بيار ڕوباري
2- المقابر:
هناك مقابر عثر عليها فوق الباب الشرقي، وحفرت في الطبقة الهلنيسيتية والتي تعود إلى نفس الفترة التي يعود إليها القبر الذي عثر عليه عند أسفل منحدر المنطقة (أ – ب) عام (1960) صدفة. من الواضح أنه حفر في سور المدينة ويضم أوان متوسطة الحجم وخرز، وإبرة عظمية وخاتم أسطواني من السنتين من النموذج الميتاني كما يضم عظاماً يصعب قياسها.
3- الفخار:
Sîxal
أظهرت الطبقة الأولى عدداً من قطع الفخار المختوم ومن السرج. والسرج (معدن) أغلبها من النموذج الكورنثى الذي يرمز له برقم (19). كما عثر في ذات الطبقة على فخاريات وأختام من السرج متنوعة ومن فترات زمنية مختلفة. أما الفخار الأحمر المصقول، كانت تصنع منه المزهريات بواسطة القاولب والتي كثرت منها في الفترة الهيلينية المبكرة، ولكنها أصبحت نادرة قبيل نهاية تلك الفترة، وقد عرفت نماذج من الفخار الروماني، وأغلبها يعود إلى الفترة المبكرة، وتعود في الغالب إلى القرن الأول قبل الميلاد، والشواهد الفخارية لم تدعم بالنقود التي عثر على الكثير منها على سطح التلة التاريخية. وفي الطبقة الثانية وجدت لقى وفخاريات تعود للحقبة الفارسية والبابلية الجديدة.
وكما عثر على عدد من الكسر الفخارية الرقيقة، ذات اللون الأخضر الفاتح فوق الطبقة الهلنيستية وكالعادة فان المنطقة تم تشويهها نتيجة الحفر والعبث فيها من قبل جهلة ولصوص، ولم تكتشف أشكال كاملة من الفخار، ولهذا فإن معظم كسر الفخار عبارة عن كعاب صغيرة أو كسر مزهريات عميقة. وإن الفخار الخوري أحسن وأفضل ما وجد في التلة التاريخية أي القلعة بكلام أخر، وتوجد على الأقل أربعة أصناف مختلفة، وثمانية أشكال منه. ويوجد كسر قليلة مستوردة ومزينة تساعد كثيراً في التأريخ وفهم أفضل.
4- الدمى:
Pûtele
لقد عثر على ما يزيد عن دمية من الفخار (الطين) في تلة مدينة أرپاد التاريخية، هذا عدا عن النماذج المكسرة وغير المعرفة. إن أقدم النماذج من الدمى المذكرة والموئنثة تعود إلى العصر البرونزي المتأخر فالنساء التي تمثلها الدمى، ذات وجه منقاري وجسم محزز ولها أقراط مزدوجة في آذانها. بينما الرجال فتظهر على الغالب ڕاكبة، وهذه مصنوعة باليد وسطها في الغالب ڕمادي ممزوج بالتبن، وعلى الأرجح أنها تعود إلى الفترة ما بين القرن (14-12) الرابع عشر والثاني عشر قبل الميلاد، أي عهد الميتانيين والحثيين.
كما عثر على العديد من نماذج الفرسان الذين يمتطأون الخيول، ويرتدون خوذة أو جلد أسد، ضمن طبقة الرماد بشكل خاص فوق الباب الشرقي في المربع (إم 6). ويعود تاريخها إلى القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، وهي تمثل بعض الفرسان الذين يركبون خيلاً مطهمة ذات أعين مستديرة، ولها أعراف ويتراوح أطوال تلك الدمى بين (3.5 سم -5.5 سم). كذلك فان الدمى التي تمثل عشتروت سائدة في الطبقة المحروقة من السوية في ذات المربع، وهناك نوعان منها هما:
النوع الأول:
تظهر فيه الدمية واقفة ويديها على صدرها، وتلبس تاجاً مدهون بدهان لامع، وعقداً بطوقين وشعر متقن التصنيف، واللباس الطويل على الغالب مدهون بدهان أحمر.
النوع الثاني:
عار واقف أنثوي وبأيدي على الصدر أو على الجوانب وتلبس في الغالب عقداً وخلاخيل وبعضها عليه آثار طلاء أحمر على الأيدي والرجلين. يعتقد بأن كلا النوعين يعودان إلى العهدين الهلنيستي والروماني ذلك لأنها وجدت مع الفخار الهنليستي المطلي، وهي من النموذج القديم الذي يكثر في العصر البرونزي في حماة والمينا ومدينة هولكا زنجيري بشمال كردستان. كذلك يوجد عدد كبير من الدمى الحيوانية مثل: الغزال، البقر والإبل، التي كانت سائدة حينها.
5- المعادن:
Mazîn
إن المناخ الرطب في مدينة أرپاد لايساعد على حفظ المعادن وعلى الأخص الحديد. فرأس الحربة الذي
عثر عليه في الطبقة (2) عام (1956)، كان في حالة ڕديئة كالدرع الذي وجد في نفس الطبقة (2) عام (1960). الدروع الحديدية والبرونزية، التي عثر عليها كانت مكومة في غرفة من الغرف، أما النماذج عثر عليها نتيجية الحفريات، ولقد نجم عن الحفريات عدداً من الأسلحة وقطعاً من نصال السكاكين إضافة إلى ڕؤوس السهام المثلثية والمبسطة خاصة في الطبقة (2)، ومثلها وجدت في مدينة الباب. والعديد من القطع المعدنية الأخرى، التي وجدت في الموقع منها يتماثل مع تلك القطع التي أكتشفت في مدينة “هولكا زنجيري” بشمال كردستان، وهذا دليل أخر على وحدة ثقافة المدينتين وهويتهما القومية الخورية.
6- الأختام:
Mor
وجد علماء الأثار في الموقع أثناء تنقيبهم العديد من الخواتم، وهي متنوعة في الشكل والمقاييس ولهذا
العلماء صنفوها إلى ستة أنواع هي:
أولآ- خاتم مسطح من العقيق الأحمر هرمي ويميل إلى الشكل البيضوي. يبلغ أطواله (20×15 ملم) وعليه حيوان خرافي منتصب، يعود تاريخه إلى العهد الميتاني، من القرن السابع قبل الميلاد، وقد عثر عليه في الطبقة الأولى.
ثانيآ- خاتم مسطح من العقيق الأبيض مخروطي يميل إلى البيضوية أطواله (18×12×13ملم) ويعود إلى العهد الميتاني، من القرن السابع قبل الميلاد وقد عثر عليه في الطبقة الأولى.
ثالثآ- خاتم مسطح من العقيق اليماني أطواله (30×23×12ملم)، وعليه صورة لعابد ملتح ڕافع يده من القرن السادس قبل الميلاد وقد عثر عليه في الطبقة الأولى أيضآ.
رابعآ- خاتم مسطح من الزجاج الأخضر مخروطي بقاعدة مستديرة أطواله (20×17 ملم)، وعليه صورة بطل ملتح عاري الرأس، ويلبس قميصاً تظهر منه إحدى ڕجليه عارية، ويمسك بقرون ثورين هائجين ذي ڕؤوس ملتوية، ومن العهد الاخميني، وقد عثر عليه في الطبقة الأولى.
خامسآ- خاتم أسطواني من الحجر الرمادي عليه صورة لبقر الوحش (المها، الإبل، الوعل)، متكئ على جانبه الأيسر ملتوي الرأس وإلى الخلف، يحيط به حيوانان خرافيان جالسان يرفع كل منهم مخلباً فوق لفافة، وهو من النموذج الميتاني تبلغ أطواله (18×10ملم) وعثر عليه في القبر ڕقم (1) واحد، من الطبقة (6) السادسة.
سادسآ- خاتم أسطواني من الهيميتيت تبلغ أطواله (23×10 ملم)، وعليه إله جالس على مقعد وأمامه طاولة يحمل مرش، وأمامه عبدين يطلبان الغفران وفق الطاولة، كما يوجد قرص شمس ضمن هلال. وفي الطرف يوجد حيوان خرافي يمثل أرنب بري، وكل هذه الأشكال تلبس ثياباً طويلة ومحززة ويعود إلى العهد الميتاني – الحثي أي حوالي (1850) قبل الميلاد، وقد عثر عليه في الطبقة (1) الأولى.
هذا ما تم إكتشافه من أثار في مدينة أرپاد خلال عمليات التنقيب لسنوات متواصلة من قبل علماء الأثار والباحثين الإنكليز والحليين ولم يكن بينهم عالم كردي واحد!!!!. إن ما إكتشف من أثار، لقى، فخار، أختام ودمى، تؤكد وبشكل قاطع أن المدينة تعود إلى المرحلة الخورية والميتانية وكلهيما أسلاف الشعب الكردي الحالي، ومن ثم توالت عليها حضارات عديدة ومختلفة بفعل الإحتلال والغزوات، ويمكن القول لم تضف للمدينة وأهلها شيئ، سوى الدمار والخراب والتشرد.
حسب المعلومات المتوفرة، إن السور الذي كان يحيط بالمدينة التاريخية ويقع خارجها أي حدود المدينة الأساسية، والأن هذا السور موجود تحت أبنية المدينة الحديثة، وبحاجة إلى دراسة معمقة وعمليات تنقيب أخرى، إضافة إلى تمحيص المنطقة التي نقبت سابقآ، من قبل علماء أثار أخرين أكثر خبرة ومعرفة ولديهم أجهزة ومختبرات حديثة وبمشاركة كردية. كما أن الباب الشرقي يحتاج هو الأخر إلى المزيد من الدراسات لأن الطبقات الرومانية والهلنيستية أزيلت منه للأسف الشديد.
والمربع (ه 5) والمنطقة المجاورة له، تعطينا فكرة عن العلاقة بين الطبقات الميتانية وطبقات العصر البرونزي الحديث، وأنه من الضروري أن يتم العمل في طبقات ما قبل التاريخ، التي تحدد وجودها في جانب التلة، ولا شك أن ذلك سيزودنا بمعلومات إضافية حول الفترة الزمنية ما قبل التاريخ. لأننا مازلنا نفتقد الكثير من المعلومات عن المرحلة الخورية التي تأسست فيها مدينة أرپاد والمرحلة الميتانية.
7- العظام:
Hestî
وفي عام 1964 تم إكتشاف عظام حيوانية في موقع أرپاد، بلغت عددها (860) قطعة عظمية وكسر وتشمل ضمنآ العظام التي تعود للفترة الخورية والميتانية والحثية وما تلتها من حقب. وخلال دراسة هذه العظام من قبل العلماء والمختصين توصلوا إلى هذه العظام تعود للحيونات التالية:
“الكلاب، القطط، الحمير الوحشية، الخنازير، الجمال، الغنم، الماعز، الغزلان، الأرانب البرية، الفئران، الصفر، الدجاج، الثعابين، السلاحف”. وقد كانت عظام هذه الأنواع من الحيونات، موزعة في المناطق الأربعة التي نقبت وأخذت كل منطقة بالترتيب لتفسير محتوياتها. الحمار الوحشي لا يقصد به هنا الحمار الأفريقي المخطط (زيبرة).
رابعآ، تاريخ وهوية مدينة أرپاد:
Dîrok, nasname û zimanê xelkê Arpadê
تاريخ بناء مدينة “أرپاد”، بخلاف كل الإدعاءات والأكاذيب التي ساقها الكتاب والمؤرخين المستعربين والمستتركين، فإن بداية نشأت هذه المدينة التاريخية يعود إلى حوالي (5000) سنة قبل الميلاد، أي قبل العصر البرونزي القديم. وفي هذا الوقت من التاريخ لم يكن يعيش في هذه المنطقة التي تمتد من مدينة:
“أنقرة الحالية وسواحل بحر مرمرة غربآ وصولآ إلى خرسان شرقآ، أي كل تركيا الحالية وأذربيجان وإيران والعراق والكويت حتى مضيق باب المندب من الطرفين الشمالي والجنوبي وكل سوريا الحالية تقريبآ“، سوى الخوريين وهم أسلاف الشعب الكردي، وكل من وفد إلى هذه المنطقة بعد ذلك، لا شك فيه كانوا محتلين وغزاة ومازالوا، وإرتكبوا المئات من الجرائم والفظائع بحق هذا الشعب العريق.
من جهته وصفها الرحالة “ياقوت الحموي” في كتابه (معجم البلدان) كالتالي: أَرْفَادُ:” بالفتح ثم السكون، وفاء، وألف، ودال مهملة، كأنه جمع ڕفد: قرية كبيرة من نواحي حلب ثم من نواحي عزاز، ينسب إليها قوم، منهم في عصرنا أبو الحسن عليّ بن الحسن الأرفادي أحد فقهاء الشيعة، في زعمه، مقيم بمصر
أما عن تاريخ تسميتها بتل ڕفعت فهذا يعود إلى عهد دخول العثمانيين، وقد جعلوها بادئ الأمر بالتاء المربوطة ( تل ڕفعة) وبسطت التاء لاحقاً واستقرت على تل ڕفعت”.
أما كامل بن حسين الحلبي، الشهير بالغزي حيث ذكرها في كتابه “نهر الذهب في تاريخ حلب” كما يلي:
” تل أرفاد هذه هي الآن قرية. وفي سنة (1338) ميلادية جعلت مركز قضاء. ثم في سنة (1340) نقل المركز إلى عزاز. والأتراك سموها تل ڕفعت. وقد جعل عندها محطة لسكة الحديد بغداد. وهذه القرية طيبة المناخ عذبة المياه تربتها حمراء مشهورة بجودة البطيخ الأخضر، وفيها كروم وبساتين”.
إن جذور مدينة أرپاد، ضاربة في التاريخ وعمرها يناهز عمر مدن كثيرة مثل مدينة (حماة وحمص اللاذقية). وهناك بعض المستعربين وعن خبث ولأهداف سياسية يعيدون تاريخ المدينة إلى عهد سيطرة المجموعة الصحراوية السامية التي سكنت جنوب سوريا اليوم أي منطقة البادية، وأطلق السومريين – الكرد عليهم تسمية “الأموريين”، والتي تعني الغربيين. كون هؤلاء الناس كانوا يقيمون غرب المناطق السومرية، ولهذا فهم ليسوا عرقآ ولا شعبآ ولا إمة، هم مجرد عشيرة هاجرت من موطنها في الجزيرة إلى هذه المنطقة، بحثآ عن الكلى والماء لمواشيهم، وإستوطنوا فيها ومن ثم أنشأوا إمارة وكانوا بدوآ ومن صفاتهم كما جاءت في النصوص السومرية والأكادية التاريخية كالأتي:
1- يعيشون في خيم معرضة للرياح والمطر.
2- يحفرون الأرض بحثآ عن الكمأة عند سفح الجبل.
3- لا يثنون ڕكبتيهم (لكي يزرع الأرض وربما يقصدون أنهم لا يخضعون).
4- يأكلون طعامآ نيئآ.
5- لا يملكون بيتآ طوال حياتهم ولا قبرآ عند وفاتهم.
6- الغريب (الخارجي) يقصدون به الخوريين، السومريين، ثم سومر وأكاد.
7- لا يعرفون الحبوب.
8- لا يعرفون المنازل والمدن.
9- الرجل الجلف الذي يعيش في الجبال لكي يحضر ضأنآ وأغنامآ.
10- أقوياء ولهم أجسام ضخمة.
11- يعيشون على الغزوات والإغارات، ويتصرفون بغرائز حيوانية مثل الذئاب.
فمن أين لهؤلاء البرارة، فن العمارة والبناء والمعابد وترصيف الشوارع؟ كيف يمكن لهم إنشاء مدن كمدينة أرپاد التاريخية العريقة وهم بهذا المستوى المتخلف؟؟ وكما تشير المصادر التاريخية إلى أن الأموريين تغلغلوا من البادية (السورية) إلى أواسط بلاد الخوريين وغربها.
الأموريين أسسوا مملكة شملت مدينة حلب أيضآ وسموها (يمخد)، ما لبس أن سيطر عليها الميتانيون -الخوريين تقريبآ في منتصف القرن (15) الخامس عشر قبل الميلاد، مع بقية مناطق النصف الشمالي من سوريا الحالية، وظلت تحت السيادة الميتانية، لحين سقوط الدولة الميتانية الكردية على يد الحثيين الكرد في القرن (12) الثاني عشر قبل الميلاد، وفيما بعد وقعت المدينة بيد الأشوريين الذين شنوا حملة عليها ومعها بقية المدن الخورية – الميتانية – الحثية المجاورة لها مثل الباب، مبوگ (منبج)، گرگاميش، أزاز، كلس، وأصبحت تابعة للنفوذ الآشوري، ولما ضعف الآشوريون، سيطر عليها الكنعانيين (الآراميون) القادمون من البادية السورية.
لقد تلاشى الدور السياسي للأموريين مع تحول المنطقة، وذلك بدءً من أواسط الألف الثاني قبل الميلاد وتحول المنطقة إلى مسرح، للصراع بين القوى السياسية الكبرى الجديدة، وكانت تتمثل حينذاك في الكرد الكاشيين الذين سيطروا على دولة بابل، والكرد الحثيين الذين بسطوا نفوذهم في أقصى غرب كردستان (الأنضول)، وأقاموا دولة قوية وشمالي غرب الفرات كان الميتانيين الخوريين، قد بنوا دولتهم وإتخذوا من “واش-كاني” عاصمة لدولتهم، وفي الجنوب كان المصريين قد بسطوا سيطرتهم على جزء من
ساحل المتوسط الشرقي. ولم تستطع الممالك الغربية الإستمرار في البقاء مثل مملكة سيانو، أمورو، وكنزا (قادش)، ونيّا، نوخشي، أن تستقل بشؤونها تماماً بسبب تفرقها وقوتها المحدودة وصغر ڕقعتها الجغرافية.
لقد ڕبط بعض الباحثين بين الأموريين ودويلة أمورو، التي قامت في المنطقة الممتدة بين ساحل المتوسط ونهر العاصي (شرقي طرطوس)، وقد ڕصدت نصوص تل العمارنة ومملكة أوگاريت أخبارها خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
وهناك بدعة أخرى ساقها هؤلاء النصابين ومزوري التاريخ من المستعربين العرب، ألا وهي بدعة وجود قوم “أرامي”، وهذه مجرد كذبة من أكاذيبهم التي لا تعد ولا تحصى. ويقولون المسيح كان يتحدث الأرامية!!!! وعلى حد علمي أن عيسى إبن مريم الذي أطلق تسمية (المسيح) عليه، كان يهوديآ مع كل تلامذته الأثنى عشر. فكيف تحدث مع أبناء شعبه من اليهود؟؟ هل تحدث بلغة غير لغتهم أمه، أم أن اليهود كلهم كانوا يتحدثون الأرامية؟؟ ثم ما الفرق بين الأرامية والسريانية؟
كل ذلك خزعبلات وأكاذيب ولا صحة لها، كان لقد وفد قوم إلى جنوب أراضي الخوريين وكانوا يسمون كنعانيين، وسكنوا فيها ومنهم جاء اليهود. وهؤلاء بنوا عدة مدن مع الوقت وهناك من أطلق عليهم تسمية الفينقيين وتحديدآ اليونانيين بسبب بيعهم مادة برتقالية في اليونان وكانوا يستخرجونها الحيوانات البحرية، ومنهم من أطلق عليهم تسمية الأراميين. و”أرام فدان” هو جد هؤلاء وهو مثل السعود جد عائلة أو عشيرة السعود والملك أشور. ومع الزمن توسع نفوذ هؤلاء وشكلوا مملكة وأطلقوا عليها تسمية “بيت أغوشي”، وذلك بعد إنهيار الدولة الحثية الكردية على يد شعوب البحر (الهليستي)، وإتخذوا من مدينة
“أرپاد” الخورية عاصمة لتلك المملكة. ولكن المدينة كانت موجودة حتى قبل الدولة الميتانية والحثية والأشورية والبابلية والميدية والفارسية، وبالتالي ليس صحيحآ أن مدينة أرپاد تأسست عام (883) قبل الميلاد.
لقد سقطت مملكة “بيت أغوشي”على يد تغلات قلاصر الثالث عام (740) قبل الميلاد، بعد حصار دام ثلاث سنوات، وحكمها عدة ملوك عبر التاريخ كان أشهرهم الملك “تيغلات بيلاصر” والذي ڕفع من شأن المدينة وجعلها عاصمة له، بسبب موقعها الجغرافي الممتاز والهام.
وفي أواخر القرن السابع قبل الميلاد وقعت “أرپاد” تحت حكم الملك البابلي/الكلداني نبوخذ نصر الثاني، الذي قام بتوحيد بلاد الكرد “السومريين والميتانيين” تحت حكمه. ثم توالت الممالك والحضارات على المدينة، وتعاقب على حكمها الآشوريون، البابليون، الفرس، الهيلنستيون ثم الرومان، الذين مكثوا فيها منذ العام الأول للميلاد، وحتى القرن السابع الميلادي، لتقع بعدها تحت سيطرة العرب المسلمين الغزاة، بعد إحتلالهم لمدينة دمشق، حمص، حلب، وكانت تعرف حينها بإسم “أرفاد” وثم في جميع العهود التي توالت عليها.
وحول ورود إسم مدينة “أرپاد” بصيغة (أرفاد) في التوراة وهو الكتاب الذي يدين به اليهود، وقد جاء في قاموس الكتاب المقدس الصادر عن دائرة المعارف الكتابية المسيحية ما نصه:
”أرفاد: هي مدينة في آرام يرجح أن موضعها اليوم هو “تل أرفاد” على مسافة 13 ميلًا شمالي حماة، وتذكر عادة مع حماة في العهد القديم، ونقرأ في ملوك2 الاصحاح 18: عدد 34، الاصحاح 19: عدد
13 واشعيا الاصحاح 10: عدد 9 أن الآشوريين يفتخرون بأنهم أخذوا أرفاد. كذلك يذكر أرميا”.
ملاحظة حول هذه الرواية:
إذا كانت المدينة التي ذكرت في “التوارة” يقصد بها حقآ مدينة أرپاد الخورية، فهذا يتناقض مع الموقع الذي ذكرته التوراة (شمال مدينة حماه بثلاثة عشر ميلآ). والميل كما هو معروف يساوي (1.609) كيلومتر. وفي هذه الحالة 13 ميل يعادل (20.917) أي ما يقارب 21 كيلومتر. وهي أقل من المسافة بين مدينة أرپاد وحلب. وبالتالي هذه المعلومة ليست صحيحة، إلا إذا إعتبرنا أن المسافة التي وردت في التوارة غير صحيحة، وهذا يعني أن التوراة غير مصدر موثوق به، وهذا لا يحبذ سماعه أتباع التوراة. ولا أدري إن كان هناك مدينة أخرى قريبة على حماه، وإسمها قريب من إسم المدينة الخورية – الكردية
أرپاد.
وفي نهاية عهد الدولة العثمانية في المنطقة وإنشأ الكيان السوري اللقيط مثل الكيان التركي والعراقي، قام النظام القومجي العنصري بسوريا، بتغيير إسم المدينة من “أرفاد” إلى (تل ڕفعت)، وظهر الاسم الجديد للمرة الأولى عام (1912) ميلادية، على لوحة محطة القطار في المدينة، واللوحة كانت موجودة إلى ما قبل الثورة، ولا ندري إن كانت اللوحة لا تزال موجودة حتى اليوم في موقعها بالمحطة. ولكن بشكل ڕسمي وخلال حملة تعريب أسماء الأماكن والمدن والقرى الكردية، في عهد الوحدة بين مصر وسوريا سنة (1958)، عربوا إسمها وسميت (تل ڕِفعت).
وعندما بدأ الكرد وقواهم السياسية بإستخدام تسمية “غرب كردستان” وهي التسمية الحقيقية الوحيدة ورفع مطلب الفيدرالية، قامة قيامة العنصرين العرب والمستعربين على وجه الخصوص وجن جنونهم. وتسألوا أين يقع هذا الإقليم وما حدوده؟ عندما أخبرناهم بذلك، ونشر بعض النشطاء الكرد مشكورين خرائط شبه تقريبية لإقليم غرب كردستان (روزأفا)، هستروا الجماعة تمامآ. وجرت نقاشات طويلة وحادة للغاية بين الطرفين الكردي- العربي عبر صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية. هم يدعون هناك فقط ثلاثة مقاطعات كردية غير متواصلة جغرافيآ، وحتى يرفضون تسمية غرب كردستان وإعتبار منطقة الجزيرة منطقة كردية!!!!
ليعلم هؤلاء أن كل من مدينة حلب وريفها الشمالي بأسره (الباب، مبوگ (منبج)، گرگاميش، أزاز، أرپاد ومنغ)، إضافة لمدينة إدلب وصولآ إلى جبل الكرد في اللاذقية، أراضي كردية ڕغم وجود بعض المستوطنين المستعربين من بقايا التتر والكرد يسمونهم (تات)، لأن ليس من بينهم عربي واحد، وحتى لباسهم مختلف كليآ عن لباس العرب المعروف (دشداشة).
وحسب المصادر التاريخية الجادة والموضوعية الغير مسيسة والموثقة بها، كلها تؤكد بشكل قاطع أن الأراميين ليسوا هم من أسسوا مدينة “أرپاد” والمملكة التابعة لها. الأراميين سيطروا عليها متأخرآ جدآ أي بعد الميانيين والحثيين الكرد ثم سيطر عليها الآشوريون القادمين من البادية، ومن بعدهم وقعت سيطرة الكنعانيين (الأراميين) نتيجة ضعف الدولة الأشورية، وكان يطلق عليها تسمية (بيت آغوشي/ آجوشي) مع حلب.
تسلسل الحضارات التي مرت على مدينة أرپاد:
Rêzeya şaristaniyên di ser bajarê Arpadê re derbasbûnî
العهد الخوري أي العصر النحاسي حوالي الألف الخامس قبل الميلاد.
2- العهد الخوري – الميتاني أي العصر البرونزي القديم 3000 قبل الميلاد.
3- العهد الحثي، أي العصر البرونزي الوسيط نحو 2300 قبل الميلاد.
4- الآموريين من القرن العاشر إلى التاسع قبل الميلاد.
5- الآشوري السوري من القرن التاسع إلى السابع قبل الميلاد.
6- البابليون الجدد من السابع إلى السادس قبل الميلاد.
7- الفُرس من القرن السادس إلى الخامس قبل الميلاد.
8- الهلينسيون من الأول قبل الميلاد إلى القرن الرابع الميلادي.
9- الرومان من القرن الأول قبل الميلاد إلى الرابع الميلادي.[1]