قد يتساءل مندوبو القوى الدولية الفاعلة في الملف السوري الموجودة في شمال شرق سوريا عن التطور اللافت للكورد باجتماعهم وتباحثهم لاختيار من يمثل قضيتهم بعيداً عن الأطر الحزبية #الكوردية# التي كانت تنادي بأنها تمثل القضية، وقد يتساءل النظام السوري أيضاً عن هذا التطور الذي بكل تأكيد سبّب له القلق والارتباك من عودة الشارع الكوردي للمطالبة بحقوقهم وعدم التنازل عنها، ربما التساؤل هنا غير مشروع، فالكورد كباقي شعوب العالم لهم حقوق منحها لهم الله، فكيف للبشر أن يمنعوها أو يكونوا حاجزاً أمامها.
في #02-09-2022# عقد #الكورد في سوريا# لقاءً جماهيرياً بمدينة القامشلي، ضم كافة شرائح المجتمع المستقلة غير المنتمية للأحزاب، كما هو معلوم الأحزاب الكوردية جميعها ربما تمثل 10 بالمئة من الشعب، 90 بالمئة من الكورد مستقلون فكرياً وسياسياً وثقافياً، لكن تجمعهم العادات والتقاليد والأخلاق والروح القومية دون أي انتماء حزبي، في ذاك اللقاء انتخبت الجماهير لجنة منظمة لتمثيل الشعب الكوردي في الداخل والعمل على تشكيل لجنة في الخارج تمثل مطالبهم أمام المحافل الدولية، هو إنجاز عظيم أن يلتم الكورد بكل استقلالية من جديد ليحددوا خياراتهم وحاضرهم ومستقبلهم بكل جدية وإصرار رافضين أي تمثيل آخر يتحدث باسمهم. لكل حزب أو إطار سياسي الحق أن ينادي بتمثيله لبرنامجه الخاص السياسي وفكره، لكن عليهم عدم الاستحواذ على صوت الشعب كرصيد سياسي.
مهام صعبة ستواجه اللجنة والهيئات المنتخبة من اللقاء التشاوري للشعب الكوردي وأمامهم عقبات كثيرة من أعدائهم، حتى أنها قد تواجه عقبات وصعوبات من بعض اخوتهم في الأطر السياسية التي قد يذهب بها الاعتقاد أن ذاك اللقاء هو بديل، رغم أن خطاب الختام للقاء التشاوري كان واضحاً من خلال تمنيات الجماهير لكل الأطر بالتوفيق في مسعاها بما يخدم القضية والشعب، التاريخ أثبت تجارب عديدة ومتنوعة في معظم دول العالم، متى ما أرادت الشعوب النهوض فلن تستطيع كل قوى العالم أن تصد حريتها وصوتها وحقوقها المشروعة.
في هذا الحدث الهام هناك خيارات أمام التحركات الدولية، غالباً ستكون الخيارات محدودة لا سيما الكلمة الأولى والأخيرة للشعب ومصالح تلك الدول على الأرض ترتبط بمصالح الشعب، غالباً ما ستتوجه تلك القوى للتنسيق بعض الشيء والتشاور مع اللجنة المنتخبة للحفاظ على التوازن في المنطقة، ليس من مصلحة القوى العظمى معاداة الشعب الكوردي، بل عليها احتضانهم ودعمهم، لا سيما ان أهم أهداف الشعب الكوردي المستقل هو تأمين حقوقهم في الدستور المقبل لسوريا من خلال الحوار والتفاوض والنضال السلمي وعبر مُمثلين عنها منتخبين شرعياً.
تاريخ الكورد يعود من جديد للواجهة بعد ان حاول الكثيرون أن يطمروه في مستنقع الهاوية، من الواضح ستشهد الأحداث القادمة تطورات هامة، والمجتمع الدولي سيكون عليه التزامات واجب تنفيذها لأن الشعب الكوردي قال كلمته أخيراً: نحن من سنمثل قضيتنا وحقوقنا لأننا أصحاب حق ونضال وأصحاب سلام.[1]