دعت الباحثة الاجتماعية السورية، شفاء صوّان، السلطات الإيرانية للاستجابة لمطالب ثورة المرأة، مؤكدةً أنه لا يمكن فرض الأفكار لا بسلطة سياسية ولا بسلطة أبوية، ما دام الإنسان حراً.
تستمر انتفاض#ة روجهلات كردستان# بقيادة المرأة منذ منتصف أيلول الفائت بعد أن ارتكبت السلطات الإيرانية جريمة بشعة بحق الشابة الكردية #جينا أميني#، بحجة تطبيق القوانين التي تلزم المرأة بارتداء لباس معين، والتي تفتقد للمراعاة على أساس التنوع العرقي والثقافي.
في هذا السياق، أشارت الباحثة الاجتماعية السورية شفاء صوّان، إلى أن قتل الأشخاص على أساس الانتماء الديني أو لباس أو معتقد معين هو بحد ذاته منافٍ للقيّم الإنسانية.
'الإنسان في فطرته يميل إلى العدالة لا الإكراه'
ونوهت شفاء إلى أن أي تطرف في أي مكان في العالم سينتج عنه تطرف في نفس المكان بشيء آخر، قائلةً: مثلما عمل شاه إيران على فرض قوانين بإجبار خلع الحجاب، رأينا تولد تطرف آخر هو التمسك بالحجاب في عهد الخامنئي، وتكرار نفس خطأ التعميم في فرض الحجاب كقانون، فالفكرة في أي مكان يكون فيه تطرف أو عدوان حيال شيء ما أو فكرة معينة تصبح فيما بعد الفكرة خالقة للعدوان.
وأضافت في حديثها لوكالتنا: الموضوع كله عبارة عن ارتدادات وانعكاسات، فدائماً هذه الثورات تأتي لخلق توازن وفي علم الاجتماع طبيعي انفجار ثورة في إيران، لأن الإنسان في فطرته يميل إلى العدالة لا الإكراه.
يجب الاستجابة لمطالب ثورة المرأة
شفاء لفتت إلى ضرورة مراعاة التنوع الديني والعرقي، وأضافت فكل إنسان حر باللباس الذي يرتديه والذي يعبر عن قناعته.
وقالت أيضاً رأينا عندما سيطر تنظيم داعش الإرهابي على المناطق كيف حل السواد بها، واليوم في إيران والسعودية السواد غالب على بيئتها، فهذا الضغط إن أتيح له الفرصة سيحدث ما يمكننا أن نسميه تفلتاً أكثر مما هو متوقع، ليخلق توازناً.
فيما تجد شفاء بأن الضرر الأكبر لأي حكومة تستغل الدين عبر فرض شكله وعقيدته واللباس وما إلى ذلك، يؤدي فيما بعد إلى رد فعل عكسي تماماً، لذلك يجب على السلطات الإيرانية أن تتقبل الموضوع وتعترف بالخطأ عبر تعويض كل النساء اللواتي تعرضن للعنف بسبب هذا الفرض، استجابةً لمطالب ثورة المرأة المعلنة.
'لا يمكن فرض الأفكار لا بسلطة سياسية ولا بسلطة أبوية'
أما بخصوص الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها إيران تطرقت إليها شفاء بوصفها حالة متردية جداً، إلى جانب الحالة الفكرية، وقالت بأن الثورة التي اندلعت في إيران ظهرت في وقتها المناسب، فجميع مؤشرات الضغط النفسي السياسي والاقتصادي، تنعكس على ردود الفعل.
وسلطت الباحثة الاجتماعية السورية، شفاء صوان، في نهاية حديثها الضوء على أن الموضوع ليس موضوع أن فتاة ارتدت الحجاب بطريقة غير صحيحة، وإنما فكرة الحرية التي تمنح للإنسان الذي يكون مقتنعاً بالحرية بالعديد من القضايا سواء بوضع الحجاب أو نزعه، لذلك لا يمكن فرض الأفكار لا بسلطة سياسية ولا بسلطة أبوية.
(ي م)
ANHA
[1]