لغويّة، وسعة معرفيّة، يعتدّ بها، وهذا ما لا نجده في ساستنا، كما انه ليس بالضرورة ان يكون من يكتب في السياسة سياسيّاً.
كما ذكرت لك: لست سياسيّاً. ولو كنت كذلك، لوجدت لدي الكثير من المناورة والدماثة الكلاميّة واللفّ والدوران... تحت عنوان؛ الدبلوماسيّة، انا اكتب في السياسة، عبر التحليل والنقد، ولأن كفّة الثقافيّ لديّ ترجح على كفّة السياسيّ، لذا، تجد لغتي في الكتابة السياسيّة حازمة وواضحة وحادّة واستفزازيّة بعض الشيء، ذلك ان حساسيّتي في الكتابة السياسيّة تتأتّى من حساسيّتي كشاعر وكاتب، يرفض التورّط في صناعة الرادءة والجهالة والتضليل في الواقع السياسي الكوردي، في الثقافة القيم الاخلاقيّة هي الغالبة على المنافع الماديّة، والسياسة عكس ذلك، حيث تتراجع القيم الاخلاقيّة على حساب امتداد المصالح والمنافع الشخصيّة او الحزبيّة او الجهويّة.
3- شاركت الى جانب مجموعة من المثقفين المؤيدين للثورة السورية في ملتقى تشاوري باربيل، حبذا لو تحدثنا عن ذلك الملتقى؟
كان ملتقى تشاوري، جمع نحو 30 كاتب وشاعر واديب وفنان واكاديمي وناقد... من مختلف المشارب والتوجّهات، وكان قاسمهم المشترك، هو تأييد الثورة السوريّة، والتأكيد على دور وحضور الكورد فيها بصراحة، لم اتصوّر ان يكون المتلقى بهذا القدر من الانفتاح والاريحيّة والسلاسة والجرأة والعمق في مناقشة محاور ثقافيّة وفكريّة سياسيّة جد هامّة، كان ملتقى ولم يكن مؤتمر لذا، غلب عليه الطابع الحرّ في وضع الكثير من القضايا والمشاكل الحيويّة الملحّة على طاولة النقاش والمراجعة والنقد، لقد بعث هذا الملتقى بالامل في نفسي وفي أنفس الكثيرين من الزملاء لجهة الارتقاء بالفعل الثقافي الكوردي السوري، ليكون على مستوى التحدّيات والمسؤوليّات التي يواجهها الواقع الكوردي السوري بشكل خاص، والواقع السوري بشكل عام.
لقد خلص المؤتمر لجملة من التوصيات، التي آمل ان تترجم على ارض الواقع، ولم يتمّ اتخاذ ايّة قرارات في هذا الملتقى.
4- ماهي التوصيات التي خرجتم بها من الملتقى ؟
هي توصيات وليست قرارات، كما ذكرت لك:
1- تشكيل لجنة متابعة من 7 اشخاص.
2- انشاء منبر اعلامي يعنى بالشأن الكوردي و السوري.
3- العمل على تأسيس مركز دراسات أو دار نشر.
4- العمل على اعداد ملتقى ثقافي اوسع.
5- كيف ترى مستقبل سوريا، ومستقبل الكورد في الجمهورية السورية الحديثة ؟
النظام ساقط سياسيّاً واخلاقيّاً منذ بداية الثورة، وسيسقط ميدانيّاً وماديّاً ايضاً، ومشاركة الكورد في الثورة، كانت على مستوى التنسيقيات الشبابيّة وشريحة واسعة من المثقفين الكورد، وليس على مستوى الاحزاب السياسيّة، اذا انتصرت الثورة، وبقي الوضع الكوردي على حاله، سنخسر امور كثيرة، وسيكون وضعنا صعباً وحرجاً للغاية، بسقوط النظام الدكتاتوري، لا يعني ان الدكتاتوريّة ستسقط بشكل تلقائي ومباشر، ذلك انه يتطلّب زوال الدكتاتوريّة من الوعي والسلوك السياسي السوري، عقود من الزمن بالتأكيد سقوط النظام، سيدخل البلاد في المزيد من الفوضى والاحتراب الداخلي ولكن، يجب ألاّ يجعل ذلك مبرراً على انكفاء الكورد وعزلهم لأنفسهم عن الثورة، بحجّة ان المعارضة هي اسوأ من النظام وان مابعد نظام الاسد سيكون اسلاميّاً متطرّفاً، هنالك الكثير ممن يردد هذه المعزوفة – الاسطوانة، من باب كلام حقّ يراد به باطل.يجب على الكورد، وكي يكسبوا المستقبل، ان ينخرطوا بشكل جدّي وعملي في المعارضة السوريّة، ويسعوا الى اقناعهم بمطالب الكورد بشكل دبلوماسي وسياسي احترافي، خالٍ من العصبيّة والانفعال والثرثرة الطفوليّة، على كورد سورية التعلّم من تجربة كردستان العراق في التعامل مع المعارضة العربيّة وعدم استنساخ هذه التجربة، وعليهم الاستفادة من تجربة كرد تركيا في التفاوض مع انقرة، وتقديم تنازلات مؤلمة، مرحليّة للنظام التركي، كي يحصلوا على مكاسب افضل في المستقبل.
6- شاركتم في المؤتمر الثامن للقلم الكوردي في دياربكر، كيف تقيم آداء القلم الكوردي وتمثيله للثقافة الكوردية في المحافل الدولية ؟
كان المؤتمر ايجابيّاً، واداء نادي القلم الكوردي، خلال فترة رئاسة الدكتور زرادشت حاجو له، كان ناجحاً واستطاع نادي القلم الكوردي، تمثيل هموم وشؤون وشجون الثقافة الكورديّة في محافل نادي القلم الدولي، حيث نجح في اصدار الكثير من البيانات التضامنيّة القويّة مع المثقفين الكورد المعتقلين في السجون التركيّة، بالاضافة الى تعرية وفضح السياسات التركيّة والايرانيّة والسوريّة ضدّ الثقافة الكورديّة، ما كان يخلق حرجاً ليس لتركيا وحسب، بل للمثقفين الاتراك المنضوين في نادي القلم التركي ايضاً لذا، حاول نادي القلم التركي شقّ صفوف المثقفين الكورد، عبر استمالته لبعض للمثقفين والكتّاب الكورد في تركيا، ودعمه تشكيل نادي قلم كردي خاص بمدينة آمد / دياربكر. ولقد سعينا نحو إفشال هذه المحاولة، خلال المؤتمر الثامن لنادي القلم الكوردي.
7- تعيش اليوم في بلجيكا، ما الذي اضاف اليك الغربة، وما الذي اخذه منك ؟
اضافت ليّ الغربة، المزيد من الحنين للوطن. واخذت منّي فرصة التجوال في شوارع الدرباسيّة ودمشق، والتنقّل بين ديريك وعامودا وقامشلو وعفرين...، لرؤية الاصدقاء. اعطتني الغربة الامان والشعور بالطمأنينة، أثناء الكتابة والتعبير عن الرأي. في الوطن، صحيح انني كنت أكتب بنبرة عالية من النقد السياسي، إلاّ ان ذلك كان دوماً مشوباً بالقلق والخوف، أمّا في الغربة، القلق والخوف لدي، تحوّل من شكله السابق، الى قلق وخوف على مصير شعبي ووطني، وأخشى أن نفرّط بهذه الفرصة التاريخيّة أيضاً.
8- هللديكشيءتضيفهفينهايةهذااللقاء؟
لا، زور سباس على هذه الفرصة التي سمحتم لي من خلالها الاطلالة على قرّاء جريدتكم في العراق #وكردستان#.[1]
المصدر جريدة التآخي : 1-7-2013