لا شك ان احداث 16-10-2017 التي انتهت بسيطرة قوات الحكومة الاتحادية على المناطق #الكوردستانية# المشمولة بالمادة 140 خلقت واقعاً سياسياً وأمنياً جديداً، هذا الواقع الجديد لا يختلف كثيراً عن أوضاع تلك المناطق قبل 2003.
حيث هناك تجاوز صارخ على الحقوق الدستورية والقانونية للمواطنين الكورد من حيث الاستيلاء على اراضيهم الزراعية بقرارات جائرة، فضلا على التغيير الديموغرافي الواضح من خلال الضغط على العوائل الكوردية لترك مناطقهم واعادة الوافدين اليها الذين جاء بهم النظام السابق بقرار قرقوشي وعادوا الى مناطقهم بعد تحرير العراق وتعويضهم مادياً، ناهيك عن اختلال التوازن والشراكة في نسبة الموظفين في الدوائرالحكومية وشركة نفط الشمال والقوى الامنية والعسكرية الماسكة للارض والأهمال المتعمد للأحياء الكوردية من الخدمات العامة، واخيرا اصدار اوامر بالغاء وازالة اللغة الكوردية من اسماء الشوارع والأماكن العامة والدوائر الحكومية في مخالفة واضحة للدستور الذي نص على ان اللغة الكوردية هي اللغة الثانية في البلاد.
المادة 140 من الدستور العراقي التي وضعت خارطة طريق ناجحة على ثلاث مراحل، هي التطبيع والاحصاء والاستفتاء، لإنهاء الخلافات بشأن عائدية تلك المناطق في مدة اقصاها نهاية 2007 لم يتم تنفيذها بفعل المماطلة والتسويف التي مارسته الحكومات التي تشكلت بعد 2003 فضلا على الضغوط الاقليمية، واليوم يعاني المواطن الكوردي في تلك المناطق من التهميش والاقصاء والحرمان من الخدمات كوسيلة ضغط لترك اراض ابائهم واجدادهم والرحيل الى محافظات اقليم كوردستان بهدف التغيير الديموغرافي وغمط حقوق المكون الكوردي في تلك المناطق مستقبلاً.
هذا الواقع المزري الجديد بحاجة الى اجراءات منطقية وعقلانية من قبل الوزارات والمؤسسات المعنية في حكومة اقليم كوردستان بالتعاون مع المواطنين في تلك المناطق وبالاخص شريحة المثقفين والنخب الكوردية، بعيداً عن العنف للحفاظ على طبيعتها الكوردستانية والتخفيف من الضغوط التي تمارس ضد المواطنين الكورد، بحيث عندما يدخل الزائر الى تلك المناطق يشعر بوجود طابع كوردستاني وبرأيي المتواضع تتلخص بما يلي:
- نظراً لقيام السلطات المحلية الحالية في المدن الكوردستانية خارج الاقليم بالضغط لغلق المدارس الكوردية ومنع استخدام اللغة الكوردية في الدوائروالمؤسسات والاماكن العامة وغيرها طبقاً للدستور العراقي كما يجري في كركوك، على المثقفين والنخب الكورد فتح دورات لتعليم اللغة الكوردية في البيوت وتشجيع الاطفال والشباب على المشاركة في تلك الدورات، لمجابهة حملات التعريب التي تجري بشكل مبرمج ومكثف بوتيره اسرع من زمن النظام السابق.
- ينبغي للسادة المسؤولين الكورد الحكوميين والحزبيين وعلى اعلى المستويات توجيه رسائل اطمئنان للجماهير الكوردستانية في تلك المناطق عبر مواقع التواصل الاجتماعي وجميع وسائل الاعلام المتاحة لاستمرار التواصل معهم وطمأنتهم بأن الأوضاع الشاذة الحالية لن تبقى على حالها ولابد ان تعود الارض لأصحابها الشرعيين.
- التركيز على الطابع الكوردستاني في المناطق الكوردستانية خارج الاقليم واسواقها واماكنها العامة وذلك بتزيين واجهات المحلات والابنية الخاصة بالاسماء والعبارات الكوردية للحفاظ على طابعها الحقيقي.
- ينبغي لجميع وسائل الاعلام الكوردية وبمختلف توجهاتها ايلاء اهتمام خاص بتلك المناطق وبشكل مستمر لايجاد حالة من التفاعل المستمر بين المواطنين خارج وداخل اقليم كوردستان.
- إيلاء اهتمام خاص بالمناسبات القومية والوطنية الكوردية كأعياد نوروز واستذكار الثورات الكوردية والقامات الثقافية والادبية الكوردية بمشاركة مكثفة من الجمهور الكوردستاني.
- تشجيع الجماهير في المدن والقرى على الاهتمام بالزي الكوردي، وارتداء الملابس الكوردية في الاماكن العامة كالحفلات والاجتماعات والندوات والمقاهي والمطاعم والكازينوهات وغيرها.
- تشجيع المواطنين الكورد في تلك المناطق وبالاخص شريحة الشباب على التحدث باللغة الكوردية في الأماكن العامة والدوائر والاسواق وغيرها.
- قبول اعداد من الطلبة الكورد من خريجي الدراسة الاعدادية من تلك المناطق في جامعات ومعاهد الاقليم وتوظيف عدد منهم سنوياً لتعزيز التواصل بين تلك الجماهير واهلهم في اقليم كوردستان ورفع مستوى الوعي القومي بين الشباب وبالاخص الطلبة منهم.
- تشجيع الوالدين على اختيار اسماء كوردية تراثية وحديثة لأطفالهم، لترسيخ وتعزيز الروح القومية.[1]