محمد سعيد
تعاني البيئة في شمال وشرق سوريا من عديد المشاكل، فالتلوث بات ملحوظاً بشكل كبير خاصةً في الآونة الأخيرة، إذ أننا نلحظ تلوث جميع مصادر الحياة في هذه البقعة الجغرافية، من تلوث الهواء بسبب انتشار حراقات النفط البدائية، وازدياد عدد المركبات بشكل يفوق الأعداد المناسبة، وانتشار المولدات بأحجامها، وأشكالها المتنوعة، ناهيك أيضاً عن عمليات التخلص البدائية من القمامة، عن طريق حرقها في الخلاء من قبل العديد من الأهالي والبلديات، وهذا التلوث ينجم عنه مخاطر على الصحة العامة، وبشكل خاص على الجهاز التنفسي.
أما فيما يتعلق بالتلوث السمعي (التلوث بالضجيج)، فأيضاً مرده إلى ازدياد أعداد المركبات والدراجات النارية، والمولدات بكافة أنواعها، أدت إلى ازدياد الضوضاء ووصول تلوث الضجيج إلى مستويات غير معقولة.
أما تلوث الماء، فهذا يعدّ تلوثاً كارثياً، لأنه سبب ولازال يسبب العديد من الأمراض والكوارث الصحية.
ابتداءً من التسمم البسيط، وصولاً للكوليرا، التي تحدثنا عنها بشكل شبه مفصل في مقالنا السابق، وتلوث المياه له أسباب أو بمعنى أدق مسببات عديدة، منها على سبيل المثال قنوات الصرف الصحي، التي تصب في الأنهار، وما ينجم عنها من تلوث فظيع يؤدي إلى انتشار الحشرات، التي تسبب وتنقل العديد من الأوبئة والأمراض، التي من الممكن أن تخرج عن السيطرة، وتسبب كوارث إنسانية في المستقبل القريب، وبالإضافة إلى قنوات الصرف الصحي، هناك القمامة التي تلقى في مجاري الأنهار، من قبل الأهالي الذين يقطنون بجانب هذه الأنهار، ما يؤدي لتلوثها، والقضاء على الكثير من الأحياء النهرية، التي تسهم في تحقيق التوازن البيئي، والتي بدورها تغني السلسلة الحيوية في المنطقة.
وهنالك أيضاً تلوث المياه الجوفية، عن طريق تسرب بقايا المشتقات النفطية والكيمياوية إليها، والعصارات، التي تنتج عن تحلل القمامة، والتي بدورها تختلط بالمياه الجوفية، وتؤدي لتلوثها وتحويلها من مياه صالحة للاستهلاك البشري، إلى مياه ملوثة تضر بصحة الحيوان والنبات والإنسان، مسببة له أمراض معوية وجلدية خطيرة، قد تودي إلى الهلاك.
وهذا غيض من فيض ما يسببه التلوث الحاصل في المنطقة، وما يترتب على هذا التلوث من مشاكل جمة، قد تصل في بعض الأحيان إلى وصفها بالكارثة.
لذا من واجبنا الحفاظ قدر الإمكان على بيئة نظيفة وصحية، لتكون آمنة لحياتنا وحياة أولادنا في المستقبل، وذلك من خلال تحمل المسؤولية الأخلاقية بالدرجة الأولى تجاه البيئة ومواردها المتجددة وغير المتجددة.[1]