بيار روباري
مرحلة المدينة الثانية:
المدينة الثانية أنشئت على أنقاض المدينة الأولى، ولكن على أسس تنظيمية جديدة، شبيهة بمدينة “بگدا”
الكاشية الكردية ومدينة هموكاران الخورية، وتدل على معرفة عمرانية أصيلة ودقيقة إستفادت من النظام الدفاعي للمدينة الأولى، فأنشئت مدينة توزعت فيها الأبنية بمختلف أنواعها بانتظام. وهذا النظام لم يمكن معروفآ سوى عند الخوريين وأبنائهم من السومريين، الكاشيين، والميتانيين، وبناءً على ذلك تشكلت عدد من الأحياء مثل: الإداري الذي كان يضم كل دوائر الدولة، الحي الديني، الاقتصادي، السكني، وربطتها شبكة شوارع رئيسية وفرعية متكاملة إلى جانب نظام دقيق للتعامل مع المياه والأمطار، سواء من خلال التصريف أو التخزين.
المدينة الثانية هي الأكثر بين مدن ميرا الثلاثة معروفة، حيث أن عمليات التنقيب كشفت عن أجزاء مهمة منها، فمثلآ عثر الباحثين على خندق المدينة الأولى مردومآ وأُقيم عليه سور دفاعي، لم يكن ضخماً لكنه كافٍ لتوفير الحماية اللازمة للرماة المدافعين عن المدينة. كما أنه أُعيد بناء السور الداخلي للمدينة الأولى وتدعيمه مع الحفاظ على بواباته الأصلية، وظهرت طرقات كبرى تنطلق من مركز المدينة، وتلتقي على شكل شبكة العنكبوت، وهناك الأحياء السكنية والأحياء ذات الأنشطة الأخرى المتنوعة. وتاريخ المدينة الثانية يعود إلى الفترة الزمنية بين (2550- 2200) قبل الميلاد.
عُثر في المدينة الثانية على الكثير من الآثار، أهمها التماثيل التي دلت على تطور كبير لمدرسة متميزة في فن النحت. وقد جسدت هذه التماثيل أصحابها في المعابد، ونحتت بحيوية وواقعية كبيرتين وحملت
كتابات بأسماء الأشخاص العائدة إليهم من ملوك، قادة، موظفين وكهنة وغيرهم وأسماء الآلهة، المهداة
إليهم هذه التماثيل، لمباركة أصحابها وحمايتهم. صُنعت التماثيل من الحجر الكلسي، وهي إما تماثيل عامة لا على التعيين، أو أنها خاصة لأشخاص محددين، فنُحت الرجال وقوفاً حفاة القدمين، واليدان مضمومتان إلى الصدر في وضعية التعبد، النصف الأعلى عارٍ، والنصف الأسفل يغطيه مئزر على شكل جلد الخروف، واللحية طويلة ولكن من غير شارب. أما النساء فقد إرتدين لباساً يستر الكتف الأيمن وقبعة على الرأس، وجُعلت العيون بالصدف أو المواد الأخرى.
وهناك التماثيل النصفية والوجوه والتماثيل الزوجية، وهي الأولى من نوعها في غرب كردستان. وعثر أيضآ على بعض اللوحات النذرية المصنوعة بالنحت البارز ذات الموضوعات الميثولوجية مثل الولائم، المصارعة، المشاهد الحربية، الحيوانات الخرافية والعديد من اللوحات، التي نفذت موضوعاتها عن طريق التطعيم بالأحجار النادرة، وهذا من أكثر الفنون أصالة في مدينة “ميرا”، كاللوحة المستطيلة التي قُسمت إلى ثلاثة حقول، ونسجت من الصدف والعاج واللازورد والذهب، وأظهرت مشاهد للمتعبدين والمتعبدات والآلهة في مراسم “الزواج المقدس” التي كانت من أهم التقاليد الدينية في مدينة “ميرا”. ومن اللقى الفريدة في القصر الملكي ما أصبح يُعرف بكنز “أور” الذي وجد في جرَّة، وضم خرزة عليها كتابة قرئت من بعض الباحثين، على أنها هدية من ملك “أور” إلى ملك “ميرا”
كما ضم الكنز صورة نسر برأس أسد، وتمثالاً برونزياً لإلهة عارية، وآخر من العاج أيضآ لإلهة عارية ومشابك وأساور وغير ذلك من المواد المصنوعة من البرونز والفضة والذهب. وإلى جانب ذلك هناك عثر على الأواني الحجرية ومسامير التأسيس والأختام الأسطوانية ومجسمات البيوت وغيرها. الوثائق الكتابية من هذه المرحلة نادرة، دلت عليها بعض الرقم الطينية التي وجدت في سويات من هذا العصر.
كما كشفت وثائق مدينة “ميرا” على وجود (26) نوعاً من الحلي والمجوهرات، و(31) نوعاً من أواني الشرب، و(21) نوعاً من الألبسة الداخلية، كما إستخدمت الستائر والبطانيات وأغطية الأسرة من سكان المدينة.
إستمرت مدينة ميرا الثانية نحو (300) ثلاثة قرون من الزمن، وكانت على علاقة قوية مع مملكة “إبلا” التي عاصرتها، وجاء في نصوص إبلا أن كتبتها تعلموا في “مدرسة الكتبة” في ميرا، وكما أشارت تلك
النصوص إلى حملة عسكرية من قبل “إبلا” ضد ميرا في عهد ملكها (ابلول – إيل). وكان لميرا علاقات مع ممالك إيمار (تل مسكنة) وكيش في بلاد بابل وأور في بلاد سومر وغيرها. وتشير النصوص إلى أن ميرا دُمّرت من قبل الحاكم الآكادي (نارام سين) أثناء حملته العسكرية على المناطق الواقعة إلى الشمال من إمبراطورية آكاد وغربها.
مرحلة المدينة الثالثة:
يعود تاريخ مدينة “ميرا” الثالثة، إلى الفترة الزمنية ما بين (2200-1760) قبل الميلاد، وفي هذه الفترة كان يحكم المدينة أسرة خورية يسميها السومريون الكرد تسمية “الشاگاناك” التي تعني الحاكم العسكري، وكانت المدينة وحكامها خاضعين لسلطة مدينة “أور الثالثة” التي قامت بتعيينهم ومصاهرتهم ومنهم “ابيل – گن” الذي أشارت نصوص “ميرا” إلى أن ابنته قد تزوجت من ابن الملك “أورنامو” ملك مدينة “أور” السومرية.
في هذه الفترة، جرى تجديد المعبد اليزداني “نينهورساگ”، وبناء معبد جديد آخر هو معبد “الأُسود” الذي تألف من مدخل وُضعت على جانبيه تماثيل الأُسود، يقود إلى قاعة مستطيلة وفي نهايته مذبح. وإلى هذا العصر يعود قصر صغير آخر أيضآ، وبعض أجزاء القصر الملكي الكبير الذي شُيد لاحقاً. ومن أهم مكتشفات هذه المرحلة التماثيل، ومنها تمثال “إيشتوب – إيلوم”، وبعض المشاهد الجدارية للقصر الملكي المشار إليه، وعثر من هذه الفترة على بضع مئات من الرقم الكتابية.
وفي مطلع (2000) الألف الثاني قبل الميلاد، ومع إنتهاء عصر الشاگاناك، وصلت إلى الحكم في ميرا سلالة (أمورية)، أهم حكامها “يحدون- ليم” الذي وسّع سلطة “ميرا” على الممالك المجاورة لها، قبل أن يُقتل في مؤامرة بالقصر وتخضع ميرا لنفوذ الحاكم الآشوري القوي “شمشي – حدو” الذي ولى عليها ابنه “يسمع- حدو”، لكن بعد موته لم يستطع إبنه الحفاظ على ميرا، إذ تمكن “زمري – ليم”، وبمساعدة ملوك مدينة هلچ (يمخاد)، من إستعادة عرش “يحدون- ليم”، وفي عهده بلغت ميرا أوجه إزدهارها. ويعد القصر الملكي الكبير، قصر “زمري- ليم”، من أهم مكتشفات هذه المرحلة. ومع أن البناء الأول لهذا القصر يعود إلى مراحل سابقة، إلا أنه اكتمل في عصر “زمري- ليم” وأصبح من أشهر قصور الشرق القديم، حتى إن ملك أُوگاريت طلب توسط ملك (يمخاد) ليهيئ له زيارة هذا القصر ورؤيته بسبب أبهته.
إن أهمية هذا القصر لم تنبع من ضخامته وحسن تنظيمه فقط، وبل من الآثار التي وُجدت فيه أيضاً. مساحة القصر تبلغ نحو (2.5) هكتار، أبعاده (300×120م)، وفيه أكثر من 300 غرفة وباحة، بُني القصر من اللّبن والقرميد على أساسات حجرية، ويتألف من وحدات معمارية ذات وظائف مختلفة،
إدارية وإقتصادية وسكنية وخدمات وحراسة، تحيط بقلب القصر، حيث باحة النخيل المجاورة لقاعة العرش. بعض أجزاء القصر لليوم محفوظة بشكل جيد، وهناك طابق آخر أو طابقين في بعض أقسامه ترتبط ببعضها بنظام حركة وإتصال دقيق. أحيط القصر بسور دفاعي تراوحت سماكته من (3-5) ثلاثة أمتار، وحيث يوجد القسم الإداري، فإن سماكة السور يصل إلى (15) خمسة عشر متراً، حيث كان يسكن الملك وعائلته. وقد خضع القصر لدراسات كثيفة، وبحق يستحق هذا القصر وآوبده العظيمة أن يطلق عليه لقب “درة العمارة الخورية”.
وكما تُعد الرسوم الجدارية (الفريسك)، أهم ما إشتهر به قصر “زمري- ليم”، وهي رسوم نُفذت بعدة ألوان على خلفية من الملاط الكلسي، وتنتمي إلى مراحل مختلفة من عمر القصر، وأهمها المشهد الذي يصور تتويج “زمري- ليم” ملكاً، حيث يظهر الملك وهو يتسلم الحلقة والعصا رمز السلطة، من الإلهة “أشتار”، ويحيط بالمشهد آلهة أخرى وأشجار النخيل، ويعود معبد برج الإلهة “نينهورساگ” إلى هذه الفترة أيضآ مع معبد “شمش” إله الشمس. كما وعُثر في المدينة الثالثة على أفضل التماثيل، ومن بينها
تمثال “ربة الينبوع”، وهو قطعة فريدة نُحتت بالحجم الطبيعي وتمثل امرأة (إلهة)، ترتدي ثوباً مهدباً
وتُشاهد على الثوب أسماك هابطة وصاعدة تسبح في مياه تفيض من إناء تمسكه الإلهة بكلتا يديها. وهناك
التماثيل البرونزية، منها الأُسود التي وجدت على أبواب معبد “دگن”، هذا إضافة إلى الأختام الأسطوانية والأواني الفخارية وغير ذلك من المكتشفات.
إن أهم ما إكتشف في القصر هو الأرشيف الملكي الذي عثر عليه بين أعوام (1935- 1939م) والذي ضم نحو (20) عشرين ألف لوحة كتابية، فإعتبر من كبريات المكتبات في بلاد الخوريين. مع العلم أن هذا الأرشيف، لا يغطي إلا مرحلة قصيرة من تاريخ مدينة “ميرا”، وهي فترة تصل حوالي (30) عاماً بين حكم (يسمع- حدد وزمري – ليم)، إلا أنه ساعد على تصحيح تاريخ الألف الثاني كله، ولا شك أمدنا بمعلومات سياسية، عسكرية، دينية وإقتصادية بالغة القيمة من الناحية التاريخية وحتى العلمية. وقد دُرس هذا الأرشيف في البداية من قبل عالم الآشوريات الشهير “جورج دوسان”، ثم تناوب على دراسته باحثون مختلفون ومنهم من أساء إستخدام هذا الأرشيف، مما دفع بالمسؤولين عنه مثل السيد (موريس بيرو، جان ماري دوران) بإعادته إلى فرنسا، ووضعت ضوابط صارمة لمن يريد دراسته على نحو علمي نزيه.
كانت مدينة “ميرا” الثالثة، مملكة قوية ومستقلة إلى أن ظهر “همورابي” إلى شرقها كحاكم بابلي قوي، قام ببناء دولة قوية، وذكرت النصوص إلى أنه تحالف في البداية مع مملكة “ميرا” ضد الممالك الرافدية الأخرى ثم عاد وإنقلب عليها وهاجمها بنحو (20) ألف جندي، وإثر المعركة تمكن من إحتلالها ثم دمرها وحرق قصرها بعد نهبه في عام 1759 قبل الميلاد. ومن بعدها لم تتمكن المدينة من النهوض من كبوتها ومتابعة حياتها بالوتيرة السابقة، وكُشفت فيها منشآت سكنية بسيطة لبعض الناجين من الدمار، أو أناس أتوا إليها بعد الكارثة وسكنوها. وقسم من سكانها الخوريين الأصلاء، إنتقلوا إلى مملكة “خانة” الخورية المجاورة وعاصمتها مدينة ترگا “ترقا” التي حرف المحتلين العرب إسمها إلى (تل العشارة) دون خجل وحياء هؤلاء الأوغاد. ثم سكنت المدينة حامية عسكرية آشورية إحتلالية، وخلفهم في حكم المدينة المحتلين البابليين، الكلدانيين، ثم السلوقيون الذين بسقوطهم في منتصف (300) القرن الثالث قبل الميلاد، غابت الحياة في مدينة “ميرا” إلى أن وطأتها أقدام ومعاول المنقبين عن أثارها وتاريخها الثمين.
كعادة الخوريين أسلاف الشعب الكردي، إهتموا ببناء المعابد اليزدانية، وشيدوها بشكل مميز في كل مدنهم وعموم بلادهم الواسعة جدآ. وكانوا يقيمون المدن في الأساس حول المعابد، ولهذا لن تجد مدينة خورية ومن ثم سومرية – إيلامية – كاشية – ميتانية – هيتية – ميدية من دون معابد، ومعابدها مختلفة ومميزة للغاية. والكرد مع أسلاهم هم الشعب الوحيد الذي لم يعرف في تاريخيه عبادة الأصنام، والمعابد هي فكرة خورية لأن الخوريين منذ البدء أصحاب ديانة، ولهذا أي قبل الفرس أو العرب بألاف السنين. ولهذا الإدعاء بأن معابد المدينة هي معابد أمورية أو أكدية مجرد هراء ودجل. رأينا في نجد والحجاز قبل الإسلام، كم الأصنام التي كانوا يعبدونها، ولهم كعبات مختلفة جدآ على المعابد اليزدانية – الشمسانية. كل حضارة أكاد، بابل وأشور، هي مبنية على الحضارة الخورية – السومرية، وخير دليل على ألهتهم، وعباداتهم، ومعابدهم ورموزهم الدينية كلها خورية على الإطلاق، وبما شكل قصورهم، هي مستوحات من قصور مدينة “گرگاميش”، وحتى الكثير من أسماء ملكوهم أسماء خورية – سومرية.
وفي مدينة “ميرا” تجد المعابد تتوسط المدينة، وهذا لم يتم إعتباطآ، وإنما ي مرتبط بمحورية الدين أو العقيدة في حياة الخوريين، وإرتباطهم الوثيق بالإله “خور” وتعني إله (الشمس) وكانوا يعتبرون أن الشمش (الشمس) مركز الكون. ويرمز إليه بقرص الشمس أي نوره. وبناء المدينة بشكل دائري هو
نفسه يرمز إلى قرص الشمس أي إله الخوريين، ولليوم يقال عن الكرد اليزدانيين، أنه إذا رسمت دائرة حول شخص يزداني لا يخرج منها على سبيل الدعابة، بسبب إرتباط الخوريين بنور إلههم. وحتى الملك
(تا – ويز)، البعض يلفظه (طاووس) وهذا خطأ فادح وحماقة كبرى، هو أيضآ نور الإلهة. والحقيقة هو ليس ملك وإنما ملاك.
وقد إكتشفت البعثة الفرنسية في وسط المدينة (6) ستة معابد، إثنان منهما لم يكتمل بناؤهما، وهما معبدا “شمش، وأشتاروت”، وهناك معابد أخرى مثل معبد: “نينهورساگ، سيدة الجبال، نيني زازا، داگان”.
معبد “أشتار” مقام في الجهة الغربية من المدينة، إضافة إلى المعبد الأقدم، وهو من بقايا زقورة مسماة بالكتلة الحمراء نسبة إلى (اللَّبِن الأحمر) الذي دل عليها، تقع إلى الجهة الشرقية المرتفعة من المدينة. ثم
المعبد المجاور للقصر الملكي، وسمي بمعبد “السور المقدس”.
المعابد في مدينة “ميرا”، تتألف من مدخل، تليه صالة كبيرة مسقوفة كانت تستخدم لتقديم الأضاحي، بلغت أبعادها (16م) في بناء السور المقدس، يلي ذلك صالة العرش والتي أخذت شكلاً مربعاً في معبد “نينهورساگ وأشتار” وكليهما طولين في معبدي “السور المقدس، ونيني زازا”، وإحتوت بعض المعابد على نصب من الأحجار السوداء، إشارة إلى الإله المعبود ومصاطب جلوس. كما ضمت هذه المعابد العديد من التماثيل، التي نُحتت بأشكال التعبد لتبارك أصحابها، ومنها تمثال الملك “إيكون- شاما گان” وهو أكبر تمثال وجد في “ميرا”، وتمثال المغنية “أورنينا” الشهيرة، وأورنانشِه اللذان وجدا في حرم معبد “نيني- زازا” في حين عُثر في حرم معبد “أشتار” على تمثال “لَمجي ميرا” وهو ملك المدينة، وقد تم بفضل الكتابة التي حملها معرفة هذه المملكة التاريخية الهامة للغاية، كما وُجد في جدران المعبد العديد من مسامير التأسيس البرونزية.
كذلك قامت في هذه المدينة منشآت ضخمة والدليل عليها، هو القصر الملكي، الذي شُيد في قلب المدينة المرتفعة، وحمل صفات فريدة في العمارة الخورية جعلت منه قصراً ومعبداً في الوقت نفسه. ومع أن التنقيبات لم تكشف إلا أجزاء صغيرة من هذه الآبدة، لكنها أظهرت مرور القصر بأربع مراحل عمرانية على إمتداد فترة المدينة الثانية.
المرحلتن الأقدم التي يسميان القصر رقم ثلاثة، والقصر رقم إثنان ممثلتان بأجزاء بسيطة، بينما كشف في المرحلتين الأحدث عن النصف الشرقي من الآبدة، الذي يتضمن السور المقدس، والحي المجاور لمدخل القصر وقاعة العرش التي يعلوها سقف يستند إلى أعمدة وبعض المنشآت العمرانية الأخرى. ولا شك في أن القصر- المعبد، هو الأهم من بين الجميع، والأكثر ضخامة من نوعه حتى اليوم، وهو الأكثر إبداعاً وتجديداً من الناحية الفنية والعمرانية.
++++++
همورابي:
هو سادس ملك حكم مدينة “بابل” بعد أن تخلى والده عن العرش، وكان “همورابي” حينذاك صغيرآ حين خلف أباه “سين موباليت” سنة 1792 قبل الميلاد، وإسمه ذو أصل كردي من دون شك، ومركب من لفظتين هما: (همو) وتعني الكل أو الجميع، والثانية (رابي) والتي تعني القدير باللُغة الكردية، وإمتدت فترة حكمه من عام 1792 حتى عام 1750. وعرف بشريعته التي حملت إسمه، وضمت عددآ من القوانين التي بلغ عددها (282) قانونآ وصدرت في عام (1772) قبل الميلاد، حيث تم كتابتها على عمود من حجر الديوريت الأسود الذي بلغ طوله (225) سم، وقطره (60) سم. والهدف من الشريعة التي وضعها، هو تنظيم العلاقات بين أفراد المجتمع وحماية أرواح الرعية، وحل النزاعات التي تحدث بين الأفراد، وشريعته تكونت من:
1- المقدمة: تحتوي على أسباب كتابة همورابي لهذه الشريعة، وكتبت على هيئة نمط شعري ديني ويبين فيها مساعيه في نشر الخير والعدل بين أفراد المجتمع.
2- القانون: يحتوي على القوانين والأحكام المترتبة على كل من يخالف هذه الشريعة، وتوضيح حقوق
أفراد المجتمع كالمرأة والطفل والعبد، وحقوق المزارعين والرعاة، وبيان الأحكام المترتبة على كل من يقوم بجريمة القتل أو تخريب الممتلكات، حيث يتم إصدار هذه الأحكام بناءً على الطبقة، التي يندرج منها الجاني والمجني عليه.
3- الخاتمة: يدعو فيها “همورابي” الآلهة، أن تنتقم من كل من يعمل على عدم تطبيق النظام.
رابعآ، تاريخ مدينة ميرا:
Dîroka bajarê Mîra
يعود تاريخ مدينة “ميرا” الأولى إلى بداية (4000) الألف الرابع قبل الميلاد بعكس ما قيل أنها أسست في بداية الألف الثالث. والذين بنوها هم الخوريين أسلاف الشعب الكردي، وإختيار هذا الموقع لبناء المدينة التي لا تبعد سوى (7) كيلومترت عن مدينة “باخاز” الخورية، إضافة إلى شكل مخططها وطراز معابدها اليزدانية التي إكتشفت في وسط المدينة، واللغة التي كان يستخدمها سكانها الأصليين، ونمط قصورها كلها دلائل قاطعة على خورية المدينة. ولن تجدوا في كل تراث الشعوب السامية مدينة واحدة بهذا الشكل والمخطط والمعابد والقصور، وفي المقابل تجد لها أمثلة عديدة في وطن الخوريين كردستان. ولا ننسى أن الأموريين إحتلوا المدينة في بداية الألف الثاني أي حوالي (1830) قبل الميلاد، أي بعد ما يقارب من (2000) الفي عام من تأسيسها.
وإلى جانب ذلك كل المدن الخورية يحيط بها سور من كل جانب لحمايتها أي كانت تبنى على شكل قلاع. وكلمة قلعة مأخوذة عن المفردة الكردية “گلوت” وتعني المدينة. فلا يمكن أن يبني قوم أخر مدينة وسط مدن خورية بحتة، وكما ذكرنا من الشرق يحيطها مدينة “باخاز” التي لا تبعد عنها سوى سبعة كم وهي أقدم منها بقليل، وتحدثنا عنها في دراستنا التاريخية السابقة التي تناولنا فيها تاريخ وهوية مدينة باخاز (باغوز). ومن الغرب يحدها مدينة “درزور” التاريخية، ومن الشمال مدينة “هسكه”. كما ترون فهي تقع وسط بحر من المدن الخورية الأثرية والتاريخية التي تحتضنها منطقة الجزيره الفراتية. وفي هذه الحقبة الزمنية لم يكن للأموريين أي وجود في هذه المنطقة ولم يعرفوا البناء والإستقرار نهائيآ،
وكانوا مجرد وحوش على هيئة بشر، وسوف نتحدث عنهم بشيئ من التفصيل فيما بعد وندحض أكاذيب كتاب العرب المستعربة، الذين إدعوا كذبآ أن مدينة “ميرا” أمورية. ويمكننا تقسيم تاريخ مدينة أو مملكة “ميرا”، إلى حقبتين:
1- حقبة الخورييين – السومريينة:
تسمى هذه الحقبة، بالتأسيسية والتوسع والإنماء وترسيخ أسس الدولة وتطويرها وبناء إقتصاد متين من خلال شق القناء المائية وبناء القوارب النهرية لنقل البضائع، وبناء علاقات تجارية مع الممالك الخورية المجاورة لها. وإمتدت هذه الحقبة من الألف الرابع قبل الميلاد وحتى عام (1830) قبل الميلاد. وجميع سكان المدينة حينذاك كانوا من الخوريين – اليزدانيين. بعد زوال دور الدولة الخورية وعاصمتها مدينة “أوركيش” أصبحت المدينة تتبع الدولة السومرية، التي كانت تضم العديد من الممالك (المدن) على غرار الدولة الخورية، ولم يكن هناك حكم مركزي كالذي موجود حاليآ في عصرنا.
في هذه الحقبة شهدت مدينة “ميرا”، توسعآ وإزدهار في كافة المجالات الإدراية، العمرانية، الزراعية،
الفنية، الروحانية، التجارية وغير ذلك بسبب الإستقرار والأمان الذي عاشته المدينة خلال تلك السنوات، وكل هذا جرى في عهد المدينة الأولى وجزئين في عهد المدينة الثانية – السومرية.
2- حقبة المحتلين والغزاة:
وهي حقبة المدينة الثالثة وجزئين المدينة الثانية، وتوالى على حكمها العديد من المحتلين منهم:
أولآ- القبائل الأمورية العربية والتي إبتدأت هذه الحقبة بالإحتلال الأموري الهمجي للمدينة عام (1830) قبل الميلاد، وإستمر هذا الإحتلال الأموري للمدينة حتى عام (1750) قبل الميلاد.
ثانيآ- الإحتلال البابلي الذي كان بقيادة “همورابي”، الذي شن هجومآ كاسحآ على المدينة وإحتلها لكن بعد تدميرها تدميرآ كاملآ، ناقضآ بذلك إتفاقه مع ملك المدينة (زمري- ليم). إستلم هذا الأخير حكم المدينة عام 1782 قبل الميلاد، وعقد مع “همورابي” حلفاً للوقوف ضد أعدائهم المشتركين، وخلال فترة التحالف هذه إهتم “زمري – ليم” بتحسين شبكات الري وتوسيعها وذلك لزيادة مساحة الأراضي الصالحة للزراعة. وإلى جانب ذلك قام ببناء المعابد للاّلهة في مدينته، ثم أكمل بناء القصر الملكي. وقد كانت نهاية هذا الحلف مع قيام همورابي بغزو مدينة “ميرا” وتدميرها لينطوي بعدها ذكر إسمها نهائياً حتى إكتشافها عام 1933 ميلادي.
الرقم التي عثر عليها العلماء في موقع مدينة “ميرا” وتلك التي تم إكتشافها في هذه المنطقة مكنت العلماء من التعرف على اّثار المدينة وتاريخها، ومعلومات أخرى مختلفة عن المدينة، منها أسماء الملوك الذين حكموها، إضافة لفترات حكمهم والأحدات التي مرت بها المدينة خلال الحقب المختلفة.
وعرفنا من خلال تلك الرقم، أن أول ملك للمدينة الثانية كان “يجيد- ليم” الذي حكم حوالي عام 1830 قبل الميلاد. دخل “يجيد- ليم” في صراع على النفوذ مع حاكم مملكة “خانة” الخورية وعاصمتها “درگا” وإسمه كان “الأكابكابو” وهو والد (شمشي- أدد)، الذي كان يحكم مدينة “درگا” الأثرية والتي عرب العرب إسمها إلى (تل العشارة) وتقع إلى الشمال من مدينة “ميرا”. وإستلم الحكم من بعده إبنه “يخدون- ليم” الذي حكم بين أعوام (825 – 1810) قبل الميلاد. وإمتد نفوذه بعيدآ وإنتهى حكمه بمؤامرة داخل القصرالملكي، حيث قتل الملك خلالها من قبل خدمه الخاص، ويبدو أن “شمشي- أدد” إبن (الأكابكابو) الذي كان يسعى الوصول الحكم وراء عملية الإغتيال هذه، وخاصة أن أسرته كانت على نزاع حاد مع أسرة “يخدون- ليم”، وإحتل “ميرا” بعد ذلك ونصب أبيه (بسماع- أدد) حاكماً عليها.
ثالثآ- الإحتلال الآشوري، الذي وجدت آثاره العديدة من القبور الفخارية ويعود تاريخها إلى القرنين (14 16) الرابع عشر، والسادس عشر قبل الميلاد.
رابعآ- حكم ملوك مملكة “خانة”، وآثارهم قليلة مقارنة بالعهود الأخرى المكتشفة وتعود إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد.
كما وعثر في تلة المدينة البيضاوية الشكل على أثار وقبور تعود للبارتيين الساسانيين في سطح التلة الذي يبلغ طوله كيلومتراً واحداً، وعرضه ستمائة متر، وتبعد أعلى نقطة فيه عن السهل المجاور أربعة عشر كيلومتراً.
التنقيبات الأثرية في موقع مدينة “ميرا” إستمرت ا لفترة زمنية طويلة إمتدت لعشرات من السنين، نظرآ لأهميتها الحضارية والتاريخية التي تضاهي أهميتها السياسية. وفي بداية العصور الحديثة، لم تكن مدينة “ميرا” معروفة للعلماء والباحثين، لهذا إختلف عدد من العلماء والباحثين في ذكر موقعها أهل هو على شاطئ الفرات الأيمن أو الأيسر؟؟ ولكن أكثرهم دقة كانا السيدين: “أولبرايت وهزرفيلد، ودولابورت”، أما سبب ذلك الاختلاف، فيعود إلى حركة نهر الفرات المتجهة مع مرور الزمن نحو الشرق يضاف إلى ذلك بعد المدينة عن طريق البوكمال دير الزور القديم، مما جعل الموقع بعيداً عن أنظار الباحثين، ولهذا السبب كان من شبه المستحيل العثور عليه لولا الصدفة التي قادت إليه.
الإمبراطوريات جميعها والممالك قديمها وحديثها، كانت حينما تقوى تفكر في التوسع مثلها مثال صاحب رأس المال، عندما يكبر رأسماله يحاول إبتلاع صغار التجار والمنتجين، لهذا ما أن تقوى إحدى الممالك والدول تحاول إبتلاع دول أخرى، بهدف الهيمنة والسيطرة والضم والإحتلال عليها، وبناء إمبراطورية مترامية الأطراف مثل: الإمبراطورية الفارسية، الأشورية، الرومانية، العربية الإسلامية، الروسية، المغولية، التترية، العثمانية، البريطانية، …. إلخ هكذا بدأت. وهكذا كان تاريخ البشرية قديما وحديثاً وسيظل كذلك مدام هناك بشر على وجه البسيطة، منطق القوة هو السائد وسيبقى سائدآ، حيث القوي يسيطر على الضعيف، والكبير على الصغير والرجل على المرأة.
وتعتبر مدينة “ميرا” واحدة من بين المدن الخورية التي شيدت على نهرات الفرات الكردي من أوله إلى أخره، وآثارها المكتشفة ثرية بالمعلومات وتحتاج إلى إعادة دراستها من جديد، وتأليف العديد من الكتب والبحوث والرسائل الجامعية عنها. وأثارها موجودة في العديد من المتاحف مثل متحف اللوفر، والمتحف البريطاني، الذي يضم تمثال الملك السومري (أيانايم) الذي حكم المدينة، كما عثر على بعض النصوص التي تعود للملك (توغورتي نينورتا الأول).
كما إن وثائق مدينة “ميرا” المكتشفة، لعبت دورآ مهمآ في التعريف بتاريخ (گرگاميش، إيمار، يمخاد، قطنا)، خلال القرنين (1900-1800) التاسع عشر والثامن عشر قبل الميلاد، ناهيك عن تاريخ الدولة الاشورية في عهد “شمشي حدد الأول”، وهذا ليس بغريب فالقبائل الكنعانية والأمورية إنطلقت من ميرا
باتجاه بابل وسومر وآشور، بعد أن تجمعت في “ميرا” قادمة من البادية. ومن أشهر ملكوها (يخدون ليم، زيمريليم)، حيث إمتد حكم (يخدون ليم) من عام 1825 حتى عام 1811 قبل الميلاد.
أول مرة هُجرت فيها مدينة “ميرا” كان في منتصف القرن السادس والعشرين قبل الميلاد، ولكن أُعيد بناؤها حوالي العام 2500 قبل الميلاد. دخلت مدينة “ميرا” الثانية في حرب طويلة مع منافستها مدينة “إيبلا” وهي أيضآ ذات ثقافة خورية – سومرية. لقد دُمرت مدينة “ميرا” في القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد من قبل الأكاديين، ومن ثم سمحوا بإعادة بناء المدينة من جديد، وعينوا حاكماً عسكرياً يحمل لقب “شكاناكو” يحكمها. ومع تفكك الدولة الأكدية، أخذت تستقل المدينة بنفسها، وتم إعادة بناء المدينة وجعلها مركزآ إقليمآ لوادي الفرات الأوسط. حكم “الشكاناكو” مدينة “ميرا” حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر قبل الميلاد عندما إنهارت سلالته لأسباب غير معروفة. وبعد فترة قصير من انهيار حكم الشكاناكو وقعت “ميرا” بيد سلالة ليم الأموري. كانت ميرا الأمورية قصيرة العمر، حيث ضُمت من قبل بابل في حوالي 1761 قبل الميلاد، وبقيت المدينة كمستوطنة صغيرة تحت حكم (البابليين والآشوريين) قبل أن يُتخلى عنها وتُنسى خلال العصر الهلنستي.
كانت ثقافة سكان مدينة “ميرا” خورية – سومرية يزدانية مثلها مثل بقية المدن الخورية الشمالية مثل گرگاميش، هموكاران، گوزانه، أوركيش، والجنوبية مثل أور، أوروك، لاجاش، كيش، أوما، أدب، شورباك، بگدا، وبقية كذلك لفترة طويلة رغم كل ما تعرضت له من إحتلالات وإستيطان. الأموريين لم يكن لهم أية ثقافة ولاحضارة على الإطلاق، لا هم ولا الأكديين والبابليين والأشوريين، وحتى غيروا أسمائهم وتبنوا الأسماء الخورية والسومرية مثل “شمش، أشاور، أشتار، …”. ومعابد مدينة “ميرا” كانت صنفين:
الأول: هو المعبد الطويل حيث يكون المصلى طويلا. الثاني: معبد يكون مخططه شبيهآ بمخطط بيت السكن وهو بيت الرب.
وأشارت الدراسات البحثية التي قام بها البعثة الأثرية، إلى وحدة النمط المعماري بين المعبد رقم (2) في مدينة “إيبلا” مع بيت العبادة التابع للقصر الملكي في مدينة “ميرا”، الذي يعود الى العام (2300) قبل الميلاد. وكان الرب الحقيقي في مدينة ميرا هو داگان. في هذا الوقت لقد درج الملوك، على وضع بناتهم في سلك الكاهنات في المعابد ومنهم (نارام سين)، الذي وضع ابنتيه لتكونا كاهنتين في معبد “شمش”، وهما (شوماشاني، مكيبار) الذي بعد وفاته تدهورت أوضاع الامبراطورية الأكادية ووهنت وتوفي في عام (2232) قبل الميلاد، مما أدى الى هجوم الكرد الگوتيين القادمين من جبال شرق وشمال كردستان، حيث سيطروا على الجناح الرافدي ولا سيما شماله لحوالي مئة سنة.
مع تراجع دور الگوتيين وصعود نجم “أور” وفاعليتها كمملكة، في منطقة الفرات الأوسط بما فيها “ميرا وتوتول وآشور وجبيل” إضافة الى المدن الرافدية، دخلت ميرا عصرها الذهبي العمراني والاقتصادي وبقية مجالات الحياة، وذلك مع مطلع الألف الثاني قبل الميلاد. إذ في فترة فاعلية أور ومملكتها، تسلّم حكم ميرا سلالة حكام “شاگاناك” والتي تعني الولاة، وكان هؤلاء يمثلون مدينة “أور” في مدينة ميرا ويقدر عددهم بحوالي (13) حاكمآ، وبدأت فترة حكمهم عام (2266) قبل الميلاد وإستمرت حتى عام (2008) قبل الميلاد.
شهدت مدينة “ميرا” منذ تأسيسها معالم عمرانية وإنشائية تتناسب مع ذهنية التخطيط المسبق. حيث إننا أمام أنظمة متطورة للري كالأقنية والسدود، وأنظمة ملاحية مبتكرة، بالإضافة إلى سعي المدينة لتأمين مياه الشرب عبر الأقنية والسدود التي تجمع مياه الأمطار. والإزدهار الذي وصلت إليه ميرا مع تأسيسها وانطلاقتها في القرون الثلاثة الأولى من الألف الثالث، تجلى واضحآ في القصور الفخمة والمعابد، ومنحوتات تدل على وجود مدرسة فنية في “ميرا” وكانت تعد من أقوى مدارس الفن وأكثرها أصالة في بلاد الخوريين، حيث أن البيئة المعمارية المكتشفة في “ميرا” أحدثت إنقلاباً في المفاهيم المتعارف عليها حول عمارة بلاد الخوريين. لكن هذه المدينة الحضارية التي صارت تنافس بابل صار “همورابي” يشعر بقوتها، وبالمقابل صار “زمري ليم” ملك “ميرا”، يشعر بتعاظم قوة همورابي، ولا يملك إلا أن يدافع عن مدينته بعد أن رفض الإعتراف بها هذا الأخير ملكآ عليهم وعلى مدينتهم.
وبعد أن فرغ الجيش البابلي من حربه في بلاد (يموت بعل)، توجه لاحتلال مدينة “ميرا”، بجيش قوامه نحو (20.000) الف جندي، وتصادم الجيشان وسقطت مدينة “ميرا” في يد البابليين، وقد عثر على بطاقتين في موقع المدينة تحملان عبارة (سلة رسائل خدم – زمري ليم)، وعلى الوجه الآخر ذكر الشهر والسنة 32 من حكم همورابي، ما يشير الى إحتلال الجيش البابلي لميرا. لكن بعد سنتين إتنتفضت ميرا، مما دفع بهمورابي إلى تدمير أسوارها وحرقها بالكامل وكان ذلك في حوالي 1760 قبل الميلاد.
نهاية الحلقة الثانية من هذه الدراسة وإلى اللقاء في الحلقة القادمة.[1]