دلشاد مراد_
يحتضن الأسبوع الأخير من تشرين الأول الجاري معرض “الشهيد #هركول#” السادس للكتاب في مدينة #قامشلو#، وهو واحد من أبرز الفعاليات والطقوس الأدبية والثقافية في شمال وشرق سوريا، رغم تأثره بالأجواء السياسية العامة في المنطقة، وهذا ما كان سبباً لتأجيله هذه السنة، حيث ينطلق المعرض في كل عام بدءاً من 2017 كما هو معروف بالتزامن مع ذكرى استشهاد القيادي والمثقف “#حسين شاويش#” في 20 تموز.
وحسب إعلان هيئة الثقافة لشمال وشرق سوريا، فإن الدورة السادسة للمعرض ستبدأ يوم 22 تشرين الأول الجاري، وهو اليوم الموافق لذكرى وفاة الشاعر الكردي الكبير جكر خوين. وكان سبب تأخر المعرض لهذه السنة عن موعده المعتاد تنفيذ فكرة ترحيل موعد انعقاد المعرض من الصيف إلى الخريف، إضافة إلى حالة الطوارئ التي أعلنتها الإدارة الذاتية جراء التهديدات التركية على المنطقة.
ورغم أن المعرض تطور من دورة لأخرى، إلا أن الدورة الخامسة منه كان التنظيم دون المستوى المطلوب رغم المحاولات الجادة من جانب اللجنة التحضيرية له، “فالصالة لم تكن مجهزة تجهيزاً تاماً لاستقبال حدث المعرض، والإقبال لم تشهد زيادة مقارنة بالسنوات الأخيرة، ومعظم الزائرين كانوا يشتكون من ارتفاع أسعار الكتب في دور النشر الخارجية خاصة، والحضور الضئيل للندوات والمحاضرات المرافقة للمعرض أربكت اللجنة التنظيمية التي اضطرت لإلغاء بعض منها. وبسبب ظروف الصالة الغير قادرة على التكيف مع درجات الحرارة العالية طرح العديد من الحاضرين والقائمين عليه فكرة نقل توقيت انعقاد المعرض إلى فصل الربيع أو الخريف”..
في معرض تقديم ملاحظاتنا للدورة الخامسة من المعرض، كنا قد طرحنا مقترحات لتجاوز السلبيات المرافقة لمعرض الكتاب كبديل عن تأخير موعد تنظيمه من قبيل “بناء أو تخصيص صالة واسعة، أو مكان خاص دائم لمعرض الكتاب (أو مكان خاص للمعارض) مع تجهيزه بكافة المستلزمات والخدمات، وتقسيم الصالة بشكل هندسي مهني مع إيجاد مكان مخصص ملائم للندوات والمحاضرات المرافقة، كون معرض الكتاب يعدّ واجهة ثقافية في أي بلد ما أمام الرأي العام المحلي والخارجي، إضافة إلى التنظيم الجيد للمعرض من ناحية الأعمال المرافقة، وفي آلية التواصل مع المؤسسات الثقافية المحلية، وتفعيل دور الدعاية والإعلام الخاص بالمعرض بشكل ملائم للحدث وأهميته”.
ورغم أن بناء صالة نموذجية خاصة بالمعارض أو بمعرض الكتاب لم تنجز طوال السنة السابقة، رغم أنها لا تحتاج إلى تكاليف باهظة، وهي ليست بمشروع معقد، فإن الجهات التنفيذية والثقافية للإدارة الذاتية ارتأت أن تلجأ للبديل الآخر، وهو خيار تأخير موعد المعرض من موعدها المعتاد إلى فصل الخريف للتخلص من تبعات الحرارة العالية في الصيف.
بالأحوال كلها، إن انعقاد المعرض في الصالات المتوفرة يتطلب من الجهات الراعية والمنظمة بذل جهود كبيرة لتقديم تنظيم أفضل من الدورات السابقة، هذا امتحان كبير لها.. وكما يقول المثل “عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان”.[1]