إلى جانب ارتكاب المجازر؛ قام #داعش# أثناء هجومه على #شنكال#، باستهداف الأماكن المقدّسة للإيزيديين وتفجيرها، وقد انتُقم من المجازر التي ارتكبها داعش بمقاومة الكريلا والمقاتلين.
تعرّض الإيزيديون، مقدّسو الشمس وأصحاب الذاكرة والمعتقد العريقين، للفرمانات والهجمات باستمرار. إذ تم تعرضت الثقافة العريقة للإيزيديين للهجمات، وأرادوا القضاء على دينهم نهائيّاً. فإلى جانب عمليات القتل والاختطاف والتعذيب تم أيضاً استهداف الأماكن المقدّسة للإيزيديين.
دمّر داعش حوالي 68 مكاناً مقدّساً للإيزيديين
تكرّرت الممارسات الوحشية تجاه المقدّسات الإيزيدية أثناء هجوم داعش أيضاً. حيث دمروا 68 مكاناً إيزيديّاً مقدّساً. ولأنّ قبب الإيزيديين كانت تقع في سفوح جبال كردستان، فقد تجمّع الإيزيديون في محيط هذه القبب وأرادوا الدفاع عن أماكنهم المقدّسة. وتمكّنوا بمساندة من كريلا حزب العمال الكردستاني من الدفاع عن جبل كردستان إلى جانب هذه الأماكن المقدّسة. ولكن لوجود بعض هذه الأماكن في مناطق استراتيجية، فقد تمكّن مرتزقة داعش من الوصول إليها وتفجيرها. ومن هذه القبب سوار غيدوك، الواقعة أعلى قرية بارا. وهي أيضاً من الأماكن ال 68 التي تعرضّت للتدمير.
مقاومة وادي شيلو وقبّة سوار غيدوك
عقب سيطرة مرتزقة داعش على شنكال، بدأوا بتفجير الأماكن المقدّسة والتاريخية، وقد توجّهوا إلى وادي شيلو ودخلوا قرية بارا للغرض ذاته. وفي هذه الأثناء قام الإيزيديون، لا سيما عشيرة سموقا مع عدد محدود من كريلا حزب العمال الكردستاني، ببناء التحصينات للدفاع عن المنطقة ضد داعش. سعى مرتزقة داعش للوصول إلى القبّة مرتين، لكنّهم تراجعوا نتيجة المقاومة الجارية هناك.
هذا وقال المواطن إسكان علي الذي بقي في بارا فترة من الزمن، عن المقاومة التي أُبديت في القرية: في بداية الهجوم الذي شنّه داعش لم نكن نعتقد أنّهم سينفذون الفرمان بحقّ الشعب الإيزيدي أكثر من غيرهم. لأنّ قبل مجيئهم، كان يُقال ’إنّهم يلاحقون الجيش والحكومة فقط‘. لقد خدعوا الأهالي بهذه الكلمات وصدّق قسمٌ منهم. ولكن داعش أثناء هجومه قام أيضاً إلى جانب القتل، باستهداف أماكننا التاريخية والمقدّسة وتفجيرها. تجمّع أفراد عشيرة سموقا في بارا أكثر من أي مكانٍ آخر، وتمركزوا في القرية للدفاع عن أنفسهم أمام داعش. وقد كان من الصعب الدفاع عن هذه القرية؛ لأنّها ذات موقع استراتيجي؛ إذ تمرّ عبرها ثلاث طرق رئيسة من باشور، باكور وروج آفا. لقد هاجم داعش مرات عديدة، لكن هذه الهجمات كانت تُحبط.
كان الهدف محو التاريخ الإيزيدي
وفي النهاية، وبعد الفرمان بفترة قصيرة، تمكّن حشدٌ من مرتزقة داعش من الدخول إلى قرية بارا والوصول إلى قبّة سوار غيدوك وتفجيرها.
وكشف إسكان علي ارتكاب مرتزقة داعش للعديد من المجازر، وأنّ هدفهم لم يكن إبادة الإيزيديين فقط، بل محو التاريخ الإيزيدي وتدمير كل ما يحمل اسمهم.
وتابع إسكان علي حديثه قائلاً: لقد استهدفوا العديد من مقدّساتنا، فقد كانوا يقومون بتفجيرها مباشرة ما إن يصلوا إليها. نعلم أنّ داعش لم يقم بهذا وحده، بل ساعدهم حلفاء من محيطنا. كان هناك أناس عديدون قد زاروا مزاراتنا هذه عشرات المرات، وبيننا وبينهم خبز وملح. ولكن عندما شنّ مرتزقة داعش الهجوم أصبحوا هم أيضاً مرتزقة لهم ووجهوا لنا تهديدات عديدة.
حركة الانتقام و’وادي الشهداء‘
بعد تفجير القبّة؛ أطلقت قوات الدفاع الشعبي، ووحدات المرأة الحرّة - ستار ووحدات مقاومة شنكال عملية تحرير، تم على إثرها تطهير منطقة بارا المؤلفة من ثلاث قرى وتلالها من مرتزقة داعش في 13 تشرين الثاني عام 2014. وقد جاءت هذه الضربة كانتقام لتفجير قبة سوار غيدوك. وبعد التحرير، أعاد مقاتلو وحدات مقاومة شنكال بناء القبّة من جديد عام 2019.
وسلّط إسكان علي الضوء على مقاومة الكريلا والإيزيديين للمرتزقة أثناء التحرير، قائلاً: تقدّمت المقاومة بعد تمكُّن مقاتلي حزب العمال الكردستاني من الوصول إلى بارا وساد الأمان في المنطقة. تم تطهير بارا من المرتزقة خلال فترة قصيرة. لكن ارتقى العديد من الشهداء حتّى تم تحرير هذه المناطق. ولم يدع هؤلاء الشهداء أرضنا للمرتزقة.
تجدر الإشارة إلى أنه، أثناء تحرير قرية بارا، ارتقى العديد من المقاتلين والكريلا إلى مرتبة الشهادة. ونتيجة ولاء أهالي المنطقة للشهداء تم تغيير اسم وادي بارا إلى وادي الشهداء. [1]