المؤرخ: برادوست ميتاني
بعد ظلم طويل تجاوز القرون طال الشعب الكردي، تنفس الكرد الصعداء قليلاً بعيد ثورتهم في روج آفا 2011م ليعيشوا بحرية في أرضهم، التي حرروها بدمائهم، وبعد أن عجز أعداؤهم الكلاسيكيون في القضاء على تلك الحرية، ظهروا في شكل مختلف جديد، هو داعش الذي تجسد في تطرف ديني، قوموي وسلطوي عنيف، ضد مكتسبات الكرد خاصة ومكونات روجآفا عامة.
بالرغم من عداء داعش، وهجماتها الوحشية على كل مناطق روجآفا وشنكال، ودفاع وحدات حماية المرأة، والشعب يتفانى في وجهها، وضعت داعش اهتمامها العدائي بالدرجة الأولى على مدينة كوباني، وذلك لأهمية موقعها الاستراتيجي من مختلف النواحي.
جمعت داعش حشوداً كبيرة من المتطرفين والمرتزقة، من مختلف مناطق الرقة، منبج، العراق، وجرابلس، وغيرها ووضعت جسراً على نهر الفرات، وانضم إليها الآلاف من العنصريين والمتأسلمين، وهواة النهب والسرقة، فتحركت نحو كوباني مدججة بالدبابات والمدافع، بما في ذلك الطائرات التي استولت عليها من بقايا الجيشين السوري والعراقي، بالإضافة إلى التعزيزات، التي جاءت إليها من مراكز التطرف في العالم خاصة من تركيا، وأخذت تتقدم كانتشار وباء الطاعون، وهي متجهة نحو كوباني، فقد احتلت معظم قرى كوباني والتي بلغت 350 قرية، وعاش السكان في رعب وذعر، وقد خرجوا من ديارهم، بلغ عددهم أربعة آلاف مهجر وتوفي المئات، فدخلت مناطق كوباني في حالة جهنمية لم يقف أمام داعش إلا أبطال وحدات حماية المرأة، ووحدات حماية الشعب، وبعض فصائل الجيش الحر الوطنيين، أمثال جبهة الأكراد، وشمس الشمال وثوار الرقة، وفيما بعد مجموعة من (150) بيشمركة جنوب كردستان ليدافع الجميع عن العرض والأرض.
بدأت الملحمة في منتصف شهر أيلول 2014م
دافعت وحدات حماية المرأة، ووحدات حماية الشعب بقوة لمنع وصول مرتزقة داعش إلى المدينة، فقد قتل في قرية المحمودية، وسواها أكثر من 89 متطرفاً، ودمرت أربع سيارات عسكرية، وأخذت تقاوم على معظم الجبهات.
في قرية سرزوري شرقي كوباني يوم 16-أيلول 2014م، سطرت مجموعة من وحدات حماية الشعب والمرأة ملحمة تاريخية، عندما حوصروا في المدرسة، وكان عددهم 13 مناضلا، وظلوا يدافعون حتى نفاذ ذخيرتهم، وقد قال قائدهم رودي عفرين في اتصال مع قيادته: سنقاوم حتى النهاية، ولن نسمح للمحتلين تدنيس ترابنا، وأننا نعرف بأننا سننال الشهادة، ولكننا نعلم بأن هناك من سيسلك طريقنا، ثم لجؤوا إلى اسلوب العمليات الدفاعية، حتى استشهد الجميع بعز وكرامة.
في 17-9-2014م أعلن النفير العام، لذلك لبى النداء العديد من الشباب، والشابات الكرد، وانضموا إلى صفوف المقاومة، كما أن الكردستانيين في باكور بالرغم من العراقيل، التي وضعتها السلطات التركية أمامهم شكلوا على الحدود نوبات الحراسة المستمرة؛ لكيلا تنتقل داعش من تركيا إلى كوباني.
استمرت القوات في الدفاع، وقتل قرابة الثلاثين داعشياً، إثر شن العشرات من الهجمات، وكانت تتلقى الدعم عبر القطار من تركيا، كما أن المقاومة في قرية “كون كفتار” وغيرها قتلت أكثر من 150 متطرفاً، ودمرت سيارة لهم، بفضل تلك المقاومة فشل حصار كوباني، ولم تتمكن داعش من اختراق جبهات الدفاع، وظلت بعيدة قرابة عشر كيلومترات، وهي تخسر القتلى في صفوفها، كما أن المقاومة تمكنت من أسر 30 منهم، وفيما بعد تمكنت من قتل 55 منهم، ووضعت يدها على كمية من الذخيرة، وقد اشتدت العمليات القتالية في الجبهات الثلاثة للمدينة في الشرق والجنوب والغرب، قتل خلالها50 متطرفاً في صفوف داعش، وهي تحاول التقدم لاقتحام المدينة.
الملحمة في شهر تشرين الأول 2014م
جمعت داعش الإرهابية جحافل ضخمة مزودة بالأسلحة الثقيلة كالمدافع، الدبابات، والدوشكا من مختلف المناطق المحتلة، ووجهتها نحو المدينة، طلبت الوحدات العسكرية من الأهالي إفراغ المناطق الساخنة، لكيلا يكونوا عرضة للوحشية القادمة، وأصبحت المعارك الشديدة على الباب الشرقي من المدينة.
كانت داعش تقول سنصلي عيد الأضحى في كوباني، فكان رد الشهيد أبو ليلى القيادي في لواء شمس الشمال: نقسم بأن لن ندع الإرهابيين، أن يدخلوا كوباني طالما في جسدنا روح، تنبض بالحياة؛ بذلك أصبح العيد عيد المقاومة، فكانت داعش تجعل من المدنيين دروعاً لها، وقصفت بأكثر من 80 قذيفة داخل المدينة، حيث المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وقد احتدمت المعارك أيضاً في تلة مشتى النور المجاورة للمدينة، ودُمرت ذخيرة الارهابيين في قرية حفتك، كما أن طائرات التحالف الدولي دمرت ستة مواقع لهم، فكانت الحصيلة قتل أكثر من 86 ارهابياً.
في 5-10-2014م نفذت المناضلة آرين ميركان (آرين ديلار كنج خميس) عملية فدائية دخلت التاريخ من أوسع أبوابه عندما نفذت عملية استشهادية في وسط الإرهابيين على تلة مشتى النور، فكان عدد قتلاهم وجرحاهم بالعشرات، وتمكنت القوات من إفشال 14 هجوماُ لداعش من جهة مشتى النور، مع قتل 70 مرتزقاً.
رفعت داعش أعلامها على الجهة الشرقية من كوباني، وشكلت تضحية الشهيدة آرين ميركان زخما قوياً على المستوى الشعبي والسياسي والثوري، وشكل الكردستانيون في باكور من على الحدود صفاً طويلاً تجاوز ثلاث كيلومترات دعماً لكوباني، واتخذت القوى الوطنية في داخل المدينة: جبهة الأكراد، فجر الحرية، شمس الشمال إلى جانب وحدات حماية المرأة، ووحدات حماية الشعب، المشكلين لغرفة عمليات بركان الفرات موقفاً مشرفاً، للاستمرار في التصدي، كما أن شخصيات الادارة الذاتية الوطنيين كالمناضل أنور مسلم، وكذلك المناضلة آسيا عبدالله، حملوا السلاح منخرطين في المقاومة، وللعبرة الثورية نذكر هنا أن امرأة كردية، وهي أم لأربع صغار تركتهم في رعاية جدتهم، وحملت سلاح المقاومة قائلة: هدفي هو أن يعيش أولادي أحراراً.
لكسر وحشية داعش، وحماية المدينة خاض الثوار حرب الشوارع في حي الصناعة، وفي ذلك قال الرئيس المشترك لدار الشعب في المدينة المناضل أحمد شيخو في 7-10-2014م: سنفعل كما فعل الثوري الليبي عمر المختار، ونربط أرجلنا بالسلاسل لنكون سداً أمام المحتلين.
قامت داعش بنهب أرزاق الأهل من أموال ومواشٍ، وباعتها في المناطق المحتلة من منبج وغيرها، وتمكن أبطال المقاومة من دحر الإرهابيين في ساحات متفرقة، من المقاومة داخل وخارج المدينة، وقتل 144 من المرتزقة، بينهم أحد قادتهم وهو أبو عمر الشيشاني وحراسه، ولم تبق إلا حارة واحدة من المدينة في يد داعش، التي انسحبت أمام أبطال المقاومة.
شهدت الفترات المتلاحقة عمليات الكر والفر، إذ جمعت داعش قوات ضخمة، وهاجمت بوحشية على مركز البوليس وعلى الباب الحدودي، واستولت على ثلث المدينة، وضمنها المربع الأمني للإدارة الذاتية، وأحرقت المباني، وهي تفقد القتلى في صفوفها وبلغ عددهم 75 قتيلاً بالإضافة إلى العديد من الآليات العسكرية، وتخسر الجبهات في جهة الشرق والغرب من المدينة، وتفر من المعارك.
في 13- 10 – 2014م نفذت قوات التحالف الدولي 21 غارة جوية، وكانت داعش تتخفى بزي وحدات المقاومة، وفي المعارك المتلاحقة، انتقلت العمليات القتالية إلى جبهات تل شعير، وتلة مشتى النور، وعند المشفى والمربع الأمني، استخدمت داعش المفخخات والسلاح الثقيل بكثرة، ولكنها تلقت خلالها ضربات قوية، وقتل أكثر من 660 من مجموع 1292قتيلاً خلال شهر، بالإضافة إلى الجرحى الذين أسعفتهم إلى تركيا عبر الحدود وكذلك الأسرى الذين وقعوا في يد أبطال المقاومة، الذين تمكنوا من تحرير أحياء عدة بما فيها مركز المدينة، أما في حي الصناعة فقد تم قتل 48 آخرين قبيل تحريرها، وقد صرح حينها البنتاغون الامريكي أن معظم حارات كوباني أصبحت في يد حلفائنا المدافعين عن المدينة.
في 19-10-2014م أرسلت حكومة إقليم كردستان عشرة أطنان من الأدوية، وتمكن المقاتلون من تحرير قرية تل شعير في غرب المدينة، بعد مقتل 70 مرتزقاً، مع استمرار المعارك في الشرق وتدمير ثلاث عربات عسكرية، وكذلك في جهة شمال المدينة وقد أرسلت داعش سيارة مفخخة لكن تم تفجيرها من بعيد.
تستمر الملحمة في شهر تشرين الثاني
كان برلمان جنوب كردستان قد وافق على إرسال مجموعة من البيشمركة لمساعدة أخوتهم في كوباني، وفي 1-11-2014م وصل 150 منهم، حينها صرح القيادي في وحدات حماية الشعب سيبان حمو قائلاً: ننظر بإيجابية إلى قدوم البيشمركة.
الانتصارات تتلاحق، وأسفرت عن هزائم للإرهابيين، وهم يخلفون قتلى تجاوز عددهم خلال أيام 235 قتيلاً، بينما الأهل يكتظون على الحدود في الشمال، والشهيد أبو ليلى يوعد في 18-11-2014 م قائلاً: سنكون مع وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب حتى النهاية.
نعم، لم تبقَ قوة داعش كما كانت إذ تمكن المدافعون عن المدينة، وهم يتفانون في سبيلها من الحاق الهزائم بها وإضعافها وكذلك قد خفت نسبياً شراسة المعارك، ولكن مازالت نسبة عشرة بالمائة من المدينة محتلة، فقد شهدت ساحة بلدية الشعب معركة كانت كفة النصر لأبطال المقاومة، كما أن خارج المدينة من جهة الشرق والجنوب المعارك محتدمة، قتل خلالها 112 داعشياً، وتلتها عمليات تمشيط الأحياء المحررة من المدينة، وتم خلالها تصفية 13 إرهابياً آخرين.
28-11-2014م جمعت داعش قواتها من الرقة، ومناطق أخرى، وشنت هجومها من جديد على مختلف محاور المدينة وأصبحت المعارك محتدمة، وفجرت سيارة، وفجر إرهابيون تفجيريين على باب مرشد بنار، وتتقدم من الغرب بثلاث دبابات، فتمكن المقاتلون من تفجير دبابتين، ويتحول القتال إلى الصدام المباشر لتكون نتائجها ونتائج معارك أخرى مقتل أكثر من 130 قتيلاً من المرتزقة، وتتويج هذا الشهر بتنظيف حي بوتان من الإرهابيين.
وتستمر الملحمة في شهر كانون الأول 2014م
استمرار القتال في سوق الخضرة، وساحة بلدية الشعب، والمربع الأمني، وعند الحدود الشمالية، وقامت داعش بإحراق سيارات الأهالي، انتقلت المقاومة في 5-12-2014م إلى حي بوتان أيضاً، ولكنها تحررت مقاومة ضارية بعد قتل 16 إرهابياً.
في 13-12-2014م تحاول داعش زرع الفتنة بين المكونات القومية، واللعب على جذب أصحاب النفوس الضعيفة من المكون العربي، لذلك عندما تهزم من أمام أبطالنا عن القرى تسلمها لبعض العرب.
احتدمت المعارك في 22-12-2014م وما تلاها في بعض مناطق الشرق والجنوب، والتي أدت إلى مقتل 11 إرهابياً وأحد أمرائهم، وتم تحرير مدرسة اليرموك، والمركز الثقافي في المدينة مع قتل 40 ارهابياً، وعملت وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب، وحلفاؤهم معاً على تنظيف الأحياء المحررة بيتاً بيتاً، وحارة حارة، وتلاها مقتل القيادي أبو خطاب النجادي في 25-12-2014م ومقتل 44 من الإرهابيين.
في نهاية هذا الشهر يخوض المدافعون معارك مشرفة في مختلف جهات المدينة حيث بعض الجيوب، وجزء صغير من المدينة، التي تحوي بقايا الإرهابيين، الذين تمزق شملهم أمام المدافعين الأبطال، لذلك بمجيء 30-12-2014م، نفذت داعش36 عملية انتحارية ميؤوسة دون أن تفلح، بل انتقل الثوار إلى مكتبة رش، لاستمرار العمليات التحررية، وقتل قرابة 140 مرتزقاً.
تتويج شهر كانون الثاني 2015م بتحرير المدينة لتنتهي الملحمة بالنصر التاريخي
في 1-1-2015م تم تحرير مكتبة رش وقتل 75 ارهابياً، وبرزت عمليات الجبهة الشرقية الجنوبية، التي بشرت بالنصر القريب، عندما تمكنت من تحرير حي مشتى النور، والمربع الأمني والمركز المدني، بعد أن قتلت 58 ارهابياً، بينما ظلت المقاومة في شارع 48 مستمرة حيث قتل فيها 25 مرتزقا.
في 11-1-2015م كانت حصيلة المقاومة تصفية 25 إرهابياً، وفي 22-1-2015م تم تحرير سوق الخضرة من جديد وكذلك جبهة الجنوب، وحي عين الكرد، بعد مقتل 89 إرهابياً خلال أيام، بذلك صارت بشائر النصر بالتحرير الكامل تلوح في الأفق، حيث هدأت فيما بعد وخلال أيام معدودة كانت جبهة الجنوب، وسوق الخضرة وبقية الأحياء مطهرة من الإرهابيين.
في 26-1-2015 تم تحرير كافة أحياء مدينة كوباني، فأخذت حفلات الفرح والدبكات تنتشر في جميع مدن روجآفا وكذلك رفع علم حركة المجتمع الديمقراطي بطول 75م على تلة مشتى النور. بعد تحرير المدينة بدأت مرحلة تحرير القرى المجاورة من براثن الإرهاب الداعشي وأعوانه، فقد تم استرداد مائة قرية وكذلك قرى في شمالي ريف حلب، وأكثر من 2000كم2 وطريق حلب-الحسكة وريف كوباني الغربي وبحلول 1-3-2015م تم تحرير 296 قرية وكذلك بالنسبة لجميع القرى التابعة لكوباني وداعش تجر أذيال الهزيمة أمام أبطال المقاومة المدافعين عن الارض والعرض.
لقد هزت مقاومة كوباني العالم، وحاربت وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة البطلة بدلاً عن العالم أعتى قوة متطرفة متوحشة وتمكنت من هزيمته.
لقد أوجدت مقاومة كوباني وحدة كردستانية شعبية، إذ تألمت وتلاطمت من أجلها أجزاء كردستان الاربعة، وكذلك الشرفاء من كرد الشتات، الذين قاموا بالمظاهرات والاعتصامات في مدن روجآفا، وفي الجنوب، والشمال والشرق، وفي أوروبا، بل حتى في أمريكا، كما أنها كسبت الرأي الشعبي العالمي في أمريكا وأوروبا وحتى الأرجنتين وأفغانستان، الذين تظاهروا تضامنا معها، كما أن كوباني أيقظت المراكز السياسية العالمية من سباتها حيث أظهر الرئيس الأمريكي حينذاك “اوباما” حزنه الشديد من أجل كوباني، ونادى البرلمان الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة العالم لنجدة كوباني، كذلك الملك الاردني، كما أن رئيس جنوب كردستان حينذاك مسعود البرزاني في اتصال مع وزير خارجية الولايات الأمريكية جون كيري طالبه بمساندة كوباني، كما أن برنار كوشنر الوزير الفرنسي السابق زار روج آفا والإدارة الذاتية دعماً لمقاومة كوباني.
انتصرت كوباني والفضل الكبير يعود إلى مقاومة وحدات حماية المرأة البطلة، ووحدات حماية الشعب، والأسايش الشجعان، وغيرهم من الشرفاء، هؤلاء الذين تشبثوا بتراب وطنهم، وهم يقدمون أرواحهم شهداء في سبيل انتصار مبادئهم الوطنية والقومية الإنسانية، في وجه احتلال 9000 داعشي لمدينتهم، ويجب هنا إضافة مؤازرة أهلنا في شمال كردستان لمقاومة كوباني أيضاً، حينما نزل الشابات والشبان من فوق الحدود، وهم ينضمون بأفواج إلى المقاومة، بالإضافة إلى نجدة بيشمركة جنوب كردستان لهم، وهم مدججون بسلاحهم المتطور، وكذلك فصائل وطنية من الجيش الحر، وهي جبهة الأكراد، شمس الشمال، فجر الحرية وثوار الرقة، نضيف إلى ذلك قوات التحالف الدولي، التي آزرت ثوارنا من الجو، وهي تقصف مقرات الإرهابيين.
كانت مقاومة كوباني صراع بين ثقافة الإيمان الحقيقي، في الدفاع عن الوجود والعيش بحرية وكرامة، وبين ثقافة الظلام والتطرف من قبل قوات احتلالية همجية، فكان النصر في ذلك لثقافة الأيمان الحقيقي بالدفاع عن الحرية والعيش الكريم، فهنيئاً لنا هذا، والنصر الدائم لأبطالنا من وحدات حماية المرأة، ووحدات حماية الشعب ومن آزرهم من الوطنيين، والموت لأعداء الشعوب.[1]