الشهباء/ فريدة عمر
المسرح من أقدم الفنون وأعرقها، ولم يأت القول: إن المسرح “ابو الفنون” من هباء، وللمسرح ذاك التوهج والرقي، والسمو فوق الفنون، رغم كل ما يقف في طريق نجاحه، وما يزال يلعب الدور البارز في حياة الكثير من الشعوب.
يساهم كومين المسرح في عفرين بتجسيد الواقع، والقضايا المجتمعية بصورة دقيقة وواضحة في محاولة لتقديم الحلول لها، إضافة إلى تطوير وترسيخ #المسرح الكردي#.
للمسرح دور كبير ومهم للفرد والجماعة، فهو يجسِد الواقع بصوره المتعددة، ويتوصل إلى حلول لمشاكل المجتمع، فيما يبعث في نفس المشاهد السعادة والبهجة.
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا مع الإداري في كومين المسرح لمقاطعة عفرين ميرزان بكر، حيث تطرق في بداية حديثه إلى العمل في مجال المسرح في ظروف التهجير القسري: “إنني أعشق مجال المسرح، ففي الشهباء، وفي ظل النزوح وبإمكانيات بسيطة نحاول عن طريق المسرح عرض عدة محاور تحاكي المجتمع، ونجد فيه تقبلا ملحوظا”.
التأثير في المجتمع
وتابع بكر حديثه عن تأثير المسرح “يُعدّ المسرح وسيلةً للتفاعل مع أفراد المجتمع، سواءً من العاملين في المسرح، أو من الجماهير الحاضرة لمشاهدة العمل المسرحي، وبالتالي فإنّ المسرح يُعدّ وسيلةً للتأثير، وإحداث التغيير في المجتمع؛ وذلك من خلال تعزيز الخطاب، والحوار الاجتماعي، وإلقاء الضوء على جوانب مختلفة في المجتمع، وإظهار وجهات النظر المعارضِة؛ مّا يُساهم في دراسة المشكلات المجتمعية، ومحاولة إيجاد حلول لها، وتُساعد على تثقيف المجتمع بأكمله، حيث تجعله مُطّلعاً على المواقف الاجتماعية السائدة، والعقليات المختلفة في المجتمع، فيكون المسرح أداةً لتثقيف الناس حول ظروفهم الحالية”.
التسلية والسعادة
وأضاف بكر “يُعدّ المسرح فرعاً من الفنون المسرحية، وشكلاً متخصّصاً من أشكال الفنون الجميلة، التي تُعنى بأداء الحكايات المختلفة لأحداث حقيقية أو خيالية، حيث تُلعب الأدوار المختلفة بشكل مباشر أمام الجمهور، ويتفاعل الجمهور مع الأداء الدرامي بالفكاهة، والضحك في بعض الأحيان، فيُؤدّي ذلك لشعور المشاهدين بالبهجة، ويُقلّل من التوتر؛ مّا يؤدّي إلى تحفيز المشاهد للعمل والإنجاز”.
اكتشاف الذات والتعبير عنها
ونوَه بكر إلى تعريف المسرح للإنسان، وكشف خبايا ذاته “يُعدّ المسرح وسيلةً لمعرفة الإنسان وجوانبه المختلفة، ويكشف عن خفايا في الشخصية الإنسانية، فبعض الأعمال تُساعد المُشاهد في فهم الأشخاص، وتوقّع ردّة فعلهم في بعض المواقف، فيُصبح الفرد أكثر إدراكاً للطبيعة الإنسانية، وأقدر على فهمها، وفهم نفسه، واكتسابه مهارات مختلفة”.
أهمية المسرح الكردي
بكر أشار في حديثه إلى أهمية المسرح الكردي “إن المسرح أداة لترسيخ العادات والثقافات للمجتمع والأجيال، بما في ذلك دوره في حماية اللغة والثقافة، ونحن في أمس الحاجة الآن لحماية ثقافتنا، ولغتنا من الإبادة، فنحن الفئة الشابة علينا ترسيخ هذه الثقافة ضمن المجتمع لتتوارثها الأجيال القادمة”.
الانفتاح على الخارج
وأكد الإداري في كومين المسرح لمقاطعة عفرين ميرزان بكر، في ختام حديثه على ضرورة، أن تصل رسالة المسرح للداخل والخارج، لأنها رسالة شعب بأكمله “من الضروري وصول هذه الأعمال ومشاركتها مع الخارج، وخروج المسرح من قوقعته الضيقة شرط أساسي لنجاحه وتميزه”.
والجدير ذكره، بأن مسرحية صانع السعادة، التي عرضت في صالة ميتان في مقاطعة الشهباء في 18 الشهر الجاري، كانت من تأليف ميرزان بكر، والتي تحاكي معاناة أهالي عفرين من جانب، ومن جانب آخر تسلط الضوء على مقاومة آهالي عفرين والأمل، والإصرار على العودة، فيما يستعد كومين المسرح للمشاركة في مهرجان آرين في كوباني.[1]