خديجة مسعود كتاني
الباحث التأريخي البرت فوخر Albert Wacher :
في الاصول البشرية ، يذكر الباحث أن الانسان الاول الغير العاقل يعود لفترة ماقبل نصف مليون سنة والانسان القديم الذي يشبه شكل الانسان الحالي يعود الى (110 آلاف سنة) ولكن مع ذلك يرى في المصادر الحالية حول الانسان القديم. عمره عهده ليست كافية علميا ، مع أن (الحفريات البشرية) الاثرية القديمة أضفت ضوء على حقائق مهمة حول تأريخ البشرية .وحفريات هياكل البشر لاتعود لكل العالم الحالي ، بل تعود لمناطق معينة مثل فلسطين ، شمال العراق ، إنسان الصين في بكين ، إنسان جاوة ، إنسان أستراليا ، أفريقيا ، نياندرتال في المانيا ، إنسان جنوب فرنسا .
وظهر هذا الانسان في ثلاثة أحقاب زمنية :
الاول (القديم) Pithecanthropus
الثاني (القديم) Neanderthal
الثالث (القديم) الحقبة البشرية الثالثة للانسان يعود لأواخر العهد الجليدي وهو سلف البشرية الحالية
( Homo Sapiens diluvalis)
تحت مؤثرات الزمن من بيئة، مناخ ومحيط تكونت السلالات البشرية المختلفة من حيث الشكل كاللون والحجم والتقاطيع0 ويرى الباحث الكبير الكلام عن السلالات البشرية يجب ان يكون بمنتهى الحذر والدقة. ولم يثبت علميا تفوق سلالة على غيرها من حيث الذكاء ، القدرات العقلية الظروف الخارجية والداخلية تحكمت في تلك العوامل عبر الزمن. ولاتوجد سلالة نقية الا نادرا جدا بمعنى توجد سلالات بشرية (أجناس أنثروبولوجية) مختلفة داخل الشعب والامة الواحدة .
بدليل ظهور التميز البشري من عظماء مكتشفون مخترعون من سلالات مختلفة 0 ووجدت أديان شرائع ، قوانين نظمت الحدود الاجتماعية ورسخت الجوانب الروحية والمعتقدات لديها ظهرت حضارات مختلفة بينها مسارات غير متأثرة بغيرها من الحضارات مثل (الصين =شانك) من حيث العقيدة ، العادات إ ستطاعت المحافظة على فلسفتها .
بعد العهود الجليدية الاخيرة دخل الانسان حيز الكفاح لأجل البقاء وتطورت الادوات الحجرية وبدأ تجنب الكوارث ، عرف الزراعة ، وتربية وتدجين الحيوان. ثم بدأت النزاعات والحروب الدامية للسيطرة على المال من ، معادن ، أراضي، والنفائس كالذهب ، الفضة والنحاس…الخ .. كانت الطبقات الحاكمة تدفع الشعوب لهذه الحروب المفتعلة عبر العصور لتسيطر على الاراضي والاموال.
تأثرت حضارات الشرق الاوسط ب :
نزوح الموجات ( الهندو – أوربية ) من الشمال والشمال الشرقي ، اهمها الهجرة البشرية في العهود الجليدية أثناء تبدل المناخ من متجمد قارص الى معتدل وحار.
ومن الهجرات المبكرة انتقال (الهنديان) من العالم القديم الى العالم الجديد عبر مضيق بهرج في (كمشتكا الاسيوية) الى الآسكا الأمريكية وبأيديهم تأسست حضارة (الهنديان الحمر) الانديانا سكان أمريكا القدماء الأصليين .
بدافع : نهب الخيرات ، الاحتلال ، السيطرة ، الاستعباد ، والسعي وراء المراعي والحيوان 0 هكذا إختلطت السلالات البشرية ثم بنيت مرافق الحياة من قلاع وحصون مدن وظهر التبادل التجاري الذي بدأ بتبادل السلع.
أثبت العلم الحديث أصل اللغة (الهندو-أوروبية) القديمة التي تفرعت الى عدد كبير من اللغات في المناطق الجغرافية المختلفة ، وكانت تلك الشعوب على شكل قبائل ساكنة في وطن مترامي الاطراف ومتشابه الظروف ، فلما هاجرت تفرقت القبائل والعشائر الى ظروف وبيئات مختلفة ،مما أدى الى تفرع اللغة الأصلية الى مجاميع لغوية متشابهة نوعا ما ، ثم الى مجاميع فرعية ، والى اللغات الحالية ، مع بقاء التقارب الاصلي بين مفرداتها .(والمصطلح الهندو -أوربي ) لهذه اللغات يبقى ألاضبط وأكثر شمولية من المصطلح (الهندو -جرماني) لان الاخير لا يشمل المجموعة (السلافية والكيليتية) في الترتيب التصنيفي لهذه اللغات ومجاميعها الغربية والشرقية.
وفي المجموعة ( الآرية ) يعني المصطلح ( آري )، المتقدم على الآخر = الشريف ، النبيل ، المحترم .
لقد سمى الهنود والشعوب الايرانية المتأخرة في النزوح أنفسهم بهذا المصطلح اندفعت الشعوب (الهندو -أوربية )الهندوآرية نحو (الهند) بموجات متعاقبة كثيرة في حين كان ( الهند) مسكونا من قبل بموجات بشرية نازحة من الجبال ،اضافة كونها مشهدا للحضارة قبل أن يطأها الهندو -اوربيون (الآريون)
ويمكن أن يسموا (الهندو أوروباريين) Hindo europarier ، لقد وجدت آثار حضارية هائلة في الهند بالخصوص و تميزت هذه الموجات البشرية القديمة ، بفن العمارة ، الهندسة وصناعة الحلي بالاعتماد على فحم الخشب والادوات اليدوية الدقيقة وجدت هذه الآثار الحضارية على نهر( ندلس ) بما فيها رموز الطقوس العقائدية ومراسم العبادة في الدين البوذي والهندوسي ، لفترة ماقبل النزوح الهندو -أوربي في (الالف الرابع قبل الميلاد) بينما بدأ اول نزوح (هندو-اوربي) (2000 سنة ق0م) ثبتت الحفريات الاثرية صحة وجود سلالات (الفيددا)، والسلالات القزمة من (درافيدا) وسلالات (الموندا ) والتي تعود الى الاجيال المتعاقبة من السكان الأصليين. حسب رؤية المؤرخين العالميين السكان الاصليين إختلطت مع موجات تدفقت بداية هجرة الاقوام البشرية من الشمال الشرقي والشمال الغربي معتمدين على الغابات ومواردها ، ومنها أقوام وسط آسيا ، شبه المغول ومنطقة البحر المتوسط. حسب الاثباتات التأريخية هكذا راجت التجارة بين الهند وحضارات وادي الرافدين (وسط الالف الثالث قبل الميلاد). ساعد الملك ئاشوكا على نشر تعاليم بوذا ورفض الحروب وعمل ككاهن وتداعى أثر ذلك ملكه في الهند القديمة وشملت تعاليمه
( الفاراداهامانا ) و (مهافيرا) أي الشجاع والمغوار العظيم. تأثر (الهندو – أوربيين) بالديانة البراهيمية التي أتت اساسا لتفتح مصراعيها لاضواء تعاليم البوذية لكن إختفت تعاليمها فيما بعد ، وانتصرت البراهيمية في الهند وجلبت معها أمور خرافية تحاكي الارواح الشريرة وتعدد الالهة والاصنام لم يفلح (الهندو أوربيين) في بناء وتأسيس دولة أو إمبراطورية شاملة ثابتة انما إقتصرت على دويلات ملكية ضغيرة وعلاقات متكافئة حسنة مع عمليات دفاعية ضد النبلاء من سلالاتهم أو عرقهم.
(هرمان بينكستون ) حول الفرس ، الكرد والميديين H . Bengston
المختص في التأريخ القديم وأستاذ في جامعة (هايدلبرك) ، فوير ستبروك و تويبنكن بالمانيا.
زحف الميديين من جبال زاغروس والمناطق الجبلية شرقا وشمال شرق آشور نحو أرمينيا فكبادوكيا الى نهر ( ايرمق هاليس ) شرق أناضول الحالية وسط آسيا الصغرى 0 حدثت معركة طاحنة بين ( الميديين والليديين) ، انتهت بعقد معاهدة صلح تنص (جعل حدود نهر هاليس المذكور حدودا بينهما) 585 ق.م بدءا من ذلك التاريخ حكمت غرب آسيا وشرقها الاوسط كل من (الدولة البابلية الحديثة ، مديد الميديين والليدين ودولة الفراعنة =مصر ).
يقول هرمان بينكستون : من الدول الاربعة كانت (دولة ميديا ) أعظم تلك الدول وأكبرها بين الشعوب الايرانية أي يقصد بها شعوب لم تنسب للفرس. الجزء الاكبر من إيران كان ينسب (للميديين والكرد) وغيرهم من الاقوام.
كان كي أكسارس (كي أخسار ) ملك ميديا سلفا للملك الاخير (إيشتوفيكو) الذي سماه المؤرخ اليوناني (هيرودوتس) أستياكس (Astyages) الاسم القريب للغة الكردية حسب قواعدها كون( الكرد وماد) على صلة وثيقة ببعضهما . كون (الواو ) في أخر الاسم يستعمل (للذكر) مثل (ميرو ، ئەحمو ، شەرو ، سەرو ، حەسو ، رەشو ، وشتو 0بینما الياء المائلة للحرف (ێ) آخر الاسم تدل على المؤنث مثل (بنەفشێ ، عەیشێ ، روحانێ ، زوزانێ ، فاتمێ ، گولێ … تا ).
رغم ضعف شخصية إيشتوفيكو ( أستياكس ) حكم (35سنة) من (585 -550 ق0م) 0 لم يظهر أي إصلاحات أو توسع إداري خلال تلك الفترة الطويلة . ثم حدث تغيير هام في مجرى تأريخ الشعوب الايرانية وخاصة ( للكرد والميديين ) ،بخصوص منطقة بيرزيس (فارس) جنوب عربستان الحالية ولاية نفوذ تتبع الدولة الميدية ، تمتد من جنوب إيران ، وسطها ، وجزء من شرقها و شمالها ، أسيا الصغرى ، نهر هاليس الحدودي بين (دولتي ميديا وليديا) مع منطقة جبال زاغروس الى الجبال الشرقية للعراق وجبال شمال وادي الرافدين ذلك عهد الملك المحنك (كي أخسارس ) بين (612-585 ق0م الى 550 ق.م) . في تلك الحقبة عين الميدييون واليا على منطقة (بيرزيس) = فارس ليحكمها ويقوم بجمع الضرائب والواردات ، ويدفع منها لدولة ميديا في عاصمتهم أكباتانا (همدان الحالية) وكان ( قمبيز ) أحد رؤساء منطقة (انشان Anshan) بأقليم فارس من بيت (الاخمينيين =الهاخامنشيين ) عين من قبل الملك الميدي . هكذا نشأت علاقة ود بينه والملك الميدي لكن لم تدم هذه العلاقة بينه والملك الميدي (كي أسخارس) بسبب النزعة العنصرية الغير الانسانية المتأصلة للفرس القدماء ، و تم ترميم العلاقة بزواج قمبيز من (ماندان Mandane ) إبنة الملك (أستياكس =إشتوفيكو) وإسمها شبه كردي ومعناه (دائمة العطاء) هذا الاسم مذكور في غناء الفلكلور الكردي (مەندانێ مەندانێ لێ لێ مەندێ) تعقيب (خديجة ) التشابه في المصطلحات طبيعي في الشعوب المتجاورة ( الكتاني ). خلف قمبيز من الاميرة الميدية (كيروس =كورش ) الذي خلف والده في منطقة (باسار كاداي) Pasargaday (559 ق.م ) والذي أجرم بحق الشعوب التي عاشت في إيران ودفع عجلة التأريخ لصالح القومية الفارسية العنصرية ليحكم على أنقاض الشعوب الايرانية ووقف وقفة عدو طامع استولى على حضارتها تأريخها وتراثها.
يذكر الباحث والمؤرخ العالمي (هيرمان بينكستون)
لم يرق للميديين إزاحة ملكهم عن الحكم والسيطرة على دولة ميديا من قبل الفرس الأخمينيين وملكهم (كورش) الذي نجح في ألسيطرة على الشعوب الايرانية وتمزيق دولة ميديا ولكن (كان لامراء الميديين ورؤسائهم اليد العليا في هذا النجاح وخاصة ملكهم الضعيف (أستياكس) الذي استدرج الفرس لنصرته لكنه أنكر ذلك فيما بعد 0 يورد (هيرودوتس اليوناني) ذلك ليس من قبيل الصدفة بل عن حقيقة وحق شرعي لإبراز اسم( الميديين والفرس ) القومي لانهم وسعا نفوذ الفرس وصولا الى اليونان ، بعد استمالتهم (للكرد والميديين ) بشتى أنواع الخداع لنصرتهم ومؤازرتهم وتقويتهم بالرجال والسلاح ، استغل الفرس طبيعة الكرد والميديين (اللينة والنية الصافية ، الميل للتعاون ،الصبر حب السلام الالفة والصداقة إحترام الجيرة ، المصاهرة إكرام الضيف الدفاع عن الشرف ، الكرامة ونبذ الخيانة ) . صفات جوهرية تميزهم عن الفرس القدماء . استنبط كورش هذه الصفات من الميديين والكرد والقوة من الفرس وهذا شأنهم الاقتباس النقل والتقليد ، وأرسلهم مكرهين لأتون الحروب فحوصرت عاصمتهم (سارودس) وسقطت (بأيدي عسكر كورش ) وأسر ملكهم (547 ق.م).
ثم بدأت العلاقات بين (الفرس والهيلينيين ) في اليونان طمع الفرس في بلادهم وخيراتهم لذا أخضع مدن وولايات الاغريق اليونانية على ساحل أسيا الصغرى التي كانت خاضعة لليديين( 547 ق.م) .
يذكر (هيرمان بنكستون) ان المناطق اليونانية ومدنها على الساحل الغربي لآسيا الصغرى كانت أكثر حرية تحت حكم الليديين الذين نسقوا لاجل تفاهم وتفاعل حضاري مع الاغريق رغم قيام ثورة من قبل الليديين ضد الفرس المحتلين بقيادة الثائر الليدي (باكتولوس Paktollos ) ولكن الثورة لم تفلح .
أما نهاية كورش ومقتله كانت على يد ( الساكأيين Saka ) ذوو القبعات المدببة ( الميدية والماساكيتين Massagetten ) الذين نزحوا من المناطق الصحراوية بين بحر أورال وقزوين ،الذين قاموا بتقليص حدود مملكة فارس نحو الداخل (530 ق.م ) وأطلق المؤرخون الاجانب على (كوش الفرس ) المستعمر الكبير.
و يقول (هيرمان بينكستون)
( يجب أن لانضع الفرس واليونان في معادلة متوازنة لان اليونان أثروا بحضاراتهم وتركوا من العلم وفيض من مجالات معرفية يشهدها التأريخ أما الفرس القدماء خلفوا صفة الاحتلال ، الاستعلاء والعنصرية المتأصلة. لكن الامر يختلف في العصور الحديثة ولا ينكر الاثر الحضاري لايران (الكتاني ).
أطلق لفظ (كردستان ) على ولاية (همدان ، كرمنشاه ، ديتور، وولايات في جبال زاغروس وشرقها في إيران ، سنندج، سبلاغ ، اردبيل ، أورمية ، أردلان ، أذربيجان شمالا ، شمال عربستان ) .الكثير من الكرد يسكنون قزوين ،خراسان ، ومنطقة فارس .لقد أورد (إبن المستوفي القزويني ) مصطلح (كردستان وعاصمتها بهار) وهي قلعة شرق همدان في كتابه (نزهة القلوب ) 740 هجرية أي القرن الرابع عشر الميلادي وتم تبديل اسم (فارس) باسم (ايران 1935م) في عهد (رضا بهلوي ) كون إيران أكثر (شمولا)
البروفسور دكتور ( Eickstedt أيكشتدت ) 1961م أستاذ الانثروبولوجيا في ألمانيا.
حلل (أيكشتدت) الامر بالاعتماد على شكل الاجناس البشرية ( الانماط Type) وليس من منطلق (لغوي).
في سبيل المثال : الالبية – المغولية – الصينية – الارمنية – الايرانيدية – الاناضولية وما الى ذلك . مع ما توصل اليه من تحليل وبحث لم يتوصل لحل جذرى ومازال أمامه الكثير ليثبت صحة الموضوع .
لكن عمله البارع فتح أبواب الامل لأثبات أصول الكثير من الانماط البشرية بما (فيهم الكرد).
النمط الشكلي (للترك ، السوريين الحيثيين) . يتكلم الباحث أنثروبولوجيا عن تأريخ الاقوام القديمة 0الحيثيين نشات دولتهم وازدهرت (1700 – 1200 ق.م Hethiter ) شكلهم الظاهر (التايب Type) أرمنيدي Erminiden وتتداخل الخطوط البيوديناميكية فيما بينها.
والجنس المغولي التركي الذي إحتل الاناضول في القرون الوسطى لماذا لم يحافظ على شكل والهيئة المغولية؟ لانهم كانوا قلة غازية إختلطوا وتداخلوا بالجنس الارمني ،الحيثي واليوناني وجنس البحر الابيض المتوسط ، والهندو-أوربيين ، عندما سيطروا بقيادة محمد الفاتح على آسيا الصغرى.
ظهر شكل بشري مخلوط من الارميني – الميدتراني (البحر المتوسط ) ونماذج من الالبي الشرقي والانادولية القديمة ، والدينارؤيد الرفيع الانف .(الهندو -أوروبيين) إختلطت مع بعضها حسب رسوم بارزة على صخور والجماجم المستخرجة من القبور(.Eickstedt E 1961 ) حقائق أخفيت من قبل المحتلين ، لهدر حقوق الشعوب منهم (الكرد) ويذكر ( العالم هيرمان) أعلاه المنطقة بعد سهل أدنة بين جبل الاكراد وجبل گاور (گەور = رەنگ گەور ) سهول واسعة في وديانها الجبلية قرى ، نزح اليها الاكراد ثم إنتشروا عبر طوروس وسكنوا تلك السهول والوديان. حصلت تنقيبات أثرية كبيرة في القرية الكردية الصغيرة ذات شهرة أثرية عالميا تعرف (زنجيرلي) بعد جهود مضنية وتنقيب منطقة التل ظهرت أبراج (قلعة سامال = شامال) بتأريخ (18 مايس / 1883 ) تحت إمرة عالم الاجناس البشرية الشاب ( Luschan) والقلعة المذكورة إحدى أهم القلاع تعود لحقبة (1400-1200 ق.م) التي أصبحت فيما بعد بين ( 1200-800 ق.م) عاصمة دويلة متحضرة مزدهرة بعد الحيثيين تكلم أهلها باللغة الارامية القديمة التي كانت على علاقة وثيقة بالدولة الآشورية الا وهي مدينة (كردية وعاصمة). حوالي (700ق0م ) جلس ملك الأشوريين (آشور بانيبال ) بعد غزوه مصر في تلك القلعة الجميلة ، واتخذت القلاع الصخرية القريبة منها (نيكوبوليس = اصلاحية) في الوادي الضيق الطويل (وادي القبور) أما أنتيوخيا (أنطاكيا) ومرعش(سيزاريا جرمانيكا )أماكن للحراسة سقطت قلعة سامال (606ق.م) أثر سقوط نينوى ودولة آشور بتعاون الميديين من الشمال والبابليين من الجنوب
أنهار الحيثيين (1200ق.م) والمناطق الكردية عبر جبال طوروس وإمتدادها ، أعالي دجلة والفرات ومنابعها والمنطقة بين السهول الجبلية بما فيها القلاع سميت لدى البابليين (سوبارتو Subartu أي أورارتو)
ويذكر (العالم فون إيكشتيدت) 1961م بعد التجوال عبر
( تركيا ، شرق- الاناضول ) حيث مناطق آثار (الحيثيين ، الحوريين ، الميتان) ومن ثم عبر ( سوريا ،الاردن ، العراق، إيران ) لدراسة الاشكال البشرية ويوضح (أيكشتيدت) أن الكرد ليسوا كما وصفهم (كاتب القصص كارل ماي) الذي لم يزر الشرق أساسا كتب قصة (عبر كردستان الموحشة) . يشيد (إيكشتيدت) بالقائد صلاح الدين الايوبي مؤسس الدولة الايوبية الواسع الصيت الذي طرد الصليبيين من (سوريا ، فلسطين ولبنان) الى غير رجعة كان كرديا وتوفي في دمشق عام ( 1293م) كان الكتاني رحمه الله يذكر كلمة (فلسطين ) ويقول هل تعلمون ماذا تعني باللغة الكردية انها كلمة مركبة من مقطعين (فەڵە +سطین) أي المسلوبة من قبل الصليبيين أو المسحيين من أين أتت الكلمة ليس هناك شيء إعتباطي الحدث يصنع المصطلح الكردي ( الكتاني) 0 إمارة كردية تقع جنوب بحيرة وان الى بدليس حكمت من (837-1849م) يعترف ( الادريسي الجغرافي ) العربي المشهور ( 1100-1166) ويذكر في ( ديوان روجرز في صقلية) ، دول صغيرة كثيرة جنوب الاناضول كانت إمارات كردية والكثير من وزراء سلاطين العثمانية كانوا (كردا) دليل على كفاءة الكرد وهذا ما كان يعرفه الا القلة الباحثين والعلماء . لطالما تم كبت كفاءة الكرد وقبر دورهم التأريخي وتم هدر حقوقهم قبل الاسلام وبعده بدافع العنصرية . كما يشهد العلم بتأريخ (كريم خان زند بين سنتي 1760-1769م ) الذي نصب نفسه ملكا على إيران.
ويرتأي عالم الانثروبولوجيا أيضا :
أن للكرد ابتداء من (جنوب الاناضول شرقها وجبل الاكراد شمال سوريا الى مناطق قزوين عبر ترانس قوقازيا أي مناطق أرمينيا أذربيجان ، عبر جبال زاغروس جنوبا الى جنوب مناطق عربستان على الخليج العربي ) ، من حيث
(الشكل البيولوجي) الظاهر وشرائح، الطبقات الشعبية بمناطق سكناهم في دول الشرق الاوسط، إختلافات تأريخية بينهم تعود لاسباب هي :
1– التحركات المستمرة عبر التأريخ قاد الى التداخلات التأريخية الديناميكية والبيو- تاييو – ديناميكية .
2– التحرك الواسع وراء الكلاء والماء بالدرجة الرئيسية ، أو بسبب الحروب والغزوات التي صادفت هذا الشعب إما من دول الحضارات أو قيادة غزوات دفاعا عن النفس.
3– عزل قبائل وعشائر في مناطق معينة لاسباب قبلية إقطاعية على حساب الشعوب.
4– العيش الغير المستقر الذي يفتقر الى الضمان والامان.
5– الكبت القسري ، السيطرة ، والقسوة من قبل حكام الدول الملوك والمتنفذين في مناطق التقلبات السياسية .
(الكتاني) : (لقد دخل الكرد الإسلام بدون مقاومة أو حرب بينما قاوم شعوب كثيرة هذه الدعوة . وبقي الكرد مخلصين لدين الاسلام وساهموا في تدوينه باللغة العربية ولغتهم القومية وتفسير علومه من فقه الاسلام وعلوم دينية ولغوية اخرى بايدي علماء ورجال عظام أشاد بهم التأريخ.
يصف الباحث القرى الكردية ببيوتها البسيطة وأكواخها والحالة الإقتصادية الضعيفة. كذلك يصف الهجرة الخريفية للكرد من أعالي الجبال نحو الوديان في جبال زاغروس على الحدود العراقية وخيولهم الاصيلة ، قطعان الغنم التي تعد بالآلاف لكل قطيع ، ويذهب الى وصف السجاد والبسط الملونة المنسوجة يدويا على ظهور الدواب من خيول ، بغال ، وحمير. الملابس الملونة الزاهية 0يصف الرجال وحالتهم الصحية الجيدة بنظراتهم الثاقبة والنشاط الظاهر مع الانوف المنخفظة التي تنم عن الطابع الايراني ولكن بقي سؤاله كيفية الربط بين وجوههم والشكل الارمني والشرقي وهذا سؤاله ؟
واستنتج تجانس الشكل الخارجي لأكراد ايران أكثر من أكراد سوريا والاناضول الذين يجمعون أشكال مختلفة غير متجانسة بين الشرقيين (الاورينتاليد ، الارمنيد ، الانادوليد ، والميدترانيد = البحر المتوسط) حتى الالبينيد الجبلي الاوربي ، تم ذكر الاسباب أعلاه ، لكن اللغة الكردية تجمعهم .
كرد الاناضول وكرد إيران أي (الغربيين والشرقيين) وفقا للغة (الهندو – الجرمانية) أو (الهندو -أوربية) (ساتوم Satum ) معناها لفظ المائة وهي باللغات (الهندو -أوربية) القديمة وليست باللغة الفارسية القديمة.
يذكر الفرق بين سكان المدن والقرى الكردية ، ويرى ( الكرد الرحل) يشكلون (اللب المركزي للكرد) لبقائهم في المناطق الجبلية الوعرة المسالك بعيدا عن المؤثرات الخارجية وفق مظاهرهم وعاداتهم والذين يختلفون عن أهل المدن من حيث الشكل تبعا للمؤثر الوراثي والخارجي البيئي والاجتماعي 0بعد خمسة سفرات لدراسة المناطق الكردية وحصوله على موافقات بالخصوص 0 يصف الباحث منطقة (كرمنشاه) التي كان عدد سكانها (مائة ألف) نسمة أوائل الستينيات ويعتبرها منطقة الكرد أنثروبولوجيا وتتضمن أكراد الكلهور ، الكوران ، الكريندي ،الهماوند ، وبعض اللوريين من قبائل الكلواند والككاوند الذين يشكلون جزء كبير من الكرد. والمنطقة المذكورة محاطة بالعيون والينابيع المائية الطبيعية لذا استقطبت تلك التلال والسهول عدد كبير من السكان وتشكل تلك المنطقة حسب وصفه حزام دفاعي بني في زمن ملك الفرس (أردشير دبرام 379م-399م ) والتي بنيت مجانا بأيدي الأهالي عنوة .
يوجد إختلاف بين الكرد الرحل في إيران عنهم في تركيا الاناضولية بالاخص شرقها وجنوبها من حيث التحرك ، القرى أكثر استقرارا في تركيا مع تراجع عادة الرحيل الى المناطق العالية حيث المراعي الجبلية ربيعا وخريفا والرجوع منها .
ويشير الاستاذ الى الكثير من الوثائق التأريخية القديمة ونصوص صريحة حول الكرد وهويتهم ضمن مخلفات الكتابات المسمارية تعود للحضارات العالمية الأولى في وادي الرافدين ومن ضمنها كتابات حيثية قيمة وصريحة (Bossert,H 1953) + (Eickstedt 1961) ، يعلق الباحث (المسرح يبقى ذات المسرح ولو تبدل الممثلون ولدينا علم الايتمولوحيا أي علم الصرف وإشتقاقه للكلمات الذي يعطينا الدليل القاطع على هوية (الكرد ) وتأريخهم حيث النتائج التي توصل اليها الباحثون والدارسون في هذا الحقل المهم الذي تتطابق فيه الحقائق مع بعضها وتحقق المطلوب 0 قبل ( 3000 سنة قبل الميلاد ) ورد في الكتابات السومرية ، البابلية ثم الآشورية أخبار وافية عن أقوام (سكان) أواسط وشمال سلاسل جبال زاغروس ، ماتم ذكره مسبقا لكن تطابق النتائج دلالة على تقارب وصحة المعلومات 0 التي سميت (كوتي )Guti ، (قورتي) Qurti , وسمي بلادهم وأرضهم كوتيوم Gutium 0 ومن شمال زاغروس وغربا خلال سلاسل الاناضول أورد السومريون في كتاباتهم كلمة (كاردا ) Karda على الاقوام التي تسكنها0 وبالآرامية ( بيثكاردو ) Beth – Kardu أي البيث-كارديين ثم ورد مصطلح (الخالديين) Khaldern من الالف الاول قبل الميلاد الكلمة والمشهورة (الكردوخيون) Karduchen وفي كتاب (الانابازس) لكزينوفون اليوناني أرضهم وبلادهم سميت بالكلمة ذاتها (كوردويني = Kurduene) للمنطقة الكردية التي تسمى حاليا
(كوردرخ )Korduch آرمينيا الحالية ويسمونها أيضا الاكراد (كوردن Kurden) أما كلمتي (كوتي Guti ) و (كاردو Kardu) متلازمتين في الكتابات السومرية تمثل الناس الساكنين في نفس منطقة الكورد .
تحليل النمط الشكلي للكوتيين والكردوخيين وتأريخ الكرد للبروفسور دكتور Eickstedt إيكشتيدت
إن العلاقة الانثروبولوجية بين الكرد من منطقة (الجبل القصير = چیاكورت=كورت داغ) في منطقة البحر المتوسط السورية عبر شرق آسيا الصغرى وقرب جبال قفقاسيا الى بحر قزوين ، وجنوبا عبر جبال زاغروس الى الخليج في منطقة (كردستان رود) ، توجد عينات بحثية ( انثروبولوجية غير متقاربة أو متشابهة).
ويدل عدم تشابه الكرد في منطقتين من الناحية (البيوتايبولوجية Biotypologic) أي الشكل ، طريقة العيش والتاريخ لاسباب أهمها:
1-تواجد الكرد على منطقة جغرافية هائلة الاتساع
2– التأريخ الديناميكي (المتقلب)
3-الانقسام والانشقاق القبلي العشائري تسبب في إنتشارها وتفرقتها مما افرز عن الاختلاف الكبير في (النسيج البيوتابي وديناميكيته)
4– كثرة المنازعات ، عمليات النهب والسلب الثأر والهجرة وراء الماء ، المراعي والاراضي.
5– الضغط السياسي من ظلم ، استبداد تشريد ، إبعاد جماعي ، قتل وتهجير قسري عبر التأريخ مما تسبب في تمزق الكيان الطبيعي الاصيل في المناطق الكردية
ولكن رغم كل الاسباب التي تسببت بهذ الاختلاف .
يبقى الخط الفاصل للتمييز بين النمطين (التايبين) (الكرد اللور في زاغروس) و (الكرد الاناضوليين-السوريين) قائما بسبب البعد الجغرافي والبيئي بينهما وضعف قواسم الاختلاط والاحتكام البيولوجي .
فمنطقة كرمنشاه خانقين وزاغروس للحدود العراقية الايرانية تبعد جغرافيا عن مناطق آسيا الصغرى وشمال سوريا حوالي (2000 كم) ناهيك عن الاختلاف البيئي من مناطق وادي الرافدين العراقية 0 اضافة لاختلاف اللهجة اللغوية تماما بين كرد المنطقتين الجغرافيتين فضلا عن الشكل الذي يتميز بصورة واضحة لايقبل الجدل ناهيك عن الازياء بصورة خاصة عند النساء0 و عن اللغة اللورية يذكر الباحث (اللغة اللورية قريبة من الكردية لكنها غير متأثرة بالميدية وهي لهجة قديمة من اللغات (الهندو -أوربية ) قريبة من الفارسية القديمة)
إذن حلل الباحث الامر في كتابه (دراسة علم الاجناس البشرية وأصولها) Anthropology ،
بالاعتماد على شكل الوجه والجسم والسحنة Type 0 هكذا تم دراسة طرفي كردستان الزاگروسیة والطوروسية وملحقاتها من نقطة التلاقي أو الانطلاق المركزي حيث اتصال الضلعين في منطقة (جنوب بحيرة وان الى بحيرة أورمية) استطاع التوصل لاوجه الاختلاف بين كرد منطقة (جبال زاغروس) وديانها والسهول المتاخمة وكورد (طوروس) ووديانها وأعالي دجلة والفرات الى شمال سوريا ففي مناطق طوروس والاناضول يكون النمط (أنادولوئيد) أي (النمط الاناضول + النمط الارمني) والنمط (الحوري السوري) ومناطق صغيرة معينه من (النمط الجبلي الالبي) الاحمر والاشقر والنمط (الايرانوئيدي) الايراني
وكذلك شوهد النمط (المنغولوئيدي) أما في أذربيجان النمط (أرمنيدي) وهو السائد وهناك انماط متداخلة غير نقية (الاناضولوئيد-الارمنوئيد) او (الارمنيد – الالبنوئد) الجبلي المكتل الذين يقربون للشعوب الاخرى ولكن لم تبقى هذه القرابة كما كانت قبل المسيح (2000-1000 سنة)0 حتى الاقوام ( الهندو أوربية ) انصهرت في الشعب الكردي ولغته التي استوعبت كل اللغات ( الهندو – أوربية) المنقرضة والتي لم يبقى منها يبقى منها سوى بعض المفردات القليلة القديمة وهي من أهم الصفات الايجابية في تأريخ قوم الكرد (الكتاني)
لم يكن ماذكر الا مختطفات وأمثلة عن الجهود القيمة المبذولة من قبل علماء ومؤرخين، ترجمت و فسرت من قبل (البروفسور د0 مسعود كتاني ) في موضوع مهم وشائك بكل معنى الكلمة، وجهد لامتناهي و البحث في المصادر القديمة والحديثة للوصول الى الحقائق المرجوة لحفظ سلامة المعلومات وإبرازها كخدمة علمية انسانية فذة تزيدنا حماسا وتصميما، نأمل من خلالها تقديم المنفعة الصادقة بالاخص في (اطار اللغة الكردية، أصالتها وأصل قوم الكرد). وما لحقت بلغتنا من ضرر، إهمال وتغيير بالأخص اللغة الكردية الفصحى وكيفية الحفاظ على الاستعمال السليم للغة تأثرت بالحقب الزمنية المختلفة. حتى تبقى لغة علم ومعرفة تقف وجها لوجه أمام اللغات الحية المعاصرة 0علما ان اللغة تحمل مقومات وغايات أبعد مما نتصور (لدرجة يسمى عرق كامل باسم لغته أو بالعكس وهي روح الأمة) والتأريخ حافل باسماء أولائك الذين دفعوا حياتهم ثمنا لافكار عبروا عنها بشكل أو آخر وانتشرت أفكارهم لتحمل رسالتها على مستوى قوم ،شعب أو الانسانية جمعاء .[1]