أصبحت الفدائية بقيادة المرأة الكردية نهجاً نضالياً في #كردستان# في مواجهة الإبادة، وضد هجمات التصفية والإبادة هذه؛ وضعت السائرتان على خطا زيلان في هذا العصر؛ سارا وروكن، بصمتيهما على التاريخ، وغيّرتا مجراه وقد أكّدت عائلة الشهيدة روكن على أنّها ستسير على خطا روكن وسارا.
في وقت كانت ترتكب فيه المجازر بحق الشعب الكردي وتُمارس بحقّه الإبادة، بدأت حركة التحرر الكردستانية النضال المسلّح ضد العدو المستبد، وقد شهدت السنوات الأربعين للنضال محاولات عديدة؛ وسخّرت فيها قوات الاحتلال كل قوتها لتصفية هذه الحركة وإبادة الشعب الكردي، وخلال تلك الفترة تدخّلت فدائيات ذلك العصر بقيادة زيلان (زينب كناجي) في العملية، وغيّرن مجرى التاريخ. وأصبحت السائرتان على خطا زيلان في العصر الحالي سارا وروكن، قياديتَين لهذه العملية.
أسلوب زيلان الفدائي
مثلما ردّت زيلان بعمليتها في ديرسم على الاحتلال عندما شنّ حرباً وحشية على كردستان لاحتلالها، وبينما هو ينفّذ عملية تصفية ضد حزب العمال الكردستاني، وفي الوقت الذي طالت هجماته القائد عبد الله أوجلان؛ أثبتت هذه العملية الفدائية، أنه بالإمكان تدمير العدو ومواجهة هذه الهجمات. وهذا ما خلق خوفاً كبيراً لدى العدو، وخلق في الوقت نفسه شجاعة نضالية عظيمة لدى المرأة والشعب المناضل. حيث أثبتت للجميع أنه بإمكان شخص واحد فقط زرع الخوف في قلب العدو بالروح الآبوجية، وقلبت جميع مخططات الإبادة تلك، لقد أراد المحتل تسطير تاريخٍ جديد لهزيمة الكرد وإظهار بطولة الأتراك، لكن عملية زيلان التي أصبحت أسلوباً للرد على العدو في أصعب الظروف قلبت هذا التاريخ.
وقد اتّبع السائرون على خطا زيلان الخالدين؛ زنار ودوغا وايريش وآندوك والعديد من الفدائيين غيرهم، هذا النهج الفدائي وأظهروا للجميع أنه بإمكان الأشخاص الذين يتحلّون بالروح الآبوجية التضحية بأرواحهم في سبيل حرية شعبهم، وأنهم سيضربون هذا العدو في أصعب أماكنه ويحبطون هجماته.
لقد ردّت السائرتان على خطا زيلان في هذا العصر على المجازر والإبادة
مؤخراً، وضعت فدائيتان أخريان سائرتان على خطا زيلان؛ سارا وروكن، بصمتيهما على نضال الشعب الكردي في سبيل الحرية. ففي وقت ترتكب فيه المجازر بحق الشعب الكردي وتُمارس بحقه الإبادة وتتعرّض أرضه للاحتلال وتُشنّ على كريلا الحرية هجمات تصفية باستخدام كل تقنيات الناتو والأسلحة الكيماوية، وتُفرض عزلة مشدّدة على القائد أوجلان، وفي وقت تخرج فيه جثامين معتقلي الحرية من السجون يومياً؛ نفذت هاتان الفدائيتان عملية ضد أكثر الأماكن أمناً للمحتل، وقلبتا نظامه رأساً على عقب.
يزعم المتحدثون باسم الاحتلال أنهم قادرون على احتلال أي مكان يريدونه ومتى أرادوا، وأن كل شيء تحت سيطرتهم بقوتهم التقنية، وأنه في الأساس لم يبقَ سوى عدد محدود من الكريلا، ولكن وعلى نقيض ذلك؛ نفذت الفدائيتان الجديدتان عملية ضد أكثر مناطقهم أمناً وقامتا بتضليلهم، لقد أظهرتا للمحتل أنّ الفدائيين الآبوجيين قادرون على هزّ كيان المحتل وتدميره حتى لو بقي منهم شخصان فقط. ومرة أخرى انقلبت قصة بطولة الاحتلال التركي، وأُحبط هجوم الإبادة على الشعب الكردي وهُزّت قصور القوى المستبدة.
قادت المرأة الكردية النهج الفدائي
كانت النساء على وجه الخصوص، هن اللواتي يقُدن هذا النهج الفدائي، فقد اتخذت المرأة الكردية التي أقسمت على النضال في سبيل الحرية وقررت النضال، خطوات عظيمة في حركة التحرر الكردستانية المتمثلة بحزب العمال الكردستاني، بالروح الفدائية، وأصبحت رائدة في كل العصور.
يُسطَّر التاريخ الكردستاني بالمقاومة والروح الفدائية للمرأة دائماً، بحروف من ذهب، فها قد تدرّبت امرأتان كرديتان شجاعتان وجسورتان وعاشقتان للحرية على خطا إلهتهما زيلان، في صفوف من سار على خطاها، ونفّذتا عملية فدائية بتكتيك وأسلوب احترافي متقن، وفي مكان لم يكن يتوقعه العدو أبداً؛ وذلك للانتقام لرفاقهما الذين يقاتلون في سبيل الحرية والدفاع عن كردستان، في مواجهة القنابل والأسلحة الكيماوية بحقهم، والأهمّ؛ من أجل إنهاء الظلم والاعتقال والتعذيب الذي تشهده السجون. لقد نفذتا العملية فجأة وذات ليلة، بطريقة تصعق العدو.
المقاتلتان على درب الحقيقة، سارا وروكن، ثائرتان سارتا على درب رمز الإلهة زيلان، وقد وجّهتا، في هذه المرحلة التي تُفرض فيها عزلة مشدّدة على القائد آبو ويتعرّض فيها الشعب الكردي وحركة التحرر الكردستانية لمختلف أشكال الإبادة؛ ضربة موجعة لدولة الاحتلال التركي بالعملية التي نفّذتاها، وهذا يدلّ على يقظة المرأة ضد التصفية والإبادة وحساسيتها تجاه الحرية. كما أثبتتا بعمليتهما هذه أنّ الكريلا الفدائيّين لحركة التحرر الكردستانية قادرون على توجيه ضربة للعدو أينما أرادوا.
ابنة بوتان الفدائية هي تلميذة سارا
وُلدت المقاتلة في سبيل الحرية، سارا، في كنف أسرة وطنية من عشيرة غويي، في ناحية قلبان التابعة لشرنَخ، ونشأت في أرض بوتان المقدسة على الوعي والثقافة الكردايتية، ولكنها أُجبرت في طفولتها على الهجرة إلى المدن التركية بسبب قمع دولة الاحتلال التركي. لقد عرفت كيف يكون الجهد والعمل خلال شبابها، فقد كان العمل والكدح أبرز سمات شخصيتها، وعلى الرغم من انتقالها إلى المدن؛ إلّا أنها كانت دائمة التفكير بالوطن والجبال ورفاق الجبال. لقد رغبت منذ صغرها بأن تصبح إحدى مقاتلات الكريلا، وقد كبرت وكبرت معها هذه الأحلام، وانضمّت لصفوف الكريلا عام 2009، واتخذت مكانها في صفوف القوات الخاصة عام 2010. وأثناء عملية تدريب القوات الخاصة تعلمت ثقافة وأسلوب حياة حزب العمال الكردستاني من سارا (ساكينة جانسيز) القيادية البارزة في الحزب وإحدى مُؤسِّساته وبقيت معها، رافقتها وشاركتها أسمى القيم المعنوية، لقد جسّدت حقيقة المرأة الحرة التي تمتعت بها شخصية ساكينة جانسيز وجعلتها طريقة مسيرتها الثورية.
وبشخصيتها المفعمة بالمعنويات، عاشت دائماً بمشاعر فدائيّة. وبعد تعرّفها على القيادية في وحدات المرأة الحرة ستار؛ جيندا أوزغور (نورجان إكينجي) التي استشهدت عام 2017، عندما كانت قيادية لوحدات المرأة الحرّة - ستار في إيالة غارزان، سارت دائماً على خطاها بشغف، ومن خلال العمل الجاد والتحلّي بالصبر والتواضع والولاء للقائد اتّبعتها بعناية وجعلت منها قدوة لها.
نحن نسطّر تاريخنا
تحدثت الشهيدة سارا عن انضمامها إلى صفوف حزب العمال الكردستاني، وتركيزها وهدفها ومحاولات الهجوم على أجزاء كردستان الأربعة والقائد آبو قائلة لقد كان هذا وعدي منذ الطفولة، فقد كنت أقول؛ سأنضم إلى صفوف حزب العمال الكردستاني عندما أكبر. وعلى هذا الأساس انضممت إلى الحزب عام 2009. ومهما وصف الشخص أهمية حزب العمال الكردستاني فلن يفيه حقه وسيبقى مقصّراً بحقه. الكريلا وحقيقة الكريلا أكثر من يشهد هذه الحقيقة. وبهذا المعنى فإن الحقيقة هي عودة المرء إلى طبيعته وكيانه الذاتي وتبنّيه لقيمه وتاريخه. نحن نسطّر تاريخنا، ولا يوجد ما هو أهم وأكثر قيمة من هذا. علينا بناء شخصيتنا وفقاً لحقيقة القائد والعيش وفق هذه الحقيقة في هذه الأوقات الصعبة التي نمرّ بها.
إن هذا الوقت الذي نعيش فيه هو وقت بلوغ القمّة، وما يقع على عاتقنا هو التمكّن حقاً من بناء شخصية كريلا النصر في شخصياتنا، وأن نكون قادرين على قول كفى للوضع القائم، والتمكّن من قول كفى لظروف وشروط العزلة والتعذيب التي يعيشها قائدنا ووضع حدّاً لها، لذلك علينا مراجعة شخصيتنا أكثر وبناءها، ولأننا حركة في هذا العصر علينا الردّ على الهجمات التي تُشن على الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة وعلى حركتنا، والقول إننا نستعدّ وفقاً للواجبات والمسؤوليات التي يفرضها علينا هذا الوقت.
تأثّرت كثيراً بموقف الرفيقين دوغا وزنار
وُلدت المقاتلة في سبيل الحرية روكن، في كنف أسرة وطنية، في قرية بليقية التابعة لناحية عامودا في قامشلو، درست المرحلة الابتدائيّة في مدرسة القرية، ثم توجّهت إلى مدينة قامشلو لاستكمال تعليمها في المرحلة الإعدادية. ومع بدء ثورة روج آفا؛ نما شعور حب الوطن والحياة الحرة في قلب الشابة روكن في كل لحظة من لحظات الثورة. ومقابل قمع نظام البعث للكرد وشعب المنطقة ومع ثورة الحرية في روج آفا؛ جذبت الجبال الحرة انتباه وتفكير الفتاة الشابة؛ ابنة روج آفا على الدوام. لقد شاركت بشكل فاعل في نضال ثورة روج آفا، لكن رغم ذلك، كان تفكيرها دائماً بالجبال الحرّة. كانت تدرك أن أكبر خطر يهدّد الوجود الكردي هو الدولة التركية المحتلة والمستبدّة، ولتقاتل ضدها في باكور كردستان، توجّهت إلى الجبال الحرة عام 2014 وهي توّاقة للحرية. لقد عاشت كل لحظة من حياتها على طريق الحق كملائكة الآلهة. وبعد أن خضعت لتدريب المقاتلين الجدد طلبت الانضمام إلى صفوف القوات الخاصة وبدأت تتلقّى تدريب الدورة الأساسية.
وعبّرت الشهيدة روكن عن مشاعرها بخصوص انضمامها لصفوف القوات الخاصة قائلة أستطيع القول إنني تعرفت على ذاتي داخل صفوف القوات الخاصة، وبدأت بحثي بخصوص اقتراح عملية فدائية، كعملية الرفيق دوغا والرفيق زنار؛ لأنني كنت أعرف الرفيقين شخصيّاً. فقد خضعنا أنا والرفيق دوغا للتدريب معاً، وكنت في المقر ذاته مع الرفيق زنار. لقد تأثّرت كثيراً بموقف هذين الرفيقين.
أسرة الشهيدة روكن: سنسير على خطا الشهداء
تحدّثت أسرة الشهيدة روكن لوكالتنا عن حياتها وأعربت عن مشاعرها حيال العملية التي نفّذتها.
أكدت والدة الشهيدة روكن أنها فخورة بابنتها وقالت: لقد كانت ابنتي روكن تتمتع بمعرفة كبيرة، لم تزعج أحداً منها يوماً، كانت تعمل بدأب. أنا أعتبر جهد ابنتي مقدساً جداً، لقد نفذت عملية عظيمة جداً، الشعب الكردي بأسره فخور بها. لقد انضمت الشهيدتان سارا وروكن لموكب الشهيدة زيلان وهذا مقدّس، سنسير على خطا الشهداء حتى النهاية.
أما والدها فرمز موسى حسين فأوضح أنها كانت محبوبة من الجميع، وأنه يعتزّ باستشهاد ابنته وأن رفاقها في الجبال الحرّة فخورون بها، وتابع حديثه نهدي استشهاد روكن وسارا للشعب الكردي. كان أصدقاؤها وأحباؤها يتوقون لوجهها البشوش. لن ندع سلاح الشهيدة روكن على الأرض، ونحن بصفتنا أسرة الشهيدة روكن نتعهّد بالسير على خطا الشهداء وعدم التراجع خطوة واحدة. نحن لا نقبل العبودية ولن نسمح للعدو بفرض سلطته علينا، ونحن موجودون طالما أن هذا الحزب باقٍ، فوجودنا من عدمه مرتبط بحركة التحرر الكردستانية.
من جانبها، أوضحت شقيقة الشهيدة روكن، ريحان فرمز، أن شقيقتها أصغر منها سنّاً، لكنها تعتبرها أكبر منها بفكرها، وأشارت إلى العملية التي نفّذتها الفدائيتان قائلة ستُسطّر العملية التي نفّذتها الشهيدتان روكن وسارا ضد العدو، في صفحات التاريخ، وتظهر كيف تتحرك المرأة وكيف أن لا شيء قادر على الوقوف في وجهها. كانت الشهيدة روكن تحبّ شعب وبلدها جداً، وكانت تقول دائماً إنّنا سننتصر. تهاجمنا الدولة التركية بالطائرات المسيّرة، لكن الشهيدتان روكن وسارا، أثبتتا بالعملية التي نفّذتاها داخل الدولة التركية مضحيتين بروحيهما، أننا نستمد قوتنا من مقاتلينا وليس من التقنيات.
كما أكد كل من شقيقة وشقيق وجدة الشهيدة روكن على الالتزام بوعد الشهيدة وعدم الرضوخ للعدو.[1]
(ر)
ANHA