التراث الثقافي: يعيش البشر منذ الأزل معتمدين على طرق معيّنة للعيش، وأنماط للحياة تختلف من مجتمعٍ لآخر، كما يعمل كلّ جيل جديد على تطوير هذه الطرق المعيشية؛ مّا ينتج عنها العديد من العادات، والممارسات، والمعتقدات، والقيم، والأماكن، والتعبيرات الفنيّة، وهذا ما يدعى ب#التراث الثقافيّ# (بالإنكليزية: Cultural Heritage)؛ ويشمل التراث الثقافيّ عدة فئات رئيسيّة تُصنف كالآتي:
التراث الثقافيّ الناتج عن القتال المسلّح.
التراث الثقافيّ غير الماديّ: يشمل هذا التراث التقاليد الشفويّة، وفنون الأداء، والطقوس، وغيرها.
التراث الثقافيّ الماديّ: يشمل هذا التراث ثلاث أنواع رئيسية كالآتي:
1 التراث الثقافيّ المغمور بالمياه: يشمل هذا التراث حطام السفن، والأطلال، والمدن المبنيّة تحت الماء.
2 التراث الثقافيّ المنقول: يُقصد به التراث المصنوع بشكلٍ يدويّ ويتمثّل باللوحات، والصور، والمنحوتات، والعملات معدنيّة، والمخطوطات، والكتب، والوثائق، وغيرها.
3 التراث الثقافيّ غير المنقول: يقصد به البيئة المبنيّة في المجتمع، كالمعالم، والمواقع الأثريّة، والمدن، وبقايا المباني الأثريّة، وغيرها.
4 التراث الثقافيّ الطبيعيّ: يُقصد به المواقع الطبيعيّة التي تمتلك طابعاً ثقافيّاً، مثل المناظر الطبيعية الثقافية كمنظر الريف، والتكوينات الفيزيائيّة أو البيولوجيّة أو الجيولوجيّة كمنظر السواحل، والشواطئ، بالإضافة للتراث الزراعيّ.
التراث الطبيعي يُمكن أنّ تكون القيم التراثيّة متمثّلة في أماكن طبيعيّة تحمل صفات معيّنة تجعل منها مواقع تراثيّة، ويمكن تصنيف المواقع الطبيعيّة على أنّها تراث سواءً كانت في البرّ أو البحر بناء على مجموعة من معايير التقييم، حيثُ يُحدد المكان بصورة رسميّة، ويُخصص لأغراض الحفظ، أو يُدار للحفاظ عليه، ويشمل التراث الطبيعيّ المتنزهات الوطنيّة، والحدائق النباتيّة، والمحميّات، والمناطق البحريّة المحمية، والمحميّات الخاصة، وموائل الحيوانات والنباتات المهمة، والمواقع الجيولوجيّة.
يعاني التراث الطبيعيّ من قصور في حافظة التراث العالميّ، إذ لا تُمثل المناطق الطبيعيّة بصورة كاملة من حيث حجمها، وصفاتها البيئيّة أو العلميّة، وذلكَ عدم التمثيل الكافي من قِبل المتخصصين في التراث الطبيعيّ في المنظمات غير الحكومية الدوليّة، والتقاليد أو الأطر التشريعيّة المختصة بالحفاظ على البيئة الموجودة في بعض البلدان.
5 تراث الشعوب الأصلية: يُحافظ تراث الشعوب الأصلية على الترابط بينَ النّاس والأرض، ويُحتفظ به عبرَ الأجيال تحقيقاً لرفاهية الشعوب الأصلية، وهو يشمل الأفكار، والخبرات، ووجهات النظر العالمية، وأشكال التعبير، والممارسات، والتقاليد، والمعرفة، والروحانية، وروابط القرابة، والأماكن التي تُقدرها تلك الشعوب، ويتمثّل تراث الشعوب الأصلية بمواقع الاستقرار، والفنون الصخريّة، والأشجار المنحوتة، والأماكن ذات القيم الروحية المتعارف عليها بينهم، والمناظر الطبيعيّة التي تحمل معانٍ مرتبطة بالأشخاص الذين يعيشون في المنطقة، والأماكن ذات القيمة المعاصرة لهم.
التراث المادي، وغير المادي، كانَ التراث دائماً ما يتخذ صورةً ماديّةً من خلال تشييد المواقع، والمباني، وابتكار الأشياء الماديّة المختلفة، واستمرّ التراث بصورته التقليديّة حتى أواخر القرن العشرين، حيثُ بدأ العالم يتجه للاهتمامِ بالتراث غير الماديّ، الذي يشمل الممارسات، والأفكار، والموسيقا، والطقوس، وطرق فعل الأشياء، مع التأكيد على أنّ كلا التراثيين مرتبطانِ معاً، حيثُ إنّ الممارسات غير الملموسة ترتبط بعلاقات مادية مع الأشياء الملموسة مثل الأشياء، والأماكن، والأشخاص.
ما التراث؟ يُعرّف التراث على أنّه ممتلكات موروثة، تشمل الأشياء، أو المباني، أو الممتلكات الماديّة، أو الممارسات غير الماديّة، ذات القيم التاريخيّة، أو الثقافيّة التي تستحقّ أن يحافظ عليها، والتي تُنقل من جيل لآخر، وتُعدّ إراثاً مهمّاً لفهم الهويّة، وتُساعد في تكوين الذاكرة الاجتماعية الجماعية، ومن الأمثلة عليها اللغة، والثقافة، والأغنية الشعبيّة، والأدب، وتستخدم الموروثات الماديّة جنبًا إلى جنب مع الممارسات التراثيّة لتشكيل أفكار المجتمع حول ماضيه، وحاضره، ومستقبله، وعادةً ما يختار المجتمع بذاته التراث الذي يرغب في الحفاظ عليه أو التخلّص منه.
يُمكن أنّ يكون التراثَ تراثاً رسميّاً مفهرساً بصورةٍ رسميّة، ومعترفاً به من قِبل السلطات الدوليّة، أو تراثاً غير رسميّ يتضمن ممارسات، ومواقع عملَ المواطنين على تطويرها، ولكن لم يُعترف بها بصورة رسميّة، فلم تدرج على أنّها نوع من التراث، وذلك لا يعني أنّها أقلّ قيمة أو جودة من التراث الرسميّ، فهيَ تراث يشعر المجتمعات أنّه يخصهم، علماً بأنّ التراث غير الرسميّ من الممكن أن يتحوّل لتراث رسميّ، إذا أعتُرف به بصورة رسميّة.
وكالات[1]