أحمد علي الزين
للأنثى حظ الذكرين في الثورة .
وكان
لم يبق لدي من شيء يذكر اكتبه اليك في الامل ،لولا ضفيرتها .
كنت مكتئبا منكبا على المتوسط احصي غرقى قوارب الجوع الهاربة من طرابلس وابتلعها البحر…
هو القاتل نفسه يا صديقي
يجوِّع هنا
يُروِّع هناك
يقتل هنا
ويقتل هناك
يُحرِّم هنا
يُحلِّل هناك
يُشعل هنا
يطفىء هناك
متعدد في القتل وواحد في المكان ،
وكان ،
لم يبق لدي لا ماء ولا دمع ولا حبر للرثاء .
جف حقلي وحلقي .
نصف كاس نبيذ افسده الهواء فصار خلاً
لا يشرب
بعض عمرٍ صار مملاً
نصف جسدٍ مضجرٍ
نصف حلم يمحى حينا وحينا يكتب
نصف امل رجراج ،
مطلعٌ شيء على دفتر عتيق يشبه الشعر
ونثر متقطع كالحسرة، يشبه العمر .
تقاسيم اكررها من مقام النوى حين يعلو شجني ،
وبخور اشعله لطرد المندسين في اللغة .
قلت لنفسي :
لا باس
يبدو
مازال ممتلئا نصف الكأس .
فجأة رفعت منسوبه فتاة قصت ضفيرتها ، ولوحت بها للقاتل يوم أمس !!
فقلت في سريرتي للانثى حظ الذكرين في الثورة ، عند العرب وعند الفرس .
انتابتني نشوة المنتصر فمحوت يأسي ،
وهذه عادتي :
رقصة تعيدني الى جسدي
امرأة تعيد الي لغتي
صرخة تعيد الي صوتي
وغامض يعيدني الى نفسي
عفوك يا سيدتي . ما اجملك وانت تلوحين بضفيرتك لقاتلك.
أما الصورة التي شاهدتها لصديقتك “جينا “، ف… قتلني شرود عينيها !!! كيف استطاع ان يطفئ بريقهما ذلك القاتل الملتحي باسم الله ، وحين نطقوا اسمها مسجى اشعلت شمعتين واحدة لليلي وواحدة لليل البلاد .
والثالثةً
تركتها لعيد النوروز لاهلي واهلها ،
قالوا :
ارعبت أمتين خصلةٌ من شعرها ؟.
فقتلوها !
يا الهي !!!
فكيف لو مشت النساء في الارض على وقع خطاها وخلفهن يموج ليلهن الطويل ؟
كيف لو خرجن كلهن من العباءات ، كالسيوف تُستلُّ من اغمادها ويلمعن كالبرق في ليل البلاد ؟
ماذا سيحدث؟
لو خرجن ، خرجن ،اشعلن الليل بالزغاريد،
هتفن للانثى حظ الذكرين في الثورة.
وقصصن ضفائرهن ولوحن بها للجلاد؟
صرخ فلاح كردي من اعالي جبال قنديل ؛
ترجمت الريح لي بعض المعنى وسقط سهوا بعض الكلام كما نفناف الثلج على الضريح ، كما رذاذ الموج على وجه غريق ،
كما نثار الرماد في الحريق ..
قال بكلام صريح .
“انت الذي هناك
ايها القاتل ، يا صاحب فتاوى الاعدام والنفي .
سخطي عليك بثقل جبال كردستان ، وحزني على جينا بثقلها مضاعف .
اسالك :
هل
كرامتك
ذكورتك
فحولتك
مصيرها متصل بخصلة من شعر جينا ؟
هل دينك دنياك مالك ومآلك مرتبط بما بان من شعرها وما خفي
هل مستقبلك النووي
هل طموحك الاممي
هل كرهك للأموي
هل وهل كله مجدول بجدائلها بضحكتها بعمرها الفتي ؟
هل كله معقود بها ؟
ينهار
لو انحسر منديل النساء؟
ما هذا الزمان الذي نحن فيه يا الله ؟ “
صرخ صديقي الكردي في السماء
وبكى “مهسا “بكاها
وظل يبكي من الفجر حتى المسا
ثم وقع الليل عليه وعم الصمت جبال البلاد
فصارت وقلبي في حداد .
الى #جينا #أميني #التي #قتلوها “[1]