ما عدا صوت فيروز، ترك ورائه ذكريات “سيئة” في سوريا، وهو الآن يطمح للجوء إلى أوروبا، لكنه لم يتوقف عن الرسم حتى في محطته الحالية #هولير#، بباشور كردستان.
هو زياد محفوض، فنّان كاريكاتيري سوري، ينحدر من مدينة حمص، يحاكي التجربة الغربية، برسم الوجوه في الشارع، بل ورسم البسمة الواقعية على الشفاه، عبر فن الكاريكاتير.
يقول لوكالة نورث برس: “أرسم الوجوه وأحاول أن أنشر رسالة الفنان الكاريكاتيري، وكيف أنها تصنع الابتسامة”.
يزوره يومياً عشرات الزبائن من مختلف الجنسيات، يطلبون رسم وجوههم، يمسك ريشته ويبدأ. لكن مستقبله إلى الآن مازال كلوحة غير مكتملة في مخيلته، فمنذ نحو أربع سنوات أجبرته الحرب في سوريا على اللجوء إلى هولير، ومازال ينتظر السفر إلى أوروبا.
يقول “محفوض” إن: “الفنّان الكاريكاتيري يزدهر في البلدان الآمنة، التي تعطي الفنّان حريته، لأن فن الكاريكاتير من أرقى الفنون الجاذبة للناس، لكنه يتطلب بيئة مستقرة توفر للفنان حياة هادئة، لا تكون اللوحة الكاريكاتيرية فيها من الكماليات”.
ويستخدم “محفوض” تقنية الرسم بالفحم والباستيل لاختصار الوقت، فيقول إنها: “مواد ناشفة تحتاج فقط طبقة عازلة للحماية، وتساعدني على إنهاء اللوحة خلال خمس دقائق”.
يعود الفنّان الكاريكاتيري بذاكرته إلى سوريا، يقول: “خرجت من سوريا بحثاً عن حياة آمنة، لأن الفنان التشكيلي يذبل ويموت في الحروب، ويزدهر في البلدان الآمنة، التي توفر له حياة تحفزه على الرسم والإبداع، إلا أن ذكرياتي الأخيرة في سوريا حزينة جداً”.
وكانت القذائف الصاروخية، سرقة لوحاته، أنباء الوفيات، ونعواتهم على الجدران، كلها عوامل دفعته لمغادرة سوريا، واللجوء إلى هولير، أملاً بالعبور إلى أوروبا.
يقول الرسام السوري: “هنا في هولير لم أتوقف عن الرسم، ولن أتوقف في أوروبا، خُلِقتُ فناناً وسأبقى كذلك وأموت والريشة بيدي”.[1]