قسّمت #كردستان# من قبل القوى العالمية- الأوروبية، حيث جعلوا من أجزاء كردستان الأربعة سجوناً أربعة، وأسسوا أربع دولٍ راعية، يقول دوستويفسكي؛ السجن، هزيمة لإرادة الإنسان، وسجن كردستان هزيمة لإرادة #الشعب الكردي#، إلّا إنّ أمل الشعب الكردي ورغبته في الحرية يستمدّان قوتهما من جغرافيته وإصراره على الحرية وهو يقاوم منذ قرن.
لقد وقعت 28 مقاومة خلال قرن، وقد كانت نتيجة المقاومات الكردية ال 28 هذه قبراً اسمنتيّاً دُفن فيه الكرد، لاشكّ أنّ قادة المقاومات الكردية هم أشخاص عظماء ضحّوا بأرواحهم في سبيل وطنهم وشعبهم، لكنّهم استخدموا الطرق والأساليب الكلاسيكية ولم يخلقوا ابتكاراً، تكتيكاً أو سياسةً جديدة، لم يطبّقوا التكتيك، السياسة وشكل النضال ضد المحتلين عملياً.
القائد أوجلان وحده من أزاح الستار عن التكتيك، والسياسة والشكل الجديد للنضال ضد المحتلين، وهذه فكرة عبقرية.
إنّ المقاومة التي يقودها القائد أوجلان هي نتاج 28 مقاومة وغُرست بها شجرة الحياة الجديدة، وهذه هي الشجرة الصحيحة لآمال الشعب الكردي ورغباته!
عانت جميع المقاومات الكردية من نقص وضعف في الثقافة الكردية، فيما كانت هناك نخبة ثقافية كردية جيّدة في تأسيس خويبون، لكنّهم لم يتمكّنوا من منع وقوع مجزرة آل قمش، لكنّها وخلال قرن، وفي الوعي الثقافي والسياسة الكردية لم يتمكّن من منع الانقسام والحرب الأهلية بين الشعب الكردي، وبين عامي 1950-1960 كانت (Dîcle Talebe Yurdu) (مركز دجلة للطلبة) أكاديمية سياسية وثقافية، لكنّ الأشخاص الذين تخرّجوا من أكاديمية (Dîcle Talebe Yurdu) تلك وانخرطوا في السياسة؛ لم يتحرّروا من جوهر التاريخ الرسمي وهذا باستثناء فائق بوجاك وبضع أشخاص آخرين.
نعم، إنّ أوجلان عبقري، فيلسوف واتّخذ خطوةً تاريخية ضد القوى التي حوّلت كردستان لسجن مفتوح، فقد رفض وأدان التاريخ الرسمي وكسر القضبان الحديدية الصدئة للسجن.
كانت هذه إدانة لاتفاقية سايكس- بيكو، وقد حدّدت بفهمٍ تاريخي وفلسفي طريق حرية الشعب الكردي وجميع الشعوب المضطهدة، كانت هذه أطروحة، ثم أصبحت فلسفة وهي تُعرف الآن باسم الخط الثالث، وفي سياق هذه الفلسفة، قامت الثورة الديمقراطية الشعبية في روج آفا، إنّ اتفاقية سايكس- بيكو هي نتاج السلطة في القرنين الثامن والتاسع عشر، وقد كانت الثورة الصناعية نظاماً جديداً للقوى المهيمنة، وقد سيطرت على العالم بأسره، لقد دمّرت هذه الثورة جميع ديناميكيات الشعوب والإمبراطوريات وأسست الدولة القومية، لقد كان هذا عصر التعصب القومي وقد قسّمت القوى المهيمنة العالم كما تشاء، وأقاموا الدول، وأسّسوا معاً نظاماً جديداً للعبودية السوداء والبيضاء، لقد قضى هذا النظام العالمي على جميع الثورات العالمية، وكما رأينا في الثورة الفرنسية الكبرى، فقد قادوا جميع قادة الثورة للمقصلة، وقضوا على ثورة أكتوبر السوفيتية أيضاً بنضالٍ دام 50 عاماً.
لقد أصبح نظام الدولة القومية سرطاناً في العقلية الإنسانية، وأصبح وباءً في العلم العالمي، وجعلوا الناس كما يقول كافكا حشرات.
بعد هذا العصر الطويل والبعيد، ابتكر أوجلان فكرةً جديدة ضد تنسيق الدول القومية، وعزّز فكرته بالهندسة الرياضية والفلسفة وبدأ النضال، إنّ نضال أوجلان ليس عسكرياً فقط، ولهذا فإنّ فكر وفلسفة أوجلان يرتكزان على نهج تاريخي ومنظّم، ومثل هذا النهج يشكّل أساس القانون العالمي، العدالة وحقوق الإنسان، إنّ هذه الرؤية والفلسفة هي خطوة تتجاوز كل فلاسفة العالم ولا تشمل طبقةً واحدة، إنّه يركّز على الشعوب ويسعى إلى دمقرطتهم. والشعوب الديمقراطية لديها قوة جماعية وقوة حماية جوهرية أيضاً.
مثال على ذلك، المرأة الكردية التي تستحقّ البحث والتقييم من كل الجوانب.
خاف النظام المهيمن في العالم والمعروف بالقوى العالمية، من اللغة المتقدمة والتي تُعرف بلغة ديالكتيك العصر والمستقبل، وقد كانت هذه اللغة؛ لغة سياسة جديدة وفلسفة جديدةٍ أيضاً، ترفض الدولة القومية العبودية استعباد الشعوب، ونهب ثروات العالم ونتاج جهد الناس، كان أشبه بالانفصال عن الوضع العالمي الراهن وديناميكية تطورٍ جديد.
كانت فكرة أوجلان مزلزلة وأخافت القوى العالمية!
المؤامرة التي نفّذت بحقّ القائد أوجلان، استراتيجية، وأكثر من كونها كراهية الدهر، إنّها تمثّل حقد وغضب القوى المهيمنة من الفكر الحر والأشخاص الأحرار. إنّها ضد الديمقراطية والقانون الحقيقي.
إنّ العزلة أيضاً استراتيجية، لقد تابعنا كيف أرادوا بعد اعتقال القائد أوجلان تصفية حزب العمال الكردستاني أيضاً، سعوا لإضعافه على الأقل، صحيح أنّ هذه المؤامرة كانت قرصنة لكنّها كانت منهجية، كما أنّ اختيار سجن إمرالي أيضاً استراتيجي واستمرار للمؤامرة، والحرب ضد الشعب الكردي، الإبادة الجسدية والسياسية، استخدام الأسلحة الكيماوية والصمت الدولي كلّها أمورٌ مخفية في العزلة، إنّها معركة التاريخ السرّي! ولم تصبح القوى الدولية حتّى الآن السبب في شعلة نورٍ تتجلّى في ظلام العزلة.
لكنّ النضال الكردي، عمليات الإضراب عن الطعام وما إلى هنالك كسرت العزلة أحياناً
إذاً طريق كسر العزلة واضح!
والمجلس الأوروبي والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان هما جزءان من استراتيجية المؤامرة، فقد كان السيد أوجلان في أوروبا لكنّهم لم يمنحوه حقّ اللجوء؛ وقد غادر أوروبا وأراد العودة إليها مرة أخرى، لكنّ أوروبا أغلقت بوجهه أبواب السماء والأرض، وقد كان هذا بمثابة قتل للقانون والديمقراطية الأوروبية، في إمرالي أيضاً، يُمارس هذا القانون غير الشرعي، إنّ القانون في إمرالي هدمٌ للقانون! لم تكن هناك في إمرالي لا قضية ولا محاكمة، سادت فيها فقط أساليب محاكم الاستقلال، إنّ إمرالي، المحاكمة في إمرالي والعزلة هي ممارسات العصور الوسطى، وليست لها أية علاقة بالقانون وحقوق الإنسان، هناك مسرحية مهرجانية! هناك قضاة تجّار، وقضاة سياسيون وأمراء، وأمر المعاقبة بعقوباتٍ شديدة.
ومقابل الوعي والخبرة ومقابل الفلسفة المعاصرة هناك مقاييس العصور الوسطى، وهذه العقلية عدوة الحرية، والديمقراطية، والحقوق، والقانون العالمي والعلوم المعاصرة.
إنّ المجلس الأوروبي والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ليسا صادقين، أو أنّهما ليسا جادين في قراراتهما، إنّ ردّ الدولة التركية على المجلس الأوروبي سخيف، تقول إنّ عبد الله أوجلان والمعتقلين السياسيين الآخرين في إمرالي هم معتقلون خاصون وعقوباتهم أيضاً خاصة، ولا يحقّ لهم الاستفادة من حقّ الأمل. أي ماذا؟ أي أنّهم لا يقبلون القوانين العالمية، معاهدات حقوق الإنسان وقرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، يرفضون المرافعة القانونية الأساسية التي تعامل الناس على قدم المساواة، وهذه جريمة!
لو كان المجلس الأوروبي والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان جادين في قراراتهما، كان عليهما أن يطالبا تركيا عبر مجلس البندقية بتغيير دستورها وفقاً للقانون الدولي، إنّ تركيا مرشّحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، ولم يطلب الاتحاد الأوروبي ولا المجلس الأوروبي ولا المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان حتّى الآن من تركيا عبر مجلس البندقية بتغيير دستورها، إنّ الدستور التركي عنصري، ومعدٌّ بأساليب فاشية، ويرفض الشعوب والثقافات واللغات والديانات المختلفة في تركيا وينكرها، لو طالب المجلس الأوروبي المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والمنظمات الأوروبية الأخرى تركيا بتغيير دستورها بالطرق الشرعية لتعاملت تركيا اليوم مع قرارات المجلس الأوروبي والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بجدية.
نقطة أخرى؛ شهدت 8 مدن كردستانية وقوع مجازر، طرق السياسيون الكرد والمؤسسات الكردية جميع أبواب المؤسسات القانونية، السياسية ومنظمات حقوق الإنسان الأوروبية، أرادوا جعلهم يرون المجازر التي ارتكبت في أقبية مدن باكور كردستان والتحقيق في الجرائم المرتكبة هناك، لكن لم يصدر أحد صوتاً. طالب الكرد بأن يتم تفعيل بروتوكول مينيسوتا وإجراء عمليات تشريح للأشخاص الذين أحرقوا في الأقبية بالبنزين والغازات السامة والنار، لكنّ بروتوكول مينيسوتا لم يصغي لنداءات ومناشدات الكرد، ولم ترسل أي وفدٍ حتّى، لكنّه زار أنقرة من أجل القنصل الروسي في أنقرة؛ أندريه كالوف الذي قُتل على يد عنصري تركي.
إنّ العزلة في إمرالي هي التنفيذ المنظّم لاستراتيجية المؤامرة، إنّنا نتحدّث دائماً عن قطع العلاقة بين الشعب وحركة التحرر الكردستانية وأوجلان؛ ونقول دائماً إنّ العزلة هي من أجل نسيان وتدمير ذاكرة ووعي الشعب الكردي، لكنّ العزلة تتجاوز هذا أيضاً، إنّها أعمق! إنّ إمرالي ذخيرة النظام الرأسمالي الذي يُمارس منذ بداية التاريخ وحتّى الآن، ولنتذكّر قصّة هانيبال (حنبعل).
لقد أصبحت بروكسل مقر الاتحاد الأوروبي أشبه بروما، وتزعم أنّ جميع طرق العالم تؤدّي إلى بروكسل، أي أنّ نظام روما يستمر بطريقة بيروقراطية- أوليغارشية، لقد أصبح العالم جحيم دانتي، إذ أن روح العصور الوسطى سائدة، والعزلة نتاج هذه الروح، هناك زر سرّي عندما يضغطون عليها تُشدّد العزلة وتشتدّ الحرب ضد الكرد.
هناك خيانة لعيسى، ومعروف أنّ هذه الخيانة في علم التاريخ عار كبير، على المثقف الكردي البحث في العزلة ودارستها من كل زاوية، إضافةً إلى كتابة الخيانة المتكررة بين الكرد وسفالتها، وكذلك المؤامرة وسفالة خيانة القوى التي تظاهرت بالصداقة وطعنت الكرد في الظهر، إنّ الكتابة مساءلة ومحاسبة وضرورية! إذ ستظهر قوة الشعب الكردي قليلاً ويمكنها أيضاً وضع العزلة على الأجندة العالمية.
لم يُهتم بالثقافة الكردية والقضية الكردية بلا شرح
إن قمنا بتقييم هذا الوضع بالحكم والأقوال فأولاً؛ هتلر أكثر رحمةً منهم! ثانياً؛ راسبوتين أكثر أخلاقيةً منهم! ثالثاً؛ ودجّال أكثر عدلاً منهم! وبكو عوان أكثر ضميراً منهم!...
في هذه الأيام التي تهطل فيها الخيانة بين الكرد في إقليم باشور كردستان مطراً وبرَداً من دم، فلنكتب جملتين من أقوالنا المأثورة ونعبر: (...)
عبدالله أوجلان يمثّل تاريخي!
مسعود برزاني والكثير من الشخصيات الأخرى هي جزء من تاريخنا، ولكن التاريخ سيحاكم الجميع. نحن المثقفون، أيضاً سنحاكمهم.
يقول أورويل؛ الخيانة تخلق العبودية، والعبودية بالكردية هي الاضطهاد، المضطهدين في كردستان هم أموات يتنفسون ويصبحون ملعونين، وبالطبع هناك محكمة تاريخية سيُحاكم فيها الجميع وفقاً لتاريخهم.
وفي المحكمة التاريخية فإنّ القوتان المعنوية والمادية متساويتان ولهما رأي متساوٍ.
في المحكمة التاريخية؛ هناك علاقة كيميائية بين الفعل، والممارسة والعقلية، وسيتم التمييز بين من وأين ولماذا ولأي سبب وغرض لم يجر هذا الارتباط وارتكب جريمة وإدانته.
بعد هذه الحكمة القصيرة نتابع: كسرت المحكمة البلجيكية العليا الحواجز وقرّرت أنّ حزب العمال الكردستاني ليس منظمةً إرهابية، وأوروبا لها سحرها فقد استيقظت قليلاً ورأت أنّ المحكمة البلجيكية العليا قد فتحت باب المعرفة التاريخية والروحية، كما أعطت لجنة وزراء مجلس أوروبا مهلةً لتركيا لتغيير قوانينها في إطار حقّ الأمل.
ولاشكّ أنّ لطلبات مكتب العصر القانوني وقرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان دور في هذا القرار، هذا ولم يتبقَّ سوى القليل من الوقت وتركيا لم تتّخذ أي خطوة بعد.
لنعرف؛ إنّ الجمهورية التركية هي نتاج الكرد والأتراك. لكنّ الجبهات العنصرية ظهرت على الساحة كمذنبين محتملين، وبأشخاص مثل عشق طوبال عثمان والمسلم صقلي نور الدين باشا وضعوا عصابة الاتحاد والترقي قيد التنفيذ، تركوا الكرد على أبواب الجمهورية ودفعوهم شيئاً فشيئاً خارج التاريخ، وجعلوا الجمهورية ساحة إعدام ومقبرةً للشعوب، وبنوا ميادين جهنمية.
نحن نقول؛ إنّها ليست أحلام أو تهيؤات، إنّ السيد أوجلان قائد مثالي، وخرج بأفكار عبقرية، وشرح المعرفة التاريخية، وأحيا الروح الكردية الميتة، لقد هزّ العالم، وبسبب هذه الهزة التي أحدثتها أفكار وممارسات أوجلان بدأت القوى الحاكمة بالتحرك، لقد أعدوّا استراتيجية، وهذه الاستراتيجية طويلة الأمد، وبدأت باعتقال أوجلان، واستمرت مع العزلة المفروضة في إمرالي، المؤامرة لا تجري كرامةً للأتراك، إنّها تجري من أجل نظامهم المليء برائحة الفتنة والجحيم.
إنّ العزلة في إمرالي هي فعل شريعة الكاثوليكية وصراع التاريخ السرّي.
كسر الكرد سلاسل وقيود الشريعة الكاثوليكية في الحرب ضد داعش، وقد تم تحقيق هذا الانتصار بدماء كثيرة، لكنّ أوروبا معتادة على الدماء وتنتهج سياسات مختلفة في أجزاء مختلفة من خارطة سايكس- بيكو.
(ر)
ANHA
[1]