حاورته/ سلافا أحمد
شدد الرئيس المشترك لمجلس حركة المجتمع الديمقراطي في إقليم الفرات، #أنور مسلم# على أن هزيمة #داعش# في #كوباني# بداية النهاية لها، وأن خسارة داعش أغضب المحتل التركي لذا بدأ بهجمات عدوانية، وأكد على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية ما يحصل في المنطقة.
مرت ثماني سنوات على بدء هجوم داعش لمدينة الصمود والمقاومة كوباني، تلك المدينة التي لقنت العالم دروساً في التضحية والفداء والمقاومة، والتي أصبحت، إثر الانتصار على المرتزقة، شمعة تنير دروب الحرية لأحرار العالم؛ نتيجة صمود المقاتلين، الذين أصروا على حتمية قدوم النصر، وكان شعارهم إما النصر، أو الشهادة، وبالنتيجة كان لهم ما أرادوا في السادس والعشرين من كانون الثاني من العام 2014، حيث عُد هذا اليوم بداية انتهاء داعش في المنطقة بشكل عام.
وحول ذلك أجرت صحيفتنا حواراً مع الرئيس المشترك لمجلس حركة المجتمع الديمقراطي في إقليم الفرات أنور مسلم، وفيما يلي نص الحوار:
لماذا استهدف داعش كوباني، وما دور تركيا في ذلك؟
مدينة كوباني، التي أصبحت نواة لتحرير مناطق روج آفا من النظام البعثي، وبداية لتحقيق مشروع حر ديمقراطي جديد، في دول الشرق الأوسط، هذا المشروع الذي عُد أملاً لشعوب المنطقة بخاصة، والشعوب المظلومة والمضطهدة بشكل عام، وعلى رأسها الشعب الكردي، والدولة المحتلة التركية على رأس الدول، التي ترفض مثل هذا المشروع الديمقراطي، وهي ترى في الشعب الكردي عدواً لها، لذا أردوا عبر مرتزقة داعش القضاء على هذه التجربة الفريدة من نوعها، واحتلال المناطق الكردية، حيث كانوا يرون كوباني، أنها نقطة الانطلاقة لثورة روج آفا شمال وشرق سوريا، فاستهدفوها كي يحتلوها، ومن ثم يكملون احتلال المدن كلها في شمال وشرق سوريا.
سعت دولة الاحتلال التركية عبر مرتزقتها “داعش” تنفيذ مخططاتها في السيطرة على المزيد من الأراضي السورية، وإطالة عمر الأزمة إلى ما لا نهاية، ومناطق شمال وشرق سوريا كانت من أكثر المناطق أمناً في سوريا، في ظل الأزمات والصراعات التي كانت تشهدها البلاد؛ لذا لتتمكن تركيا من القضاء على السلام والأمان والمشروع الديمقراطي في مناطق شمال وشرق سوريا، قدمت شتى أنواع الدعم لمرتزقة داعش لتنفيذ أطماعها.
لكن بفضل مقاومة أبناء مدينة المقاومة والصمود “كوباني” ووحدات حماية المرأة وحماية الشعب، التي دامت لمدة 134 يوماً، بوجه مرتزقة داعش، الذي عجز العالم أجمع عن مجابهته، كانت كفيلة بتغيير الموازين على الأرض، والتي أصبحت نموذجاً حياً للعالم أجمع، المقاومة التاريخية، التي أبديت في تلك المدينة الصغيرة الغير معروفة أصبحت مثالا في المقاومة والنضال، لتلفت أنظار العالم، وتشكل التحالف الدولي لمحاربة المرتزقة، ثم بدأ بعدها تراجع داعش، ويتم تحرير المدينة.
-ما السبب الذي أجبر العالم لدعم مقاومة كوباني، بالرغم من وجود العشرات من المدن العراقية والسورية، التي سيطر عليها داعش، ولم تلقَ المساندة العالمية آنذاك؟
بينما كان الجميع يترقب سقوط مدينة كوباني خلال ساعات، أو أيام قليلة، كغيرها من عشرات المدن السورية والعراقية، إلا أن أبناء كوباني والمقاتلين الأبطال أذهلوا العالم بمقاومتهم التاريخية، أمام أخطر المرتزقة في العالم، حيث عجز العالم بأكمله التصدي لهم، لتصبح بعدها رمزاً للمقاومة والنضال في العالم أجمع، وغيرت مسار الأزمة السورية بأكملها.
تلك المقاومة كانت سبباً للتدخل الدولي، فنضال ومقاومة الشعب الكردي داخل أسوار مدينة كوباني، لاقت دعماً ومساندة دولية في محاربتهم لمرتزقة داعش، الذين شكلوا خطراً كبيراً على الأمن والسلم العالميين، لتطلق بعدها حملات تحرير متتالية لمناطق شمال وشرق سوريا كافة.
حيث أجبرت تلك المقاومة، والنضال، التي استمدت روح مقاومتها ونضالها من الروح الثورية الكردية، العالم والدول الاعتراف بالقضية الكردية في سوريا، وتم تقديم دعم تلك المقاومة عسكرياً ولوجستياً؛ ليكون النصر التاريخي على المرتزقة في كوباني.
بعد إلحاق الهزيمة العسكرية بداعش، أليس من واجب المجتمع الدولي الاعتراف السياسي بمناطق شمال وشرق سوريا، وما السبب بغض المجتمع الدولي الأنظار عن حل أخطر ملف في العالم؟
بالرغم من قضاء قوات سوريا الديمقراطية على خلافة مرتزقة داعش، في آخر جيب لها في دير الزور، والقضاء عليه جغرافياً، إلا أنه لا تزال مرتزقة داعش تشكل الخطر الأكبر على العالم، أو كما يصفها العديد بالقنبلة “الموقتة”، حيث لا يزال فكر مرتزقة داعش المتطرف قائماً، ولا بد من إيجاد حل نهائي له، وهناك الآلاف من نساء داعش، وأطفالهم في مخيمات شمال وشرق سوريا، وبخاصة في مخيم الهول، وهؤلاء الأطفال يتم تدريبهم على تبني فكر داعش الإرهابي، على أيدي نساء داعش ضمن مخيم الهول.
لكن مع كل أسف دول العالم، والمؤسسات المعنية بحل هذه المشكلة، يهملون حل هذه المشكلة الخطيرة، فقضية مرتزقة داعش المتواجدة في شمال وشرق سوريا يجب أن تحل، وبقاؤها بهذا الشكل واللامبالاة الدولية سيخلق الكثير من المشاكل، التي قد يصعب حلها بعد أن تتفاقم، فهناك خطر على المنطقة والعالم، وكل ما يحدث من إهمال هو بمثابة إرضاء لدولة الاحتلال التركية.
مرتزقة داعش يحاولون في مخيم الهول البدء بمعركة إرهابية جديدة؛ لضرب الأمن والاستقرار في مناطق شمال وشرق سوريا أولاً، ومن ثم ليمتدوا إلى المناطق الأخرى، ليشكلوا خطراً جسيماً على العالم أجمع، الموقف الدولي مريب ومستغرب، في وقت كان يجب عليهم العمل على إيجاد حل جذري لملف مرتزقة داعش بإقامة محاكمة دولية في شمال وشرق سوريا.
لذلك نكرر ونشدد على خطورة مرتزقة داعش على العالم أجمع، ونؤكد بأن محاولات داعش الأخيرة، تقف خلفها الدولة التركية المحتلة، وعلى المجتمع الدولي تدارك ما يحدث بالضغط على تركيا الراعية، والداعمة لمرتزقة داعش وغيرها من المجموعات المتطرفة.
كي نتمكن من القضاء على مرتزقة داعش نهائياً، علينا أولاً وضع حد لانتهاكات، وتدخلات دولة الاحتلال التركي في الأراضي السورية عامة، وشمال وشرق سوريا بخاصة، ومحاسبتها على جرائمها، وانتهاكاتها في المنطقة، لأنه من الأسباب الرئيسة لوجود داعش، هو دعم الدولة التركية لها.
لم تنتهِ مخططات تركيا، وإرهابها في المنطقة، مع نهاية مرتزقة داعش، حيث تدخلت بشكل مباشر باحتلال المدن السورية، كيف تنظرون لذلك؟
بعد فشل المخططات التركية لإفشال ثورة روج آفا، سعت دولة الاحتلال التركي من خلال مرتزقتها بالسيطرة على كوباني؛ كونها إحدى المدن الحدودية لتركيا؛ لتتمكن من خلالها دعم مرتزقتها عبر البوابة الحدودية، وضرب المشروع الديمقراطي في سوريا، إلا إنها فشلت بتحقيق ذلك، بفضل مقاومة أبناء مدينة كوباني، ووحدات حماية المرأة، ووحدات حماية الشعب التاريخية، حيث عُدت هزيمة داعش في كوباني بداية النهاية لها، وكانت من أهم الانتصارات في العالم، وخسارة داعش المزيد من الأراضي؛ أغضب المحتل التركي لذا بدأ بهجمات عدوانية على مناطق شمال وشرق سوريا.
وبدأت تركيا باحتلال المدن السورية الواحدة تلو الأخرى، كالباب، وجرابلس، وإعزاز، ومن ثم عفرين، وكري سبي، وسري كانيه، وكان الهدف من تلك الاحتلالات إعادة حلم الإمبراطورية العثمانية البائدة، ورغم كل الانتهاكات والجرائم، التي حصلت إبان الهجمات، إلا إن دولة الاحتلال التركي، كانت تتلقى الدعم والمساندة العالمية والدولية عن جرائمها، بصمتهم على تلك الجرائم والانتهاكات، ونحن أبناء هذه المنطقة نحمل المسؤولية الكاملة للانتهاكات والممارسة الإرهابية، التي قامت بها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها بحق أبناء مناطقنا، للمجتمع الدولي والرأي العام.
في ختام حوارنا، هل من كلمة أخيرة؟
في ختام حوارنا هذا، أشدد على ضرورة محاسبة مرتزقة داعش، وإعادتهم إلى أوطانهم، ووضع حل جذري لمشكلتهم، التي تتفاقم يوماً بعد يوم، كما نطالب المجتمع الدولي، وعلى رأسه التحالف الدولي لمحاربة داعش، تحمل مسؤولياتهم بوضع حد للهجمات، والجرائم، التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي، بحق شعوب شمال وشرق سوريا.[1]