أكد القنصل العام الفلسطيني لدى إقليم كوردستان، نظمي حزوري، أن قيام أي مؤسسة أومنظمة ببناء مستوطنة سكنية للنازحين العرب المستقدمين من مناطق أخرى، على أراضي منطقة عفرين التابعة لروجآفاي كوردستان، لا يمثل القرار الوطني الفلسطيني، ودولة فلسطين، ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وقال نظمي حزوري في مقابلة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية إنه نتابع بجهد منذ اجتماعنا مع وفد وجهاء عفرين مع كافة الجهات المختصة، موضوع بناء تجمعات في عفرين، ونؤكد أنه أصبح بموقع الرئاسة الفلسطينية، فلا يمكن أن نوافق على تهجير سكان أي منطقة، ونكون بديلاً عنهم أو بناء ما يسمى تجمعات، مضيفاً الاولى على هذه الجمعيات أن تذهب لتدعم أهلنا في القدس الشرقية التي ترزح تحت جبروت الاحتلال.
وفيما يلي نص المقابلة التي أجرتها شبكة رووداو الإعلامية مع القنصل العام الفلسطيني لدى إقليم كوردستان:
رووداو: قام وفد من شخصيات من شمال شرق سوريا كورد عفرينيين بزيارتكم قبل أسبوع، حول بناء منظمة فلسطينية مجمعاً سكنياً للوافدين غير الكورد في عفرين، ماذا طلبوا منكم وردكم حول ذلك ماذا كان؟ خاصة أنهم لم يتوقعوا أن تقوم منظمة فلسطينية ببناء مجمع سكني في منطقة يسمونها محتلة، وتتعرض حسب تقارير دولية للتغيير الديمغرافي، وأكثر من يمكن أن يتعاطف مع هذه المحنة في العالم هم الفلسطينيين، ماذا كان ردكم حول هذا الأمر؟
نظمي حزوري: نحن كشعب فلسطيني نعاني من الاحتلال والاستيطان والمستوطنات، ولنا حساسية خاصة من طبيعة الاحتلال والاستيطان والمستوطنات والاحتلال ومواجهته، والتغيير الديمغرافي والعرقي حول ما تقوم به اسرائيل يومياً في القدس وغيرها لتهويدها، وأن تكون القدس كما قال ترمب يهودية وعاصمة موحدة لإسرائيل، لكن صمود شعبنا وثبات قيادتنا الوطنية برئاسة القائد محمود عباس، والإصرار على مواجهة المشروع وحماية القدس، بالتالي موضوع الاحتلال نعتبره مرفوضاً رفضاً باتاً، ونحن نعاني ونواجه الاحتلال، وما تحدث عنه الأخوة أعضاء وفد عفرين، فُجئت بهذا الحجم من المشاهد والصور تحت عناوين معينة منها حسب العناوين يافطات فلسطينية، ومنها لدول عربية، لكن ما يعنيني فلسطينياً أن هذه الجهات جميعها لا تمثل القرار الوطني الفلسطيني، لا تمثل دولة فلسطين، لا تمثل منظمة التحرير الفلسطينية، هي جمعيات حسب ما سمعنا تحت عناوين متعددة، نقول أولاً لهذه الجمعيات الاولى بها أن تذهب لتدعم أهلنا في القدس الشرقية التي هي ترزح تحت جبروت الاحتلال، وما يخطط من أجل تهويدها، وأيضاً هناك معاناة لأهلنا في اليرموك في سوريا ومخيماتها، ولأبناء شعبنا في مخيمات لبنان، اذا كان لابد من الخير تحت هذه العناوين الاولى أن يكون في فلسطين.
رووداو: ربما تكون هذه المنظمات مستقلة ولها الحرية في العمل أينما كانت، لكن في النهاية هم يمثلون واجهة لفلسطين أي تحت عنوان فلسطيني، هل قررتم أن تتحققوا في هذا الخصوص؟
نظمي حزوري: هناك جمعيات ومؤسسات تحت عناوين متعددة مثل إغاثة – إسلامية – هيئات إلى آخره، أؤكد أنها لا تمثل الوجه الفلسطيني، من الممكن أن يكون لنا موقف تجاهها لمعرفة من هي وما أهدافها ومشروعها لأي كان، لكن هذا لا يمثل قرار وطني فلسطيني، فنشاهد أحياناً هيئات مثلاً تذهب إلى أفغانستان والبوسنة والهرسك تحت عناوين مختلفة، وكانت تقوم بأعمال ومنها ما ولد مجموعات إرهابية، لذلك لنا موقف منها، بالنسبة لفلسطين أؤكد نحن لا نملك إلا أن نكون أوفياء، فأبناء سوريا قدموا لفلسطين الدم والكلمة والتضحية وصدحت حناجرهم في الساحات للدفاع عن الحق الفلسطيني وشعبه وعدالة القضية الفلسطينية، ووقفوا ضد ما يرتكب بحق الشعب الفلسطيني من جرائم وإرهاب نتيجية الاحتلال، بالتالي نقول ونؤكد ليس لهم منا إلا أن نكون أكثر وفاء لكل هذا الجميل الذي قدموه بالتضحية.
رووداو: أليس الاولى أن تقوم الحكومة الفلسطينية على الأقل بتوجيه خطاب إلى هذه المنظمات لتقول لهم أن ما تفعلونه ليس أفضل تمثيل للدولة وللشعب الفلسطيني؟
نظمي حزوري: اطلعنا على معلومات موثقة وهامة، وأجريت مكالمة مع أحد الأصدقاء للتأكيد وللتوثيق أكثر حول أسماء عناوين ومن الأفراد والعائلات أنهم فلسطينيين؟ من أين جاؤوا؟ مجرد أن نعرف الأسماء نعرف من أين جاؤوا ان كانوا فلسطينيين، حسب اللافتات التي كتبت منها عناوين جمعيات ومؤسسات فلسطينية، ما يجب أن نؤكده أنها لا تمثل فلسطين ولا قرار السلطة الفلسطينية ولا قرار منظمة تحرير الفلسطينية التي تجد الحلول والسبل لإغاثة أبناء شعبنا إن كانوا في سوريا أو لبنان.
رووداو: ما الموقف الرسمي للدولة الفلسطينية لما يجري في عفرين؟
نظمي حزوري: منذ وصول وفد وجهاء عفرين تابعت بجهد مع كافة الجهات المختصة، والآن الموضوع يتابعه شخصياً معالي وزير خارجية دولة فلسطين، وأؤكد أن الموضوع أصبح بموقع الرئاسة الفلسطينية، موقفنا واضح لا يمكن أن نوافق على تهجير سكان ونكون بديلاً عنهم أو بناء ما يسمى تجمعات، ونرفض مصطلح المستوطنات أن يمارسه أبناء شعبنا وخاصة على أرض سوريا، فهو بلد له سيادة وقانون، بالتالي لا يمكن أن يكون هناك من يكون خارجاً عن القانون يبني تجمعات تحت عناوين مختلفة، إذا كانت الهيئات تراها إغاثة من الممكن التعبير عن الإغاثة بأشكال مختلفة، ومن المستهدف من الإغاثة، إذا كانوا فلسطينيين لماذا وصلوا هنا؟ لماذا غادروا اليرموك ومناطق آخرى من سوريا.
رووداو: أنتم متعاطفون مع الشخصيات العفرينية التي زارتكم؟
نظمي حزوري: بالتأكيد، فما طرحوه الوجهاء هو حرص على أرضهم وما تمثله عفرين بوعيهم وبوجدانهم وذاكرتهم، وخاصة هم تحدثوا بموقف نعتبره عظيماً من منطلق حرصهم على العلاقة الفلسطينية الكوردية، نتيجة فتنة أو تصرفات جهات معينة تستهدف هذه العلاقة، لذلك أقول لأهلنا في عفرين من خلال فهمنا لتضحيات أبناء عفرين والكورد في سوريا الذين شاركوا في النضال الفلسطيني على امتداد الفصائل الوطنية الفلسطينية في حركة فتح – الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
رووداو: ما سر التعاطف الفلسطيني مع صدام حسين؟ فهناك تمثال لصدام حسين في رام الله، وشارع باسمه في رام الله؟
نظمي حزوري: الفلسطينيون لهم آراء يعبرون عنها، وكثيراً منهم من موقع الوفاء يقدروه، فالرئيس صدام حسين آخر كلمة قالها قبل أن يغادر الحياة عاشت فلسطين حرة عربية، لذلك ماذا تريد من فلسطين أن تقول، فالعراق عموماً كان مع فلسطين عبر كل المراحل وكل الرؤساء، وشعباً على امتداد الفصائل الفلسطينية، الجيش العراقي قاتل في فلسطين عام 1948 و1967 و1973، العراق وفر لنا معسكرات والتدريب والتسليح والإمكانيات والدعم ولنا سفارة في العراق.
رووداو: العديد من الفلسطينيين يعيشون في إقليم كوردستان كم عددهم وأوضاعهم من الناحية الإنسانية؟
نظمي حزوري: حوالي 250 عائلة ينقسمون إلى نوعين منهم من أبناء اللاجئين في العراق ومواليدهم منذ عام 1948، ومنهم وافدين للعمل إن كانوا أطباء أو مهندسين أو صيادلة أو فنيين أو عمال، عدد منهم جاء من بغداد وعدد من الموصل بعد الأحداث المؤسفة نتيجة الإرهاب.
رووداو: كيف هي أوضاعهم الإنسانية؟ وهل يتلقون المساعدات؟
نظمي حزوري: نشكر حكومة إقليم كوردستان منذ اللحظة الأولى وفروا للفلسطينيين الذين قدموا من الموصل في عام 2014 الأمن والإقامة الآمنة في مخيم بحركة، وكانت توفر لهم مؤسسة البارزاني كل الدعم والرعاية من توفير المسكن والمأكل والصحة والتعليم.
رووداو: هل يتلقون الدعم من الأمم المتحدة؟
نظمي حزوري: كانوا يتلقون الدعم من الأمم المتحدة بين فترة وأخرى، ولكنه لم يكن مستمراً، بل أن الدعم المستمر كان من قبل مؤسسة البارزاني، وإلى الآن بقي في مخيم بحركة 13 عائلة، بالبداية كانت حوالي 120 عائلة تقلص العدد قسم منهم سافر وقسم عاد إلى بغداد.
رووداو: علاقتكم مع حكومة إقليم كوردستان كدولة فلسطين؟
نظمي حزوري: العلاقة مع حكومة إقليم كوردستان مميزة وعلى مستوى عال، وأرسى هذه العلاقة الوعي التاريخي للشعبين الفلسطيني والكوردي واستمرت هذه العلاقة التاريخية بوعي القيادتين الفلسطينية والكوردية، وتوجت أن تكون قنصلية فلسطين على أرض أربيل ممثلة وعلم فلسطين في سماء أربيل بزيارة فخامة الرئيس محمود عباس إلى إقليم كوردستان عام 2009، ومن ثم 2011 وزير الخارجية رياض المالكي وكان أيضاً إذاناً بافتتاح القنصلية العامة لدولة فلسطين في 29 نوفمبر 2011 وكان الافتتاح برعاية خاصة من سيادة الرئيس مسعود بارزاني، الذي حرص أن يكون هو شخصياً حاضراً وبوجوده ورعايته تم رفع علم فلسطين ليكون انطلاقة عمل القنصلية العامة لدولة فلسطين، وليكون هذا الحضور المستمر إلى الآن والذي سيبقى مستند إلى العلاقة التاريخية وفهمنا المشترك وآمالنا المستقبلية للعمل معاً بما يحقق الآماني لشعبينا، نرى كل الدعم من حكومة إقليم كوردستان من كافة الجهات المختصة، وتقديرنا الخاص من دائرة العلاقات الخارجية التي أرسينا معاً علاقة هامة، ولوزارة الداخلية في حكومة الإقليم التي وفرت الأمن والسلامة للجالية الفلسطينية.[1]