في الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد الفدائية #آرين ميركان#، أوضحت الناطقة باسم وحدات المرأة (#YPJ#)، روكسن محمد، أن فعالية الشهيدة آرين هيأت أرضية نضالية على أساس أيديولوجية حرية المرأة لمقاومة الأنظمة الحالية، وعدتها أسلوباً تستقي منه النساء قوتهن وإرادتهن وسعيهن للوقوف أمام كافة الهجمات والرد عليها في الوقت المناسب.
آرين ميركان، من لا يعرفها، هذه القيادية التي غيرت من مسار حرب ضد أكبر المجموعات المرتزقة، والتي جعلت من نفسها بداية مرحلة جديدة أوقد شعبها شعلة ثورتهم من نيران جسدها، هذه الفدائية التي أصبحت مثالاً لتاريخ المرأة المناضلة وميراثاً لنساء العالم.
القيادية آرين ميركان، التي التزمت بنهج المقاومة الذي جسدته المناضلات من أمثال الشهيدة زيلان (زينب كناجي) في سبيل الحياة الحرة والكريمة، وعززت بعمليتها الفدائية روح المقاومة لدى كل شعب روج آفا وشمال وشرق سوريا، وسمع صدى عمليتها التي نفذتها ضد مرتزقة داعش في 2014، في كل أنحاء العالم، لتبدأ جميع النساء مرحلة جديدة نحو حريتهن.
ويصادف اليوم 5 تشرين الأول/ أكتوبر، الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد القيادية في وحدات حماية المرأة (YPJ) الفدائية آرين ميركان (دلارا كينج)، التي نفذت فعالية فدائية عندما حاول مرتزقة داعش السيطرة الكاملة على تلة مشته نور بمدينة كوباني، حيث وقع على إثر هذه الفعالية الفدائية العشرات من القتلى بين صفوف المرتزقة.
الفدائية من طبيعة المرأة
عن ذلك، لفتت الناطقة باسم وحدات حماية المرأة (YPJ)، روكسن محمد، الانتباه إلى تاريخ المرأة الكردية المناضلة التي أفرزت تطورات كبيرة في تاريخ الكردياتية، قائلة: تعرض الكرد للإبادة والظلم على مر التاريخ، لكنهم واصلوا نضالهم ومقاومتهم بريادة المرأة الكردية ضد هذه السياسات، لذلك عرف التاريخ الكردي بنضاله وبمقاومة وطليعة المرأة الكردية.
فالتاريخ الكردي مليء بالملاحم النضالية التي قادتها المرأة الكردية بعملياتها الفدائية ضد الظلم والإبادة التي تعرض لها شعبها، حيث أوضحت روكسن محمد، أن الفدائية من طبيعة المرأة التي تناضل لحماية أرضها وشعبها وقيمّها ولتحقيق حريتها.
وأكدت أنه عندما يتم تنظيم الطبيعة الفدائية للمرأة، فإنه يخلق معه انتصارات عديدة، وقالت: الروح النقية والفكر الواضح قادر على إبراز العديد من التغيرات، لكن بلا شك ذلك يتطلب إرادة وقوة صارمة لأن الفدائية ذات قيمة كبيرة، هذه الفدائية التي تعزل نفسها عن المادية والمصالح الشخصية وتربط نفسها بالأرض والقيم المقدسة والروح الوطنية التي تولّد الروح الفدائية بذاتها.
وبيّنت روكسن محمد أنه بطليعة وفدائية المرأة سارت المجتمعات والحياة حتى اليوم الراهن، قائلة: قدمت المرأة الكردية على مر التاريخ وحتى اليوم الراهن تضحيات كبيرة ونضالاً لا محدوداً، أمثال؛ ليلى قاسم وبسي وظريفة وروشن بدرخان، كل امرأة من هؤلاء صاحبة نضال ومقاومة وفدائية كبيرة ضد النظام السلطوي والذكوري.
نساء كرديات خلقن حياة جديدة لشعبهن
روكسن أكدت أنه على خط حرية المرأة أبدت كل فدائية من هؤلاء مقاومة كبيرة لتصبح ميراثاً لكل النساء، مثل ليلى قاسم التي ناضلت ضد ظلم صدام حسين ورفضت الخنوع لظلمه، وساكينة جانسز صاحبة التاريخ المقاوم والمسيرة النضالية التي مثلت طريق أيديولوجية حرية المرأة وخلقت حياة جديدة لكل امرأة اعتزت بنفسها ووقفت في وجه سياسات الإبادة لحماية مجتمعها وأرضها ووطنها، وبيريتان التي رفضت الاستسلام للعدو، وزيلان التي كانت بمثابة انبعاث جديد لخط حرية المرأة من أجل تطوره، والتي أثبتت مرة أخرى قدرة المرأة على تغيير مسار الحياة، وإرادتها وجرأتها ضد الأنظمة التي سعت إلى طمس هويتها.
وفي إشارة إلى تأثير تاريخ المرأة الكردية الفدائية على خط نضال المرأة في الوقت الحالي، بيّنت روكسن أن ميراث النساء الكرديات الفدائيات أصبح مدرسة تستمد منها كل امرأة كردية وجميع النساء قوتهن وإرادتهن لمعرفة هويتهن ومواصلة نضالهن على أساسها، فالمرأة المتعلمة القادرة على السير مع المرحلة وتحليلها بالشكل الصحيح للرد عليها بالشكل المطلوب، ستستطيع تحقيق تغييرات مهمة لمجتمعها.
بداية هزيمة داعش
وحول تأثير الفعالية الفدائية للشهيدة آرين ميركان على مقاومة كوباني، أكدت روكسن أنه على الرغم من الهجمات الوحشية التي تعرضت لها كوباني من قبل داعش وداعميه كالدولة التركية، وادعاءاتهم سقوط كوباني خلال يومين، إلا أن المقاتلين والقياديين الذين ناضلوا في كوباني بريادة وحدات حماية المرأة، سطروا ملاحم بطولية وتاريخاً جديداً من المقاومة والفدائية.
مؤكدة أن هذه المقاومة غيرت من مسار تلك المرحلة المصيرية، والفعالية الفدائية للشهيدة آرين ميركان، في كونها أحدثت نقلة نوعية وبداية لسقوط داعش، منوهة إلى الخصال التي تميزت بها الشهيدة آرين ميركان في مقاومة كوباني، قائلةً: بقيادتها ومسؤوليتها وقيمها وروحها الوطنية تمكنت من تحليل المرحلة والحرب التي اندلعت في كوباني آنذاك، واستطاعت الرد على الذهنية والنظام الأبوي الذي سعى إلى كسر إرادة المرأة وإنهاء وجودها ووضع شعب المنطقة أمام إبادة جديدة.
وأضافت: عملية الشهيدة آرين لم تصبح مثالاً للنساء الكرديات وشعب المنطقة فحسب، بل بنت أرضية نضالية على أساس أيديولوجية حرية المرأة، لتتمكن كل امرأة من النضال والمقاومة ضد الأنظمة الحالية التي تسعى لكسر إرادتها وإنهاء وجودها وسلب حقوقها.
انبعاث صوت مقاومة وحدات حماية المرأة
روكسن محمد بيّنت أنه بالفعالية الفدائية للشهيدة آرين ميركان، وصل صوت مقاومة وحدات حماية المرأة إلى العالم أجمع، وعلى أساسها انضمت مئات النساء الأمميات إلى صفوف الوحدات، قائلة: القناعة والثقة التي بنتها الشهيدة آرين بعمليتها، أصبحت أملاً لكل امرأة تناضل من أجل حريتها وحرية شعبها وأرضها ووطنها، وأسلوباً تستقي منه النساء قوتهن وإرادتهن، وأثبتت للعالم عدم قدرة أي قوة على إعادة المرأة إلى العبودية التي فرضت عليها لعصور.
باتت فعالية الشهيدة آرين ميركان، مصدر إلهام للثقة بقوة وعزيمة المرأة، فعندما تكون المرأة منظمة وواثقة بقضيتها وهويتها وأرضها وتتحلى بالروح الوطنية، لن تتمكن أي قوة من الوقوف في وجهها وفرض قيودها عليها، كما عبرت عنه الناطقة باسم وحدات حماية المرأة (YPJ) روكسن محمد.
وأردفت بالقول: عندما تكون المرأة ذات فكر حر وتناضل على أساس أيديولوجية حرية المرأة ستتمكن من خلق تغييرات ضمن مجتمعها والعالم أجمع، وتحقيق الانتصارات وبناء شخصية مناضلة.
YPJ ثورة أخلاقية وإنسانية
وفي إشارة إلى تأثير القعالية الفدائية للشهيدة آرين ميركان على نهج مقاومة وحدات حماية المرأة، قالت روكسن: لقد فتحت الطريق أمامنا للنضال في سبيل بناء مجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل مكون وامرأة بهويتها وكرامتها على أرضها، وتقوية تنظيمنا وإرادتنا في مواصلة المقاومة، ففعالية الشهيدة آرين أصبحت مصدراً للمعنويات وتقوية الروح الرفاقية والقيادية في صفوف وحدات حماية المرأة، ورفعت من وتيرة نضال الوحدات ضد الأنظمة والذهنية الذكورية التي سعت إلى إنهاء وجود المرأة.
مضيفة: وحدات حماية المرأة هي ثورة مجتمعية وأخلاقية وإنسانية في أساسها، وعلى هذا الأساس والمبدأ واصلت نضالها حتى اليوم الراهن لبناء مجتمع أخلاقي سياسي وحر، وقاومت جميع الأنظمة لتحرير النساء فكرياً وجسدياً.
وأوضحت وحدات حماية المرأة أخذت من مقاومة كوباني وبالأخص بعد فعالية الشهيدة آرين تجربة لها، لتقوية تنظيمها الذاتي في إطار تطوير مقاومتها وحماية هوية ووجود شعبها على الرغم من جميع الهجمات.
توسع المقاومة
روكسن محمد، نوهت إلى دور وحدات حماية المرأة في محاربة مرتزقة داعش في شمال وشرق سوريا، بالقول: لوحدات حماية المرأة دور كبير في محاربة المرتزقة حتى قبل مقاومة كوباني، فقد حاربت مرتزقة جبهة النصرة أيضاً، لكن في مقاومة كوباني شكلت مرحلة أكثر تنظيماً وذلك لحماية قيم المجتمع ومكتسبات الثورة والإنسانية، فهي حمت الإنسانية جمعاء وليس شعوب المنطقة فحسب.
وأكدت أن سقوط داعش الأول كان في مقاومة كوباني، هؤلاء المرتزقة الذين لم تتمكن أي قوة من محاربتهم رغم أسلحتهم الثقيلة، لكن في كوباني وبطليعة المرأة الكردية أمثال آرين وريفان ودستينان والمئات منهن تطورت هذه المقاومة، وأثبتت مرة أخرى قدرة المرأة الكردية على إفشال كل مخططات وهجمات العدو بفكرها وارتباطها القوي بقضية حريتها.
وقالت: هذه المقاومة التي شجعت كل النساء على الانضمام إلى وحدات حماية المرأة.
مواصلة محاربة داعش على نهج الشهيدة آرين
روكسن محمد أوضحت، أن وحدات حماية المرأة وسعت من نطاق مقاومتها لحماية كل المجتمعات والمرأة وذلك بمواصلة طريق الشهيدة آرين، فمن حملة تحرير منبج والرقة والطبقة حتى الباغوز ناضلت الوحدات لحماية كل مكونات المنطقة والإنسانية، وستواصل مقاومتها هذه وترفع من وتيرة نضالها.
وتابعت: هناك العديد من القياديات اللواتي حاربن داعش حتى النهاية بقوة لحماية الإنسانية، أمثال سوسن بيرهات وجيان تولهلدان وروج خابور وبارين بوتان؛ هذا النضال لا يزال مستمراً لغاية اليوم الراهن، ورأينا ذلك في المرحلة الثانية لحملة الإنسانية والأمن ضد خلايا مرتزقة داعش في مخيم الهول والتي كان للوحدات دور بارز فيها لإنهاء خطورة داعش والوحشية التي يمارسها ضد الإنسانية.
خطورة داعش تتجدد في المنطقة
الناطقة باسم وحدات حماية المرأة، روكسن محمد سلطت الضوء على خطورة مرتزقة داعش القائمة على الرغم من القضاء عليه جغرافياً، قائلة: لا يزال خطر داعش قائماً لأنه يسعى إلى إعادة إحياء نفسه من جديد بدعم لوجستي من قبل الدول التي تسعى إلى إعادة إحيائه من جديد في المنطقة.
موضحة الدولة التركية تقدم الدعم لداعش وتتحين الفرصة لتقديم الدعم له، وذلك عبر هجماتها المستمرة بلا انقطاع، ما يهيئ الأرضية ليعيد داعش إحياء نفسه، فقد انتهت حملة الإنسانية والأمن بتحقيق نتائج كبيرة، وبالتزامن مع ذلك وسعت الدولة التركية دائرة هجماتها على المنطقة انتقاماً لداعش.
مؤكدة أن وحدات حماية المرأة تواصل نضالها لتحقيق كل المهام والواجبات التي وضعتها على عاتقها لحماية شعبها، وذلك على أساس العهد الذي قطعته منذ بداية تأسيسها وحتى اليوم الراهن، بروح الشهيدات آرين وأفيستا وزهرة وريفان وجيان، اللواتي حاربن ضد إرهاب داعش ووسعن من روح المقاومة ضد كل أشكال الاحتلال الذي يتعرض له شعب المنطقة وعلى المرأة بالأخص التي تتعرض لجميع أنواع العنف والاضطهاد.
تمثيل نهج الشهداء من منطلق المهام الإنسانية
روكسن محمد بيّنت لأن ثورتنا ثورة أخلاقية وإنسانية، ولكي نحمي مكتسباتنا التي حققناها خلال السنوات العشر للثورة بمقاومة وكدح شعبنا، وبكفاح ومقاومة الآلاف من رفاقنا الذين استشهدوا من أجل حماية المنطقة والإنسانية، وفقدوا أجزاء من أجسادهم (جرحى الحرب)، يتطلب من كل امرأة وشعب المنطقة عامة بروح فدائية وبروح حرب الشعب الثورية النضال في الثورة التي أغنت نفسها بعد عشر سنوات، المحافظة على المكتسبات التي تحققت والمشروع الديمقراطي الذي تم تأسيسه في المنطقة ونظام الإدارة الذاتية.
مشددة على أنه كل من جهته وحسب موقعه الذي يناضل منه عليه حماية حيه وقريته ومنزله، والقيام بمسؤولياتنا، ونمثل نهج شهدائنا من منطلق مهامنا الإنسانية، ولأجل ذلك يتطلب من كل واحد منا النضال ضمن هذه الثورة وحمايتها، فنحن اليوم نمر بمرحلة صعبة، لأن الأنظمة الحالية تسعى لدفن المشروع المبني وثورة المرأة في المنطقة وإلحاق الهزيمة بها، وموقفنا من هذه السياسات سيكون من خلال الالتفاف حول ثورتنا ومكتسباتنا.
بإرادتنا الصلبة سنرد عليهم
وأضافت: وبروح فدائية نحمي إنجازاتنا التي حققناها خلال الثورة، وتوسيعها على أكبر نطاق، لأن أنظار الجميع اليوم تتجه نحو شمال وشرق سوريا، ويكتسبون الإلهام من المكتسبات والتجربة التي تحققت والملاحم التي سطرت في المنطقة ويأخذونها مثالاً لهم.
الناطقة باسم وحدات حماية المرأة، روكسن أكدت أن مطالبهم ليست محصورة بالشعب والنساء في شمال وشرق سوريا فقط، إنما نطالب كافة النساء والشعوب الداعية إلى الحرية والذين يناضلون من أجل الحرية والديمقراطية لمساندة ودعم ثورة روج آفا، ووحدات حماية المرأة وثورة الإنسانية، ومواصلة السير على خطا الشهداء بموقف ويد واحدة وبإرادة صلبة لدحر كافة أشكال الاحتلال والأنظمة التي تسعى لإبادة المرأة وتجريد المجتمع من الأخلاق وإبعادهم عن الإنسانية، والقضاء على الحياة، كما يجب الوقوف أمامهم بمقاومتنا، وبإرادتنا الصلبة سنرد عليهم.
(ي م)
ANHA
[1]