احتلت الدولة التركية مقاطعة #عفرين# بتاريخ 18 آذار عام 2018 بعد مقاومة دامت على مدار 58 يوم تكبد فيها الاحتلال التركي خسائر فادحة على يد وحدات حماية الشعب والمرأة.
نزح غالبية أهالي عفرين قسراً بعد الاحتلال نتيجة الفلتان الأمني وغياب السلام في المقاطعة وانتشار الفوضى والفساد، إلى عدة مناطق مختلفة، كالشهباء وحلب ومنهم إلى كوباني وقامشلو وغيرها.
شهدت حياة المُهجرين قسراً تغيرات عديدة من كافة النواحي، ومن ناحية دفن الموتى اضطروا إلى دفن موتاهم في البقعة التي يقطنون بها دون أن ينقلوهم إلى مقاطعة عفرين لدفنهم وذلك لعدم سماح مرتزقة الاحتلال التركي بذلك وأيضاً بسبب إجبارهم على دفع مبالغ مالية طائلة مقابل ذلك.
مُهجرو عفرين والذين يقطن البعض منهم الآن في مدينة حلب لم يقطعوا أملهم بالعودة إلى ديارهم ذات يوم، لذا وأثناء موت أحد من أفراد عائلتهم أو معارفهم وأقاربهم يقومون بدفنهم داخل التابوت في قرية بنو بُغية نقلهم بعد تحرير مدينتهم إلى تراب الوطن.
وتم تأسيس مقبرة في قرية بنو في بداية عام 2015، وذلك لعدم قدرة أهالي حلب نقل وفياتهم إلى مزار حنان في عفرين نتيجة تطويق حيّي الشيخ مقصود والأشرفية من قِبل مجموعات مرتزقة مدعومة من دولة الاحتلال التركي.
قبورٌ كانت تعد على الأصابع في بداية الأمر، ازداد العدد مع تزايد الهجرة من عفرين إلى مدينة حلب بعد احتلال الدولة التركية للمقاطعة، ومع حلول العام الخامس للاحتلال بلغ عدد وفيات عفرين في قرية بنو من 4 آلاف إلى 4700 والعدد يستمر بالتزايد.
مع التمسك بخيط الأمل وعدم فقدان الإيمان بالعودة للديار، يدفن أهالي عفرين وفياتهم داخل التابوت لِيتم نقلهم بسهولة إلى تراب الوطن بعد التحرير، كما يزرع الأغلبية شجرة زيتون مقابل القبر.
دلوفان يوسف، إداري لجنة المقابر التابع لبلدية الشعب لحيّي الشيخ مقصود والأشرفية أشار إلى أن طاقم العمل في مجال دفن الوفيات يعملون على مساعدة الأهالي في دفن موتاهم من ناحية تحضير القبر وتوفير دفن آمن وملائم لوفياتهم في قرية بنو وذلك دون مقابل قياساً بالوضع المعيشي الصعب.
ونوه يوسف إلى عدم وجود مقبرة في قرية بنو قبل عام 2015 وقال: لم تكن هناك مقبرة قبل بدء المعركة والحصار على الشيخ مقصود ولكن بسبب عجزنا عن نقل وفياتنا إلى مزار حنان في عفرين ونتيجة الحاجة الماسة إلى تأمين مقبرة لحين فك الحصار أُجبرنا على تأسيس مقبرة في قرية بنو لندفن بها وفياتنا.
على أمل العودة
تكرر السيناريو مرةً أخرى ولكن هذه المرة حل البلاء على أهالي مقاطعة عفرين، هجروا إلى حلب وأصبح من يتوفاه المنية يتم دفنه في قرية بنو ضمن التابوت بشكل مؤقت إلى أن تحرر عفرين ويتم نقلهم إليها.
بهذا الصدد قال دلوفان يوسف: تغيرت الحال وانقلبت الأدوار وبات أهالي عفرين المهجرين إلى مدينة حلب يدفنون موتاهم في قرية بنو، ولكن أغلبيتهم بنسبة تسعون % يدفنونهم مع التابوت بشكل مؤقت لعدم مقدرتهم على دفنهم في عفرين، ويتم زرع شجرة زيتون مقابل القبر للدلالة على أنه قبر عفريني.
المُهجر من مدينة عفرين، أحمد مراد من قرية معملو التابعة لناحية راجو والذي توفيت ابنته في مدينة حلب قبل ثلاثة أشهر، يقول: هجرنا من عفرين وتوجهنا إلى حي الشيخ مقصود بحلب، سابقاً كنا ندفن موتانا في ديارنا بعفرين والآن نضطر لدفنهم في المكان الذي نقطن بهِ.
لن نمل الانتظار
وأضاف: حالي كحال كل مهجر، لا أمّل من الانتظار بالعودة إلى تراب الوطن، وحتى ابنتي التي وافتها المنية أوصتني بأن ادفنها في مدينة عفرين، كونها كانت مريضة لأكثر من ستة أعوام بمرض الالتهاب السلي في السحايا وكانت على دراية بأن أجلها قريب.
وأشار أحمد إلى أنه وبسبب عجزه عن دفن ابنته في مدينة عفرين أُجبر على دفنها في قرية بنو ولكن مع التابوت ليسهل عملية نقلها، وقال: ما أن تحررت عفرين سأحقق وصية ابنتي، لترقد روحها بسلام في قبرها وتستنشق تراب أرضها.
(ك)
ANHA
[1]
⚠️ تێبینی: كوردیپێدیا لە دروستیی ئەم بەڵگەنامەیە دڵنیا نییە، هۆكاری بڵاوكردنەوەی بۆ ئەوەیە كە لە پاشەڕۆژدا راستی و دروستیی ئەم بەڵگەنامەیە بسەلمێدرێت.