أعربت النساء في شمال وشرق سوريا على اختلاف مكوناتهن عن تضامنهن مع الانتفاضة النسائية في #روجهلات كردستان# و#إيران#، ضد السياسات القمعية للسلطات الإيرانية والتي اندلعت شرارتها عقب مقتل الشابة الكردية #جينا أميني#، وأكدن تعزيز نضالهن بوجه الجرائم التي تحاصر وتقمع حرية المرأة وتعادي تحررها.
اندلعت الانتفاضة في روجهلات كردستان وإيران عقب مقتل الشابة الكردية جينا أميني (22 عاماً)، على يد السلطات الإيرانية في طهران (الجمعة 16 أيلول) بعد تعرضها للتعذيب أثناء الاعتقال على يد ما تسمى الشرطة الأخلاقية الإيرانية وذلك بذريعة عدم التزامها بشروط الحجاب الصحيح.
ومنذ أكثر من أسبوع وتشهد مدن روجهلات كردستان وإيران، احتجاجات واسعة على خلفية الممارسات القمعية للسلطات الإيرانية بحق النساء، وخلال الاحتجاجات استخدمت السلطات الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، فحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران (وهي منظمة غير حكومية)، فقد قتل أكثر من 76 شخصاً.
وحسب ما نقلته وكالة روج نيوز، فقد اعتقلت السلطات الإيرانية أكثر من 1200متظاهر، وفق ما أعلن عنه مسؤولون أمس الإثنين، كما أوقفت 20 صحفياً وذلك وفقاً للجنة حماية الصحافيين، وسط قطع السلطات لشبكة الإنترنت.
وأثارت هذه الممارسات القمعية للسلطات الإيرانية سخطاً شعبياً ونسائياً واسعاً في الشرق الأوسط وشمال وشرق سوريا، فقد أعربت النساء في شمال وشرق سوريا عن تضامنهن ودعمهن للانتفاضة النسائية في روجهلات كردستان وإيران، خلال مشاركتهن في مظاهرات حاشدة قصصن خلالها خصلات من شعورهن وأحرقنها مع أغطية الرأس.
الحسكة
فقد أدان مؤتمر ستار في مخيم الهول الواقع في مقاطعة الحسكة شمال وشرق سوريا، بشدة هذا الفعل الإجرامي الذي لا يمت للإنسانية بصلة، وناشد جميع المنظمات الإنسانية بإيقاف العنف ضد النساء، مؤكداً أن جريمة قتل الشابة جينا أميني ستبقى وصمة عار على جبين من صفق ودعم وصمت حيال هذا الظلم.
جاء ذلك خلال بيان أدلي به أمام مركز مؤتمر ستار، قرأته عضوة المؤتمر بدرية حسين.
وذكر البيان جريمة القتل التي ارتكبتها السلطات الإيرانية بحق جينا أميني، قائلاً: لقد استفقنا على حادثة جديدة منافية للأخلاق والإنسانية، وجوه مختلفة لكن المجرم واحد، نرى اليوم تقتل إحدى النساء بحجة الحجاب، أنها ذريعة الدين المزيف لم يرضوا بخلل الحجاب، ورضوا بقتل النساء، إنما الخلل في عقولهم وليس في الحجاب، فهذه الجرائم التي يريدون بها إعادتها إلى زمن الجاهلية ووأد البنات، ويريدون تطبيق إسلام متطرف على مقاسهم ورغباتهم.
وأضاف: العدو التركي من جهة والإيراني من جهة أخرى والفكر الذكوري السائد المتجسد بصورة الابن، الأخ، الزوج، الأب من جهة أخرى، ابتداءً من العنف النفسي مروراً بالضرب والإيذاء وصولاً للقتل بمنتهى برود الدم.
وأكدت النساء في البيان اليوم جميعنا جينا وليصنع المجرمون ما يصنعون فها هو صوت النساء نسمعه داخل طهران، بدون خوف وبدون تردد سنبقى صامدات، مناضلات، مقاومات حتى تتحرر جميع نساء العالم.
وفي ناحية تل تمر التابعة لمقاطعة الحسكة، نظم مؤتمر ستار وقفة احتجاجية ضد مقتل الشابة الكردية جينا أميني على يد النظام الإيراني، وذلك أمام دوار البلدة الذي يقع وسط الناحية.
شاركت في الوقفة الاحتجاجية العشرات من النساء بناحية تل تمر وعضوات المؤسسات المدنية والاجتماعية، بينما حرقت عدداً من النساء أوشحتهن تنديداً بما يمارسه النظام الإيراني ضد النساء في روجهلات كردستان وإيران، فيما رفعت أخريات يافطات كتب عليها كلنا جينا أميني، وصورها وأعلام مؤتمر ستار.
وخلال الوقفة الاحتجاجية، استنكرت عضوة مؤتمر ستار بتل تمر، زيلان إسماعيل، ممارسات السلطات الإيرانية ضد النساء الكرديات والشعب الكردي، من سياسات إبادة باسم الدين، قائلة: تقتل الحكومة الإيرانية الكرد بحجج واهية ويحجب حريتهم على أبسط الأسباب.
زيلان أعربت عن دعم النساء في روج آفا وشمال وشرق سوريا لانتفاضة روجهلات كردستان وإيران، مؤكدة على دعمهن لكل النساء اللواتي يضحين بأنفسهن من أجل حريتهن، وتابعت: سنستمر بنضالنا لتحرير كل امرأة تتعرض للاضطهاد، ونستمر بفكرنا الحر والديمقراطي لننشره في العالم أجمع.
قامشلو
في السياق ذاته، أدان مجلس ناحية قامشلو، الأعمال الإجرامية التي ترتكبها السلطات الإيرانية تحت مسمى الدين بحق النساء وارتكاب أبشع الجرائم بحقهن.
جاء ذلك خلال بيان، شارك فيه أعضاء وعضوات المؤسسات التابعة للمجلس، ومؤتمر ستار، وسط رفعهم صور الشابة الكردية جينا أميني.
استنكر البيان الذي قرئ من قبل نائبة الرئاسة المشتركة لمجلس ناحية قامشلو، غفران كوكب، في مستهله، الانتهاكات التي مارستها الحكومة الإيرانية بحق الشهيدة، جينا أميني، تحت ذريعة الدين والأخلاق.
وأشار إلى الجرائم المرتكبة بحق المرأة، لا تزال مستمرة على مر التاريخ، وحتى اليوم تتعرض المئات من النساء المعتقلات في السجون التركية اللواتي يناضلن من أجل حقوقهن وحريتهن لم يخضعن للمحكمة بل يقاومن التعذيب اللاأخلاقي في ظل سياساتها الممنهجة ضد النساء الكرديات بشكل خاص.
مؤكداً وقوفهم في وجه كل أشكال الهجمات التي تتعرض لها المرأة، بالقول لن نلتزم الصمت يوماً حيال أي شكل من أشكال هذه الهجمات اللاإنسانية بحق جميع نساء العالم.
ودعا كل النساء إلى تعزيز التضامن ضد الأنظمة الحاكمة وتصعيد مستوى النضال النسائي في سبيل الحرية، منوهاً إلى الفضل الكبير للقائد عبد الله أوجلان الذي منح المرأة حقوقها وأيقن بكفاح المرأة وطالب جميع الأنظمة بحرية المرأة ونضالها، كما أكد على أن تغيير المجتمعات وتطويرها سيكون عن طريق النساء.
كما طالب في ختامه الجهات المعنية والأمم المتحدة بحماية حقوق الإنسان لاتخاذ موقف حازم حيال الأطراف التي ترتكب الجرائم الأخلاقية والإنسانية، وفرض عقوبات شديدة عليهم لقطع الطريق أمام هذه الممارسات الوحشية لاسيما إن حقوق الإنسان وحريته مرتبطة بوجود المرأة الحرة لذلك يجب الحفاظ على هذه القيم المقدسة.
كوباني وعين عيسى
أما في مدينة كوباني، فقرئ البيان أمام مقر مكتب المرأة في المؤسسة الدينية من قبل الإدارية، ليلى إسماعيل.
استنكر البيان الأعمال الوحشية والعنف ضد المرأة في العالم أجمع، وما تقوم به السلطات الإيرانية تجاه المرأة الكردية التي أثبتت للعالم وجودها في جميع الميادين.
وأشار إلى أن الإسلام بعيد كل البعد عن هذه الأعمال القذرة، داعياً القوى الدولية والأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان إلى الوقوف في وجه الممارسات الفاشية ضد المرأة، وخاصة ما تقوم به السلطات الإيرانية ضد النساء الكرديات، ومحاسبة كل من له يد في قتل وتعذيب النساء في العالم.
كما أعلنت النساء في ناحية عين عيسى خلال بيان، عن تضامنهن مع انتفاضة المرأة في روجهلات كردستان ضد سياسة القمع الممارسة من السلطات الإيرانية.
وحضر البيان الذي ألقي أمام مركز مؤتمر ستار بالناحية من قبل الإدارية ألحان حمي، العشرات من نساء ناحية عين عيسى.
ندد البيان بالجريمة البشعة بحق الفتاة الكردية جينا أميني على يد شرطة الأخلاق الإيرانية، من خلال الاعتداء عليها وتعذيبها نفسياً وجسدياً حتى الموت تحت ذرائع وهمية تنتقص من حرية المرأة.
واعتبرت نساء الناحية خلال بيانهن أن هذه الجريمة هي بحق كل امرأة مناضلة في وجه العادات والتقاليد البالية للذهنية الذكورية التي ولدت فكر السلطة القمعية، داعياتً كافة النساء للانتفاضة الشعبية بوجه الجرائم التي تحاصر وتقمع حرية المرأة وتعادي مشروع تحررها، وأكدن على رفع وتيرة النضال والمقاومة، وتضامنهنَ مع انتفاضة المرأة في وجه الظلم والقمع الممارس بحقهن.
(كروب/ي م)
ANHA
[1]